قالت "نيويورك تايمز" إنه رغم أن استمرار المخاوف من نشوب حرب أوسع نطاقا بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، يبدو أن الجانبين تجبرهما عوامل على ضبط النفس.

وأوضحت الصحيفة الأميركية -في تقرير مشترك بين نيل ماكفاركوهار وهويدا سعد وإيوان وارد- أن هجمات حزب الله التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي تضامنا مع حركة حماس في الحرب على غزة، تكثفت تدريجيا مع استخدام الحزب اللبناني أسلحة أكبر حجما وأكثر تطورا، وشن ضربات أكثر تواترا وعلى عمق أكبر داخل إسرائيل.

زيادة التصعيد

وعرض التقرير مظاهر للتصعيد الأخير بين إسرائيل وحزب الله وأشار إلى نشر الأخير مقطع فيديو حديث يظهر مسيرة تطلق صواريخ، وقال إنها سلاح جديد في ترسانته، في استعراض للعضلات، يدعمه تصريح لزعيمه حسن نصر الله يقول فيه "ما يحميكم هو قوتكم، وشجاعتكم وقبضاتكم وأسلحتكم وصواريخكم ووجودكم في الميدان".

ومع تزايد الغارات اليومية التي يشنها الحزب بمسيرات تصيب بعض الأهداف داخل إسرائيل، جدد كبار المسؤولين الإسرائيليين -بدءا برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو– تهديداتهم الخطابية لحزب الله بأن يوم الحساب أصبح قريبا.

ومع ذلك، كلما تصاعد القتال -حسب الصحيفة- يبدو أن حزب الله وإسرائيل يضبطان نفسيهما، ويعايران هجماتهما المتبادلة بحيث لا تؤدي أي ضربة إلى اندلاع صراع أكبر.

عوامل ضابطة

وعن العوامل الضابطة للجانبين ومنعهما من التصعيد وتوسيع الحرب، قالت "نيويورك تايمز" إن حزب الله لم يعد مجرد قوة مقاتلة، بل حركة سياسية يجب أن تفكر فيما يترتب على جر لبنان الذي يترنح في أزمة اقتصادية ممتدة إلى حرب أخرى.

وأضافت الصحيفة أن العنف على الحدود كلف لبنان مليارات الدولارات من عائدات السياحة والزراعة، كما أدى لمقتل أكثر من 300 من عناصر حزب الله ونحو 80 مدنيا لبنانيا، وأدى لنزوح حوالي 100 ألف لبناني منذ أكتوبر/تشرين الأول ويضيق عيش هؤلاء النازحون بالحرب.

ورغم أن نتنياهو هدد بأن إسرائيل سوف تكرر تدميرها للبنان، فإن لديها هي الأخرى عددا من العوامل التي تعيقها عن ذلك، إذ ما زال جيشها يعاني من أجل تحقيق هدفه المعلن المتمثل في القضاء على حماس بغزة، كما حذرتها الولايات المتحدة من إشعال المنطقة على نطاق أوسع، في نفس الوقت الذي يجب عليها فيه أن تراعي سكانها الذين نزح 60 ألفا منهم من الشمال.

سيكون صراعا لا سابق له

ونقل التقرير عن منى يعقوبيان رئيسة مركز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعهد الولايات المتحدة للسلام في واشنطن "أن الإسرائيليين قالوا إنهم سيدخلون دون أي قيد في عملية واسعة النطاق، ولكن حزب الله هذا يبدو أقوى بكثير".

وأضافت الباحثة أن "هذا الصراع يمكن أن يشمل معظم إسرائيل. أعتقد أن هذا هو في الواقع ما جعل الجانبين يتوقفان. سيكون هذا صراعا لا يشبه أي صراع سبقه".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حزب الله

إقرأ أيضاً:

فايننشال تايمز: هذا هو الجبل النووي الذي يؤرق إسرائيل

هي للمخططين العسكريين الإسرائيليين أشبه بجب النار؛ إنها منشأة نووية لتخصيب اليورانيوم مطمورة على عمق نصف كيلومتر أسفل جبل، وتخضع لحراسة مشددة، وتحيط بها منظومة دفاعات جوية، وتقع في قرية جنوب مدينة قم الدينية القديمة.

هكذا استهلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية تقريرها عن منشأة فوردو، التي تقف شاهدا على رغبة طهران في حماية برنامجها النووي المصمم ليصمد أمام أي هجوم مباشر شامل أو اختراق، ويحفظ أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب الموجودة بداخله سليمة بما يكفي لإنتاج سلاح نووي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مفاعل بوشهر حجر الأساس للبرنامج النووي الإيرانيlist 2 of 2رويترز: إسرائيل قتلت 14 عالما نوويا إيرانيا منذ بدء الهجماتend of list

وتفيد الصحيفة بأن المنشأة مخبأة تحت صخور صلبة ومغطاة بخرسانة مسلحة تجعلها بعيدة عن مرمى نيران أي من الأسلحة الإسرائيلية المعروفة للعامة، وهي أيضا دليل على قلق إيران الاستراتيجي.

الركيزة الأهم

ويقول بهنام بن طالبلو، الباحث البارز في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" الأميركية، إن منشأة فوردو هي "مبتدى كل شيء ومنتهاه في العملية النووية الإيرانية"، توضح الصحيفة البريطانية.

وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية نقلا عن هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن طهران  أعلنت يوم السبت أن فوردو تعرضت لهجوم، رغم أن الأضرار كانت محدودة.

