بغداد اليوم - بغداد

يعد العنف الأسري ظاهرة عالمية لكنه ما يزال يسبب مشاكل كبيرة في العراق، حيث تنامت الظاهرة بشكل كبير على الرغم من الإجراءات الحكومية الرامية للحد من تصاعد نسب هذه “المشكلة خطيرة” وفقا لناشطات في مجال حقوق المرأة.

وكشف تقرير رسمي صادر عن وزارة الداخلية العراقية هذا الأسبوع أن “إحصائية دعاوى العنف الأسري المسجلة من كانون الثاني إلى آيار 2024 بلغت 13857 دعوى، غالبيتها عنف بدني".

وقال المتحدث باسم الوزارة، العميد مقداد ميري، خلال مؤتمر صحفي، الأربعاء، إن ثلاثة أرباع المتعرضين للعنف الأسري كن من الإناث.

وبين ميري أن “مديرية حماية الأسرة والطفل لديها دراسة أجرتها لمدة 5 أعوام عن العنف الأسري بدأت منذ عام 2019 ولغاية 2023".

وتابع ميري إن الدراسة “أشارت إلى وجود ارتفاع بظاهرة العنف في المجتمع، وهو ناتج عن تغيرات اقتصادية وثقافية واجتماعية وفهم خاطئ للدين وتفشي البطالة وانفتاح غير متقن على مواقع التواصل الاجتماعي الذي شجع على ازدياد العلاقات غير الشرعية خارج منظومة الزواج، مما أدى إلى زيادة حالات الخيانة الزوجية، فضلا عن زيادة حالات تعاطي الكحول والمخدرات بشكل كبير”.

وفي عام 2012 توصلت دراسة لوزارة التخطيط أن 36 بالمئة على الأقل من النساء المتزوجات أبلغن بالتعرض لشكل من أشكال الأذى النفسي من الأزواج، وأبلغت 23 بالمئة بالتعرض لإساءات لفظية، وأبلغت 6 بالمئة بالتعرض للعنف البدني، و9 بالمئة للعنف الجنسي.

وفي حين لا تتوفر دراسات وطنية أحدث، تستمر منظمات حقوق المرأة في الكشف عن معدلات عالية للعنف الأسري.

وترى منسقة شبكة النساء العراقيات أمل كباشي أن الأرقام المعلنة مؤخرا من قبل وزارة الداخلية لاتمثل الواقع الحقيقي على الأرض.

تقول كباشي في تصريحات صحفية، إن “الذي جرى هو ارتفاع حالات الإبلاغ عن العنف الأسري بسبب وجود دائرة الحماية من العنف الأسري والإجراءات الحكومية الأخرى التي تعمل على الحد من حالات العنف”.

وتضيف كباشي أن هذا الأمر “ساهم في تعزيز وصول الضحايا لتسجيل شكاواهم” مشيرة إلى أنه “بشكل عام فإن العنف موجود ومستمر في المجتمع، وأن الأرقام المعلنة من قبل وزارة الداخلية هي أقل بكثير مما موجود فعليا على الأرض”.

خلال العام 2021 أحصت وحدة حماية الأسرة في وزارة الداخلية، التي خصصت خطا ساخنا لتلقي الشكاوى، 17 ألف دعوى اعتداء زوج على زوجة.

وأظهر إحصاء لوزارة التخطيط العراقية في العام ذاته ارتفاعا بنسبة زواج القاصرات خلال عشر سنوات. فقد تزوجت “25,5 في المئة من النساء قبل بلوغهن 18 سنة و10,5 في المئة قبل بلوغهن 15 سنة”، بينما بلغت النسبتان في عام 2011 على التوالي 21,7 في المئة و4,9 في المئة”.

وفي عام 2020، أعربت وكالات الأمم المتحدة في العراق عن قلقها إزاء العدد المتزايد لحالات العنف الأسري خلال وباء فيروس كوفيد-19.

وتتضمن نسخة 2019 من مسودة قانون مناهضة العنف الأسري أحكاما بشأن الخدمات المقدمة إلى ضحايا العنف الأسري، وقرارات لحماية (أوامر تقييد)، وعقوبات على خرقها، وإنشاء لجنة مشتركة بين الوزارات لمكافحة العنف الأسري.

كذلك يتطلب مشروع القانون إنشاء ملاجئ حكومية لإيواء المعنفات بالتنسيق مع منظمات حقوق المرأة المحلية، وغالبا ما يتم إيواء ضحايا العنف الأسري مؤقتا في سجون النساء.

ويطبق قانون العقوبات العائد للعام 1969 على قضايا تعنيف النساء أو يتم التعامل معها في معظم الأحيان على أنها جنح عادية. ويُسقط هذا القانون العقاب عن المغتصب إذا تزوج من ضحيته، وهذه من أبرز المواد التي تطالب الجمعيات النسوية بإلغائها.

كذلك تتسامح العديد من بنود قانون العقوبات العراقي مع العنف الأسري، ومنها مواد تسمح للزوج بتأديب زوجته وللآباء بتأديب الأطفال.

أما من يرتكبون أعمال عنف أو جرائم قتل تتصل بـ “الشرف” قد تُخفف أحكامهم إذ ينص قانون العقوبات على تخفيف الأحكام في أعمال العنف التي تشمل القتل لما يُدعى “بواعث شريفة” أو إذا فاجأ الرجل زوجته أو إحدى قريباته في حالة تلبس بالزنا، أو في علاقة جنسية خارج نطاق الزواج.

وفي تقريرها الصادر عن العراق في عام 2023 اتهمت منظمة العفو الدولية البرلمان بالتقاعس عن تجريم العنف الأُسري وتوفير حماية كافية للنساء والفتيات من العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي.

