بوابة الوفد:
2025-12-14@06:03:31 GMT

30 يونيو.. معجزة مصرية

تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT

أيام قليلة ونحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو .. هذه الثورة الشعبية بامتياز رغم كل محاولات تشويهها من جماعة الاخوان وانصارهم فى الغرب والشرق.. هى ثورة لم تغير الخريطة السياسية فى مصر فقط ولكن فى العالم كله.. ثورة لم تقض على تنظيم دولى يستغل الدين لتحقيق أهداف ارهابية بامتياز لكنها كشفت مخططات شيطانية لتدمير المنطقة العربية وتمكين الكيان الصهيونى وأوقفته ثورة 30 يونيو لم تغير الخريطة السياسية فقط لكن غيرت موازين القوى فى العالم كله.

. وأسقطت كل من راهن على جماعة الإخوان وتحالف معها ومولها واستضاف قياداته وفتح خزائنه لينهلوا منه ويكونوا ثروات ينعمون بالعيش فى أفخم الأماكن فى العالم .. هؤلاء خسروا احترام شعوبهم قبل احترام المصريين ومهما فعلوا الآن المصريون لا ينسون ثأرهم مهما مر الزمن.
فقد سقط كل من مول الجرائم الإرهابية التى شهدتها مصر فى أعقاب ثورة يونيو وسقط لكل من برر الإرهاب وقتل المدنيين وتفجير المساجد والكنائس والمنشآت العامة.. سقط كل من أنشأ ومول منظمات أطلقت على نفسها مدافعة عن حقوق الانسان  لتشويه سمعة مصر وتدعم الإرهاب وتبرر جرائمهم ومنحتهم أموالا طائلة  لو استخدمت فى تنمية دولة مثل السودان ما حدثت الحرب الأهلية هناك.
الكل نسى ان الحكومة المصرية موقعة اتفاقية سلام مع الكيان الصهيونى من عام 1978 ولكن الشعب المصرى رفضها وجرم التطبيع مع الكيان الصهيونى وما زال هو العدو الأول لمصر وشعبها لأن دماء 100 ألف شهيد سقطوا فى الحروب معه وضعت حاجزا لا يمكن كسره الا بتحرير الأرض العربية. 
هؤلاء من تعاونوا ومالوا واستضافوا وحولوا وسائل إعلامهم أبواقا لجماعة الإخوان لم يعوا درس التطبيع مع الكيان الصهيونى.. ولم يعرفوا طبيعة المصريين ودائما من يعادى الشعب المصرى يخسر.. وبالفعل خسروا وعادوا إلى مصر  يحاولون إعادة المياه إلى مجاريها كما كانت قبل الإخوان لكن هناك غصة لازالت فى حلوق المصريين منهم خصوصا وان دماء شهداء الإرهاب لم تجف حتى الآن ولم يكلفوا أنفسهم بالاعتذار عما ارتكبوه من حماقات ضد مصر وشعبها. 
ثوره 30 يونيو اعطت الامريكان والانجليز درسا بأن مصر لها مدخل واحد وهو شعبها وهو صاحب القرار مهما كانت درجة التضييق على الحريات العامة الا انه قادر على تغيير المعادلة فى أى وقت وهو ما فعله يوم 30 يونيو 2013 وقادر على حماية مكتسباته ومتمسك بوحدة أرضه وحمايتها مهما كانت الظروف والتحديات.
فى يوم 30 يونيو خرج ملايين المصريين فى كل قرية وحى ومدينة.. خرجوا ضد الغرور وضد محاولة جماعة الاستيلاء على بلدهم.. جماعة هددتهم فى رزقهم.. جماعة أصاب أعضاءها سيدات ورجالا وشبابا الغرور ليس فى مصر ولكن فى كل البلاد المتواجدين فيها  رغم ادعاء انهم مسلمون.. وتحولوا بين يوم وليلة إلى بالونات منفوخة تسير على الأرض.. واعتقدوا انهم اسياد هذا الشعب .. وصدقوا كذبتهم أنهم سيحكمون هذه الأمة لمئات السنين لكن المصريين حولوا غرورهم إلى جحيم هربوا كالجرذان إلى مموليهم يطلبون المأوى وسقط التنظيم فى كل الدول العربية بلا استثناء.
ثوره 30 يونيو تحتاج الى سنوات لدراسة آثارها فى العالم والتحولات التى أحدثتها ليس فى المنطقة العربية ولكن فى العالم كله.. لأنها تعد بحق معجزة من المعجزات التى يحققها الشعب المصرى على مدار التاريخ الممتد الى آلاف السنين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ثورة 30 يونيو جماعة الإخوان الكيان الصهيونى الجرائم الإرهابية الشعب المصرى الکیان الصهیونى فى العالم

إقرأ أيضاً:

فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة

منذ يومين مرت الذكرى الرابعة والعشرون لرحيل رجل من أعظم رجال مصر فى القرن العشرين؛ رجل لم يكن مجرد سياسي أو صاحب منصب، بل كان مدرسة كاملة فى الوطنية والعناد الشريف والإصرار على أن تبقى مصر واقفة مهما حاولت قوى الاحتلال أن تكسر إرادتها. 

