إبراهيم عيسى: طريقة تشكيل الحكومة الجديدة في "منتهى العجب"
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
قال الإعلامي إبراهيم عيسى، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي وضع في تكليفه للدكتور مصطفى مدبولي وعلى رأس أولويات الحكومة الجديدة الصحة والتعليم، موضحًا أن منهج تشكيل الحكومة الجديدة هو امتداد لفكرة ومنهج وشكل الكتمان والسرية، منوهًا بأن هذا المنهج شئ في منتهى العجب.
وأضاف "عيسى"، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"،: أن شئ يدعوا للدهشة وصلنا لدرجة أن رئيس الوزراء المكلف يقابل شخصيات ويتحدث فيها المجتمع السياسي، ولكن أسماء الوزراء كان به اهتمام حزبي وجماهيري بالوزارة الجديدة، موضحًا أنه كان هناك اهتمام من أجهزة الدولة لمعرفة ردود الأفعال حول الوزراء الجدد.
وعن الجانب الاقتصادي وأداء الحكومة المستقيلة، قال: "الحكومة المستقيلة تتحدث إلى الشعب بأنها نجحت في إنجاح صندوق النقد في عملية جبارة بصرف قرض الأسبوع الجاري 820 مليون دولار، وهناك من صرح أن هذا دليل على ثقل الاقتصادي المصري، الانبساط بهذا تأكيد أننا نعيش دوامة ودائرة مغلقة"، موضحًا أن صندوق النقد الذي يقدم لنا هذا القرض سندفع له الشهر الجاري 750 مليون دولار.
وأشار إلى أن مصر لم تتخلف عن سداد الديون، منوهًا بأن مصر ستسدد غدًا 44 مليون دولار وسنسدد هذا الشهر 750 مليون دولار بينما نقترض 820 مليون دولار، وأننا نعيش في دوامة حقيقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإعلامي إبراهيم عيسى مصطفى مدبولي الحكومة المستقيلة إبراهیم عیسى ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
تشكيل الحكومة.. وصفات جاهزة لقتل الكفاءة
تشكيل الحكومة.. وصفات جاهزة لقتل الكفاءة
محمد الحسن محمد نور
نحن نعيش حرباً قذرة وواقعاً مريراً ومحزناً، لا يحتاج إلى توصيف بقدر ما يحتاج إلى التركيز الجاد على البحث عن مخرج. لا خيارات حقيقية أمام الشعب السوداني سوى اغتنام الفرصة التي برزت، ودعم مسار ملء الفراغ السياسي بتشكيل حكومة مدنية من ذوي الكفاءات، قادرة على التفكير والتخطيط بهدوء، وبمنأى عن ميادين القتال.
الطرح الذي أُعلن مؤخرًا، بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا للوزراء ومنحه كامل الصلاحيات لتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، يمثل بارقة أمل وسط هذه العتمة، ويُعد في جوهره خطوة موضوعية ومبشّرة. لكن بما أنه تعيين فوقي لا يستند إلى عملية انتخابية، فإنه يظل عرضة لمخاطر كبيرة يجب التحسب لها، خاصة في ظل واقع سياسي هش ومنقسم.
ومن منطلق واقعنا المفعم بالانقسامات والخطاب المتشظي، وتحسباً لتحوُّل الفراغ السياسي إلى صراع نفوذ وتقاسم غنائم، علينا أن نعمل بهمة وصبر على ترسيخ وعي جماهيري ونخبوي يدفع باتجاه التنافس على الأفكار والبناء، لا على التكالب على المناصب والمحاصصة. فغياب الوعي يفسح المجال لتسيد وصفات جاهزة، غامضة المنشأ، لكنها أصبحت راسخة في وعينا وكأنها من المسلمات.
تأتي هذه الوصفات في قوالب براقة تُقدَّم بأشكال ومسميات مختلفة مثل: “تمثيل الشباب بنسب مقدرة لأنهم هم المستقبل”، أو “تمكين المرأة لأنها نصف المجتمع”، أو “العدالة الجغرافية والارتقاء بالهامش”، وغيرها. ومع أنها تُطرح في شكل شعارات نبيلة، إلا أنها تُستخدم في كثير من الأحيان، عمداً أو جهلاً، كأدوات لاستبعاد المؤهلين وإحلال عناصر فقيرة مكانهم، عبر تعيينات تُبنى على الانتماء لا على الجدارة.
تتولى الترويج لهذه القوالب جهات محلية ذات مصالح ضيقة، غالباً ما تجد الدعم والتوجيه من قوى خارجية لها أجنداتها الخاصة.
فإذا كانت قوى الاستعمار والصهيونية، وعلى رأسها أمريكا والكيان الصهيوني، تمارس التصفية الجسدية للقادة الوطنيين – الذين يعارضونها – دون مواربة ودون أي قانون، فهل يصعب عليها استخدام التصفية المعنوية بإقصاء القيادات الكفؤة من المشهد عندنا في السودان؟
لا أحد يريد أن يرى مؤسسات الدولة تُقسم في شكل غنائم، أو تُوزع السلطة وكأنها أسهم في شركة مساهمة. فتتحول الحكومة إلى كيان عاجز تتنازعه الولاءات والانتماءات. إن مثل هذا الواقع لا يولّد سوى الفشل والاستقطاب، حيث يشعر كل كيان بأنه مظلوم، وكل مكسب يُرى ويُصوّر كانتصار لفئة دون الآخرين، وكل تنازل يُعد ضعفاً. ويتكرس الانقسام ويتناسل ليصبح بنية معقدة يصعب تفكيكها.
ومن خلف هذا المشهد، تقف أيادٍ خفية: محلية أنانية لا ترى أبعد من مصالحها الضيقة، وخارجية متحكمة بالخيوط ومتربصة تسعى للنفاذ من بوابات الفوضى. وهكذا تُسرق العدالة الحقيقية: عدالة الكفاءة، وتُستبدل بعدالة هدامة.
التاريخ يعلمنا أن المجتمعات التي نهضت لم تنهض إلا على أيدي الأكفأ، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب. فهل نغتنم الفرصة هذه المرة؟ أم نعيد إنتاج أخطائنا تحت مسميات جديدة؟
الوطن ليس غنيمةً توزّع، بل شجرةٌ تُروى، وتحميها الكفاءة لا الحصص.
الوسومأمريكا إسرائيل السودان الفراغ السياسي حكومة كفاءات رئيس الوزراء كامل إدريس محاصصة