إضافة تقنيات حديثة لمسجد تاريخي عُماني
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
أثير – ريـمـا الشـيـخ
يعد مسجد لجوت واحدًا من المعالم الدينية والتاريخية البارزة في سلطنة عمان وتحديدًا في ولاية نزوى، حيث يعود تاريخ هذا المسجد العريق إلى الشيخ العلامة لجوت بن روح بن عربي الكندي النزوي -الذي يُعد من العلماء البارزين في التاريخ العماني-، مما يجعله رمزًا للتراث والثقافة العمانية.
وفي خطوة تعكس التقدم التقني والاهتمام براحة المصلين، تم تزويد المسجد بأنظمة حديثة للتحكم في الدخول، والتبريد، والإنارة، مما يجمع بين أصالة التاريخ وحداثة الابتكار في مكان واحد.
“أثير” التقت ببدر بن ناصر العثماني، وكيل مسجد لجوت، للحديث بصورة موسعة حول هذا المسجد وأهم التقنيات الحديثة المستخدمة فيه.
المساحة والطاقة الاستيعابية
قال بدر بأن مسجد لجوت يتسع لما بين 150 إلى 180 شخصًا؛ مما يجعله مناسبًا لاستيعاب أعداد كبيرة من المصلين، سواء في الصلوات اليومية أو خلال المناسبات الدينية، ويعكس تصميم المسجد الطراز المعماري العماني التقليدي، الذي يمتاز بالبساطة والأناقة مع الحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة.
نظام الدخول الحساس: أمان وراحة
وبحسب ما ذكره وكيل المسجد خلال حديثه، فقد تم تزويد مسجد لجوت بنظام دخول حساس يعتمد على تكنولوجيا متطورة، حيث يهدف هذا النظام إلى تحسين تجربة المصلين من خلال توفير الراحة والأمان، ويعمل النظام على فتح الأبواب قبل رفع الأذان بربع ساعة، مما يسمح للمصلين بالدخول بسهولة في الأوقات المحددة للصلاة، وفي أوقات غير الصلاة، يتم الدخول إلى المسجد باستخدام لوحة مفاتيح برقم سري، مما يضمن أمان المسجد، وعند تأخر المصلين بعد صلاة العشاء أو الفجر، يتم غلق الأبواب تلقائيًا، مع وجود مفتاح كهربائي لفتح الباب عند الخروج.
تحسينات تكنولوجية في التبريد والإنارة
أوضح العثماني أن حساسات التبريد تؤدي دورًا مهمًا في تحسين كفاءة الطاقة داخل المسجد، ويتضمن النظام حساسات إلكترونية لضبط تشغيل أجهزة التكييف والمراوح بناءً على الحاجة الفعلية ودرجة الحرارة، وينقسم النظام إلى قسمين رئيسين: الشتوي والصيفي، ففي الشتاء، تُستخدم المراوح بدلًا من التكييف، أما في الصيف، فيُشغل نظام التكييف تلقائيًا قبل الصلاة بربع ساعة لتبريد المسجد، وتم تقسيم تشغيل أجهزة التكييف إلى مرحلتين: الأولى قبل الأذان والثانية عند دخول المصلين، مما يسهم في تحسين توزيع الهواء وتقليل استهلاك الطاقة.
توفير الطاقة والتكاليف الاقتصادية
أوضح بأنه تم تصميم النظام التكنولوجي في المسجد ليحقق أهدافًا رئيسية تتمثل في توفير الطاقة والحفاظ على سلامة الأجهزة، ويعمل النظام على تقليل استهلاك الكهرباء بنسبة تصل إلى 60%، وذلك من خلال تشغيل الأجهزة فقط عند الحاجة. كما أن هذا النظام يقلل من الأعطال ويطيل عمر الأجهزة، مما يوفر تكاليف الصيانة والاستبدال، وأشار إلى أن تكلفة تركيب هذه الأنظمة في مسجد لجوت لم تتجاوز الألف ريال عماني، مشيرًا إلى أن العوائد الاقتصادية تفوق بكثير هذه التكلفة.
الجوانب البيئية والمجتمعية
وقال بدر في ختام حديثه مع “أثير”: إلى جانب الفوائد الاقتصادية، يسهم النظام التكنولوجي في تحسين الجوانب البيئية من خلال تقليل استهلاك الطاقة وتقليل انبعاثات الكربون. كما أن تحسين راحة المصلين يسهم في زيادة الحضور والمشاركة المجتمعية في الأنشطة الدينية؛ مما يعزز من دور المسجد كمركز اجتماعي وثقافي.
