معهد أمريكي يحذر من انضمام إيران لنادي الأسلحة النووية.. أخطر من كوريا الشمالية
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
شدد مدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن٬ سايمون هندرسون٬ على أن امتلاك إيران تاريخا في زيادة انتهاكاتها النووية بعد التوبيخ العلني.
وقبل أيان، صوت "مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، بأغلبية ساحقة على مطالبة إيران باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة المخاوف المتعلقة بنشاطها النووي والتعاون بشكل كامل مع طلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويضيف هندرسون أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا اقترحت هذا القرار، إلا أن التصويت بأغلبية 20 صوتاً مقابل صوتين، يمكن القول بأنه قد تم تقويضه بسبب معارضة روسيا والصين له، وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت بنعم حتى اللحظة الأخيرة، وامتناع اثني عشر عضواً عن التصويت.
وعن تفسيره لوقف الولايات المتحدة، قال "كانت واشنطن قد هددت في البداية بالامتناع عن التصويت أيضاً، مفضلةً بدلاً من ذلك بأن تصدر الوكالة تقريراً شاملاً عن الأنشطة النووية الإيرانية، إلّا أن هذه الوثيقة لن تكون جاهزة إلا بعد الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني/نوفمبر القادم".
كما يعتبر الباحث أن خطوة مجلس الإدارة تعد مخاطرة غير مضمونة. فقد دفعت قرارات الإدانة السابقة الصادرة عن الوكالة الطاقة الذرية طهران إلى الانتقام بدلا من التعاون على النحو التالي:
"بعد قرار الإدانة الصادر في حزيران/يونيو 2022، أزالت المنشآت النووية الإيرانية بعض كاميرات الوكالة ومعدات المراقبة الأخرى. وبعد قرار الإدانة الصادر في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، بدأت إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 ٪، وهي نسبة لا تقل من الناحية الفنية بكثير عن الـ 90 ٪ اللازمة لصنع سلاح نووي.
عندما زار المدير العام للوكالة رافائيل غروسي، إيران في آذار/مارس 2023 وعقد اتفاقيات لحل هذه الخلافات وغيرها، أخلّت طهران بالتزاماتها، ثم صعدت الوضع بعد بضعة أشهر من خلال حظر دخول بعض مفتشي الوكالة الأكثر خبرة.
ففي مقابلة أجراها غروسي مع مجلة "إيكونوميست" بعد وقت قصير من رحلته الأخيرة إلى طهران الشهر الماضي، ذكر أن الاتفاق النووي لعام 2015 أصبح الآن قشرة فارغة.
وفي الواقع، زاد نشاط التخصيب كما زادت الانتهاكات الإيرانية الأخرى بشكل كبير في السنوات التي تلت انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق في عام 2018 وفشل المفاوضات مع إدارة بايدن.
ويتخوف الباحث من فشل المفاوضات قائلا: "سيكون لانضمام إيران إلى نادي الأسلحة النووية عواقب بعيدة المدى أكثر من قفزة كوريا الشمالية قبل عقدين من الزمن".
"الشرق الأوسط مختلف"
ويفسر غروسي من وجهة نظره هذا التخوف، بالقول إن "الشرق الأوسط مختلف تماما. هنا قد يكون لديك وضع من شأنه أن يؤدي إلى قيام المزيد من البلدان، إن لم تكن تسعى علناً للحصول على أسلحة نووية، بمحاولة الحصول على فترة انتقالية ومحاولة الاقتراب منها لأنها ستشعر بأن نظام الوكالة الدولية للطاقة الذرية آخذ في الفشل".
وردا على سؤال حول احتمال قيام الولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق نووي مدني مع المملكة العربية السعودية، التي صرح، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مراراً وتكراراً أنه سيسعى للحصول على قنبلة نووية إذا طوّرت إيران قنبلة كهذه.
