مقتل المدنيين يصب في مصلحة حماس.. تقرير يكشف فحوى رسائل السنوار إلى الوسطاء
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، عن فحوى رسائل بعثها رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، إلى الوسطاء وأعضاء المكتب السياسي في الخارج، على مدار الأشهر الماضية، والتي تفيد بأن "المزيد من القتال والمزيد من الوفيات بين المدنيين الفلسطينيين، يصب في مصلحته".
وحسب الصحيفة، فإن السنوار قال في رسالة حديثة إلى مسؤولي حماس المنخرطين في مفاوضات مع المسؤولين القطريين والمصريين بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن: "لدينا الإسرائيليين حيث نريدهم"، في إشارة إلى الضغط على إسرائيل.
ويحاول مفاوضون من الولايات المتحدة ومصر وقطر منذ أشهر التوسط لإبرام اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية، منذ السابع من أكتوبر.
وفي عشرات الرسائل، التي بعثها السنوار إلى الوسطاء، ومسؤولي حماس خارج غزة وآخرين، وتمت مشاركتها مع "وول ستريت جورنال" من قبل أشخاص لديهم وجهات نظر مختلفة حول زعيم الحركة في غزة، أظهرت أن السنوار "يستخف بالحياة البشرية، ويعتقد أن إسرائيل لديها الكثير لتخسره من الحرب".
وفي إحدى الرسائل الموجهة إلى قادة حماس في الدوحة، أشار السنوار إلى الخسائر المدنية في صراعات بدول مثل الجزائر، حيث مات مئات الآلاف من الأشخاص وهم يقاتلون من أجل الاستقلال عن فرنسا، قائلا: "هذه تضحيات ضرورية".
وفي رسالة أخرى بتاريخ 11 أبريل الماضي، إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بعد مقتل 3 من أبنائه في غارة جوية إسرائيلية، قال السنوار إن "موتهم ومقتل الفلسطينيين الآخرين سيبث الحياة في عروق هذه الأمة، ويدفعها نحو الارتقاء إلى مستوى أعلى من مجدها وشرفها".
وقتل 3 من أبناء المكتب السياسي لحركة حماس في 10 أبريل الماضي، في عملية عسكرية إسرائيلية بقطاع غزة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي وقتها أن أبناء هنية الثلاثة "من أعضاء الجناح العسكري للحركة".
وحسب الصحيفة، فإن السنوار ليس الزعيم الفلسطيني الأول الذي يتبنى "إراقة الدماء كوسيلة للضغط على إسرائيل"، لكن حجم الأضرار في هذه الحرب من مقتل المدنيين والدمار الذي أحدثته، "لم يسبق له مثيلا بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها إسرائيل للقضاء عليه، وفق "وول ستريت جورنال"، فإن السنوار "نجا من ذلك وأدار جهود حماس الحربية بشكل دقيق، كما صاغ الرسائل إلى الوسطاء، حيث إن هدفه النهائي يتلخص في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، يسمح لحماس بإعلان نصر تاريخي بالصمود أمام إسرائيل، وقيادة القضية الوطنية الفلسطينية".
وتضغط الإدارة الأميركية على إسرائيل وحماس من أجل التوصل إلى اتفاق، حيث تقول حماس إنها تريد نهاية دائمة للحرب وانسحاب إسرائيل من القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 ملايين نسمة.
فيما يعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إنهاء القتال بشكل دائم قبل تحقيق ما يسميه بـ"النصر الكامل" على حماس، والقضاء على قدراتها العسكرية والسلطوية في القطاع.
وحتى دون هدنة دائمة، حسب "وول ستريت جورنال"، يعتقد السنوار أن نتانياهو ليس لديه "سوى خيارات قليلة بخلاف احتلال غزة والتورط في القتال" مع حماس "لعدة أشهر أو سنوات"، وهي النتيجة التي تنبأ بها السنوار قبل 6 سنوات عندما أصبح زعيما للحركة في قطاع غزة لأول مرة، حيث قال لصحفي إيطالي عام 2018 يكتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "بالنسبة لنتانياهو، فإن النصر سيكون أسوأ من الهزيمة".