وقال التقرير إنه في نيسان من ذلك العام قضت محكمة في بغداد بسجن والد المدونة الشابة طيبة علي ستة أشهر بتهمة قتلها في الأول من شباط، وهو ما أدى إلى مظاهرات في بغداد احتجاجا على الحكم المتساهل.

وتقول المنظمة إن السلطات العراقية لم تتخذ أي خطوات لتعديل بنود قانون العقوبات العراقي التي تسمح للزوج بمعاقبة زوجته، وللآباء بتأديب أطفالهم باستخدام العقاب الجسدي، وتقضي بأحكام مخففة عقابا على جرائم “القتل بدافع الشرف”. كما يسمح قانون العقوبات لمرتكبي جرائم الاغتصاب بتفادي المقاضاة عن طريق الزواج من ضحاياهم.

وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت أن طيبة علي (22 عاما) قتلت على يد والدها ليلة 31 كانون الثاني في محافظة الديوانية، رغم قيام الشرطة بمحاولات وساطة لحل “خلاف عائلي”، وتسليم والدها نفسه للشرطة بعد ارتكاب الجريمة.

المصدر: وكالات

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: وزارة الداخلیة قانون العقوبات العنف الأسری فی المئة فی عام

إقرأ أيضاً:

القومي للإعاقة يشارك بفاعلية هيئة الأمم المتحدة للمرأة لمناقشة العنف ضد النساء

شارك المجلس القومي للإعاقة، في الفاعلية، التي نظمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ومكتبة الإسكندرية من خلال برنامج دراسات المرأة والتحول الاجتماعي، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، لمناقشة العنف الإلكتروني ضد المرأة في الرياضة، بمقر مكتبة الإسكندرية، يأتي ذلك في إطار حملة 16 يوم من النشاط لإنهاء العنف ضد المرأة.

بتدعي الحزن على بنتها المقتولة.. ماجدة خيرالله تفتح النار على والدة شيماء جمال وتناشد المسؤولين الموت يفجع الفنانة تيسير فهمي.. تفاصيل نقل يارا زوجة مسلم المستشفى ووضعها على جهاز التنفس الصناعي (فيديو وتفاصيل) رجوع عصام صاصا وزوجته جهاد أحمد بعد أسبوعين طلاق.. تفاصيل بقيت أم العريس.. لميس الحديدي تحتفل بقراءة فاتحة نجلها على مريم السطوحي (صور) التعامل مع التراث.. أمسية ثقافية متخصصة بحضور أنييلو أرتيكو بقصر الأمير طاز الليلة بحضور ياسر جلال والسفير التركي.. المنتج محمد الشريف يحتفل بزفاف ابنته (صور) أسرار جديدة عن الملحن محمد رحيم مع الإعلامي محمد صادق في الذكري الأولي لرحيله افتتاح سمبوزيوم "منصة وجوه الفيوم" للفنون المعاصرة بحضور نجوم الفن بمهرجان الفيوم السينمائي هيفاء وهبي تعيش انتعاشة فنية.. وتستعد لإحياء حفل ليلة رأس السنة بالإمارات (تفاصيل)

تضمنت الفاعلية حلقة نقاش تفاعلية بعنوان "داخل وخارج الملعب: مواجهة العنف الإلكتروني ضد المرأة في الرياضة "، وتم تسليط الضوء على تأثير العنف الإلكتروني على مسيرة الرياضيات، وعرض لحلول عملية تساهم في خلق بيئة إلكترونية لائقة وخالية من العنف من خلال تعزيز الثقافة الرقمية والسياسات وأنظمة الدعم، ضمن حملة علي صوت التشجيع، التي تأتي في إطار برنامج "تمكين المرأة المصرية”، الذي تنفذه هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالشراكة مع الحكومة المصرية، بدعم من الاتحاد الأوروبي. 

الجدير بالذكر أن الفاعلية حضرها الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتورة ميادة عبد القادر، عضوة المجلس القومي للمرأة والدكتورة سلمى ناصر، أخصائية برنامج إنهاء العنف ضد المرأة بهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وشاركت فيها الدكتورة ياسمين مطر خبير الإعاقة بالمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، والدكتورة جيداء جواد، أستاذة الأدب الإنجليزي والنقد الأدبي بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وبطلة التراياثلون، والدكتورة مريم عبد الرؤوف، أخصائية الصحة النفسية وبرنامج الدعم النفسي الاجتماعي؛ والدكتورة ميادة عبد القادر، عضوة المجلس القومي للمرأة، والدكتورة ماجدة الشاذلي، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بالإسكندرية، والدكتورة المهندسة سماء سلطان، بطلة السباحة ونائبة رئيس مجلس إدارة منطقة الإسكندرية للسباحة.

مقالات مشابهة

  • نساء الجزيرة.. ضحاياب ين نيران الحرب ووصمة المجتمع السوداني
  • مؤسسة المرأة الجديد: تفعيل الآليات الوطنية لحماية النساء من العنف فى عالم العمل
  • حالات وقف صرف المعاش للمستحقين طبقا لقانون التأمينات
  • تعرّف على عقوبة السب والقذف .. طبقًا للقانون
  • «مناهضة العنف ضد المرأة» تناقش بناء منظومة متكاملة للوقاية والاستجابة
  • منظمة دولية: التكنولوجيا تُستخدم لإسكات النساء وابتزازهن في ليبيا
  • قومي المرأة بالشرقية يطلق حملة الـ 16 يوما لمناهضة العنف ضد النساء
  • البرلمان العربي يدعو لفرض عقوبات مشددة على الجرائم الإلكترونية ضد النساء
  • القومي للإعاقة يشارك بفاعلية هيئة الأمم المتحدة للمرأة لمناقشة العنف ضد النساء
  • »انتصاف« تحذر من أوضاع كارثية في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة