شهد الفريق محمد عباس حلمي وزير الطيران المدني والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الإجتماعي واللواء مصطفى حسين مساعد وزير الداخلية للشئون الإدارية ورئيس بعثة الحج الرسمية، احتفالية توديع الأفواج الأولى لحجاج بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج لهذا العام 1445هـ /2024 م من مبنى الرحلات الموسمية بمطار القاهرة الدولى، وذلك بحضور لفيف من قيادات وزرات الطيران المدني والداخلية والتضامن الاجتماعى والأوقاف والجمارك والحجر الصحى.

افتتح الحفل بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم قدمها الشيخ أحمد نعينع.

وقدم الفريق محمد عباس حلمي وزير الطيران المدني التهنئة لحجاج بيت الله الحرام، سائلا الله (عز وجل) أن يتقبل منهم تلك الفريضة المباركة، ، متمنياً لهم أن تكون تجربة سفرهم على متن رحلات الشركة الوطنية سهلة ومُيسرة، مضيفًا أن، وزارة الطيران المدني بكافة هيئاتها وشركاتها التابعة لا تدخر جهدًا في تقديم كافة أوجه الدعم والخدمات أمام ضيوف الرحمن لتذليل أي صعوبات قد تواجههم في ضوء الخطة التي تم وضعها سلفًا بما يحقق إنسيابية تشغيل الرحلات ويضمن راحة جميع الحجاج في مرحلتي الذهاب والعودة، وخاصة كبار السن وذوي الهمم "، مشيدًا بالتنسيق والتعاون التام مع كلً من السلطات السعودية وجميع الوزارات والجهات المعنية لخدمة ضيوف الرحمن.

35 واعظ من الأوقاف يشاركون بعثة الحج

ومن جانبه أعرب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عن سعادته بالمشاركة في احتفالية توديع حجاج بيت الله الحرام قبل سفرهم مشيرًا أن الحج هو تلبية دعوة الله لمن اختارهم لزيارته ودعاهم لحج بيته الحرام فلبوا الدعاء فهنيئا لهم في رحلتهم المباركة فمن يؤدي الحج فهو تيسير من الله عز وجل، مشيرًا بأن البعثه الرسمية سخرت طاقاتها بتكليف 35 واعظ وواعظ من الأئمة والعلماء حيث تم إعداد دورات تدريبية متخصصة لهم عن كيفية تيسير رحلة الحجاج طالبا من الجميع مساعدة كبار السن وذوي الهمم، وأن لا يشغلوا أنفسهم سوى بعبادة الله والتكبير وكثرة الدعاء بيقين الاستجابة لأنفسهم ولأحبائهم، داعيًا الله أن يحفظ مصر وأن يرزق الله أهلها من واسع رزقه متمنيًا للحجاج أن يتقبل الله منهم صالح الأعمال.

بعثة الحج

ومن ناحيه أخرى، أكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن بعثة حج الجمعيات الأهلية لهذا العام تضم 7500 حاج، تم اختيارهم من ضمن 23، 500 متقدم بطلبات الحج لعام 2024 من خلال الجمعيات الأهلية، مشيرة إلى أن الاختيار تم بطرق تتسم بالشفافية والنزاهة ومراعات تكافؤ الفرص، هذا وتستضيف وزارة التضامن الاجتماعي 295 من زملاء البعثات الطبية وواعظين وزارة الأوقاف ودار الإفتاء وغيرهم من زملاء الوزارات الشريكة.

وأشادت القباج بدور المؤسسة القومية لتيسير الحج الرائع في الخدمة والكفء في الأداء مع مراعاة ترشيد تكلفة الحج في ظل الخبرة الطويلة التي أصبحت لديها، كما توجهت بالشكر للأستاذ أيمن عبد الموجود مساعد الوزيرة لشئون المجتمع المدني والمدير التنفيذي للمؤسسة القومية لتيسير الحج ورئيس بعثة حج الجمعيات الأهلية.

