يمانيون|

شهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء اليوم، الحفل الختامي المركزي للدورات الصيفية للعام 1445هـ، وعرضاً كشفياً للطلاب الملتحقين فيها.

وفي الاختتام الذي حضره مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد، ونائب رئيس حكومة تصريف الأعمال لشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد ونائب رئيس مجلس الشورى ضيف الله رسام ومدير مكتب قائد الثورة سفر الصوفي ووزيرا الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ضيف الله الشامي والإرشاد نجيب العجي، أشار وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال محمد حسين المؤيدي إلى أهمية الدورات الصيفية في الحفاظ على الأجيال الناشئة وحمايتها من الغزو الفكري والثقافي وتنويرهم بالمعارف والعلوم النافعة والوعي لمواجهة أعداء الأمة.

وأشاد بمستوى النجاح الذي حققته الدورات الصيفية للعام الجاري وبجهود القائمين عليها وأعضاءِ اللجنةِ العليا للأنشطةِ والدوراتِ الصيفية واللجان الفنية والتنفيذية والفرعية بالمحافظات والمديريات والكوادرِ التربويةِ والتعليمية والعاملين في الدورات الصيفيةِ المفتوحةِ والنموذجية، وبكل من أسهمَ في توفيرِ البيئةِ المناسبةِ لمساعدةِ الجيلِ أن يكونَ مثقفًا بثقافةِ القرآن.

ونوه الوزير المؤيدي بما شهدته الدورات الصيفية من أنشطة وبرامج هدفت إلى تنمية قدرات ومهارات النشء والشباب في مختلف المجالات تضمنت ترسيخ الهوية الإيمانية في نفوسهم الملتحقين بهذه الدورات بما يمكنهم من النهوض بواقع الأمة.

وبارك للطلاب تخرجهم من الدورات الصيفية .. مثمناً دور الجهات والهيئاتِ والمؤسساتِ المتفاعلة ورجالِ الأعمال المساندين والشخصياتِ الاجتماعية ومَن قدم جهدًا في سبيل إنجاحِ الأنشطةِ والدورات الصيفية.

وأوضح وزير الشباب والرياضة أن إجمالي من التحقوا بالدورات الصيفية بلغ مليوناً و100 ألف طالب وطالبة تلقوا خلالها، معارف ومهارات في مختلف المجالات لتعزيز قدراتهم بما يسهم في إيجاد جيل واع متسلح بالثقافة القرآنية.

وأثنى على تفاعل الآباء وأولياء الأمور مع الدورات الصيفية، ودعمهم لإنجاحها وتحقيق الغايات المنشودة منها، لافتاً إلى العروض الكشفية التي شهدها ميدان السبعين خلال حفل التخرج وما عكسته من تطبيق عملي لما تلقاه الطلاب في الدورات الصيفية من مهارات ومستوى النضج الأخلاقي الذي وصلوا إليه.

وشهد الحفل الختامي الذي حضره عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، وعدد من قيادات الدولة والقائمين على الدورات الصيفية، عرضاً كشفياً عكس مستوى المهارات لطلاب الحركة الكشفية ومدى استفادتهم من برامج الدورات الصيفية.

كما جسد العرض الكشفي صورة الجيل الناشئ والقادم، جيل النصر الذي يتم إعداده في شتى المجالات لتصحيح واقع الأمة والوقوف في وجه أعدائها.

وفي ختام حفل الاختتام والعرض الذي نواب وزراء الثقافة محمد حيدرة والخدمة المدنية عبد الله المؤيد والتربية والتعليم خالد جحادر ورئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان، قدّم الخريجون عهد الولاء لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والبراءة من أعداء الله.

وكان أحد الطلاب المشاركين في العرض الكشفي قد ألقى كلمة عبر فيها عن سعادته وزملائه بالتحاقهم بالدورات الصيفية ومدى استفادتهم من مجمل البرامج والأنشطة التي حفلت بها الدورات هذا العام.

وثمن اهتمام القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى بهذه الدورات وجهود المشرفين والقائمين عليها.. مؤكدا أن ناشئة وشباب اليمن يدركون واجبهم تجاه وطنهم وأمتهم ويعون المخاطر المحدقة بالأمة، واستعدادهم لحمل راية الجهاد ومواجهة أعداء الأمة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الدورات الصیفیة

إقرأ أيضاً:

محمد حميد الله.. العلّامة المنسي الذي أعاد السيرة النبوية إلى قلب الإنسان والعالَم

