دخان ونار ودمار.. سكان النصيرات يروون لحظات الرعب أثناء المجزرة الإسرائيلية
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
#سواليف
يعيش سكان #مخيم_النصيرات وسط قطاع #غزة، حالة من الصدمة بعد ساعات من #الذعر اختبروها السبت خلال #المجزرة الإسرائيلية التي أدت لاستشهاد أزيد من 270 مدنيا فلسطينيا.
وقد تمكنت إسرائيل خلال العملية من استعادة 4 من أسراها لكنها قتلت 3 منهم، أحدهم يحمل الجنسية الأميركية.
ويقول مهند ثابت -من سكان المخيم- إن العملية العسكرية الإسرائيلية كانت “عبارة عن #دخان و #نار مشتعلة وغبار كثيف غطى المكان”.
ويوضح ثابت “سمعت طلقات نارية، اعتقدت أنه شيء عادي، لكن فجأة بعد دقائق سمعت صوت طائرة حربية وقصف على المنازل في المخيم وبجانب مستشفى العودة والسوق”. ويضيف “بدأت الناس تركض لا تعرف إلى أين تذهب”.
وعن حجم #الدمار، يقول إن دمارا لحق بمنازل في داخلها أصحابها ونازحون، “واشتعلت النار في محال تجارية وبسطات ومركبات احترقت من القصف الذي طال الطرق والسوق والمخيم ومحيط المستشفى”.
وتسببت العملية في حالة من الفوضى “وراحت الناس تصرخ، من صغار وكبار ونساء ورجال الكل يريد أن يهرب من المكان، لكن القصف كان عنيفا وكل من يتحرك معرض للقتل بسبب كثافة القصف وإطلاق النار”.
أما محمد موسى، فكان على سطح أحد المنازل عندما وصلت القوات الإسرائيلية إلى المخيم. ويؤكد مذهولا “لا أعلم كيف أنا على قيد الحياة الآن”.
موسى البالغ 29 عاما نزح مرات عدة بين مناطق قطاع غزة، قبل أن يصل إلى مخيم النصيرات ويقول “فجأة بدأت #الصواريخ تتساقط علينا بكثافة”.
ويروي أن دبابة تقدمت من ناحية شارع صلاح الدين وسط إطلاق نار مدفعي وآخر من الطائرات مؤكدا أن القصف كان “متواصلا وبكثافة”.
شاحنة تبريد وسيارة بيضاء
أما آلاء الخطيب النازحة في المخيم، فتقول “كنت مارة في الشارع بالمخيم متوجهة إلى السوق، رأيت شاحنة مجمدات وسيارة صغيرة بيضاء”.
وتوضح أن أشخاصا ترجلوا من الشاحنة ومعهم سلم وضعوه على جدار أحد البيوت وصعدوا عليه، “بعد لحظات سمعت صوت رصاص وضرب على المنازل والحارات والشوارع في المخيم”.
وتؤكد النازحة البالغة 32 عاما “شعرت بالخوف ولم أستطع الرجوع إلى المنزل”. وتقول “عرفت أن قوات خاصة إسرائيلية تسللت للمخيم بمركبات فلسطينية خاصة بالمساعدات” الإنسانية.
وروى عدد من شهود العيان التفاصيل ذاتها وتطرقوا إلى موضوع شاحنة التبريد.
وعن القوات الإسرائيلية التي وصلت المخيم، يقول محمود العصار إن “القوات الخاصة كانت ترتدي ملابس مثل عناصر حماس والجهاد ومن بينهم عناصر ملثمون، دخلت على بيوت قرب مستشفى العودة والسوق”. ويصف العصار ما حصل السبت بالقول “كأنه زلزال”.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن عدد شهداء العملية العسكرية في المخيم المكتظ ارتفع إلى 274 شهيدا و698 جريحا بينهم حالات حرجة.
ويوضح الطبيب مروان أبو ناصر -وهو القائم بأعمال مدير مستشفى العودة- أن المستشفى امتلأ “بأعداد الشهداء والجرحى ولا يمكن استيعاب هذا العدد الكبير في دقائق معدودة”.