وأكدت الوزيرة أنه تم بذل قصارى الجهود للتعاقد مع الفنادق ذات المستوي المتميز سواء في مكةالمكرمة أو المدينة المنورة بأيسر الطرق وبأكثر أسعار معقولية، كما تم التعاقد مع شركات النقل الجمعيات في المملكة العربية السعودية لنقل الحجاج خلال أداء المناسك في المشاعر المقدسة، وسيقوم الزملاء بالمؤسسة المسئولين عن بعثة حج الجمعيات بتسكين حجاج الجمعيات على مراحل وفقا لتفويج السفر والطيران.

وأضافت القباج أنه تم تدريب المشرفين الموكلين بمهمة الإشراف على خير وجه وبمتابعة الحجاج وتوفير المعلومات السليمة والوقتية وتذليل كافة العقبات والرد على الاستفسارات، وقد تم تخصيص مشرف لكل 46 حاجا.

وفي الإطار نفسه، أشاد اللواء مصطفى حسين مساعد وزير الداخلية للشئون الإدارية ورئيس بعثة الحج الرسمية بأداء شركة مصر للطيران وانتظامية تشغيل رحلاتها الجويه، موضحًا أنه من المقرر أن يتم نقل أكثر من 15 ألف حاج من حجاج قرعة الداخلية، مؤكدًا أنه في ضوء توجيهات وزير الداخلية بالاستعداد التام وتوفير الدعم اللازم وكذا اختيار الكوادر البشرية المتميزة ذات كفاءة عالية، وتوفير المقومات الطبية واللوجيستية وكذلك العيادات الطبية وذلك بالتنسيق والتعاون مع وزارة الصحة واختيار فنادق قريبة ومميزة للحجاج، كما قدم رئيس بعثة الحج الرسمية الشكر والتقدير لوزارة الطيران المدني على حسن الاستقبال والتنظيم الجيد.

ومن جانبه تحدث الطيار محمد موسى رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية قائلًا: " بالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن المهندس يحيي زكريا رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران يسعدنا ويشرفنا تواجدنا معكم في المناسبة الأغلى على قلوبنا وهى احتفالية توديع حجاج بيت الله الحرام لعام 1445هـ، حيث تحرص مصر للطيران على تنظيم هذا الاحتفال سنوياً لما له من منزلة خاصة لنا".

ومن المقرر هذا العام أن تقوم الشركة الوطنية مصر للطيران بنقل ما يقرب من 60 ألف حاج من حجاج القرعة والتضامن والسياحة والجمعيات والهيئات المختلفة وحجاج الترنزيت والرحلات الخاصة وذلك على متن 241 رحلة جوية بواقع 141 رحلة إلى جدة و 100 رحلة إلى المدينة المنورة، ومن المخطط أن تُسير شركة مصر للطيران 274 رحلة جوية خلال مرحلة العودة بواقع 141 رحلة من مطار جدة و 133 رحلة من المدينة المنورة، جدير بالذكر أن شركة مصر للطيران بدأت جسرها الجوي لموسم الحج لهذا العام في 23 مايو 2024، وسوف تنتهي مرحلة الذهاب في 10 يونيه الحالي، حيث ستبدأ رحلات العودة للحجاج من الأراضي المقدسة اعتبارًا من 20 يونيو وحتى 5 يوليو ٢٠٢٤.

وفي نهاية الاحتفالية قام وزراء الطيران المدني والأوقاف والتضامن الاجتماعي ومساعد وزير الداخلية بتسليم قسيمة سفر مجانية لاثنين من الحجاج الأكبر سنًا

كما تم إجراء سحب علنى بتقديم قسائم أخرى برد 50% من قيمة تذكرة السفر لعدد 2 من الحجاج.

وخلال السحب العلني تم فوز 5 حجاج بقسائم وزن إضافي مجانية، بالاضافة إلى فوز 4 من الحجاج بهدايا عينية مقدمة من شركة مصر للطيران للأسواق الحرة، هذا وقد قدمت وزارة التضامن الاجتماعي لـ 5 حجاج خلال قرعة السحب العلني حيث تبلغ قيمة الجائزة الواحدة 10 آلاف جنيهًا لكل حاج.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: نيفين القباج مطار القاهرة الدولي محمد عباس حلمي موسم الحج 2024 أحمد نعينع حجاج بیت الله الحرام التضامن الاجتماعی شرکة مصر للطیران الطیران المدنی وزیر الداخلیة ورئیس بعثة هذا العام بعثة الحج

إقرأ أيضاً:

خطيب الأوقاف: التطرف الرياضي مذموم شرعا ويجعل صاحبه يستحل الحرام

قال الشيخ بلال رمضان، الخطيب بوزارة الأوقاف في مسجد الهادي البديع، إن التطرف الرياضي يحمل نفس السمات للمتطرف لحزب أو مذهب أو جماعة، فالتطرف مذموم كله مهما اختلفت صوره وأشكاله، وأبرز مخاطر التطرف الرياضي أنه يجعل صاحبه يستحل الحرام، فتراه يسخر من المخالفين ويطلق لسانه بالسب والقذف وهتك الاعراض. 

وأضاف بلال رمضان، في خطبة الجمعة اليوم، من محافظة الإسكندرية، أن الوسطية أبرز وأعظم خصائص الأمة الإسلامية التي تدفع أهلها إلى الالتزام بمنهج الإسلام، فيقيمون العدل ويحققون البر وينشرون المعروف ويعمرون الأرض.

النبي حذر من الغلو والتطرف

ولفت إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حذر من الغلو والتطرف بكل أشكاله وبكل صوره، لأن الغلو والتطرف والتعصب مرض إذا تفشى في مجتمع كان ذلك إيذانا لهلاكه وهوانا.

الوسطية أمر ثابت

ونبه على أن الوسطية أمر ثابت قرره القرآن الكريم في أكثر من آية وأكدت عليه سنة النبي في أكثر من حديث، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا» وقوله تعالى: «وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا» وقوله تعالى: «وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا».

وواصل: ولما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها، عن أخلاق النبي فقالت "كان خلقه القرآن" منوها أن علماء الأمة وقفوا أمام هذه النصوص القرآنية والنبوية فجعلوها أساسا منه ينطلقون وبه ينطقون وإليه يرجعون ويحتكمون، جعلوها المنهج والوسيلة والأسلوب والغاية.

دعاء يوم الجمعة للرزق.. اغتنمه وردده الآن يصب الله عليك الخير صباعاطل يدعي تعرضه للتهديد بالشرقية.. الداخلية تكشف الحقيقة

وجاء نص خطبة الجمعة اليوم التي أقرتها وزارة الأوقاف في المساجد، كالآتي:-

   التطرفُ ليسَ فِي التديُّن فقط


الحمدُ لله ربِّ العالمينَ، فطرَ الكونَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وأنزلَ الحقَّ على أنبيائِه ومُرْسلِيه، نحمدُه سبحانَهُ على نعمةِ الإسلامِ، دين السماحةِ والسلامِ، الذي شرعَ لنا سُبلَ الخيرِ، وأنارَ لنا دروبَ اليُسرِ، وَنَسْأَلُه الهُدَى وَالرِّضَا وَالعَفَافَ وَالغِنَى، ونَشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، ونَشْهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ، صَاحِبُ الخُلُقِ العَظِيمِ، النَّبِيُّ المُصْطَفَى الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:

فالتطرفُ ليسَ ظاهرةً قاصرةً على النصوصِ الدينيةِ ، أو محصورةً في الزوايا الشرعيِّةِ ، بل هو انحرافٌ سلوكيّ ، واقتتالٌ فكريّ، يظهرُ حيثما يختلُ ميزانُ العدل ، ويغيبُ  سندُ الاعتدال ، فالغلوُ حالةٌ تنشأُ حينما يُصَادَرُ الفهمُ ، ويُهمل العقلُ ، فيظهرُ في أماكنِ العبادة ، وملاعبِ الرياضة ، والخلافاتِ العائلية، والنَّعَراتِ القبليَّة ، فالمتأملُ يلحظُ تشابهًا في الجذورِ،  وإنْ تباينتِ الألوانُ ، وتعددتِ المظاهرُ ، والتعصبُ لفريقٍ يحملُ سماتَ التشنجِ لمذهب، وكلاهُما مرضُ الذهن، وعلةُ البصيرةِ، التي تُحوِّل الاختلافَ إلى خصامٍ ، والرأيَ المخالفَ إلى سُمٍّ زُعَافٍ، فالآفةُ ليست في حكمٍ مُنَزَّلٍ ، ولا رأيٍ معتبرٍ ، بل في نفسٍ لَمْ تَتزِنْ، وعقليةٍ لَمْ تُوَجَّهْ ، وصَدَقَ اللهُ القائلُ في محكمِ آياتِهِ مُرسِّخًا لِرِسَالةِ التوازنِ والأمانِ: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾.  