وعلى الرغم من أن السنوار خطط لهجمات السابع من أكتوبر وأعطى الضوء الأخضر لها، فإن الرسائل المبكرة التي بعثها إلى الوسطاء تظهر أنه بدا مندهشا من "وحشية الجناح المسلح لحماس، ومدى سهولة ارتكابهم لفظائع مدنية".
وقال السنوار في إحدى رسائله: "لقد خرجت الأمور عن السيطرة"، في إشارة إلى عملية اختطاف النساء والأطفال المدنيين كرهائن، مضيفا وفق الصحيفة: "لقد وقع الناس في هذا الأمر، وما كان ينبغي أن يحدث ذلك".
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين عرب تحدثوا إلى قادة حماس، أنه بحلول نوفمبر الماضي، بدأت القيادة السياسية لحماس "تنأى سرا بنفسها عن السنوار"، قائلة إنه "شن الهجمات دون إخبارهم".
وأثارت الاجتماعات بين الفصائل الفلسطينية والقيادة السياسية لحماس في ديسمبر الماضي، لبحث المصالحة وخطة ما بعد الحرب، رفض السنوار الذي لم تتم استشارته، حيث انتقد في رسالة بعثها إلى القادة السياسيين تلك الاجتماعات، التي وصفها بأنها "مخزية وشائنة".
وأضاف حسب الصحيفة: "طالما أن المقاتلين ما زالوا صامدين ولم نخسر الحرب، فيجب إنهاء هذه الاتصالات على الفور. لدينا القدرة على مواصلة القتال لأشهر".
وفي الثاني من يناير الماضي، في أعقاب مقتل القيادي في حماس، صالح العاروري، في غارة إسرائيلية استهدفته في العاصمة اللبنانية بيروت، بدأ السنوار في "تغيير طريقة تواصله"، حسب ما قال مسؤولون عرب للصحيفة.
وأضافوا أن "السنوار استخدم أسماء مستعارة ونقل الملاحظات فقط من خلال عدد قليل من المساعدين الموثوقين وعبر الرموز. كما قام بالتبديل بين الرسائل الصوتية والرسائل المكتوبة إلى الوسطاء".
ومع تسارع جهود الوسطاء العرب بشأن وقف إطلاق النار، في فبراير الماضي، وتفادي عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح، حث السنوار في رسالة، رفاقه في القيادة السياسية لحماس على "عدم تقديم تنازلات، والضغط بدلا من ذلك من أجل وضع نهاية دائمة للحرب".
وقال السنوار إن "ارتفاع عدد الضحايا المدنيين سيخلق ضغوطا عالمية على إسرائيل". وجاء في رسائل السنوار أن "الجناح المسلح للجماعة كان جاهزا للهجوم (الإسرائيلي) على رفح".
وأضاف السنوار لقادة حماس في الدوحة في رسالة: "رحلة إسرائيل في رفح لن تكون نزهة في الحديقة".
في الوقت نفسه، أشارت رسائل السنوار، وفق "وول ستريت جورنال"، إلى أنه "مستعد للموت في القتال"، حيث شبّه في رسالة حديثة الحرب بـ "معركة جرت بالقرن السابع في كربلاء بالعراق، حيث قُتل حفيد النبي محمد".
وكتب السنوار: "علينا أن نمضي قدما على نفس المسار الذي بدأناه أو فلتكن كربلاء جديدة".
واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل نحو 36 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وول ستریت جورنال وقف إطلاق النار على إسرائیل إلى الوسطاء فی رسالة حماس فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس ترفض تقرير العفو الدولية وتتهمه بتبني الرواية الإسرائيلية
رفضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الخميس، تقرير منظمة العفو الدولية الذي صدر في وقت سابق الخميس واتهم فصائل فلسطينية مسلحة بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" خلال هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
واعتبرت الحركة أن التقرير يستند إلى رواية الاحتلال الإسرائيلي ويتضمن مغالطات وتناقضات جوهرية، في وقت يواصل فيه الاحتلال التغطية على جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب.