تعرّفتُ على محمد حميد الله (1908م ـ 2002م) بالواسطة؛ يوم وجدتُ كاتبا يحيل على كتابه "مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة"، تعرّفت على اسمه واسم كتابه دون أن أدرك مقامه العلمي والمعرفي، وأنّى لي هذا؛ فقد كان ذلك في البدايات الأولى لـ"وعيي" وعمري قد بلغ توّا الخامسة عشر ربيعا، أي عام 1990م، والسّبب الذي أشعل هذا الوعي ـ استطرادا ـ شأن العديد من مجايلي، هو حرب الخليج؛ فقد طوت بنا تلك الأحداثُ المأساويةُ المراحلَ والمسافات، فكان تكويننا ـ حينها ـ يتّبع أسلوب القفزات وليس التراكم، وهو الأسلوب الذي يحمل في طيّاته إيجابيات وسلبيات؛ فقد فُرضَ علينا أن لا ننضبط للمقولة البيداغوجية التي تصرّ أن التّعلّم الحقيقي العميق يبدأ بـ"صغير العلم قبل كبيره". يومها لم يهنأ لي بال حتى حصلت على نسختي من الكتاب؛ فقد وجدته باليا مغبّرا عند أحد باعة الكتب المستعملة. واستطرادا أيضا؛ فإنّ تجاربي مع الكتب المفقودة كثيرة؛ فما إن أنشغل بأحدها حتى أجدها ـ مهما مرّت الأيام ـ "تُباع على الأرض" وبأبخس الأثمان؛ هل هذا هو ما يسمى بـ"قانون الجذب"؟!

فيما بعد سأعرف أن الرّجل علّامة حقيقي، وتكوينه متين وأصيل، يزاوج في أصوله ومصادره المعرفية بين التقليدي والعصري، وهذا التّأسيس واحد من أكثر ما يمنح العالِم تميّزه وقوّته: دكتوراه في الفلسفة ـ بالمعنى المتين للدكتوراه وللفلسفة ـ وأخرى في السيرة النبوية من جامعتين غربيتين، وإتقان للكثير من اللغات، تجاوزت العشر، بشكل مدهش، وإكثار في التّأليف دون أن يمسّ هذا الإكثار عنصر الأصالة، وتخصّص لا يمكن لصاحبه أن يُبدع فيه ما لم يكن موسوعيّا. هو أحد أعلام الفكر الإسلامي والدّعوة في العصر الحديث، مشارك في عدد من المجالات المعرفية. يعتبر المختصّون ترجمتَه لمعاني القرآن الأحسن والأفضل من بين كل "المغامرات" المشابهة الأخرى.

عاش أغلب حياته في فرنسا. احتفظ بحبّ كبير جدا لبلدته "إمارة حيدر أباد" التي كان يودّ أن يراها مستقلّة عن الهند، وحينما فشل "مشروع الدّولة" غادر الهند ولم يعد إليها أبدا. ورغم أن فرنسا عرضت عليه أكثر من مرّة جنسيتها إلا أنه رفض التّخلي عن هويّته الحيدرأبادية إلى أن توفّي في بيت حفيدة أخيه في أمريكا، وكانت هي مَن ألحت عليه في الذّهاب معها إلى هناك بعد أن أتعبه العمر.

اليوم اقتنيتُ ترجمةَ كتابه "نبيّ الإسلام؛ سيرتُه وآثاره" الذي صدر لأوّل مرة بالفرنسية منذ حوالي ستّين سنة، أي منذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي، بترجمة الأكاديمي المغربي عبد الواحد العلمي، عن منتدى العلاقات العربية والدّولية. ولا أدري مَن سنُحمّل مسؤولية ما أعتبره خسارة كبيرة للكتاب؛ هل للمترجم أم للنّاشر؛ ذلك أن الكتاب بهذه القيمة وهذه الفخامة وهذا العمق وهذا الحجم يصدر دون فهارس ودون بيوغرافيا تفصيلية. ومهما كانت الجهة التي فرّطت في هذا الأمر المهمّ، فإنّها اقترفت عظيما! وليس أمامها سوى المسارعة لإعداده قبل الطبعة الثانية.

عاش أغلب حياته في فرنسا،. احتفظ بحبّ كبير جدا لبلدته "إمارة حيدر أباد" التي كان يودّ أن يراها مستقلّة عن الهند، وحينما فشل "مشروع الدّولة" غادر الهند ولم يعد إليها أبدا. ورغم أن فرنسا عرضت عليه أكثر من مرّة جنسيتها إلا أنه رفض التّخلي عن هويّته الحيدرأبادية إلى أن توفّي في بيت حفيدة أخيه في أمريكا، وكانت هي مَن ألحت عليه في الذّهاب معها إلى هناك بعد أن أتعبه العمر.يقع الكتاب في أكثر من ثمانمئة صفحة، وقد اكتفى المترجم بثلاث صفحات يتيمة تقديما بين يدي الكتاب، ولا أدري ما الذي جعله "يضنّ" على قُرّائه  بالكشف عن كثير من الأمور المعرفية والمنهجية والموضوعاتية التي وقف عندها، سواء تلك المتعلّقة بالكاتب أو الكتاب أو ظروف إنشائه وسبب نشره. ولا يُتعلّل بأنّ ذلك كان سيزيد من عدد صفحاته، لأنّ عشر صفحات إضافية يقينا لن تحدث كثير فرق، خاصّة وأنّ غالبية المهتمين من جيلنا لا يكاد يعرف عن الرّجل سوى القليل.

