حاتم الطائي
◄ الشرق الأوسط يقف على شفا جرف هارٍ.. وإسرائيل تدفع نحو الدمار الشامل
◄ إيران تؤكد أن الإرادة الحُرة المدعومة بقوة عسكرية عادلة هي سبيل النصر
◄ أمريكا تريد من الحرب ترسيخ هيمنتها وتأكيد النظام العالمي أحادي القطب
لم تكن معركة البقاء والوجود بين قوى الإرادة الحُرة وقوى الاستعمار، أكثر صراحةً من اليوم؛ ففي ظل العدوان الإسرائيلي الهمجي والبربري على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن قبل على غزة ولبنان وسوريا واليمن، تجلّى لكل ذي عقل أنَّ الكيان الإسرائيلي ليس سوى نقطة ارتكاز للاستعمار العالمي في عصر ما بعد الاستعمار؛ إذ يظن البعض أنَّ هذا الاستعمار- الذي هو استعلائي في الأساس ويقوم على قاعدة "السيد والخادم"، قد ولى وانتهى بإعلان "استقلال" الدول عن مسُتعمريها القُدامى، حتى بعد ما يُعرف بنظام "سايكس- بيكو" في الشرق الأوسط.
الحرب الدائرة رُحاها الآن بين إيران وإسرائيل، نتيجة حتمية لغطرسة القوة التي تُمارسها عصابات الكيان المحتل، والمآل المنطقي لفائض القوة لدى أكبر قوة عسكرية في العالم، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، صاحبة أضخم ترسانة وأضخم صناعة أسلحة في العالم. فبعد ما يقترب من سنتين على اندلاع حرب الإبادة في غزة، والعمليات الإرهابية الإسرائيلية في كلٍ من إيران ولبنان وسوريا واليمن، تأتي حكومة التطرف والإرهاب بقيادة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو لتُشعل فتيل حرب إقليمية لا يعلم أحد مداها، من خلال شن عمليات اغتيال وتصفية جسدية لعدد من القادة العسكريين في إيران، مُنتهكةً سيادتها، وضاربة بالقانون الدولي والمواثيق الأممية عرض الحائط، هذه المواثيق التي تضمن لكل دولة حقها في ممارسة أعمال السيادة على أرضها، وتمنع أي دولة أو كيان من اختراق السيادة، سواءً في الجو أو البحر أو البر.
لكنَّ ما حدث فجر الجمعة 13 يونيو 2025، مثّل تحولًا خطيرًا ومنعطفًا حادًا للغاية في مسارات الحرب بالمنطقة، ووضع الإقليم بأسره على شفا جرفٍ هارٍ وهاوية سحيقة لن ينجو منها أحد، ولا حتى إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف والداعم الأكبر لهذا الكيان الإرهابي المُجرم. لكن في المقابل، برهنت إيران على مدى قوتها العسكرية والتكتيكية؛ حيث نجحت في تكبيد إسرائيل خسائر فادحة، اعترف بها زعيم المافيا الصهيونية، نتنياهو، وأقر بأنَّ كيانه الإرهابي "يُعاني من خسائر هائلة". وهذا الاعتراف على حقيقته، فإنه يكشف مدى الاستغلال الإسرائيلي له، من خلال ابتزاز الولايات المتحدة والغرب من أجل التدخل ومساعدة إسرائيل في عدوانها؛ إذ لم تعد تل أبيب تقوى على مواجهة العملاق الإيراني، الذي دك حصونها دكًا لا سابق له، فلأول مرة منذ غرس هذا السرطان الاستيطاني في قلب الأمة العربية، تتعرض مُدنه للتدمير المُباشر، عبر الصواريخ الإيرانية الدقيقة، والتي أصابت قواعد عسكرية ومقرات استخباراتية ومخازن عسكرية، ومنشآت استراتيجية، وموانئ، ومحطات تكرير النفط، فضلًا عن مقرات تلفزيونية، كانت تمارس التضليل الإعلامي والتحريض على قتل الشعب الفلسطيني. لقد نجحت إيران في إذلال الكيان الإسرائيلي، لنجد المُستوطِن الإسرائيلي اليوم يصرخ من هول الضربات الإيرانية، ويهرول إلى الملاجئ، خوفًا من الاستهداف المباشر.