قال غروسي إنه ينوي العمل بشكل وثيق جدا مع المملكة. لكنه أعرب بعد ذلك عن المزيد من المخاوف بشأن الانتشار النووي، قائلاً: "للأسف، ما نراه هو توجه، وجاذبية متزايدة، ولدى الأسلحة النووية قدرة على الإغراء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية إيران النووية كوريا الشمالية إيران كوريا الشمالية الاسلحة النووية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
4 سيناريوهات لرد إيران على احتمال إدانتها في الوكالة الذرية
طهران- في ظل تزايد الاحتمالات بشأن تمرير مشروع قرار يتهم إيران بعدم الامتثال لالتزاماتها في مجال الضمانات النووية بمجلس محافظي الوكالة الذرية، يمر ملف طهران النووي هذه الأيام بمنعطف خطير مع تجميد المفاوضات النووية منذ 3 أسابيع واقتراب يوم النهاية في الاتفاق النووي (18 أكتوبر/تشرين الأول 2025) كحد أقصى لانتهاء صلاحية آلية الإعادة السريعة للعقوبات عليها.
وبينما تبقى الجولة السادسة من المفاوضات النووية، المتعثرة عند مسألة تخصيب اليورانيوم، أملا أخيرا لتجنب انزلاق الملف نحو مزيد من التعقيد، تشخص أنظار المراقبين إلى فيينا حيث اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذرية، وسط تهديدات إيرانية واضحة بالرد المتناسب على أي قرار يدينها.
من ناحيته، شدد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، على أن "رد إيران على أي قرار ضدها في مجلس محافظي الوكالة الدولية سيتضمن إجراءات تقنية وإعادة تقييم كيفية التعاون مع الوكالة"، مضيفا أن "لدينا هذه المرة قائمة من الإجراءات المضادة، والتي أبلغنا بها بالفعل".
قرارات مُعدَّةفي المقابل، أعرب المدير العام للوكالة رافائيل غروسي، خلال مؤتمر صحفي في فيينا، عن تزايد المخاوف المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني، ذلك لأن تراكم اليورانيوم عالي التخصيب لدى طهران "يمثل قضية خطيرة"، مؤكدا أن الوكالة حددت 3 مواقع غير معلنة كان بها تخصيب لليورانيوم في إيران.
إعلانووسط توقعات بإصدار مجلس المحافظين قرار إدانة ضد طهران بناء على تقرير غروسي -الذي يؤكد بأن تراكم 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب (60%) في إيران كافٍ نظريا لصنع 10 قنابل نووية، ينفي الرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي، وجود علاقة بين قرارات مجلس المحافظين وتفعيل آلية الزناد.
ونقلت صحيفة "قدس" الناطقة بالفارسية عن عباسي قوله إن اجتماعات الوكالة الذرية "روتينية" وإن القرارات المعادية التي يمررها مجلس المحافظين "مُعدة مسبقا"، متهما المجلس بالانحياز للأجندة الغربية وعلى رأسها الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا)، مضيفا أن "واشنطن وتل أبيب تقفان خلف هذه القرارات لخلق ذرائع ضد طهران".
وعن تأثير قرارات مجلس محافظي الوكالة الذرية على المفاوضات النووية المتواصلة بين واشطن وطهران، خلص عباسي إلى أن "التجربة أثبتت أن أميركا تنتهك الاتفاقيات دوما لخدمة مصالحها وأن هذه القرارات لا تؤثر مباشرة على المفاوضات، ولا داعي للقلق منها".
انتزاع تنازلاتفي المقابل، يعتقد مدير معهد العلاقات الدولية مجيد زواري، أن تقرير غروسي الأخير يحمل نبرة متشددة وانتقادات لاذعة لطهران مقارنة مع تقاريره السابقة، ما يمهد لاعتماد قرار أكثر صرامة ضدها، مستدركا أنه من غير الواضح إذا كان قرار مجلس المحافظين سيطالب بإحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن أم لا، لكنه يرمي إلى حث طهران على التوصل إلى اتفاق جديد بشأن برنامجها النووي.