ينقسم الكتاب، بعد مقدّمة وافية أجاب فيها عن سؤال: لماذا دراسة حياة نبيّ الإسلام؟ وخاتمة تحت عنوان: الدّفن ومشكلة الخلافة، إلى أربعة فصول، وقد جاءت تحت العناوين العامّة التالية: البداية، والرسالة، والحياة السياسية ـ الدّينية، والآثار.

أنشئ الكتاب قريبا من أسلوب الشّذرات المرقّمة، وقد كان المقصود منه ـ بالدّرجة الأولى ـ القارئ غير المسلم، ولكنّ هذا الأمر لم يجعل حميد الله يفرّط فيما سيعتبره ذلك القارئ ـ الذي فقد الإحساس بـ"سحر العالم" ـ "قضايا غير عقلانية"، بل و"منهجية غير عقلانية"، وأقصد هنا بالدّرجة الأولى مسألة المعجزات. الجميل أنّه قدّمها بأسلوب بارع، بعيد عن "الخرافية"، وتعامل معها باعتبارها مسألة عادية جدّا في حياة الأنبياء والرّسل و"منهج اشتغالهم".

وربّما الملاحظة "السّلبية" الوحيدة على بعض تفسيرات الكتاب وتأويلاته ـ وهي متفهمة ـ هي متعلّقة أساسا بالسياق المعرفي والاجتماعي الذي كُتب فيه، وقد أشار إليها المترجم في تقديمه، ولكن دون أن يقدّم  أيّ أمثلة لأنّ القارئ قادر لوحده على اكتشافها دون عناء كبير؛ حيث أكّد على "أنّ مياها كثيرة جرت منذئذ، وتغيّرت بوصلة الذّهنيات وهواجس الباحثين وآفاق انتظارهم، فربّ مسوّغات للأحداث وتفسيرات لها أصبحت غير مستساغة عند كثير من النّاس باحثين وغيرهم".

لم يتدخّل المترجم أثناء ترجمته للمتن، وكان لزاما عليه أن يفعل ذلك في بعض المواضع، خاصة حين لحظة إحساسه بأنّه بصدد تقديم معلومة أو تحليل لقارئ مسلم عربي. أمّا ملاحظتي الثالثة على عمل المترجم، وهي في اتّجاهين؛ فإنّه كان عليه في تقديمه أن يخصصّ كلاما عميقا، وربما طويلا، للحديث عن مصادر الكتاب ويدرسها، ثمّ كان عليه أن يقوم بتخريج الأحاديث في الهامش.

وأخيرا؛ الكتاب ـ كما عبّر الأستاذ المترجم: "ماتع قيّم عظيم القدر والإفادة، ولا نغالي إن قلنا عنّه إنّه لحقيق به أن يُعدّ من أفضل ما كتب في عصرنا عن سيرة سيّد المرسلين صلوات الله عليه"، ومن جهتي لا يقترب منه سوى كتاب الأستاذ وضّاح خنفر الموسوم بـ"الربيع الأوّل".

مقالات مشابهة

  • ندد بشدة : بيان صادر عن أنصار الله بشأن القصف الإسرائيلي على إيران
  • الهيئة النسائية في محافظة صنعاء تنظم فعالية خطابية بذكرى يوم الولاية
  • العاصمة صنعاء تشهد حشود مليونية نصرة للشعب الفلسطيني ورفضا للعدوان على إيران
  • محمد حميد الله.. العلّامة المنسي الذي أعاد السيرة النبوية إلى قلب الإنسان والعالَم
  • عضو اللجنة الإشرافية العليا للأنشطة والمدارس الصيفية عبدالله عبيد: المدارس الصيفية.. حصن الأمة في مواجهة تحديات العصر وبناء جيل القرآن
  • فعالية خطابية في مديرية صنعاء الجديدة بذكرى يوم الولاية
  • أمسية احتفالية بمديرية الحالي في الحديدة بذكرى يوم الولاية
  • فعاليات ثقافية في العاصمة وعدد من المحافظات احتفاءً بذكرى يوم الولاية
  • شرطة دبي تطلق الدورات الصيفية للطلبة 30 الجاري
  • محافظ المنوفية يتفقد أعمال تطوير وتجميل مدخل شبين الكوم الجديد والكورنيش القديم