جامعة كولومبيا حاربت مقالا عن النكبة بكل قوتها.. النتيجة جاءت عكسية
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
ثارت قضية مقال تحليلي، نشره ناشط حقوقي فلسطيني، على موقع مجلة تابعة لجامعة كولومبيا الأمريكية، حول النكبة الفلسطينية، مجددا، بعد قيام مجلس إدارة الجامعة بتعطيل الموقع إثر فشلهم بمنع نشره.
وقدم طالب الدكتوراه، ربيع إغبارية، شرحا لـ"النكبة" للإشارة إلى عملية التهجير من فلسطين العام 1948 من منظور قانوني في مقال أثار جدلا على مدى أيام في جامعة كولومبيا الأمريكية.
ويجادل إغبارية في مقاله بأن مصطلح "النكبة"، الذي يستخدمه الفلسطينيون منذ عقود يلخص التشابكات القانونية المتعددة والمتداخلة للحياة الفلسطينية في غياب حق تقرير المصير.
إغبارية الذي لديه مساهمات فكرية سابقة تخص القضية الفلسطينية، تمكن من الحصول على إذن بالنشر في مجلة "لو ريفيو" التابعة للجامعة. لكن محررين طلابا في المجلة قالوا لوكالة أسوشيتد برس، إنهم تعرضوا لضغوط من مجلس إدارة المجلة لوقف نشر المقال الذي يتهم الاحتلال بارتكاب إبادة جماعية في غزة ودعم نظام الفصل العنصري.
وعندما رفض المحررون الإذعان للضغوط، ونشروا المقال الاثنين الماضي، قام مجلس الإدارة المكون من أعضاء هيئة التدريس والخريجين من كلية الحقوق في جامعة كولومبيا بإغلاق الموقع الإلكتروني كليا.
وظل الموقع غير متاح لنحو أسبوع كامل، مع ظهور صفحة رئيسية ثابتة تخبر الزائرين بأن الموقع "تحت الصيانة".
وبعد جدل حول الرقابة بين المحررين ومجلس الإدارة، عاد موقع المجلة إلى الظهور مجددا.
ووفقا للوكالة فإن مجلس الإدارة برر ما جرى بأنه يشعر بالقلق من أن المقال لم يمر عبر "عمليات المراجعة أو الاختيار المعتادة للمقالات".
وقال المجلس إنه اتخذ القرار "من أجل منح المحررين الطلاب بعض الفرص لمراجعة المقال، بالإضافة إلى توفير الوقت لمراجعة القانون لتحديد كيفية المضي قدما، قمنا بتعليق الموقع مؤقتا".
في المقابل، قال المشاركون في تحرير المقال إنهم اتبعوا عملية مراجعة صارمة، حتى مع اعترافهم باتخاذ خطوات لمنع ردود الفعل السلبية المتوقعة من خلال الحد من عدد الطلاب المطلعين على المقال.
ومقال إغبارية المؤلف من 105 صفحات، بعنوان "نحو النكبة كمفهوم قانوني"، اقترح فيه الباحث إطارا جديدا لشرح الأنظمة القانونية المعقدة والمجزأة التي تحكم الفلسطينيين.
واستعرضت صحيفة "الغارديان" المقال وقالت إن إغبارية أراد أن يضع "النكبة" في قلب محادثة قانونية جديدة.
وقال إغبارية لصحيفة الغارديان "علينا أن نتناقش حول حقي في قول ما أريد قوله، بدلاً من الجدال حول ما قلته بالفعل"، وأضاف "أشعر بالاقتناع بعملي أكثر، مادام يولد مثل هذا القمع".
في نهاية المطاف، تصدرت قصة إغبارية عناوين الأخبار في الصحف الكبرى، وتم نشر نسخة PDF للمقالة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وحصلت على قراء أكثر بكثير مما هو معتاد في الدراسات القانونية.
وعلق الباحث على ذلك بالقول "يمكن للناس أن يدركوا حقيقة هذه التكتيكات الاستبدادية ويرفضوها"، مشددا على أن الرقابة في هذه الحالة تأتي بنتائج عكسية.
وعندما استيقظ إغبارية صباح الاثنين الماضي، افترض أن يكون مقاله قد نشر "كان من المفترض أن تكون لحظة مثيرة للغاية"، وفق تعبيره.
ولكن سرعان ما تعذر الوصول إلى الموقع الإلكتروني للمجلة، إذ كان "تحت الصيانة"، قبل أن يتبين أن مجلس المراجعة هو من عطل الموقع.
وقال تعليقا على ذلك "من المقلق للغاية أن يذهبوا إلى هذا الحد".
كان إغبارية، وهو يحضر لنيل شهادة الدكتوراه في كلية الحقوق بجامعة هارفارد، يقسم وقته بين ماساتشوستس وحيفا، عندما صاغ الأفكار التي قادت دراسته.
وكان يعمل في منظمة "عدالة" القانونية، ومثل مختصين فلسطينيين في النظام القضائي التابع للاحتلال، بعضهم في غزة، والبعض الآخر في الضفة الغربية أو القدس المحتلة، والبعض الآخر نشطاء إسرائيليون.