لقد أثبتت إيران بقوتها الصاروخية الضاربة، أن منظومة الدفاع الجوي الصهيونية، وما يُسمى بـ"القبة الحديدية" أو "مقلاع داوود" وغيرها، ليست سوى نمر من ورق، وأن الضرب التكتيكي المُنظَّم والمُخطَّط له بعناية فائقة، قادر على إضعاف هذه المنظومة؛ بل وإحالتها للتقاعد نهائيًا، وهو ما دفع الحرس الثوري الإيراني للإعلان عن أنَّ السماوات الإسرائيلية باتت مفتوحة تمامًا أمامه. ولقد نجحت إيران في تضليل إسرائيل، من خلال شن هجمات صاروخية كثيفة في بداية الحرب، بهدف إضعاف قوة الدفاع الجوي الإسرائيلي، مُستخدمة في ذلك مخزنها القديم من الصواريخ، لتشُن إيران بعدها هجمات صاروخية نوعية، عبر صواريخ استراتيجية فرط صوتية، وأخرى حاملة لعشرات الصواريخ الفرعية، ما أسهم في إحداث دمار هائل في المواقع التي جرى قصفها.
لن أخوضُ كثيرًا في العمليات العسكرية التي تجري على الأرض، لكن يهُمني أن أُسلط الضوء على جُملة من النقاط، يُمكن قراءتها وفهمها في سياق الحرب الدائرة الآن:
أولًا: إسرائيل كيان وظيفي يسعى لتدمير المنطقة العربية وتحويل الشرق الأوسط إلى مساحة استعمارية تخضع لسطوته وهيمنته العسكرية والاستخباراتية، بدأت باستنزاف المنطقة في حروب عبثية بين أنظمة عربية، ثم خلافات سياسية عربية عربية أو خليجية خليجية. وفي هذه الأثناء، ينشط هذا الكيان بأجهزة استخباراته وعملائه على الأرض وفي الفضاء الإلكتروني، لكي ينسف أي شكل من أشكال التعاون والتكامل والوحدة بين الشعوب والدول العربية.
ثانيًا: مارس هذا الكيان ضغوطه الهائلة من أجل إجبار بعض الأنظمة على توقيع اتفاقيات تطبيعية، تضمن له ولعملائه دخول الدول العربية بكل أريحية، تحت مزاعم الاستثمار والسياحة والعلاقات الثنائية، بما ساعد على بناء منظومة تخابر وشبكات تجسس واسعة في الإقليم، تحت مُسميات وأشكال متعددة.
ثالثًا: مع استغلال غياب الإرادة العربية الرافضة والمناهضة لإسرائيل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، شنت إسرائيل حرب الإبادة على قطاع غزة، وتعمل باستماتة من أجل تنفيذ مُخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني، سواء في غزة أو الضفة الغربية وكذلك القدس الشريف؛ بهدف تفريغ الأرض الفلسطينية من شعبها، ومن ثم وأد القضية الفلسطينية وتصفيتها بالكامل، بما لا يسمح بأي مُتسع للحديث عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، في ظل غياب أهم عامل من عوامل بناء الدول، وهو الشعب!
رابعًا: التخلص من أكبر قوة عسكرية مُهددة لأمن هذا الكيان، وذلك من خلال استهداف إيران، وقصفها، من الداخل والخارج، عبر شبكة عملائها، وبطيرانها العدواني، زاعمةً أنها تريد منع إيران من صناعة قنبلة نووية، وهو ادعاء زائف ويتنافى مع كل التقارير الدولية التي أكدت أن إيران لا تسعى لامتلاك قنبلة نووية، وأن تخصيب اليورانيوم هو حق أصيل وسيادي لها كدولة، من أجل استخدامه في الجوانب المدنية وتوليد الطاقة.
