التضامن الاجتماعي تعلن اكتمال وصول أفواج حجاج الجمعيات الأهلية إلى الأراضي المقدسة
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
اكتمل وصول أفواج حجاج الجمعيات الأهلية إلى الأراضي المقدسة، حيث وصل الفوج الثامن والأخير والذي يضم حجاج محافظات أسيوط والمنوفية وشمال سيناء إلي جدة ومنها إلي مكة المكرمة ليكتمل بذلك وصول الـ7500 حاج التابعين للجمعيات الأهلية وهي الحصة المقررة هذا العام من الحصة الكلية المخصصة للدولة.
وحرصت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي على التواصل هاتفيًا مع الأستاذ أيمن عبد الموجود مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس بعثة حج الجمعيات الأهلية من أجل الاطمئنان علي صحة الحجاج ومتابعة تنفيذ التوجيهات الخاصة بتقديم كافة الخدمات لهم لكي يؤدوا المناسك في سهولة ويسر.
ومن جانبه أكد أيمن عبد الموجود رئيس بعثة حج الجمعيات الاهلية أن موسم الحج هذا العام؛ سيشهد العديد من الإجراءات التي من شأنها التيسير على الحجيج في أداء المناسك ومنها توفير حقائب للإجراءات الاحترازية، وملابس الإحرام للرجال والسيدات، والتعاقد على وسائل انتقال جميعها موديلات حديثة ومكيفة، نقلت الحجاج من المطار لفنادق الإقامة وتنقلهم بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكذلك ستنقل الحجاج للمشاعر المقدسة.
وأضاف أن حجاج الجمعيات الأهلية يقطنون في فنادق خمسة نجوم بساحة الحرم المكي، وهو المستوى الأول، أما حجاج المستوى الثاني فيتواجدون في فنادق مصنفة تبعد بمسافة 750 مترًا من الحرم المكي، أما المستوى الثالث، فهي فنادق مصنفة تبعد بمسافة 1400 متر من الحرم المكي.
وأشار عبد الموجود إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي تسعى لاستمرارها في تقديم أفضل البرامج لحج الجمعيات الأهلية، حيث يقوم الوعاظ والواعظات من وزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية بتقديم خدمة الوعظ والإرشاد للحجاج، كما تم توفير دليل للحجاج يشمل كافة الإجراءات التي يمر بها الحاج ويغطي مختلف الاستفسارات المتعلقة برحلة الحج سواء الإدارية أو الدينية.
وأوضح رئيس بعثة حجاج الجمعيات الأهلية أن هناك اجتماعات مستمرة تعقد مع أعضاء البعثة والمشرفين لمراجعة كافة التفاصيل الخاصة بخطة تصعيد الحجاج على صعيد عرفات، مشيرًا إلى أن مخيمات حجاج الجمعيات الأهلية على صعيد عرفات يتوافر بها كافة الخدمات، كما أن المخيمات مكيفة الهواء وبها خدمة إعاشة كاملة ويتوفر بها كافة الاحتياجات من المياه والعصائر والوجبات، فضلا عن تقديم الإرشاد والتثقيف بشكل مستمر من خلال الوعاظ والواعظات.
وأشار رئيس البعثة الرسمية لحج الجمعيات الأهلية إلى أنه من المقرر أن تستلم البعثة المخيمات خلال الساعات المقبلة، حيث سيتم التأكد من توافر كافة الخدمات المتفق عليها، كما أن هناك خطة زمنية سيتم تنفيذها خلال تصعيد الحجاج، وسيتم ذلك على مراحل حتى لايحدث تكدسا خلال مراحل التصعيد، وذلك من أجل توفير الراحة والتيسير على جميع الحجاج حتى تسكينهم فى المخيمات بالمشاعر المقدسة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزيرة التضامن الاجتماعي وزارة التضامن الاجتماعي الجمعيات الاهلية المشاعر المقدسة التضامن الاجتماع خلال الساعات المقبلة نيفين القباج وزيرة التضامن الإجتماعي مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي موسم الحج هذا العام
إقرأ أيضاً:
الحرب المقدسة
حاتم الطائي
◄ الشرق الأوسط يقف على شفا جرف هارٍ.. وإسرائيل تدفع نحو الدمار الشامل
◄ إيران تؤكد أن الإرادة الحُرة المدعومة بقوة عسكرية عادلة هي سبيل النصر
◄ أمريكا تريد من الحرب ترسيخ هيمنتها وتأكيد النظام العالمي أحادي القطب
لم تكن معركة البقاء والوجود بين قوى الإرادة الحُرة وقوى الاستعمار، أكثر صراحةً من اليوم؛ ففي ظل العدوان الإسرائيلي الهمجي والبربري على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن قبل على غزة ولبنان وسوريا واليمن، تجلّى لكل ذي عقل أنَّ الكيان الإسرائيلي ليس سوى نقطة ارتكاز للاستعمار العالمي في عصر ما بعد الاستعمار؛ إذ يظن البعض أنَّ هذا الاستعمار- الذي هو استعلائي في الأساس ويقوم على قاعدة "السيد والخادم"، قد ولى وانتهى بإعلان "استقلال" الدول عن مسُتعمريها القُدامى، حتى بعد ما يُعرف بنظام "سايكس- بيكو" في الشرق الأوسط.