ويضيف “المستشفى كان تحت النار ولا يستطيع أي إنسان التحرك خلال العملية” العسكرية الإسرائيلية. وأكد سكان من المخيم أنهم رأوا جثثا في شوارع المخيم.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف مخيم النصيرات غزة الذعر المجزرة دخان نار الدمار الصواريخ فی المخیم
إقرأ أيضاً:
تبغ الفقراء: سجائر الملوخية والجوافة تغزو غزة
في أحد أزقة مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة ، حيث الدمار يطغى على المشهد، يجلس أبو أحمد على كرسي بلاستيكي متهالك بجوار منزله المهدم. في يده ورقة دفتر مدرسي ملفوفة بعناية، ينفث منها دخانًا ثقيلاً ينبعث منه رائحة غريبة، لا تشبه بأي حال رائحة السجائر التي اعتاد عليها قبل الحرب. يحاول إقناع نفسه بأن ما يدخنه هو سيجارة حقيقية، رغم أن نكهتها لاذعة وطعمها يترك في فمه مرارة تختلف كلياً عن طعم التبغ المعروف. يقول وهو يتنهّد: "مش مهم الطعم، المهم نرتاح شوي، الواحد صار يدخن عشان ينسى المصايب".
في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع، ومنع إدخال السجائر منذ السابع من أكتوبر 2023، باتت السجائر المستوردة عملة نادرة. اتهمت سلطات الاحتلال حركة حماس باستغلال عائدات الضرائب المفروضة على الدخان، ومنذ ذلك الحين أُغلقت المعابر في وجه هذا المنتج، ليتحول فجأة من سلعة شعبية إلى كماليات لا يقدر على ثمنها إلا القلة. لم يعد دخان التبغ مجرد عادة سيئة أو ترف شخصي، بل صار وسيلة للهروب المؤقت من ضغوط يومية تكاد لا تُحتمل.
ومع انعدام البدائل، ابتكر سكان غزة ما يمكن تسميته بـ"دخان بديل". سيجارة محلية الصنع، محشوة بأوراق الملوخية المجففة، أو أوراق الجوافة، وأحياناً بأوراق شجر الظل أو اوراق نبات الباذنجان.
يقول أمجد، بائع دخان في أحد الأسواق الشعبية. "في ظل الحصار وإغلاق المعابر ومنع دخول الدخان، أصبحنا مضطرين لإيجاد بدائل تساعد الناس على التخفيف من ضغوط الحياة ولو للحظات"،
ويضيف: "الأهم إنو ما تكون الورقة ذات ريحة عطرة، بدنا نكهة قريبة من التبغ، مش ريحة أعشاب".
الطلب على هذه "البدائل" ازداد بشكل لافت، خاصة بعد أن قفز سعر علبة السجائر المهربة إلى ما يعادل 500 دولار، مقارنة بسعرها الطبيعي قبل الحرب والذي كان يتراوح بين 5 و10 دولارات. بل وصل سعر السيجارة الواحدة، إن توفرت، إلى 30 دولاراً، وفق ما يؤكده أمجد، وهو مبلغ خيالي لا يستطيع تحمّله حتى الموظف.
وفقًا لمسح التدخين واستهلاك التبغ لعام 2021 الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن 17% من سكان قطاع غزة ممن تزيد أعمارهم عن 18 عامًا يستهلكون التبغ، مقارنة بـ40% في الضفة الغربية. هذا يعني أن الحاجة إلى التدخين في غزة ليست هامشية، بل تطال شريحة واسعة من المجتمع، ما جعل البحث عن بدائل أمرًا ملحًا لا مجرد خيار.
لكن رحلة تصنيع السيجارة المحلية ليست بسيطة. تبدأ بزراعة الملوخية أو النباتات الأخرى في بيئات منزلية، غالبًا باستخدام سماد الأسماك لتسريع النمو. تُجفف الأوراق تحت أشعة الشمس أو في الظل بحسب الرغبة، ثم تُحمّص وتُطحن بدرجات متفاوتة وفق ذوق الزبائن.
يقول حازم، وهو أحد المدخنين: "سيجارة الملوخية أفضل من غيرها وسعرها غالي، بتوصل لأربعة شواكل، وإذا فيها نيكوتين بصير سعرها خمسة". هذا يعادل تقريبًا دولارًا ونصف، وهو ما زال أرخص من السجائر المهربة.
وبعيدًا عن النبتة الأساسية، تُضاف إلى هذه السيجارة مواد تُعرف محلياً باسم "المكيفات"، وتشمل النيكوتين السائل، والمبيدات الحشرية، وأحياناً حتى المخدر الطبي "البنج"، لتعزيز التأثير على المدخّن.
يقول أحد التجار – طالباً عدم الكشف عن هويته – "تهريب التبغ من الضفة صعب لكنه مربح، ضربة واحدة ممكن تخليك مليونير".
أما الورق المستخدم في اللف، فهو غالباً أوراق دفاتر مدرسية أو فواتير ورقية، ما تسبب في أزمة حقيقية في القرطاسية المدرسية، وحرمان الطلاب من أبسط مستلزماتهم التعليمية.
يقول أنس، وهو بائع محلي: "نستخدم ورق خفيف يتماشى مع نوع العشبة عشان ضل السيجارة مولعة".
العملية تنتهي إما باستخدام آلة يدوية بسيطة، أو عبر لفّ السيجارة بالأصابع، بعد ترطيب طرف الورقة باللسان لإحكام إغلاقها. هذه الطريقة البدائية تُضاعف من احتمالات نقل العدوى والأمراض المعدية.
ورغم وجود قوانين فلسطينية تمنع بيع التبغ لمن هم دون 18 عامًا وتفرض عقوبات على تداول المواد المغشوشة أو الملوثة، إلا أن هذه النصوص بقيت حبراً على ورق، في ظل غياب الرقابة وانتشار فوضى السوق، بسبب ملاحقة الاحتلال لأجهزة الرقابة الصحية والبلدية، وتدمير البنية الإدارية.
الصورة الصحية أشد قتامة. السجائر المصنعة محليًا لا تحتوي فقط على مواد مسرطنة كما في السجائر العادية، بل تتضمن تركيبات غير مخصصة للاستهلاك البشري، مثل المبيدات والبنج والنيكوتين الخام، ما يجعلها قنبلة صحية موقوتة.
يؤكد الدكتور حسين العطار، ماجستير أمراض صدرية، أن "كل السجائر تحتوي على مواد مسرطنة قد تسبب سرطان الفم واللسان والحلق والشعب الهوائية والرئتين، إضافة إلى التهابات مزمنة ومشاكل في القلب ونقص الأكسجين".
وأضاف: "لمعرفة التأثير الكامل لهذه السجائر البديلة نحتاج لمختبرات ودراسات متخصصة، وهذا ما لا يتوفر حالياً في غزة".
وبحسب التقرير العالمي حول التبغ والصحة لعام 2021، فإن عدد الوفيات السنوية المنسوبة إلى التدخين في فلسطين يبلغ حوالي 2,100 حالة وفاة، منها 1,700 بين الذكور و267 بين الإناث، أي ما يعادل نحو 10.7% من إجمالي الوفيات في البلاد.
في غياب الحلول واستمرار الانغلاق، يبدو أن "تبغ الملوخية" لن يختفي قريباً من أيدي الغزيين، لا لأنه خيارهم الأفضل، بل لأنه الخيار الوحيد المتاح. وبينما يحاول البعض كسب رزقه عبر هذه الصناعة الخطرة، يدفع آخرون صحتهم ثمناً لنفثة دخان عابرة، يظنون أنها تخفف الألم، لكنها في الحقيقة، تبذر المرض بصمت.
المصدر : وكالة سوا - محمد النواجحة اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مقرر أممي: طريقة إيصال المساعدات الإنسانية في غزة "سادية" الحرب تعيد الخربة إلى أصلها: هل كانت مزرعة عدس؟ السولار الصناعي... بابٌ مفتوح على الموت الأكثر قراءة الرئيس عباس يطلق نداءً عاجلا لقادة دول العالم حول الوضع الكارثي في غزة تطورات سياسية غير مسبوقة صحة غزة: الاحتلال يستهدف مولدات المستشفيات ويُفاقم الكارثة الطبية بينهم 3 سيدات.. الاحتلال يعتقل 20 مواطنا على الأقل من الضّفة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025