بدأ ضيوف الرحمن من مختلف دول العالم لا سيما الدول العربية بالتوافد إلى السعودية لأداء الحج في موسم 1445 هجريا، في الوقت الذي تشهد فيه المشاعر المقدسة أعمال تجهيزات استعدادات لاستقبال المزيد من الحجاج.

وأعلنت المملكة مطلع الشهر الجاري انتهاء تجهيز المخيمات وتزويدها بالاحتياجات الضرورية، في الوقت الذي تواصل فيه القطاعات الحكومية والأهلية المعنية بخدمة الحجاج وضيوف الرحمن جهودها وفق الخطط التشغيلية.

وارتفعت أسعار رحلات الحج في العالم العربي خلال العام الجاري مع زيادة أسعار تذاكر الطيران وتراجع العديد من العملات أمام الدولار، في حين اختلفت التكاليف بين التأشيرات التي تقدمها الشركات الخاصة والحكومات، وهذه أسعار الحج في الدول العربية خلال موسح الحج الحالي:

وتتباين تكاليف الحج في الدول العربية، وفق ما أظهرته متابعة مراسلي الجزيرة نت والتي نستعرضها فيما يلي:

موريتانيا

قال وزير الشؤون الإسلامية الموريتاني الداه سيدى اعمر طالب إن كلفة الحج هذا العام زادت بسبب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران وارتفاع أسعار صرف العملات الأجنبية.

وتبلغ كلفة الحج 280 ألف أوقية (7 آلاف دولار)، في حالة التأشيرة الحكومية، أما إذا حصل الحاج من خلال الوكالات المستقلة فستبلغ كلفته 370 ألف أوقية (9 آلاف دولار) شاملة كافة خدمات الحج.

وتبلغ حصة (كوتة) موريتانيا 3500 حاج، تقدم الحكومة منها 2000 تأشيرة وتنظم رحلاتها، فيما يوزع القطاع الخاص 1500 تأشيرة.

وتراجع مستوى التضخم في موريتانيا خلال أبريل/نيسان الماضي إلى 3% من 3.3% المسجلة في مارس/آذار السابق عليه، وذلك وفق الوكالة الوطنية للإحصاء والتحليل الديمغرافي والاقتصادي.

يتمنى المسلمون أن يؤدوا ركن دينهم الخامس (الفرنسية) الجزائر

تبلغ كلفة الحج في الجزائر هذا العام 840 ألف دينار (6248 دولارا) بما يشمل السفر والنقل والإقامة.

ويصل عدد الحجاج الجزائريين هذا العام إلى 41300 حاج وحاجة.

وانخفضت معدلات التضخم إلى 5% في الربع الأول من عام 2024، مقارنة مع 9.3% في عام 2023، وفق آخر تقرير للبنك الدولي الصادر أواخر مايو/آيار الماضي.

مصر

تبلغ كلفة الحج في حدها الأدنى في مصر في حج القرعة (حكومي) 149 ألف جنيه مصري (حوالي 3100 دولار) من دون تذكرة الطيران والتي تتراوح بين 35 ألفا و50 ألف جنيه (ما بين 745 دولارا و1000 دولار)، ويصل عدد الحجاج المصريين لهذا العام 56 ألف حاج وحاجة.

أما حج الجمعيات الأهلية (حكومي)، فيتراوح سعره بين 151 ألف جنيه و235 ألف جنيه (بين 3200 دولار و 5 آلاف دولار) من دون تذكرة الطيران.

وتتراوح كلفة الحج السياحي (خاص) بين 191 ألف جنيه (4 آلاف دولار) و450 ألف جنيه (9500 دولار) حسب الفئة، ولا يوجد حد أقصى لكلفة الحج وقد تصل إلى مبالغ باهظة.

وتراجع التضخم السنوي في مصر خلال أبريل/نيسان إلى 31.8% من 33.1% في شهـر مارس/آذار.

وتشكّل كلفة الحج عبئا ماليا كبيرا على العديد من الراغبين في أداء الفريضة الخامسة في الإسلام، خاصة في ظل ارتفاع التضخم وأسعار الصرف، كما أن نقص العملات الصعبة يؤثر على قدرة الحجيج على تلبية احتياجاتهم أثناء الشعائر، وفق مراسل الجزيرة نت.

سوريا

وفي سوريا يبلغ الحد الأدنى لكلفة الحج 85 مليون ليرة (5700 دولار)، فيما يبلغ الحد الأعلى 200 مليون ليرة (13 ألفا و400 دولار)، ويبلغ متوسط الكلفة 135 مليون ليرة (10 آلاف دولار)، وفق سعر صرف المركزي إذ إن الدفع يتمّ تنظيمه حصرا من خلاله.

وحصل 17 ألفا و500 حاج على تأشيرات من أصل 50 ألف متقدّم  هذا العام، وفق بيانات وزارة الأوقاف السورية.

بلغ معدّل التضخّم السنوي في أبريل/نيسان الماضي 122% وفق تصريح معاونة حاكم مصرف سوريا المركزي، مها عبد الرحمن في لقاء متلفز.

ويصعب على أغلب السوريين إتمام الفريضة الخامسة في الإسلام لعدة أسباب، وفق مراسل الجزيرة نت منها:

الكلفة المرتفعة لرحلة الحجّ والتي لا تتناسب مع الرواتب والأجور التي بلغ متوسّطها نحو 25 دولارا شهريا. فرض شركات الصرافة المسؤولة عن تقديم القطع الأجنبي للحجّاج عمولة تتراوح بين 5% و10% على المبلغ الإجمالي وهو ما يعني تكاليف مضافة على المصروفات الكلية.

المغرب

وتبلغ كلفة الحج في المغرب، وفق تنظيم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، 66 ألفا و865 درهما (6 آلاف و700 دولار) وهو مبلغ غير شامل المصروفات أثناء الشعائر.

وإذا لجأ حاج لوكالات السفر فإنه سيدفع ما بين 80 ألف درهم و120 ألف درهم (8 آلاف دولار و12 ألف دولار).

ويبلغ عدد الحجاج المغاربة هذه السنة 34 ألفا، تنظم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية رحلات 22 ألفا و500 منهم، بينما تنظم الوكالات السياحية الرحلات لصالح 11 ألفا و500 حاج وحاجة.

يبلغ عدد المنظمين المرافقين للحجاج المغاربة 738 من الإداريين والعلماء والأطباء والإعلاميين، منهم 520 من المرافقين والمنظمين، بمعدل منظم لكل 47 حاجا.

وتباطأ التضخم السنوي في المغرب إلى 0.2% في أبريل/ نيسان من 0.9% في الشهر السابق، وفق ما أعلنت المندوبية السامية للتخطيط الشهر الجاري.

ووفق مراسل الجزيرة نت فإن المشاكل المرتبطة بالحج تتعلق بجانبين، أولهما ارتفاع الكلفة إذ انتقل مبلغ مصاريف الحج من 50 ألف درهم (5 آلاف دولار) عام 2020 إلى 67 ألف درهم (6700 دولار) عام 2024 بالنسبة للتنظيم الرسمي، وثانيهما مشاكل تتعلق بضعف الخدمات المقدمة والتنظيم.

فلسطين

وفي فلسطين حددت وزارة الأوقاف رسم الحج على 4 فئات حسب الخدمة المقدمة والبعد عن الحرمين المكي والمدني (الأولى والأعلى  5986 دينارا أردنيًا (8444.5  دولارا) والفئة الرابعة والأقل سعرا 3485 دينارا ( 4916.3 دولارا).

ويبلغ عدد الحجاج الفلسطينيين هذا العام 5400 من الضفة الغربية فقط ولم يحصل أحد من قطاع غزة على تأشيرة للحج بسبب ظروف العدوان الإسرائلي المتواصل للشهر التاسع على التوالي.

وتتصدر الحرب في غزة العوائق أمام الحجاج الفلسطينيين هذا العام، وفق مراسل الجزيرة، فضلا عن ضيق أحوال الناس في الضفة الغربية، إذ يتقاضى الموظفون منذ سنوات رواتب منقوصة، كما أن شريحة العمال في إسرائيل (200 ألف عامل) لم يتوجهوا إلى أماكن عملهم منذ بدء الحرب وتحولوا إلى طابور البطالة.

بالإضافى إلى ذلك ثمة ممنوعون من السفر من جانب الاحتلال لأسباب أمنية.

قطر

وفي قطر يبلغ الحد الأدنى للحج 28 ألف ريال (7600 دولار) في حين يبلغ الحد الأقصى 53 ألف ريال (14500 دولار) وهناك الفئة العليا جدا وتبلغ كلفتها 83 ألف ريال (22500 دولار).

ويبلغ عدد المستفيدين من الحج في قطر 4400 حاج هذا العام، وفق مراسل الجزيرة نت.

السعودية

وفي السعودية البلد المضيف لشعائر الحج، يبلغ الحد الأدنى لكلفة حجاج الداخل 5274 ريالا (1574 دولارا) في حين يبلغ الحد الأقصى 6215 ريالا (1702 دولار).

وكشفت بيانات الهيئة العامة للإحصاء، استقرار معدل التضخم في السعودية عند 1.6% خلال أبريل/ نيسان الماضي مقارنة بشهر مارس/آذار السابق له.

وتعلن المملكة عدد الحجاج من داخل الدولة بنهاية الموسم، وفي العام الماضي بلغ عددهم 184 ألف حاج.

جانب من مناسك الحج  (رويترز) الكويت

وفي الكويت يبلغ الحد الأدنى لكلفة الحج 2700 دينار (9 آلاف دولار) في حين يبلغ الحد الأقصى 4000 دينار (13 ألف دولار).

والحصة المخصصة للكويت هي 8 آلاف حاج  هذا العام.

وأظهرت بيانات حكومية كويتية، أن المعدل السنوي للتضخم بالكويت ارتفع إلى 3.17% في أبريل/ نيسان من 3.02% في مارس/آذار.

الإمارات

أما الإمارات فيبلغ الحد الأدنى لكلفة الحج فيها 25 ألف درهم (6830 دولارا)، فيما يبلغ الحد الأعلى 55 ألف درهم (15 ألف دولار)، وتبلغ حصة الإمارات من عدد الحجاج هذا العام 6200 حاج.

وبلغ التضخم في الدولة 3.9% خلال أبريل/نيسان الماضي.

سلطنة عمان

يبلغ الحد الأدنى لكلفة الحج في سلطنة عمان 1700 ريال (4417 دولارا)، ويبلغ الحد الأقصى 2300 ريال (5976 دولارا).

وتبلغ حصة سلطنة عمان 14 ألف حاج هذا العام.

وارتفع معدل التضخم السنوي في سلطنة عُمان 0.39% بنهاية أبريل/نيسان الماضي على أساس سنوي.

الأردن

وتبلغ كلفة الحج في الأردن هذا العام ما بين 3100 و3200 دينار أردني  (4375 دولارا إلى 4516 دولارا).

وتبلغ حصة الأردن هذا العام 8 آلاف حاج وحاجة، من أصل 23 ألف مسجل للحج.

وتتمثل أبرز الصعوبات للحجاج الأردنيين في ارتفعاع التكاليف بالنسبة للأردنيين، و تدني مستوى الخدمات في بعض مراحل الحج.

العراق

وتبلغ كلفة الحج في العراق للموسم الحالي ما بين (3500 إلى 5 آلاف دولار)، وسيتوجه 50% من الحجاج عبر البر، ومثلهم جوا.

وتبلغ كلفة الحج برا 3500 دولار  أما عبر الجو فتبلغ الكلفة 5 آلاف دولار، وفق ما قال رئيس هيئة الحج والعمرة الشيخ سامي المسعودي لمراسل الجزيرة نت.

ويبلغ عدد الحجاج العراقيين للموسم الحالي 36 ألف حاج يضاف إليهم 1500 حاج من الإداريين والأطباء والفنيين، ليصبح العدد الكلي 37 ألفا و500 حاج .

وتتراوح نسبة التضخم في العراق بين 4 و7% للأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي 2024.

استعدادات

وفي إطار الاستعداد لموسم الحج، اختبرت السعودية جودة الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة، عن طريق مختبر المواد تحت إشراف مهندسين متخصصين وفرق فنية مؤهلة بالإضافة لأعمال معالجة وصيانة أعمدة الإنارة بواقع 4767 عمودًا وبرج إنارة بالمشاعر المقدسة وصيانة 123 جسرًا في مكة المكرمة و20 جسرًا في المشاعر المقدسة بالإضافة لاستكمال أعمال الصيانة لـ 58 نفقا منها 48 للمركبات و10 أنفاق للمشاة بإجمالي أطوال 34 ألف متر، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.

وهيأت أمانة العاصمة المقدسة العديد من مراكز الخدمات بالمشاعر المقدسة حسب التوزيع الجغرافي، وتم تزويدها بالأجهزة والآليات والقوى البشرية.

وجهزت الهيئة العامة السعودية للنقل أكثر من 27 ألف حافلة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وتشتمل على أكثر من 3500 حافلة مخصصة لنقل الحجاج من وإلى المسجد الحرام عبر أكثر من 16 مسارا وأكثر من 11 موقفا ومحطة، إضافة إلى تهيئة أكثر من 355 حافلة لخدمة النقل العام داخل مكة المكرمة، وكذلك أكثر من 27 حافلة داخل المدينة المنورة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أبریل نیسان الماضی الدول العربیة وزارة الأوقاف خلال أبریل عدد الحجاج آلاف دولار التضخم فی حاج وحاجة السنوی فی مارس آذار ویبلغ عدد هذا العام یبلغ عدد ألف جنیه ألف درهم فی الدول ألفا و500 ألف حاج وفق ما فی حین ما بین

إقرأ أيضاً:

تجسيد "روح باندونغ" في العلاقات الصينية العربية

 

 

ووي وي يانغ **

قبل سبعين عامًا، عقدت دول آسيا وإفريقيا مؤتمرًا تاريخيًا في باندونغ بإندونيسيا؛ حيث طُرحت "المبادئ العشرة لباندونغ" الشهيرة، التي أكدت على المساواة في السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتعايش السلمي، والتعاون المتبادل المنفعة. وقد شكلت هذه المبادئ راية روحية للدول النامية من أجل التضامن والتقوية الذاتية، والسعي من أجل الاستقلال الوطني والتنمية.

إن روح باندونغ، التي تتمحور حول " التضامن، التعاون، التنمية"، لم تقتصر على توحيد إرادة دول آسيا وإفريقيا خلال فترة الحرب الباردة، بل لا تزال تتجلى بأشكال جديدة في التفاعلات والتعاون بين الصين والدول العربية في هذا العصر الجديد الذي يشهد تغيرات متسارعة على الساحة الدولية.

عند انعقاد مؤتمر باندونغ، كانت غالبية الدول العربية في المرحلة المفصلية من كفاحها للتخلص من الاستعمار وتحقيق الاستقلال. وقد كانت الصين من أوائل الدول الكبرى التي دعمت نضال الشعوب العربية ضد الاستعمار، ووقفت بثبات في الجانب الصحيح من التاريخ، مما شكل نقطة انطلاق للصداقة الصينية العربية على أساس التجربة المشتركة في مقاومة الاستعمار والرغبة في التنمية.

حتى اليوم، ما زالت المبادئ التي نادت بها روح باندونغ، مثل الاستقلال الذاتي، والاحترام المتبادل، والثقة المتبادلة، والمساواة والمنفعة المتبادلة، متجذرة بعمق في العلاقات الصينية العربية. سواء كان ذلك في ظل الاضطرابات الإقليمية أو في ظل تباطؤ الانتعاش الاقتصادي العالمي، فإن الجانبين الصيني والعربي يلتزمان دائمًا بالحوار أولًا، والتعاون أساسًا، والتنمية أولوية، ويدافعان معًا عن الحقوق المشروعة للدول النامية، ويصونان التعددية والعدالة الدولية.

بالنسبة إلى الدول العربية، فإن الالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ورفض الهيمنة يشكل ضمانة مهمة لاستقلالية القرار الدبلوماسي. أما بالنسبة إلى الصين، فإن تعزيز التضامن والتعاون مع العالم العربي في هذه المرحلة الحرجة من إعادة تشكيل النظام الدولي، يشكل مسارًا واقعيًا للمساهمة في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

في السنوات الأخيرة، تعمقت الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والدول العربية. في مواجهة القضايا الساخنة في المنطقة والاهتمامات المتعلقة بالسيادة والأمن، تلتزم الصين دائمًا بالموقف العادل، وتدافع عن الدول العربية في المحافل المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، وتعارض التدخلات الخارجية، وتدعو إلى حل النزاعات من خلال الحوار والمفاوضات. وفي ظل تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتطور أزمة السودان، وتدهور الأوضاع في اليمن وليبيا، لعبت الصين دور الوسيط النشط، وطرحت "الحلول الصينية"، التي حظيت بالإشادة الواسعة من العالم العربي.

إن قوة التضامن لا تظهر فقط في المجال الدبلوماسي، بل تتجلى أيضًا في بناء الآليات المتعددة الأطراف. فمنذ انعقاد القمة الصينية العربية الأولى في الرياض عام 2022، تم إدراج مفهوم "مجتمع المصير المشترك الصيني العربي" في الوثائق السياسية المشتركة، مما منح التضامن الصيني العربي بُعدًا استراتيجيًا أوضح.