الحرب الدائرة رُحاها الآن بين إيران وإسرائيل، نتيجة حتمية لغطرسة القوة التي تُمارسها عصابات الكيان المحتل، والمآل المنطقي لفائض القوة لدى أكبر قوة عسكرية في العالم، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، صاحبة أضخم ترسانة وأضخم صناعة أسلحة في العالم. فبعد ما يقترب من سنتين على اندلاع حرب الإبادة في غزة، والعمليات الإرهابية الإسرائيلية في كلٍ من إيران ولبنان وسوريا واليمن، تأتي حكومة التطرف والإرهاب بقيادة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو لتُشعل فتيل حرب إقليمية لا يعلم أحد مداها، من خلال شن عمليات اغتيال وتصفية جسدية لعدد من القادة العسكريين في إيران، مُنتهكةً سيادتها، وضاربة بالقانون الدولي والمواثيق الأممية عرض الحائط، هذه المواثيق التي تضمن لكل دولة حقها في ممارسة أعمال السيادة على أرضها، وتمنع أي دولة أو كيان من اختراق السيادة، سواءً في الجو أو البحر أو البر.
لكنَّ ما حدث فجر الجمعة 13 يونيو 2025، مثّل تحولًا خطيرًا ومنعطفًا حادًا للغاية في مسارات الحرب بالمنطقة، ووضع الإقليم بأسره على شفا جرفٍ هارٍ وهاوية سحيقة لن ينجو منها أحد، ولا حتى إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف والداعم الأكبر لهذا الكيان الإرهابي المُجرم. لكن في المقابل، برهنت إيران على مدى قوتها العسكرية والتكتيكية؛ حيث نجحت في تكبيد إسرائيل خسائر فادحة، اعترف بها زعيم المافيا الصهيونية، نتنياهو، وأقر بأنَّ كيانه الإرهابي "يُعاني من خسائر هائلة". وهذا الاعتراف على حقيقته، فإنه يكشف مدى الاستغلال الإسرائيلي له، من خلال ابتزاز الولايات المتحدة والغرب من أجل التدخل ومساعدة إسرائيل في عدوانها؛ إذ لم تعد تل أبيب تقوى على مواجهة العملاق الإيراني، الذي دك حصونها دكًا لا سابق له، فلأول مرة منذ غرس هذا السرطان الاستيطاني في قلب الأمة العربية، تتعرض مُدنه للتدمير المُباشر، عبر الصواريخ الإيرانية الدقيقة، والتي أصابت قواعد عسكرية ومقرات استخباراتية ومخازن عسكرية، ومنشآت استراتيجية، وموانئ، ومحطات تكرير النفط، فضلًا عن مقرات تلفزيونية، كانت تمارس التضليل الإعلامي والتحريض على قتل الشعب الفلسطيني. لقد نجحت إيران في إذلال الكيان الإسرائيلي، لنجد المُستوطِن الإسرائيلي اليوم يصرخ من هول الضربات الإيرانية، ويهرول إلى الملاجئ، خوفًا من الاستهداف المباشر.
لقد أثبتت إيران بقوتها الصاروخية الضاربة، أن منظومة الدفاع الجوي الصهيونية، وما يُسمى بـ"القبة الحديدية" أو "مقلاع داوود" وغيرها، ليست سوى نمر من ورق، وأن الضرب التكتيكي المُنظَّم والمُخطَّط له بعناية فائقة، قادر على إضعاف هذه المنظومة؛ بل وإحالتها للتقاعد نهائيًا، وهو ما دفع الحرس الثوري الإيراني للإعلان عن أنَّ السماوات الإسرائيلية باتت مفتوحة تمامًا أمامه. ولقد نجحت إيران في تضليل إسرائيل، من خلال شن هجمات صاروخية كثيفة في بداية الحرب، بهدف إضعاف قوة الدفاع الجوي الإسرائيلي، مُستخدمة في ذلك مخزنها القديم من الصواريخ، لتشُن إيران بعدها هجمات صاروخية نوعية، عبر صواريخ استراتيجية فرط صوتية، وأخرى حاملة لعشرات الصواريخ الفرعية، ما أسهم في إحداث دمار هائل في المواقع التي جرى قصفها.
لن أخوضُ كثيرًا في العمليات العسكرية التي تجري على الأرض، لكن يهُمني أن أُسلط الضوء على جُملة من النقاط، يُمكن قراءتها وفهمها في سياق الحرب الدائرة الآن:
أولًا: إسرائيل كيان وظيفي يسعى لتدمير المنطقة العربية وتحويل الشرق الأوسط إلى مساحة استعمارية تخضع لسطوته وهيمنته العسكرية والاستخباراتية، بدأت باستنزاف المنطقة في حروب عبثية بين أنظمة عربية، ثم خلافات سياسية عربية عربية أو خليجية خليجية. وفي هذه الأثناء، ينشط هذا الكيان بأجهزة استخباراته وعملائه على الأرض وفي الفضاء الإلكتروني، لكي ينسف أي شكل من أشكال التعاون والتكامل والوحدة بين الشعوب والدول العربية.
ثانيًا: مارس هذا الكيان ضغوطه الهائلة من أجل إجبار بعض الأنظمة على توقيع اتفاقيات تطبيعية، تضمن له ولعملائه دخول الدول العربية بكل أريحية، تحت مزاعم الاستثمار والسياحة والعلاقات الثنائية، بما ساعد على بناء منظومة تخابر وشبكات تجسس واسعة في الإقليم، تحت مُسميات وأشكال متعددة.
ثالثًا: مع استغلال غياب الإرادة العربية الرافضة والمناهضة لإسرائيل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، شنت إسرائيل حرب الإبادة على قطاع غزة، وتعمل باستماتة من أجل تنفيذ مُخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني، سواء في غزة أو الضفة الغربية وكذلك القدس الشريف؛ بهدف تفريغ الأرض الفلسطينية من شعبها، ومن ثم وأد القضية الفلسطينية وتصفيتها بالكامل، بما لا يسمح بأي مُتسع للحديث عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، في ظل غياب أهم عامل من عوامل بناء الدول، وهو الشعب!
رابعًا: التخلص من أكبر قوة عسكرية مُهددة لأمن هذا الكيان، وذلك من خلال استهداف إيران، وقصفها، من الداخل والخارج، عبر شبكة عملائها، وبطيرانها العدواني، زاعمةً أنها تريد منع إيران من صناعة قنبلة نووية، وهو ادعاء زائف ويتنافى مع كل التقارير الدولية التي أكدت أن إيران لا تسعى لامتلاك قنبلة نووية، وأن تخصيب اليورانيوم هو حق أصيل وسيادي لها كدولة، من أجل استخدامه في الجوانب المدنية وتوليد الطاقة.
خامسًا: تريد إيران من هذا العدوان أن تتسيد الشرق الأوسط، وتُرسل رسائل تهديد ووعيد لكل الأطراف في المنطقة، تحت زعم أنها القوة العسكرية الأشد بطشًا والأقوى، وهو زعم يُجافي الحقيقة، والدليل ما نشهده منذ "طوفان الأقصى"؛ حيث تتلقى الضربات من المقاومة الفلسطينية رغم حرب الإبادة الهمجية، وتكرر المشهد ذاته بصورة أشد وطأة من خلال الرد الإيراني القانوني والشرعي على العدوان الإسرائيلي.
سادسًا: الولايات المتحدة تسعى نحو الدمار الشامل، من خلال خطط الرئيس دونالد ترامب لتنفيذ ضربات شديدة على مفاعل "فودور" النووي الإيراني، عبر القاذفات العملاقة "بي 2" القادرة على حمل قنابل "جي بي يو 57" وهي أشد قنبلة على وجه الأرض، ومخصصة لنسف المواقع شديدة التحصين. هذه القاذفات المُحملة بهذه القنابل وصلت بالفعل إلى مواقع قريبة من منطقتنا، وتحديدًا في قاعدة "دييجو جارسيا" في المحيط الهندي، ومن المؤكد أنها تستعد لضرب إيران.. عندئذ لا يُمكن لأحد توقع المآلات المأساوية التي ستقع في إقليمنا الملتهب.
سابعًا: هذه المساعي التدميرية للولايات المتحدة، تستهدف دعم هيمنتها العالمية، وترسيخ نظام عالمي أحادي القُطب، تتزعمه واشنطن، لمواجهة الصين وروسيا، اللتين تسعيان في المقابل لإرساء قواعد نظام عالمي مُتعدد الأقطاب، لذلك يجب على دول الخليج والدول العربية عامةً، إدراك أن أي عملية عسكرية أمريكية في إيران ستضعنا جميعًا على حافة الهاوية، بانتظار اللحظة التي سيسقط فيها الجميع، لا اللحظة التي سنعود فيها إلى خط الرجعة!
لذلك نقول.. يبدو أن دول الشرق لم تستوعب الدرس بعد، ولم تُدرك أنَّ الخطر الحقيقي الوجودي عليهم وعلى شعوب المنطقة، هو إسرائيل، بمشروعها الإمبريالي الدموي، القائم على القتل والتصفية الجسدية، والعنصرية والإذلال. هذا الخطر يستدعي على الفور من الدول العربية والدول الكبرى في الشرق الأوسط، أن تستيقظ وتنتبه لما يُحاك لها من مؤامرات وخدع لهدم هذه الدول من داخلها، عبر أسلحة دمار شامل من نوع آخر، أسلحة إدمان المخدرات، وأسلحة تجارة الابتذال والخسة في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وأسلحة التضليل الفكري وهدم الرموز والإساءة للأديان، ونشر ثقافة الصراخ لا التفكير، وترسيخ الجهل، ومُحاربة العلم، والحرمان من التكنولوجيات المتطورة، وتكبيل أيدي العلماء واغتيالهم، وإشاعة الفوضى تحت شعار "الحريات" و"الديمقراطية"، وهي معانٍ سامية يُراد منها التدمير لا البناء.
الدول العربية اليوم أمام مسؤولية تاريخية ومفصلية، تتمثل في ضرورة الاتحاد لمواجهة هذا الخطر الصهيوني الداهم، والوقوف بجانب الطرف المُعتدى عليه، والتصدي لكل عدوان غربي عبر هذا الكيان الوظيفي المُجرم، لا سيما وأنَّ الحرب الحالية تُنذر بسقوط كل الدول في هوة سحيقة لا قرار لها؛ حيث يستهدف الصهاينة المفاعلات النووية الإيرانية، ما يُنذر بخطر التسرب الإشعاعي القاتل والمُدمِّر للبيئة والبشر لسنوات طويلة.
ويبقى القول.. إنَّ المخططات الصهيونية التي نراها الآن علانية بكل جلاء، لا تُريد سوى الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، وإخضاع جميع الدول لسيطرة إسرائيل، تمهيدًا لإقامة ما يُسمى بـ"إسرائيل الكبرى" من خلال اقتطاع أجزاء ضخمة من دول المنطقة، لا سيما الدول المركزية الوازنة، وإبادة وسحق كل من يُعارضهم أو يسعى للاستقلال التام، والسبيل الوحيد للخلاص من هذا الأخطبوط المتوحش، هو الاتحاد ومُواجهته بجميع الأدوات، وممارسة الضغوط الشديدة على الولايات المتحدة التي هي الداعم الأكبر والشريك الأول في كل جرائم إسرائيل تجاه الشعوب العربية وشعوب المنطقة قاطبةً.
رابط مختصر