حماس: تقرير العفو "مغلوط ومشبوه"
قالت حماس في بيان رسمي إنها ترفض "بشدة" ما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية، معتبرة أنه "يزعم ارتكاب المقاومة الفلسطينية جرائم خلال عملية طوفان الأقصى"، وأنه يتجاهل الحقائق التي وثقتها منظمات حقوقية، بعضها إسرائيلية.
وأكدت الحركة أن التقرير "مغرض ومشبوه" ويحتوي على "مغالطات وتناقضات" تتناقض مع ما أثبتته تسجيلات ووثائق وتحقيقات ميدانية.
وأشارت الحركة إلى أن بعض مزاعم العفو الدولية، مثل "تدمير مئات المنازل والمنشآت"، ثبت أنها وقعت بفعل القوات الإسرائيلية نفسها عبر القصف الجوي والبري.
كما أوضحت أن "الادعاء بقتل المدنيين" يناقض تقارير عدة أكدت أن جيش الاحتلال هو من قتلهم في إطار تطبيقه "بروتوكول هانيبال" الذي يجيز إطلاق النار على الإسرائيليين لمنع أسرهم.
اتهامات بالاستناد إلى رواية الاحتلال
ورأت الحركة أن ترديد التقرير "أكاذيب الاحتلال" حول العنف الجنسي والاغتصاب وسوء معاملة الأسرى يؤكد أن الهدف الحقيقي هو "التحريض وتشويه المقاومة"، مشيرة إلى أن "العديد من التحقيقات الدولية" سبق أن فندت تلك الادعاءات.
وشددت حماس على أن "تبني منظمة العفو لهذه المزاعم يضعها في موقع المتواطئ مع الاحتلال، ومحاولاته شيطنة الشعب الفلسطيني ومقاومته الشرعية".
وطالبت الحركة المنظمة الدولية بالتراجع عن التقرير "غير المهني" ورفض الانجرار خلف الرواية الإسرائيلية الهادفة – بحسب البيان – إلى طمس حقيقة جرائم الإبادة الجماعية التي تحقق فيها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
غياب المنظمات الدولية عن غزة
وأكدت حماس أن حكومة الاحتلال منعت منذ الأيام الأولى للحرب دخول المنظمات الدولية وفرق الأمم المتحدة إلى قطاع غزة، كما حظرت وصول فرق التحقيق المستقلة إلى مسرح الأحداث.
وأوضحت أن "الحصار المفروض على الشهود والأدلة" يجعل أي تقارير تصدر عن جهات خارج القطاع "غير مكتملة ومنقوصة"، ويحول دون الوصول إلى تحقيق مهني يعتمد على الحقائق الميدانية.
تقرير العفو الدولية
وكانت منظمة العفو الدولية قد أصدرت في وقت سابق الخميس تقريرا موسعا من 173 صفحة، اتهمت فيه فصائل فلسطينية – وفي مقدمتها حماس – بارتكاب "انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، خلال هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر أو ما تلاه من احتجاز وإساءة معاملة للرهائن.
وجاء في التقرير أن الفصائل الفلسطينية "واصلت ارتكاب الانتهاكات" عبر احتجاز الرهائن وسوء معاملتهم، واحتجاز جثامين تم الاستيلاء عليها، مشيرا إلى أن "قتل أكثر من 1221 شخصا في إسرائيل" – وفق تصنيف المنظمة – يرقى إلى "جريمة إبادة ضد الإنسانية".
كما تضمن التقرير اتهامات بالاغتصاب والعنف الجنسي، رغم أن المنظمة أقرت بأنها لم تتمكن من توثيق سوى "حالة واحدة فقط"، الأمر الذي حال دون تقدير حجم الانتهاكات المزعومة بدقة.
إبادة إسرائيلية في غزة
وفي المقابل، تجاهل تقرير العفو الدولية – بحسب حماس – حجم الجرائم التي ارتكبها الاحتلال منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حين شن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة خلفت أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني، وما يزيد على 171 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تدمير 90 بالمئة من البنية التحتية المدنية وتهجير معظم سكان القطاع قسرا.
وأفرجت حماس خلال مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء لديها، إضافة إلى تسليم جثامين المتوفين، باستثناء أسير واحد قالت إنها ما تزال تبحث عنه.