رغم التحذير الأمريكي.. إيران تواصل دعم الميليشيات الحوثية في اليمن بصواريخ تطلق من البحر
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رغم التحذير الأمريكي المستمر للنظام الإيراني بالتوقف دعم الميليشيا الحوثية بل والضغط على حليفها اليمني من أجل وقف أعمال القرصنة البحرية، إلا أن إيران لا تستجيب بل تنفي دعمها للجماعة الانقلابية مؤكدة أن قرارات الأخيرة مستقلة وهي لا تتدخل بها، ولكن ما كشف زيف الادعاءات الإيرانية هو ما كشفته عدد من وكالاتها الرسمية خلال الأيام القليلة الماضية عن وسائل دعم طهران المستمر للحوثيين والأسلحة الإيرانية التي تعتمد عليها تلك الميليشيا في هجماتها البحرية.
دعم إيراني
يأتي هذا في سياق، ما كشفته وكالة "تسنيم"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، في 28 مايو 2024، أن طهران زودت مليشيا الحوثي بالصواريخ الباليستية التي تطلَق من البحر (صواريخ مضادة للغواصات)، قائلة، "تم الآن توفير الصاروخ الباليستي الذي يطلَق من البحر، المسمى قدر، للمقاتلين اليمنيين (الحوثيين)"، ومضيفة بأن هذا الصاروخ البحري الذي كان قادراً على إبعاد الأميركيين عن شواطئ إيران أصبح سلاحاً قادراً على تهديد مصالح أمريكا وحليفها الرئيسي في المنطقة، إسرائيل.
تأتي هذه الأنباء بعد أيام قليلة مما كشفته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" في 12 مايو 2024، عن تطوير الميليشيا الحوثية لمدن صاروخية وانفاق تحت الأرض في مناطق سيطرتها لتعزيز وظيفة أنظمتهم الهجومية والدفاعية، ومن ثم فإن تقرير وكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني، جاء ليؤكد بشكل رسمي ما تقوله المخابرات الأمريكية بأن إيران تمتلك أكبر عدد من الصواريخ الباليستية في المنطقة كما أنها مُنتِج كبير للطائرات المسيرة.
تحذير يمني
وقد رد وزير الإعلام اليمني «معمر الإرياني» على وكالة «تسنيم» الإيرانية، في 29 مايو 2024، بالقول أنه "اعتراف صريح وخطير بنقل طهران تكنولوجيا الصواريخ الباليستية المضادة للسفن إلى الميليشيا لاستخدامها في هجماتها البحرية"، وطالب المجتمع الدولي بضرورة الضغط على إيران من أجل وقف دعمها للحوثيين.
وما تقدم يشير إلى أمرين، أولها، أن النظام الإيراني حريص على تقوية وكلائه وإمدادهم بمختلف الأسلحة النوعية المتطورة التي تمكنهم من صد التهديدات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، والأمر الثاني، للتأكيد على أن الفترة المقبلة ستشهد تصعيد على نطاق أوسع من قبل وكلاء إيران في حال لم توقف أمريكا دعمها لإسرائيل وتضغط من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهذه الرسائل ذاته، هي التي تفسر إعلان وزير الخارجية الإيراني بالإنابة «علي باقري» في مؤتمر لدعم غزة بطهران في 1 يونيو 2024، أنها سيتوجه إلى سوريا ولبنان خلال الأيام القادمة.
نائب طهران
والسؤال الذي يطرحه نفسه الآن هل تدخل إيران في مواجهة مع أمريكا من خلال دعمها المستمر للحوثيين، وللإجابة عن هذا التساؤل، يقول الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن دخول طهران في مواجهة مباشرة مع أمريكا والدول الأوروبية هو "امر مستبعد" إذ تنادي الأوساط السياسية الإيرانية والشعب بعدم التدخل في مواجهات مباشرة، وهو ما كان يجعل المسؤولين الإيرانيين يتبرأون من دعمهم لحركة المقاومة الفلسطينية وما حدث في 7 أكتوبر الماضي.
ولفت «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن إيران أعلنت عدم علاقاتها بتصرفات الحوثيين وان هذه الحركات لها "إرادة مستقلة" بعيدة عنها، وللك نجد إيران لا تدخل أو تتحرك بشكل مباشر في الدفاع عن الحوثيين، ولكن لا شك أن هناك دعم غير مباشر سواء أكان ماديا أو عسكريا، إذ ينظر النظام الإيراني لهذه الحركات ليس فقط لأنها اذرع عسكرية له، بل هي نائب له في المنطقة ووسيلة من وسائل الضغط الإيراني على أمريكا.
وأضاف أن ما يقوم به الحوثيين ليس له علاقة بنصرة القضية الفلسطينية ودعم المقاومة كما تدعي هذه الميليشيا، إنما عبارة عن "ممارسات سياسية" لنيل رضا إيران واستمرار دعمها لهم من جهة، واحياء ايران أسلوب الضغط على امريكا لتحقيق مكاسب لها ولأذرعها من جهة أخرى.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إيران غزة اليمن الإرياني فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
وكالة صينية تقدم صورة دقيقة لحالات الانهيار النفسية في صفوف الصهاينة بسبب صواريخ اليمن
يمانيون|متابعات
نشرت وكالة أنباء شينخوا الصينية تقريرًا ميدانيًا من مدينة القدس المحتلة، رسمت فيه صورة دقيقة لحالة الانهيار النفسي والخوف العميق الذي بات يطغى على مشهد الحياة اليومية في قلب الكيان الصهيوني، رغم امتلاكه أضخم منظومات الدفاع والإنذار في المنطقة.
التقرير الذي حمل عنوان “مرت عقود ولم نصبح أكثر أمانًا”، جاء شاهدًا ناطقًا من داخل الكيان الإسرائيلي نفسه، الذي بات يرزح تحت وطأة القلق والانقسام وعجز أدوات الحماية الأمريكية والصهيونية عن ردع صواريخ المقاومة.
ووفقًا للتقرير، فقد دوّت صفارات الإنذار مجددًا في الأول من يونيو في سوق “محانيه يهودا” وسط القدس المحتلة، بالتزامن مع إرسال رسالة إنذار مبكر على هواتف المستوطنين تشير إلى قرب وصول الصواريخ ولم تمر سوى ثلاث دقائق حتى علت أصوات الصفارات، وانتشر الذعر في الشوارع، ففرّ الناس إلى الملاجئ، وعمّت الفوضى والتخبط، في مشهد يعبّر عن هشاشة الأمن الداخلي في كيان العدو.
التقرير يكشف أن العدو الصهيوني أطلق في مايو جيلًا جديدًا من منظومات “الإنذار المبكر” التي تُعلم المستوطنين قبل ثلاث دقائق من دوي الصفارات، إلا أن هذا النظام الجديد لم يُحسّن الشعور بالأمن، بل عمّق الإحساس بالعجز واللا جدوى. حيث قال أحد المستوطنين، ديفيد، للصحفيين وهو يجلس في مقهى بمدينة القدس: “الإنذار يعطينا ثلاث دقائق فقط لنتساءل: هل نركض؟ أم نكمل شرب القهوة؟ مرّت عقود ولم نصبح أكثر أمانًا”.
في المقابل، تستمر الحرب على غزة دون توقف منذ أكتوبر 2023، في وقت تشير فيه استطلاعات إسرائيلية إلى أن 66% من المستوطنين يرون الانقسام الداخلي التهديد الأكبر لكيانهم، وأن 70% يؤيدون وقف إطلاق النار، ما يكشف أن كيان العدو ينهار من داخله قبل أن يسقط من صواريخ الخارج.
التقرير يرصد أيضًا لحظة مفصلية في مسار التصعيد، حين أطلقت القوة الصاروخية اليمنية في 4 مايو/أيار صاروخًا فرط صوتي على مطار “بن غوريون” في ” تل أبيب”، ما أدى إلى فشل ذريع لمنظومتي “حيتس” و”ثاد” في اعتراضه، وسقط الصاروخ على بُعد 300 متر فقط من المطار. هذا الفشل، وفق التقرير، أثار قلقًا شديدًا لدى العدو، ودفعه لتطوير نسخة محسّنة من تكنولوجيا الإنذار والدفاع، في اعتراف ضمني بانكشاف جبهته الداخلية أمام قدرات محور المقاومة.
وتختم شينخوا تقريرها بالإشارة إلى أن الحياة في الكيان الإسرائيلي باتت أشبه بجحيم يومي يسكنه التوتر والانهيار النفسي، وأن كل صافرة إنذار باتت تفضح كذبة الأمن الزائف الذي يروّج له العدو، بينما الحقيقة أن المستوطنين أصبحوا أسرى لخوفهم، في الوقت الذي لا يسمع فيه أطفال غزة أي صافرات، بل فقط دوي القصف وسقوط البيوت فوق رؤوسهم، دون أن يملكون خيار الهروب أو الاختباء.