ويوضح زواري للجزيرة نت أن الضغوط الأوروبية والأميركية في مجلس المحافظين تريد انتزاع تنازلات أكبر من طهران في سياق المفاوضات النووية الجارية، مضيفا أنه إذا تم إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن، فقد يُفعِّل ذلك آلية الزناد وعودة العقوبات الأممية السابقة على طهران.
وبرأيه، فإن طبيعة الرد الإيراني ستكون معبرة عن مدی رغبتها في تجاوز المرحلة الخطيرة الراهنة، وما إذا كانت ستحرص على حلحلة الملف عبر السبل السياسية أو التصعيد، مؤكدا أنه يلمس رغبة إيرانية بحلحلة الملف دبلوماسيا على غرار انخراطها بالمفاوضات النووية منذ أكثر من شهر، لكن الخطوات الغربية قد ترغمها على تبني نهج مختلف.
إعلانلكن الرغبة الإيرانية بحل ملفها النووي عبر المسار الدبلوماسي قد لا تكون كافية في ظل تمسكها بحق التخصيب على أراضيها بما يتعارض والمطالب الأميركية لأي اتفاق محتمل، وفق المتحدث نفسه الذي يشدد على أن التمهيد الغربي لتفعيل آلية الزناد وإعادة العقوبات السابقة ستكون لها عواقب وخيمة على إيران.
وخلص زواري إلى أن بلاده قد ترد على أي قرار يُمهِّد لتفعيل آلية الزناد وإحالة ملفها إلى مجلس الأمن بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي وتقليص تعاونها مع الوكالة الذرية بما فيه تقييد عمل مفتشي الوكالة، وقد يتضمن ردها رفع درجة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى من 60% بما يثير حفيظة الجانب المقابل.
سيناريوهات
من ناحيته، يرى الدبلوماسي الإيراني السابق فريدون مجلسي، أن تطورات الملف الإيراني ترجح إصدار مجلس المحافظين قرارا يدين طهران ويحثها على التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة قبل إغلاق باب المسار الدبلوماسي.
ويشير مجلسي -في حديثه للجزيرة نت- إلى التداعيات المحتملة المترتبة على قرار مجلس المحافظين، موضحا أن طبيعة الرد الإيراني على القرار قد تفضي إلى طيف من السيناريوهات المحتملة كالتالي:
السيناريو الأول: "العودة إلى طاولة المفاوضات" بما يرفع من حظوظ التوصل لاتفاق وينزع التوتر بشأن النووي الإيراني، وسيكون ممكنا من خلال إظهار جانبي المفاوضات مرونة حول خطوطهما الحمراء. السيناريو الثاني: "تصعيد إيراني" وقد يتجلى في تقليص تعاون طهران مع الوكالة أو إغلاق كاميرات المراقبة في سياق تقويض التعاون مع الوكالة خاصة إذا ما اتخذ الجانب الغربي خطوات عملية لتفعيل آلية الزناد. السيناريو الثالث: "التدخل العسكري" وسيكون واردا في حال ردَّت طهران بعنف على قرار مجلس المحافظين بما يُمهد لشن إسرائيل هجمات خاطفة على منشآت إيران النووية، مستغلة الإجماع الدولي ضد طهران. السيناريو الرابع: "الحرب" وذلك من خلال تصاعد الرد العسكري الإيراني على أي هجوم محتمل ضد مفاعلها النووية وانزلاق الهجمات إلى حرب إقليمية. إعلانوفي حين تترقب الأوساط السياسية في إيران نتائج الاجتماع الفصلي لمجلس المحافظين، يتساءل مراقبون عما إذا كان قرار الإدانة سيدفع طهران نحو الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، أم أنه سيفتح نافذة أخيرة لاتفاق مؤقت قبيل طي ملف المفاوضات النووي غير المباشرة الجارية بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف؟