إعلان

وفي المقابل، تشير الصحيفة البريطانية إلى أن إسرائيل نجحت في تدمير محطة التخصيب التجريبية الإيرانية الأكبر فوق الأرض في نطنز، حسبما قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافائيل غروسي لمجلس الأمن يوم الجمعة.

ووفقا لتحليل صور الأقمار الصناعية مفتوحة المصدر التي التقطها معهد العلوم والأمن الدولي في العاصمة الأميركية واشنطن، فإن قاعات الطرد المركزي تحت الأرض ربما أصبحت عديمة الجدوى بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بإمدادات الكهرباء في منشأة نطنز وسط إيران.

ونقلت فايننشال تايمز عن داني سيترينوفيتش، الخبير في الشأن الإيراني بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، قوله إن منشأة فوردو ستكون عصية على إسرائيل بدون مساعدة الولايات المتحدة، فهي "شديدة التحصين وتقبع في عمق الجبل"، معربا عن عدم يقينه بشأن ما يمكن أن تحدثه الضربات الإسرائيلية من ضرر هناك.

قدرات كبيرة

وأضاف أن إيران لم تصل بعد إلى نقطة الصفر بما يعني مرحلة تعرض برنامجها النووي للتدمير، إذ يعتقد أنه ما يزال لديها قدرات كبيرة، وستكون  منشأة فوردو "الهدف الأصعب وربما الأخيرة" في الحملة العسكرية الإسرائيلية.

ورغم ذلك، فإن سيترينوفيتش يقول إن منشأة فوردو هي القاعدة العسكرية الرئيسية الوحيدة تحت الأرض التي تعرضت لهجوم مباشر؛ في سابقة تُظهر المخاطر الاستثنائية التي أقدم عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– بالسماح بشن الهجمات على إيران في وقت سابق من هذا الأسبوع.

ومع أن المسؤولين الإيرانيين ظلوا ينفون سعيهم لامتلاك قنبلة نووية، إلا أن الصحيفة تزعم أن طهران تمضي في سبيل ذلك استنادا إلى تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تؤكد أن بمقدور إيران تحويل كامل مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب، المقدّر بنحو 408 كيلوغرامات، لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم لصنع 9 أسلحة نووية في غضون 3 أسابيع فقط.

إعلان

وعقدت الصحيفة مقارنة بين المنشأتين النوويتين في نطنز وفوردو. فالمجمع الصناعي المترامي الأطراف في مدينة نطنز يحتوي على ما يصل إلى 16 ألف جهاز طرد مركزي، إلا أنه مصمم لإنتاج يورانيوم منخفض التخصيب.

بدائل أقوى

وعلى النقيض من ذلك، فإن ما يميز فوردو هو المتانة الجيولوجية التي تجعل قاعات الطرد المركزي فيها غير قابلة للاختراق فعليا بواسطة القنابل التقليدية التي يتم إطلاقها من الجو. وقد يستعصي ذلك حتى على القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات من طراز (جي بي يو-57) المصممة لتدمير المخابئ المحصنة بشدة والقادرة على اختراق 60 مترا من الخرسانة تحت الأرض.

وحسب تقرير الصحيفة، يعتقد المحللون أن الهجمات الإسرائيلية إذا لم تنجح في تدمير مفاعل فوردو، فإنه قد يكون سببا في تسريع انسحاب إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ومن ثم في وقف تعاونها مع الوكالة الذرية، وتصنيع قنبلتها النووية.

وما يزيد من المخاطر -من وجهة نظر فايننشال تايمز- هو أن فوردو ليست المنشأة الوحيدة فائقة الأمان التي يمكن لإيران أن تلجأ إليها. فقد عملت طهران مؤخرا على بناء منشأة أكثر عمقا وأفضل حماية تحت الجبل المعروف باسم " بيكآكس"، على بعد بضعة كيلومترات جنوب نطنز.

وفي حين يُعتقد أن فوردو لديها مدخلين للأنفاق، فإن لدى بيكاكس 4 منها على الأقل، مما يجعل من الصعب إغلاق المداخل بالقصف. كما أن مساحة قاعاته تحت الأرض أكبر.

وطبقا لتقرير الصحيفة، يخشى البعض من إمكانية استخدام إيران المنشأة لتجميع سلاح نووي أثناء تعرضها لهجوم. ولا تزال طهران تمنع مفتشي الوكالة الذرية من دخولها.

مقالات مشابهة

  • خالد عكاشة: لأول مرة تخوض إسرائيل حربا مباشرة مع دولة لا تربطها بها حدود
  • خالد عكاشة: إيران تمتلك عمقا استراتيجيا وجغرافيا أوسع بكثير من إسرائيل
  • عاجل| من غزة إلى طهران.. كيف مهّدت الحرب على حماس الطريق لهجوم إسرائيلي أوسع على إيران؟
  • فايننشال تايمز: هذا هو الجبل النووي الذي يؤرق إسرائيل
  • نيويورك تايمز: إسرائيل تخشى قدرة إيران على "الانتقام العنيف"
  • نيويورك تايمز: خطأ أمني فادح من إيران كلفها الكثير.. تجاهلت نصائح وتحذيرات
  • التوترات بين إيران وإسرائيل.. ما هي المخاطر التي تهدّد الاقتصاد العالمي؟
  • الصدر لا يريد حربا جديدة في بلاده عقب استهداف إيران.. وحزب الله يعلق
  • نيويورك تايمز: مقتل قاآني بقصف اسرائيلي في طهران
  • نيويورك تايمز: ويتكوف ما زال يعتزم المشاركة في المحادثات مع إيران بمسقط