خامنئي: “طوفان الأقصى” أفشلت محاولات التطبيع والخطط الغربية للمنطقة
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
الجديد برس:
قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، إن عملية طوفان الأقصى “كانت حاجة ماسة إلى شعوب المنطقة، إذ جاءت في اللحظة المناسبة لمنطقة غرب آسيا”.
وفي كلمة في الذكرى الـ35 لرحيل الخميني في طهران، أوضح خامنئي أن عملية طوفان الأقصى كانت “ضرورية للمنطقة لأنه كان هناك مشروع أمريكي – غربي لتغيير المعادلات”.
وأضاف أن طوفان الأقصى “خلطت جميع الأوراق، وحصلت في لحظة حساسة، كان العدو يسعى فيها لتطبيق مخطط السيطرة على المنطقة، وأفشلت محاولات التطبيع”.
كما لفت خامنئي إلى أنه “لم يعد هناك أمل لدى الأعداء بإحياء مخططهم السابق، وذلك بعد 8 أشهر من عملية طوفان الأقصى”، إذ إن الفلسطينيين “حاصروا حكومة الاحتلال ووضعوها في طريق لا مفر منه سينتهي بزواله، حيث لم يعد لها أي طريق للنجاة”.
وشدد على أن طوفان الأقصى “شكلت ضربة قاصمةً للكيان الصهيوني لن يتعافى منها ووضعته في زاوية حرجة”، فيما “الجيش الإسرائيلي انهزم أمام فصائل المقاومة مثل حماس وحزب الله”.
وأضاف أن “جبهة المقاومة في المنطقة لديها إمكانات كبيرة”، مشيراً إلى أن “حسابات الكيان الصهيوني تجاه هذه الجبهة خاطئة”.
وفي السياق، بيّن خامنئي أن “جرائم العدو الكيان الصهيوني في غزة، هي ردة فعله الغاضبة على إحباط مخططه”، و”تلك الكلفة يدفعها الشعب الفلسطيني في طريق خلاصه وتحرير أرضه”.
وأكد أن “على الشعب الفلسطيني أن يأخذ حقه بيده في الميدان، وأن يواجه العدو الغاصب، وبالتالي فإنه سيُجبر على التراجع”. وأردف بالقول: “نحن نشهد بداية نهاية الكيان الإسرائيلي”.
كما لفت خامنئي إلى أن “قضية فلسطين أصبحت الموضوع الأول في العالم”، إذ إن “شعارات دعم الشعب الفلسطيني تُرفع في لندن وباريس والولايات المتحدة”.
وفي الخطاب نفسه، تطرق خامنئي إلى الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، داعياً إلى مشاركة واسعة، مؤكداً أنها “استحقاق كبير يمكن أن يجلب الكثير لهذه البلاد”.
كما أكد أنه يجب “على الشعب أن يُحافظ على مصالحه، ويجتاز كل العقبات، ويختار رئيساً فاعلاً ومؤمناً بمبادئ الثورة الإسلامية”.
وإذ أشار خامنئي إلى أنه “ستكون هناك منافسة كبيرة بين المرشحين”، أكد أن “مشهد الانتخابات سيكون لخدمة الشعب وليس صراعاً لكسب الكرسي”.
وختم المرشد الإيراني الأعلى كلمته متأملاً في أن “يختار الشعب الإيراني أفضل مرشح ليكون لائقاً به وبالبلاد”.
يُذكر أن إيران فتحت أبواب تسجيل المرشحين للدورة الرابعة عشرة من الانتخابات الرئاسية التي تجري مبكراً بعد وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في إثر حادث تحطم مروحية.
وعقب انتهاء العملية، سيجري تحديد المؤهلين الذين تتوافر فيهم الشروط اللازمة للترشح على أن تجرى الانتخابات الرئاسية في الثامن والعشرين من يونيو الجاري.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: طوفان الأقصى خامنئی إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
“أزمة تجسس” تتحول إلى خلاف دبلوماسي.. بريطانيا تستدعي السفير الإيراني وتطالب بمحاسبة طهران
البلاد – لندن
في تطور خطير ينذر بتصاعد التوتر بين لندن وطهران، استدعت الحكومة البريطانية السفير الإيراني في لندن، علي موسوي، وذلك بعد توجيه اتهامات لثلاثة إيرانيين بالتجسس والتآمر لارتكاب أعمال عنف على الأراضي البريطانية، في قضية تُعد من أكبر قضايا مكافحة الإرهاب خلال السنوات الأخيرة.
وقد مثل المتهمون الثلاثة – مصطفى سيباهفاند (39 عامًا)، فرهاد جوادي مانيش (44 عامًا)، وشابور قلي خاني نوري (55 عامًا) – أمام محكمة في لندن، حيث وُجهت إليهم اتهامات بموجب قانون الأمن القومي البريطاني، بعد تحقيق مطوّل أجرته وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة. وتضمنت الاتهامات قيامهم بـ”سلوك يحتمل أنه ساعد جهاز استخبارات أجنبي”، في إشارة مباشرة إلى إيران، وذلك خلال الفترة الممتدة من أغسطس 2024 إلى فبراير 2025.
ووفقًا للمعلومات المقدمة أمام المحكمة، فإن الثلاثة كانوا على صلة محتملة بمخططات تستهدف صحفيين يعملون مع قناة “إيران إنترناشونال”، وهي وسيلة إعلامية ناطقة بالفارسية تنتقد النظام الإيراني، وتتخذ من بريطانيا مقرًا لها.
الحكومة البريطانية لم تكتفِ بالتحقيقات الأمنية، بل أعربت رسميًا عن غضبها واستيائها من تصرفات إيران. وقالت وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، في بيان شديد اللهجة: “لن نتسامح مع تهديدات الدول المتزايدة داخل أراضينا. إيران يجب أن تُحاسب”. وأضافت أن المملكة المتحدة بصدد اتخاذ “إجراءات منفصلة” للرد على تلك التهديدات، مشيرة إلى مراجعة أوسع لسلطات الأمن القومي البريطاني.
وكانت الشرطة البريطانية قد نفذت، خلال هذا الشهر، عمليتين أمنيتين أسفرتا عن توقيف ثمانية رجال – سبعة منهم إيرانيون – بشبهة التورط في مخططات إرهابية. وأُطلق سراح أربعة منهم لاحقًا دون توجيه اتهامات، بينما أفرج عن أحدهم يوم الخميس الماضي بعد انتهاء فترة التحقيق الأولي. ولا يزال الملف مفتوحًا، حيث وصفت الشرطة القضية بأنها “تحقيق نشط ومستمر”.
وفيما لم تكشف السلطات رسميًا عن المواقع المستهدفة، أفادت صحيفة التليغراف البريطانية أن الموقع المقصود في المخطط الذي أُحبط كان السفارة الإسرائيلية في لندن. وإذا ثبتت هذه المعلومات، فإن القضية ستأخذ أبعادًا دولية أوسع، وسط تصاعد التوترات الإقليمية المتعلقة بإيران ونفوذها في الشرق الأوسط.
الرد البريطاني لم يقتصر على المستوى الأمني. فقد سارعت وزارة الخارجية إلى استدعاء السفير الإيراني، وأكدت في بيان أن “حماية الأمن القومي تأتي على رأس أولويات المملكة المتحدة”، متهمة طهران بتجاوز الخطوط الحمراء.
يأتي هذا التصعيد وسط تحذيرات متكررة من أجهزة الاستخبارات البريطانية، كان آخرها ما كشف عنه رئيس جهاز MI5 كين مكالوم، حين أعلن العام الماضي أن بلاده أحبطت منذ عام 2022 أكثر من 20 مؤامرة مرتبطة بإيران، بعضها كان يهدد حياة مواطنين بريطانيين بشكل مباشر.
ومن المقرر أن يمثل المتهمون الثلاثة مجددًا أمام المحكمة الجنائية المركزية في لندن بتاريخ 6 يونيو المقبل، وسط متابعة إعلامية وأمنية حثيثة. ويُتوقع أن تكشف الجلسة المقبلة تفاصيل إضافية عن طبيعة الشبكة التي يُشتبه أنها تعمل داخل الأراضي البريطانية لخدمة أجندات استخباراتية إيرانية.