وفي الوقت الراهن، دخل التعاون الصيني العربي فترة "الازدهار الذهبي". ومع التوافق العميق بين مبادرة "الحزام والطريق" الصينية ورؤى التنمية مثل رؤية "عُمان 2040" في سلطنة عُمان، توسعت مجالات التعاون في البنية الأساسية والطاقة والاقتصاد الرقمي والطاقة الجديدة، لتصبح محركًا جديدًا لتنمية المنطقة.

تشير الإحصاءات إلى أن الصين ظلت لأعوام عديدة الشريك التجاري الأكبر للدول العربية. وفي عام 2024، تجاوز حجم التجارة الثنائية 400 مليار دولار أمريكي. وتشارك الشركات الصينية بنشاط في مشاريع كبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، ومدينة نيوم في السعودية، وشبكات الطرق السريعة في الجزائر، مما يساهم في خلق فرص العمل ونقل التكنولوجيا محليًا.

وفي الوقت نفسه، يشهد التعاون الرقمي والأخضر بين الصين والدول العربية نموًا قويًا. فشركات مثل هواوي وعلي بابا تتعاون مع العديد من الدول في الدول العربية لبناء مدن ذكية وتطوير تقنيات الحوسبة السحابية. وفي مجالات الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية في الصحراء وطاقة الرياح، تتعاون الإمارات والسعودية والمغرب مع الصين لتقاسم ثمار التكنولوجيا، ودفع عجلة التنمية المستدامة.

ومن الجدير بالذكر أن الجانبين الصيني والعربي يُوليان أهمية كبيرة للتعاون في مجالات معيشة الشعوب، مثل الصحة والتعليم والزراعة. حيث ترسل الصين فرقًا طبية وخبراء زراعيين إلى العديد من الدول العربية، للمساعدة في تحسين المحاصيل الزراعية وبناء منصات التعليم عن بُعد. ويجسد هذا المفهوم التنموي المرتكز على الشعب جوهر روح باندونغ في العصر الحديث.

رغم مرور سبعين عامًا وتغير العالم جذريًا، فإن روح باندونغ لا تزال حية ونابضة. فهي ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل قوة تمهد الطريق نحو المستقبل.

وأمام حالة التوتر في الوضع الدولي وتعقيد التحديات الإقليمية، يجب على الصين والدول العربية أن تتمسك بروح باندونغ بثبات أكبر، وتمارس زمام المبادرة الاستراتيجية، وتعزز التعاون المتعدد الأطراف، وتوسيع آفاق التنمية، لتقديم دفعة جديدة نحو نظام دولي أكثر عدالة وإنصافًا.

وقد طرحتْ الصين مبادرات التنمية العالمية، والأمن العالمي، والحضارة العالمية، ولقيت هذه المبادرات استجابة واسعة ومشاركة نشطة من الدول العربية، مما يشكل تقاطعًا حيًا بين روح باندونغ ومتطلبات العصر. وعلى طريق الازدهار المشترك، تسير الصين والدول العربية يدًا بيد نحو مستقبل واعد.

"الصديق وقت الضيق." ومهما تغيرت الظروف الدولية، فإن تمسكنا بروح الوحدة والتعاون والتنمية، كفيل بأن يجعل روح باندونغ تتألق من جديد في العصر الحديث، ويكتب فصلًا جديدًا في سجل الصداقة والتعاون الصيني العربي.

** باحث في قسم دراسات الدراسات الإقليمية والدولية بجامعة "صون يات سين" الصينية

مقالات مشابهة

  • الأمن السعودي .. أخرجنا أكثر من 205 آلاف شخص من مكة حاولوا الحج بلا تصريح
  • عاجل. أوكرانيا تقدّر كلفة الضرر اللاحق بالطائرات العسكرية الروسية بـ7 مليارات دولار
  • مدير الأمن العام: العمل الأمني يتطلب تنظيما دقيقا مع ارتفاع أعداد الحجاج
  • تجسيد "روح باندونغ" في العلاقات الصينية العربية
  • انخفاض سعر البتكوين وسط التوترات التجارية ومخاطر التضخم في الولايات المتحدة
  • 9 آلاف طالب وطالبة يؤدون امتحان اللغة العربية بالشهادة الإعدادية بسوهاج
  • الاتحاد العمالي: لتعديل الحد الأدنى للأجر في القطاع الخاص
  • تراجع البتكوين وسط مخاوف التضخم وتحول الشركات للعملات المشفرة
  • الذهب يهبط 1%.. ويتجه نحو خسارة أسبوعية مع ارتفاع الدولار
  • الذهب يتكبد خسائر أسبوعية مع صعود الدولار