خامسًا: تريد إيران من هذا العدوان أن تتسيد الشرق الأوسط، وتُرسل رسائل تهديد ووعيد لكل الأطراف في المنطقة، تحت زعم أنها القوة العسكرية الأشد بطشًا والأقوى، وهو زعم يُجافي الحقيقة، والدليل ما نشهده منذ "طوفان الأقصى"؛ حيث تتلقى الضربات من المقاومة الفلسطينية رغم حرب الإبادة الهمجية، وتكرر المشهد ذاته بصورة أشد وطأة من خلال الرد الإيراني القانوني والشرعي على العدوان الإسرائيلي.
سادسًا: الولايات المتحدة تسعى نحو الدمار الشامل، من خلال خطط الرئيس دونالد ترامب لتنفيذ ضربات شديدة على مفاعل "فودور" النووي الإيراني، عبر القاذفات العملاقة "بي 2" القادرة على حمل قنابل "جي بي يو 57" وهي أشد قنبلة على وجه الأرض، ومخصصة لنسف المواقع شديدة التحصين. هذه القاذفات المُحملة بهذه القنابل وصلت بالفعل إلى مواقع قريبة من منطقتنا، وتحديدًا في قاعدة "دييجو جارسيا" في المحيط الهندي، ومن المؤكد أنها تستعد لضرب إيران.. عندئذ لا يُمكن لأحد توقع المآلات المأساوية التي ستقع في إقليمنا الملتهب.
سابعًا: هذه المساعي التدميرية للولايات المتحدة، تستهدف دعم هيمنتها العالمية، وترسيخ نظام عالمي أحادي القُطب، تتزعمه واشنطن، لمواجهة الصين وروسيا، اللتين تسعيان في المقابل لإرساء قواعد نظام عالمي مُتعدد الأقطاب، لذلك يجب على دول الخليج والدول العربية عامةً، إدراك أن أي عملية عسكرية أمريكية في إيران ستضعنا جميعًا على حافة الهاوية، بانتظار اللحظة التي سيسقط فيها الجميع، لا اللحظة التي سنعود فيها إلى خط الرجعة!
لذلك نقول.. يبدو أن دول الشرق لم تستوعب الدرس بعد، ولم تُدرك أنَّ الخطر الحقيقي الوجودي عليهم وعلى شعوب المنطقة، هو إسرائيل، بمشروعها الإمبريالي الدموي، القائم على القتل والتصفية الجسدية، والعنصرية والإذلال. هذا الخطر يستدعي على الفور من الدول العربية والدول الكبرى في الشرق الأوسط، أن تستيقظ وتنتبه لما يُحاك لها من مؤامرات وخدع لهدم هذه الدول من داخلها، عبر أسلحة دمار شامل من نوع آخر، أسلحة إدمان المخدرات، وأسلحة تجارة الابتذال والخسة في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وأسلحة التضليل الفكري وهدم الرموز والإساءة للأديان، ونشر ثقافة الصراخ لا التفكير، وترسيخ الجهل، ومُحاربة العلم، والحرمان من التكنولوجيات المتطورة، وتكبيل أيدي العلماء واغتيالهم، وإشاعة الفوضى تحت شعار "الحريات" و"الديمقراطية"، وهي معانٍ سامية يُراد منها التدمير لا البناء.
الدول العربية اليوم أمام مسؤولية تاريخية ومفصلية، تتمثل في ضرورة الاتحاد لمواجهة هذا الخطر الصهيوني الداهم، والوقوف بجانب الطرف المُعتدى عليه، والتصدي لكل عدوان غربي عبر هذا الكيان الوظيفي المُجرم، لا سيما وأنَّ الحرب الحالية تُنذر بسقوط كل الدول في هوة سحيقة لا قرار لها؛ حيث يستهدف الصهاينة المفاعلات النووية الإيرانية، ما يُنذر بخطر التسرب الإشعاعي القاتل والمُدمِّر للبيئة والبشر لسنوات طويلة.