ويناضل إغبارية من أجل لم شمل العائلات الفلسطينية التي فرقتها الأنظمة القانونية المختلفة للاحتلال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم فلسطيني النكبة جامعة كولومبيا الاحتلال فلسطين جامعة كولومبيا الاحتلال النكبة حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
العربية لغة الحياة
#العربية_لغة_الحياة
د. #هاشم_غرايبه
هنالك اعتقاد شائع أن التشكيل في اللغة العربية جاء به “أبو الأسود الدؤلي” ثم طوره “الفراهيدي” الى شكله الحالي، ما جاءا به فعلياً هو رسم الحركة فوق نهاية الحرف، أما الحركات فهي موجودة أصلا منذ نشأة اللغة ذاتها، لكن لأن اللغة كانت في معظم استعمالاتها سماعية، بسبب قلة من يعرفون القراءة والكتابة، فلم تكن الحاجة ماسة لكتابة هذه الحركات على أواخر الكلمات، مثلما أن التنقيط لم يكن معروفا أيضا، بل كانت تعرف كلها بالسليقة، ولأن اللغة منطقية، فلم يكن يخطيء (يلحن) فيها أحد، إذ كان يظهر نشوزه فيصحح فورا.
رغم أن هنالك العديد من الميزات للغة العربية عن سائر اللغات الأخرى، إلا أن أميزها هي أنها لغة معربة، فيما جميع اللغات مبنية، أي أن الحركة على آخر الكلمة تحدد وظيفتها، فالمعرب صفة الحيوية، وبحسب موقعها تكون هذه الحركة، سواء كانت مرفوعة أومنصوبة أو مجرورة أو ساكنة.
كما أنه مع ثبات اللفظة، فإن تبديل الحركات على كل حرف نحصل على معنى مغاير، مثلا من الحروف الثلاثة (ق د ر)، بإمكاننا من هذا الجذر الواحد صنع ستة ألفاظ مستقلة متباينة في المعنى: فالقَدَرَ هو الأمر المكتوب من الله، والقَدْرُ هو المكانة والقيمة، والقِدْرُ هي وعاء الطهي، وقدَّرَ بمعنى حسَبَ، وقَدِرَ بمعنى تمكن، وقدَرَ بمعنى منع أو أنقص.
والميزة التي أعطت قيمة مضافة للعربية هي أن هذه الحركات جاءت مكملة لحروف الحركة (حروف العلة) وهي الألف والواو والياء، فالفتحة هي عبارة عن نصف المَدّةِ في حرف الألف، والضمة هي كذلك نصف واو، والكسرة هي نصف الياء، أما السكون فهي اللا حركة.
فائدة هذه الحركات أنها ضاعفت فاعلية الحروف من غير أن تزيد في عددها، ويمكن كتابة كلمات ذات حروف كثيرة من غير فصل هذه الحروف بحروف علة كما في اللغات الأخرى، والتي لا يمكن فيها لفظ الكلمة إلا إن كان الحرف متبوع بحرف من حروف الحركة، ولو أخذنا مثلا للتوضيح كلمة: (مُسْتَنْبَت) والتي تلفظ من غير مشقة رغم أنها من ستة حروف ليس بينها حرف علة واحد، فلو لفظناها بحروف اللغة الإنجليزية (mostanbat) فإننا نحتاج للزيادة على الحروف الستة الأصلية ثلاثة حروف علة.
هذه الحركات لا تقتصر دلالاتها على النفع اللغوي، بل تأتي في سياق منطقي مع الحياة، فتفسر سماتها، وتتوافق مع معطياتها الواقعية، وكل حركة تعطي المعنى المراد بلا لبس ولا غموض.
فالضمة شكلا جاءت من الواو لفظا، لكن الرفع معنى يأتي من السمو والعلو مقاما وتأثيرا.
فالرفع سمة الفاعل لأنه هو المؤثر صاحب الفعل والإرادة، فحق له أن يكون مرفوع القامة، وهو منطق الحضارة الإنسانية أيضاً.
والمبتدأ يجب أن يكون معرّفا لا نكرة وبادئا في الإخبار متبوعا لا تابعاً، والخبر الذي يترافق معه دوما لا يغادره ولا ينفصل عنه، لأنه حكم، والحكم لا يكون على نكرة، بل يحكم على ماهو معرف، وهذا هو منطق العدل، لذلك استوجب رفع المبتدأ والخبر، لأن كليهما في موقع المبادرة.
والفعل المضارع هو فعل قائم وأداء حاضر مستمر، لم ينتهي فعله بعد، فهو حركة مؤثرة في غيره، فاعلة في إحداث التغيير، فجاء مرفوعا في الأصل، إلا ان تسبقة أداة نصب أو جزم فتشكمه، فعندها لا يحق له أن يبقى مرفوعا.
أما النصب فجاء بالفتح، وهي مَدّةٌ قصيرة، لذلك جاءت على شكل ألف صغيرة مائلة الى شكل أقرب الى الإستواء، لذلك فالنصب ميلٌ الى الإستواء أي استقبال الفعل وتقبل نتيجته، وهذه سمة المفعول به الراضخ لما يحل به.
أما الجر فعلامته الكسرة، أي الإنكسار والخضوع، فمهما كان الإسم عظيما، إن جَرّهُ حرفُ جرٍّ كسرَ عَظَمته، وإن أُضيف الى نكرةٍ زادَهُ ذلك انكساراً وذلةً، لذلك جاءت الكسرة تحت الكلمة دلالة على التبعية وتعبيراً عن الدونية.
ويبقى السكون وعلامته دائرة مغلقة صغيرة تمثل فما مطبقا، دلالة الصمت وغياب التأثير، فشتّان بين رفع الفعل المضارع: (يقولُ) وبين (لم يقلْ) فجزمه أفقده حرف الحركة (و) فجعله ساكنا بعد أن كان يضج بالفعل والتأثير.