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
محاضرات في لندن تسعرض آفاق التعاون العُماني –البريطاني في عدة مجالات
«عمان»: استضافت الجمعية البريطانية العُمانية (BOS) في لندن وفد مجموعة الجيل الجديد (NGG) لمدة ثلاثة أيام تضمن برنامجًا مكثفًا من المحاضرات والنقاشات الهادفة إلى استكشاف آفاق التعاون العُماني – البريطاني في المجالات الدبلوماسية والتجارة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا. وقد انعقدت أعمال الوفد في مقر الجمعية بوسط العاصمة البريطانية بمشاركة نخبة من الخبراء والمتحدثين المتخصصين في العلاقات الثنائية.
وضمّ وفد الجيل الجديد 24 من القادة الشباب من سلطنة عُمان والمملكة المتحدة. وتنوعت فعاليات البرنامج بين محاضرات محفزة للتفكير، ومناقشات تفاعلية، وجلسات تعارف وتواصل مهني، هدفت جميعها إلى تعميق الحوار وتعزيز بناء شبكات العلاقات بين القيادات الشابة في البلدين.
وفي الكلمة الافتتاحية، أكد معن حمد الرواحي رئيس مجموعة الجيل الجديد (سلطنة عُمان) وعضو مجلس إدارة الجمعية، أهمية تمكين الجيل القادم من القادة العُمانيين والبريطانيين بالمعرفة والمهارات اللازمة لتوسيع الشراكة الثنائية، مشيرًا إلى أهمية ملفات الطاقة والتجارة في سياق «رؤية عُمان 2040».
وتطرقت الجلسات إلى عدة محاور رئيسية شملت: الدبلوماسية الاستراتيجية في عالم متغير، تعزيز التعاون في مجال الطاقة العلاقات التجارية العُمانية – البريطانية في القرن الحادي والعشرين، الأساليب الحديثة للبناء والتنمية المستدامة، الابتكار والتكنولوجيا بين النظامين البيئيين في البلدين، فرص الاستثمار المشترك عبر الشراكة الاستثمارية السيادية الدبلوماسية القائمة على بناء الشبكات في الخليج، وشارك في إغناء الحوار مجموعة من الشخصيات البارزة، من بينهم السير آلان دنكان KCMG، ومايكي كلارك، والبروفيسور تيم إيفانز، وخوسيه أموريم، وأندرو روفان، وأندرو ويليامسون، والدكتور أندرياس كريغ.
من جانبه، أعرب أوليفر بليك رئيس مجموعة الجيل الجديد – المملكة المتحدة، عن تقديره لجميع المتحدثين وشركاء النجاح، وفي مقدمتهم الراعي الدائم bp – NGG، مؤكدًا أن الوفد حقق نجاحًا جديدًا في جمع قادة المستقبل وتعزيز الحوار حول ملفات الطاقة والتجارة والتكنولوجيا.
وأكد اللواء (متقاعد) ريتشارد ستانفورد CB MBE رئيس مجلس إدارة الجمعية البريطانية العمانية، أن استضافة الجيل الشاب يسهم في ترسيخ الصداقة التاريخية بين البلدين، ويعزّز مسؤولية الأجيال الجديدة في الحفاظ على هذه الروابط، مشددًا على التزام الجمعية بدعم التعاون وتبادل المعرفة وتمكين القادة الشباب.
وعبّر أحمد المياحي عضو الوفد العُماني وطالب الدكتوراه بجامعة ريدينغ ورئيس جمعية الطلاب العُمانيين في لندن، عن سعادته بالمشاركة، مشيرًا إلى أن تنوع المشاركين أتاح له فهمًا أعمق لطبيعة التعاون التاريخي والاستراتيجي بين البلدين.
كما قال جوناثان أنستي المشارك البريطاني وطالب الماجستير في الدراسات الشرق أوسطية الحديثة بجامعة أكسفورد، إن التجربة أتاحت له فرصة التواصل مع شباب من البلدين والتفاعل مع قادة فكر في مجالات متعددة، مؤكدًا أن الشراكات الدولية الاستراتيجية تمثل حجر أساس لمستقبل العلاقات العُمانية – البريطانية.