سادتي الكرام: أَلَمْ يَكُنْ منهجُ النبوةِ عنوانهُ: «خيرُ الأمورِ أوسَطُها»؟،  أَلَمْ يُحذِّرْ الجنابُ المحمديُّ من الوقوعِ في مظاهرِ الغلوِ ودعاوى التعصبِ؟، لقد أضاءتْ تعاليمُ الإسلامِ بنورِها الوضَّاءِ، وحَمَلتْ أَخْلاقاً رصينةً وآداباً مَتينَة، وحَذرتْ من مزالقِ التطرفِ بِشَتى طرقِهِ وأصنافِهِ، فجاءتْ نصوصُ الوحيينِ صافيةً في دعوتِها، مُحْكَمَةٌ في غايتِها، تدعو إلى الوسطيةِ منهَجاً، والاعتدالِ سِراجَاً، فالإسلامُ يرسخُ فينا ميزاناً دقيقاً، يحفظُ للإنسانِ سكينَتَهُ وتوازُنَه، ويُجنِّبُه مغبةَ الانْدفَاعِ، وعواقبَ الانْقطَاعِ، حتى نكونَ شُهُوداً لله في الأرضِ على الحقِّ واليَقِين، لا على النِّزاعِ والتَّلوين، إنَّ هذا المنهجَ القويمَ يَتَجلى في أَبهى صُوَرِه، كَمَا أشَارَ إِليهِ الحقُّ سبْحانَهُ في وصْفِ عِبادِ الرَّحمنِ بقولِهِ سبحانه:  ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾.

أيها النبلاء: إنَّ الانتماءَ المحمودَ فِطرةٌ إنسانيَّةٌ أصيلة، واعْتِزازٌ بالمحَلِ والمنشأِ والأصل، فاعتزازُ المرءِ بِقَبيلتِهِ أو وطنِهِ دون أنْ يُقصِيَ الآخرَ فعلٌ محمودٌ، وغرضٌ مقصودٌ، فمتى تجاوزَ الحدَّ، يَصيرُ تَعصُّبًا أعْمَى أو حميةً جَاهِليةً مذمومةً تقودُ إلى الشقاقِ والمفاصلةِ، واستدعاءِ العُصْبَةِ للنِزاعِ والمغَالبةِ، ليتحولَّ بذلكَ منْ شُعُورٍ طبِيْعيٍّ بالوحدةِ إلى داءٍ مقيتٍ يَقطعُ أَوَاصرَ الإيمانِ والمحبةِ، ويَصرفُ عن الهدفِ الأًسْمى وهو التعارفُ والتَّكامُل، ويستبدلُ ميزانَ التقوى والحقِّ، الذي هو أساسُ التفاضلِ، بِباطلِ الأحقادِ ودواعي التفرقةِ، وقَدْ كانَ هذا السلوكُ الانْحرافيُّ دعوةً جاهليةً، بعناوينَ قَبَلِيَّة، استنكرها الجنابُ المعظَّمُ  أشدَّ الاستنكارِ وقال متسائلًا:  «َبِدعوىَ الجاهليةِ وأنا بينَ أظهرِكُم؟»

الخطبــة الثانية

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنا محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، وبعدُ:

فالتطرفُ الرياضيُّ بمظاهرِهِ المُنْفلتَةِ، وبعصبيتِهِ المفرطةِ، هو انحرافٌ خطيرٌ عن سننِ الاعتدالِ، يضعُ صاحبَهُ في مواجهةٍ مباشرةٍ مع المحظوراتِ الشرعيةِ والآدابِ الأخلاقيَّةِ، والسلوكياتِ البغيضةِ التي تشملُ السخريةَ المهينةَ، والتنابزَ بالألقابِ المشينةِ، وإطلاقَ عباراتِ السبِّ والشتمِ، وصولًا إلى الاحتقارِ الذي يهدمُ أساسَ الأخُوَّةِ والكرامةِ،  ولا يقفُ الأمرُ عندَ الإيذاءِ اللفظيِّ، بل قد ينجرفُ هذا التعصبُ إلى ما هو أشدُّ وأخطرُ، من اشتباكٍ بالأيدي واعتداءٍ جسديّ؛ لتخرجَ الرياضةُ من إطارِها النبيلِ كوسيلةٍ للتنافسِ الشريفِ والترفيهِ المباحِ، وتصبحَ بؤرةً للخصومةِ والصراعِ المذمومِ، فالمؤمنُ الحقُّ المستنيرُ بتعاليمِ الوحي، يدركُ أنَّ حفظَ اللسانِ وصونَ الأعراضِ من أهم الثوابتِ التي لا يجوزُ المساسُ بها تحتَ أيِّ ذريعةٍ، فالرياضةُ في أصلِها لا يمكنُ أنْ تكونَ مسوغًا للتعدي على حقوقِ الآخرينَ، أو تجاوزَ ضوابطَ السلوكِ القويمِ، قال تعالى:  ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.

أيها المكرمون:

اغْرِسوا في عقولِ شبابِ الأمةِ أن روحَ الشريعةِ الإسلاميةِ هي روحُ الألفةِ والوئامِ، فهي تُرَغِّبُ دائمًا في كلِ ما يجمعُ القلوبَ ويقيمُ الروابطَ، وتغرسُ في النفوسِ معاني الألفةِ بدلَ البغضاءِ والخصام، فالإسلامُ يقفُ موقفَ الرفضِ والتحذيرِ من كلِّ سلوكٍ يثيرُ العداوةَ أو يقطعُ وشائجَ العلاقاتِ الاجتماعيِّةِ، ويدعو إلى الاعتصام بحبلِ الوحدةِ ونبذِ الفرقةِ، فالتنازعُ يُبدّدُ الطاقاتِ، ويُضْعِفُ المجتمعاتِ، ويُذْهِبُ ريحَها، ويُوهِنُ قوتَها، فمهما كانت محبةُ المرءِ للرياضةِ، يجبُ ألا تُخرجَهُ هذه المحبةُ عن حدودِ الشريعةِ وواجباتِ الأخلاقِ وضوابطِ السلوكِ، فالرياضةُ كاشفٌ دقيقٌ لمعدنِ الخُلقِ الحقيقيِّ الذي يُظهِرُ مدى التزامِ الإنسانِ بضوابطِ الاعتدالِ، وعلاجُ التعصبِ الرياضيِّ يكمنُ في ضبطِ اللسانِ، واحترام المنافسِ، وتعميقِ الوعيِ بمقاصدِ الرياضةِ الأصيلةِ كأداةٍ لبناءِ الجسدِ والروحِ؛ ليظلَّ ميزانُ التفاضلِ هو التقوى والأخلاقُ الحسنةُ، لا التعصبُ الأعمى والانتماءاتُ الزائلةُ، قال تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ  وَاصْبِرُوا  إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.. اللهم احفظْ بلادَنا من كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، وابسُط فيها بِسَاطَ اليقينِ والأمنِ والأمانِ.

طباعة شارك التطرف الرياضي التطرف الشيخ بلال رمضان الأوقاف خطبة الجمعة خطبة الجمعة اليوم

مقالات مشابهة

  • خطيب الأوقاف: التطرف الرياضي مذموم شرعا ويجعل صاحبه يستحل الحرام
  • خطيب المسجد الحرام يؤكد فضل صفة الرجولة في دعم المجتمع
  • الطيران الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على جنوب لبنان
  • حجاج 2026: الداخلية تكشف شروطًا صارمة قبل السفر إلى الأراضي المقدسة
  • وزير الحج والعمرة يزور فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين ويشيد بجهودها الثقافية
  • عزوف اليمنيين عن التسجيل لموسم الحج القادم والأوقاف تهدد وكالات التفويج
  • لجان وزارة السياحة تواصل إجراءات معاينة أماكن إقامة سكن الحجاج
  • بالأرقام.. تعرف على مقرات بعثة الحج السياحي في مكة والمدينة
  • وزير الحج والعمرة يشيد بجهود فرع مكتبة الملك عبدالعزيز بجامعة بكين
  • وزير الحج والعمرة يزور فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين