الجديد برس:

أكد قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، أن مسار تدشين العمليات العسكرية المشتركة بين قوات صنعاء والمقاومة العراقية باتجاه البحر الأبيض المتوسط، سيكون مهماً واستراتيجياً وتصاعدياً.

وقال الحوثي في خطابه الأسبوعي المتلفز، إن “تدشين العمليات المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية، والمقاومة الإسلامية في العراق، بتنفيذ عمليةٍ مهمة فجر اليوم (الخميس)، باتجاه ميناء حيفا، على البحر الأبيض المتوسط، سيكون هذا المسار في العمليات المشتركة مساراً مهماً واستراتيجياً، وتصاعدياً بإذن الله تعالى”.

ووجه قائد أنصار الله التحية إلى المقاومة العراقية، مشيراً إلى أن “هذا المسار المهم للعمليات المشتركة سيقدم نموذجاً عن التعاون بين أبناء الإسلام وفي عملياتهم المشتركة في إطار الجهاد في سبيل الله، والتي سيكون لها تأثيرها الكبير على الأعداء، وهي في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد”.

وتطرق إلى العمليات التي ينفذها حزب الله في الجبهة الشمالية مع فلسطين المحتلة، قائلاً إن نحو 50 موقعاً اشتعلت في فلسطين المحتلة، ومشيراً إلى ما قاله زعيم المعارضة في “إسرائيل”، يائير لابيد، ومفاده أن الشمال يشتعل ويحترق معه الردع، مؤكداً أن هذا اعتراف بفعالية عمليات حزب الله.

وأكد عبد الملك الحوثي، أنه مهما كانت مؤامرات الأعداء فإن اليمن سيتصدى لها، مشدداً على أن لدى اليمن “كثيراً من الخيارات، ويمتلك أوراقاً ضاغطة على الأعداء”، مشيراً إلى أن العالم يشاهد مستوى الهزة الكبيرة والهزيمة الفعلية للعدو، والفشل الذريع الذي يعترف به قادته وإعلامه.

وأضاف أن “الهزيمة خلال النكسة كان لها أثرها السلبي في ترسيخ الشعور بالهزيمة الذي لم يكسره إلا المقاومة”، مضيفاً أنه “إذا قارنا ما حدث في النكسة وما جرى على مدى 8 أشهر في قطاع غزة، فسنرى أن العدو لم يستطع تحقيق أي انتصار فعلي في غزة”.

وقال الحوثي إن كيان الاحتلال يستمر في عدوان الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة لليوم الـ244، ويواصل استهداف القدس عبر الاستيطان.

وأشار إلى أن المجاهدين في محاور القتال في غزة مستمرون في صمودهم وتصديهم للعدو بثبات، وأن عمليات المقاومة في غزة مستمرة ونوعية وناجحة، وتكبد العدو الإسرائيلي خسائر في كل المستويات.

وشدد قائد أنصار الله على أن الموقف بشأن نصرة غزة مبدئي، وأن العمليات لها أثرها الاقتصادي الواضح في العدو الإسرائيلي، كما في أمريكا وبريطانيا.

وأعلن قائد أنصار الله، في كلمته، حصيلة العمليات التي نفذتها قوات صنعاء خلال هذا الأسبوع، وبلغ عددها 11، في البحر الأحمر وبحر العرب، وصولاً إلى المحيط الهندي، وفي اتجاه أم الرشراش، جنوبي فلسطين المحتلة.

وبشأن تفاصيل هذه العمليات، أوضح الحوثي أنها نُفذت عبر 36 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، لافتاً إلى أن من التطورات المهمة تدشين منظومة صواريخ اسمها “فلسطين”.

وأشار إلى أن صاروخ “فلسطين” تمت صناعته بمراعاة متطلبات المرحلة الرابعة على المستوى التقني ومستوى المدى، وأنه سيكون له تأثيره الكبير في الأعداء، لافتاً إلى أن الصاروخ مميز على المستوى التقني، وخصوصاً بشأن الإفلات من محاولات اعتراضه، التي تتعاون فيها عدة دول.

وقال الحوثي إن الاعتداءات الأمريكية البريطانية على اليمن فبلغت 487، بين غارة جوية وقصف بحري، وأسفرت عن ارتقاء 55 شهيداً وجرح 78 شخصاً، في “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”. 

وشدد على أن العدوان الأمريكي البريطاني “لن يؤثر أبداً في موقفنا المبدئي”، وأن اليمن لن يتراجع عن موقفه المساند لغزة، مهما كان حجم التصعيد الأمريكي البريطاني.

وحذر الحوثي من يحاول الأمريكي تجنيدهم، ونصحهم بألا يتورطوا في ذلك، مؤكداً أن من الخسارة لأي جهة أن تورط نفسها في مشكلة خدمةً للعدو.

وفي هذا السياق، أكد أن “أي خطوات ضد شعبنا سنعدها عدواناً من أجل خدمة العدو الإسرائيلي، وسيقابلها رد فعل من جانبنا”، مضيفاً أن الخاسر هو من يخسر في خدمة العدو الإسرائيلي، مؤكداً أن اليمن لن يكون مكتوف اليدين ولا مكبلاً أمام استهداف الشعب اليمني.

وأكد قائد أنصار الله، عبد الملك الحوثي، أن من أهم العمليات استهداف حاملة الطائرات الأمريكية، “آيزنهاور”، شمالي البحر الأحمر، بـ7 صواريخ مجنحة و4 مسيّرات، خلال 24 ساعة، لافتاً إلى أن الأمريكي حاول أن ينكر هذا الاستهداف والتقليل من أهميته، وهذا يعود إلى شعوره بالهزيمة وبكسر هيبته.

وأشار الحوثي إلى أن عملية استهداف “آيزنهاور” كانت ناجحة، وكان لها أثر مهم في هروبها وتغيير مسارها، وأن حركة الطيران فيها توقفت لمدة يومين.

ولفت إلى أن “آزنهاور” كانت على بعد 400 كلم عن حدود الساحل اليمني في أثناء الاستهداف، وابتعدت إلى نحو 880 كلم، شمالي غربي مدينة جدة السعودية.

وفي هذا السياق، شدد الحوثي على أن “حاملة الطائرات الأمريكية ستبقى هدفاً من أهداف قواتنا المسلحة”، وأن الضربات المقبلة ستكون أكثر تأثيراً.

وأضاف أن السفن الحربية الأمريكية تهرب وتغيّر مسارها عندما تكون عملية الاستهداف ناجحة، ويتجلى ذلك على مستوى الرصد عبر التقنيات المتوافرة.

وتطرق الحوثي إلى الاحتجاجات التي تشهدها عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، قائلاً إن الأمريكي يواصل قمع الحراك الطلابي في الجامعات، ويتصدى لنشاط الطلاب المساند للشعب الفلسطيني.

وبشأن السياسة الأمريكية، بيّن الحوثي أن الأمريكي، الذي كان يتظاهر في عناوينه وشعاراته بأنه يحترم القضاء، يقرر اليوم عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، ويُحاول، في الوقت ذاته، التصدي لأي دور يساند الشعب الفلسطيني، على المستويات القضائية والسياسية والإعلامية.

وقال الحوثي إن الأمريكي أطلق مبادرة دعم للعدو الإسرائيلي في الجانب السياسي، بعيدة عما يجب أن تكون أي مبادرة تحقق الشروط الموضوعية والعادلة، بينما يستمر الدور الأمريكي الشريك في كل جريمة للاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

وفيما يتعلق بالمبادرة الأمريكية، أكد قائد أنصار الله أنها لا تحقق إنهاء العدوان وانسحاب العدو وإدخال المساعدات، لافتاً إلى أنها بعيدة عن إجراء صفقة كاملة وشاملة.

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت قوات صنعاء، تنفيذ عمليتين عسكريتين مشتركتين مع المقاومة الإسلامية العراقية، استهدفتا سفناً في ميناء حيفا على ساحل البحر الأبيض المتوسط في شمال فلسطين المحتلة.

وقال المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في بيان متلفز: “نفذت القوات المسلحة اليمنية عمليتين عسكريتين مشتركتين مع المقاومة الإسلامية العراقية الأولى استهدفت سفينتين كانتا تحملان معدات عسكرية فى ميناء حيفاء”.

وأضاف سريع: “والثانية استهدفت سفينة انتهكت قرار حظر الدخول إلى ميناء حيفاء في فلسطين المحتلة. وقد نفذت العمليتان بعدد من المسيرات وكانت الإصابة بعون الله دقيقة”.

وأشار إلى أن “عملية ميناء حيفاء المشتركة تأتي رداً على مجازر العدو الإسرائيلي في منطقة رفح وإن على العدو الإسرائيلي توقع المزيد من العمليات النوعية المشتركة خلال الفترة المقبلة وحتى يتوقف عدوانه الإجرامي الوحشي ويرفع حصاره عن إخواننا في قطاع غزة”.

وقال العميد سريع: “إن القوات المسلحة اليمنية تدعو كافة الجيوش العربية إلى المشاركة في عمليات الإسناد للمقاومة الفلسطينية تأديةً للواجب الديني والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني”.

من جهتها، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، استهداف ميناء الاحتلال في حيفا، بالطيران المسيّر، بـ”الاشتراك مع القوات المسلحة اليمنية ضمن عمليتين عسكريتين”.

وشددت المقاومة العراقية في بيانٍ نشرته مساء الخميس، على أنها مستمرة في نهجها في مقاومة الاحتلال، نصرةً لفلسطين ورداً على المجازر التي يرتكبها الكيان الاحتلال بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، مؤكدةً استمرار عملياتها في دك معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة.

الإعلان عن العمليتين المشتركتين، يأتي بعد ساعات من إعلان قوات صنعاء تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية في البحرين الأحمر والعربي، استهدفت من خلالها ثلاث سفن قالت إنها انتهكت قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة، وفي إطار توسيع العملياتِ العسكرية في المرحلة الرابعة من التصعيد.

وكان قائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، كشف في الـ23 من مايو المنصرم، عن وجود تنسيق عسكري بين قوات صنعاء وفصائل المقاومة في العراق للتصعيد ضد “إسرائيل” في الفترة المقبلة، ضمن “المرحلة الرابعة” التي أعلنتها قوات صنعاء، وذلك على وقع زيارات لقيادات من أنصار الله إلى العراق.

وقال الحوثي في خطاب متلفز: “نحن في عملية تطوير مستمر لقدراتنا، وتنسيقنا مع الإخوة في العراق سيكون له إسهام إضافي”. في إشارة إلى خطة توسيع المرحلة الرابعة من التصعيد ضد “إسرائيل” والتي تقتضي استهداف السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية الواقعة على البحر المتوسط في أي مكان يمكن الوصول إليه، ومنع سفن أي شركة تنقل البضائع إلى “إسرائيل” من العبور في منطقة العمليات اليمنية.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة المقاومة الإسلامیة المقاومة العراقیة العدو الإسرائیلی عبد الملک الحوثی الشعب الفلسطینی المرحلة الرابعة قائد أنصار الله فلسطین المحتلة وقال الحوثی قوات صنعاء فی العراق على أن إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الحرب تُطيل عُمر نتنياهو

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

يعتقدُ الكثير من المتابعين للأوضاع في وطننا العربي، أنَّ العربدة الصهيونية ومسلسل القتل والدمار في غزة ولبنان واليمن وسوريا نتاج قوة الكيان الصهيوني وضعف الآخر وعظم خسائره، بينما الحقيقة تقول إنَّ استمرار الحرب من قبل الكيان يخدم حزب الليكود ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحلفاءه من اليمين المُتطرِّف بكيان العدو؛ لأنَّ إعلان وقف الحرب من طرفهم يعني تقليب صفحات يومياتها ونتائجها، وبالنتيجة زوال "النتن" واليمين من المشهد، وعرضهم على المحاكم، مثلما كان مصير إيهود أولمرت رئيس حكومة العدو بعد حرب يوليو 2006؛ حيث حُوكم بتهم فساد وأودع السجن، بينما كان مصير الصقور في طاقمه الحكومي العزل والوفاة السياسية؛ حيث غابوا عن المشهد نهائيًا.

بالطبع لا يُمكن مُقارنة ما أحدثه أولمرت بالكيان في حرب يوليو 2006 بما أحدثه نتنياهو اليوم في "طوفان الأقصى"؛ حيث بدَّد عناد وإصرار "النتن" على مواصلة الحرب سرديات العدو التي تسلَّح بها وتستر خلفها طيلة أكثر من 7 عقود من الصراع، من قوة عسكرية لا تُقهر وقوة استخبارية لا يُمكن مواجهتها، وتطور تقني يفوق دول المنطقة ويجعلها تحت رحمة الكيان المؤقت، ولم يكتفِ "النتن" وطاقمه المتطرف بذلك؛ بل أحرق جميع أوراقه العسكرية والأمنية دفعة واحدة في ميدان المعركة؛ لتحقيق جاه شخصي ونصر استراتيجي واحد، لكنه فشل في جميع مساعيه!

والأدهى والأمرّ من كل ذلك، هو عجزه التام عن إزالة خطر فصائل المقاومة وقادتها وسلاحها، رغم كل ما فعله، وهنا مقتله ومقتل من أيَّده ودعمه وتحالف معه.

إصرار "النتن" اليوم على المزيد من القتل والدمار في غزة ولبنان واليمن لم يُظهر عجزه وضعفه وكذبه في الداخل فحسب؛ بل ألَّب عليه الرأي العام العالمي كمجرم حرب سيدفع ثمنها وسيدفع بالكيان نحو حالة تصنيف عالمي جديد لم يكن مُصنَّفًا فيها قبل "طوفان الأقصى" نتيجة تستُّره خلف سرديات ومبررات سوَّقتها اللوبيات المُناصِرة له في الغرب للتغطية على جرائمه واحتلاله.

الرأي العام الغربي وفي شرق وجنوب الكرة الأرضية اليوم، لم يعد بحاجة إلى وسيط، كما لم يعد مُجبرًا على تصديق كل ما يُسكب في عقله من مخدرات عقلية وسرديات إعلامية لا تنتمي الى الحقيقة بشيء، في ظل تفشِّي ظاهرة التقنية والإعلام الاجتماعي في العالم والذي أصبح يغطي الحدث ويصنعه وينقله حول العالم في ثوانٍ معدودة.

أعود الى التذكير بمسلمات من واقع يوميات "طوفان الأقصى" المُبارك، وهي أن المُنتصِر يُملي شروطه ولا يدخل في مفاوضات مُطلقًا، وأنَّ الخطر الداهم على العدو والمتمثل في فصائل المقاومة وسلاحها، ما زال باقيًا، وسيكون للفصائل الكلمة الفصل وبجدارة في المشهد القادم، وأن الأهداف المُعلنة والضمنية التي خاض من أجلها العدو هذه الحرب والمتمثلة في التهجير من قطاع غزة والقضاء على فصائل المقاومة ونزع سلاحها في لبنان وغزة لم تتحقق.

وتبقى الحقيقة الكبرى وهي، لو أنَّ العدو تمكن حقيقةً من القضاء على "خطر" فصائل المقاومة وسلاحها، لكان اليوم على أرض غزة وجنوب لبنان مُنفِّذًا لمخططاته، ومُحقِّقًا لأهدافه دون مشاورة أو استئذان من أحد كأمر واقع.

قبل اللقاء:

وقد يُمزقنا غدر الرصاص هنا... أو هاهنا // فنروع القتل إصرارًا

لأننا ما ولدنا كي نموت سُدىً // بل كي نُعمر بعد العمر إعمارًا

نصفر كالخوخ كي نندى جنى وشذى // كالبذر نُدفن كي نمتد إثمار

لكي نعي أننا نحيا نموت كما // تفنى الأهلة كي تنساب أقمار

شعر: عبدالله البردوني.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الجيش الأمريكي يكشف عن أكثر العمليات كثافة قتالية في التاريخ
  • زلزال قوي يضرب شرق البحر المتوسط.. وتشعر به 9 دول منها مصر والسعودية
  • مجزرةُ “تنومة” واستهدافُ مطارِ صنعاءَ الدوليِّ
  • الجيش الأمريكي: واجهنا في البحر الأحمر واحدة من أكثر العمليات كثافة قتالية في التاريخ
  • الحرب تُطيل عُمر نتنياهو
  • مجزرةُ “تنومة” واستهدافُ مطارِ صنعاءَ الدوليِّ
  • القوات المشتركة ومليشيا الحوثي تتبادلان تسليم أسيرين وجثتين في لحج
  • بعد أخذ الإذن منهم.. أنصار الله الحوثيون يسمحون بمرور حاملة طائرات بريطانية بالبحر الأحمر
  • العمليات اليمنية لإسناد غزة (2-2) فعالية التكتيك، ودروس الإنجاز
  • محمد الحوثي يكشف تفاصيل عبور حاملة طائرات بريطانية البحر الاحمر