ويبقى القول.. إنَّ المخططات الصهيونية التي نراها الآن علانية بكل جلاء، لا تُريد سوى الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، وإخضاع جميع الدول لسيطرة إسرائيل، تمهيدًا لإقامة ما يُسمى بـ"إسرائيل الكبرى" من خلال اقتطاع أجزاء ضخمة من دول المنطقة، لا سيما الدول المركزية الوازنة، وإبادة وسحق كل من يُعارضهم أو يسعى للاستقلال التام، والسبيل الوحيد للخلاص من هذا الأخطبوط المتوحش، هو الاتحاد ومُواجهته بجميع الأدوات، وممارسة الضغوط الشديدة على الولايات المتحدة التي هي الداعم الأكبر والشريك الأول في كل جرائم إسرائيل تجاه الشعوب العربية وشعوب المنطقة قاطبةً.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الدول العربیة الشرق الأوسط هذا الکیان من خلال من أجل
إقرأ أيضاً:
استنزاف مالي عميق في إسرائيل خلال أسبوع من الحرب مع إيران
كشفت صحيفة "كالكاليست" العبرية في تقرير حديث لها أن "هيئة التعويضات" التابعة لسلطة الضرائب الإسرائيلية تلقت 30,735 مطالبة تعويض منذ بداية الحرب المباشرة مع إيران، وهو رقم صادم بالنظر إلى قصر مدة القتال.
ويُظهر التقرير أن حوالي 5 آلاف مطالبة تم تقديمها في آخر 24 ساعة فقط، مما يعكس تصاعد وتيرة الدمار.
وتوزّعت المطالبات على النحو الآتي، بحسب البيانات الرسمية حتى الساعة 10:00 صباحًا:
25 ألف مطالبة عن أضرار في المباني والمنازل. 2,600 مطالبة عن أضرار في المركبات. 3 آلاف مطالبة عن خسائر في محتويات المنازل أو الممتلكات الأخرى.وأوضحت الصحيفة أن هذه الأرقام لا تشمل الأضرار التي وقعت صباح اليوم نفسه نتيجة ضربة صاروخية استهدفت مبنى في مدينة بئر السبع، وذلك يعني أن العدد مرشّح للزيادة بشكل كبير في الساعات المقبلة، في ظل استمرار القصف الصاروخي الإيراني على مناطق داخل العمق الإسرائيلي.
إخلاء واسع النطاق للسكانبحسب "كالكاليست"، فإن 8,200 شخص تم إجلاؤهم من منازلهم حتى الآن، من بينهم 3 آلاف شخص خلال 24 ساعة فقط، وذلك بسبب تضرر منازلهم أو صدور أوامر بالإخلاء نتيجة الخطر المحدق.
وفي خطوة طارئة، قررت الحكومة الإسرائيلية، بحسب ما نقلت "كالكاليست"، تمديد فترة الإقامة في الفنادق للنازحين من أسبوع إلى 14 يومًا.
وفي ظل الضغط المتزايد، أعلنت سلطة الضرائب، بحسب "كالكاليست"، توسيع المسار السريع لتقديم مطالبات التعويض، بحيث يُتاح التقديم عبر الإنترنت من دون الحاجة إلى تقييم فوري من خبير، لأي ضرر تصل قيمته إلى 30 ألف شيكل (نحو 8600 دولار).
ويحصل المستفيد على تعويض مالي خلال أسبوع، بشرط تقديم فاتورة خلال شهر. ولأول مرة، أُتيح هذا المسار للشركات التجارية أيضًا، بعدما كان حكرًا على الأفراد، مما يعكس إدراك الدولة لحجم الضرر الواقع على قطاع الأعمال المحلي.
إعلانوتشير الصحيفة إلى مقارنة لافتة، إذ إنه خلال عام و8 أشهر من الحرب على غزة (منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى انطلاق الحرب مع إيران) تلقت الهيئة 75 ألف مطالبة تعويض.
أما خلال أسبوع واحد فقط من الحرب مع إيران، فقد تم تسجيل 40% من هذا الرقم، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه "مؤشر على الدمار الكثيف الذي خلفته الحرب الحالية على الجبهة الداخلية".
الخزانة الإسرائيلية تحت ضغط الإنفاق العسكريأما صحيفة "غلوبس" الاقتصادية، فقد كشفت في تقرير لها أن وزارة المالية الإسرائيلية أوشكت على استنزاف احتياطياتها المالية بالكامل لتغطية التكاليف الباهظة للحملة العسكرية ضد إيران، والتي تصل وفق مصادر غير رسمية إلى مليار شيكل يوميا (نحو 300 مليون دولار).
وقد قدمت الوزارة إلى لجنة المالية في الكنيست طلبًا لنقل 3 مليارات شيكل (نحو 860 مليون دولار) من بند "النفقات الطارئة للدفاع"، وهو مبلغ مخصص لتغطية رواتب القوات التي استدعيت.
وفي طلب إضافي، طالبت الوزارة برفع ميزانية الدفاع بمقدار 700 مليون شيكل (نحو 200 مليون دولار)، يتم تمويلها عبر اقتطاعات من وزارات أخرى، ويُدرج هذا المبلغ في بند "نفقات أمنية" خاضع للسرية، حسب طلب وزارة المالية.
أزمة تمويل حادةوأشارت "غلوبس" إلى أن الحكومة كانت قد خصصت 10 مليارات شيكل (نحو 2.9 مليار دولار) للاحتياطيات الدفاعية، لكنها استُهلكت سابقًا لتغطية التجنيد غير المسبوق لنحو 450 ألف جندي احتياطي خلال الحرب على غزة، قبل حتى بدء العمليات مع إيران. وذلك يعني أن معظم المخصصات الدفاعية نُفذت قبل اندلاع المواجهة الحالية.
وتؤكد الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية تستعد حاليا لإعادة فتح الموازنة العامة ورفع سقف الإنفاق، وهي خطوة تشريعية معقدة تُشبه تمرير موازنة جديدة بالكامل.
وفي غضون ذلك، تُستخدم التحويلات الداخلية لتوفير "فترة تنفس مؤقتة"، في انتظار تمرير الخطط الجديدة لتمويل الحرب.
تكلفة الحرب تتجاوز القدرة الفعليةوبحسب التقديرات التي نشرتها "غلوبس"، فإن إنفاق وزارة الدفاع تجاوز فعليا ميزانيتها بمقدار 20 مليار شيكل حتى قبل بدء الحملة على إيران. ومع تكاليف يومية تزيد على مليار شيكل، تبدو الزيادة الحالية البالغة 3.7 مليارات شيكل غير قادرة على سد الفجوة المتنامية، خصوصًا في ظل غياب خطة شاملة طويلة الأمد.
ويحذر محللون من أن استمرار العمليات سيجبر الدولة على اللجوء إلى الاقتراض الداخلي والخارجي، وفرض ضرائب جديدة، وخفض حاد في نفقات التعليم والصحة والبنية التحتية، مما سيُشعل أزمة اجتماعية واقتصادية داخلية قد تكون أكثر كلفة من الحرب ذاتها.
وبحسب تعبير صحيفة كالكاليست، فإن "العدد الهائل من المطالبات خلال الأسبوع الأول للحرب مع إيران يعكس حجم الضربة التي تعرضت لها إسرائيل في الداخل، ويكشف عن هشاشة الاستعدادات أمام سيناريو كهذا".
بينما اعتبرت غلوبس أن "وزارة المالية باتت تدير أزمة تمويل حربية من دون غطاء، والقرارات القادمة قد تكون سياسية أكثر من كونها اقتصادية".