أتحدث هنا عن فؤاد باشا سراج الدين، الرجل الذى ترك بصمة لا تمحى فى الوجدان المصرى، والذى رحل عن عالمنا فى التاسع من أغسطس عام 2000، لكنه لم يرحل يوما عن ذاكرة الوطن.

فى كل مرة تمر فيها ذكرى رحيله، أشعر أن مصر تعيد اكتشاف جزء من تاريخها؛ تاريخ لا يمكن فهمه دون الوقوف أمام شخصية بهذا الثقل وبهذه القدرة على الصمود. 

ولد فؤاد باشا سراج الدين سنة 1910 فى كفر الجرايدة بمحافظة كفر الشيخ، وبدأ مشواره شابا يحمل حلم الوطن فى قلبه قبل أن يحمله على كتفيه. 

تخرج فى كلية الحقوق، ودخل معترك الحياة العامة صغيرا فى السن، لكنه كبير فى العقل والبصيرة، وفى سن لم تكن تسمح لغيره سوى بأن يتدرب أو يتعلم، أصبح أصغر نائب فى تاريخ الحياة البرلمانية المصرية، ثم أصغر وزير فى حكوماتها المتعاقبة، فى زمن لم يكن الوصول فيه إلى المناصب بالأمر السهل ولا بالمجاملات.

لكن ما يجعل الرجل يستحق التوقف أمامه ليس كثرة المناصب، بل طريقة أدائه فيها، فقد كان نموذجا للمسؤول الذى يعرف معنى الدولة، ويؤمن بأن خدمة الناس شرف لا يباع ولا يشترى. 

ومن يعيش تفاصيل تاريخه يدرك أنه لم يكن مجرد جزء من الحياة السياسية، بل كان جزءا من الوعى العام للمصريين، وصوتا قويا فى مواجهة الاحتلال، وسندا لحركة الفدائيين فى القناة، وواحدا من الذين كتبوا بدموعهم وعرقهم تاريخ كفاح هذا الوطن.

ويكفى أن نذكر موقفه الأسطورى يوم 25 يناير 1952، حينما كان وزيرا للداخلية، ورفض الإنذار البريطانى الداعى لاستسلام رجال الشرطة فى الإسماعيلية. 

وقتها لم يتردد لحظة، واختار الكرامة على السلامة، والوطن على الحسابات السياسية، ذلك اليوم لم يصنع فقط ملحمة بطولية، لكنه صنع وجدانا كاملا لأجيال من المصريين، وأصبح عيدا رسميا للشرطة تخليدا لشجاعة رجال رفضوا أن ينحنوا أمام الاحتلال، وهذه الروح لم تكن لتظهر لولا وزير آمن برجاله وبمصر أكثر مما آمن بنفسه.

كما لا يمكن نسيان دوره الحاسم فى إلغاء معاهدة 1936، ودعمه لحركة الكفاح المسلح ضد الإنجليز، ولا تمويله للفدائيين بالمال والسلاح، كان يعلم أن المستقبل لا يهدى، وإنما ينتزع انتزاعا، وأن السيادة لا تستعاد بالكلام، وإنما بالمواقف.

وفى الداخل، قدم سلسلة من القوانين التى شكلت تحولا اجتماعيا حقيقيا؛ فهو صاحب قانون الكسب غير المشروع، وصاحب قوانين تنظيم هيئات الشرطة، والنقابات العمالية، والضمان الاجتماعى، وعقد العمل الفردى، وقانون إنصاف الموظفين. 

وهى تشريعات سبقت عصرها، وأثبتت أن الرجل يمتلك رؤية اجتماعية واقتصادية عميقة، وميلا دائما للعدل والمساواة، وفهما راقيا لطبيعة المجتمع المصرى.

ولم يكن خائفا من الاقتراب من الملفات الثقيلة؛ ففرض الضرائب التصاعدية على كبار ملاك الأراضى الزراعية حين كان وزيرا للمالية، وأمم البنك الأهلى الإنجليزى ليصبح بنكا مركزيا وطنيا، ونقل أرصدة الذهب إلى مصر للحفاظ على الأمن الاقتصادى للدولة، وكلها خطوات لا يقدم عليها إلا رجل يعرف معنى السيادة الحقيقية ويضع مصالح الوطن فوق كل اعتبار.

ورغم الصدامات المتتالية التى تعرض لها، والاعتقالات التى مر بها فى عهود متعددة، لم يتراجع ولم يساوم، ظل ثابتا فى المبدأ، مؤمنا بالوفد وبالحياة الحزبية، حتى أعاد إحياء حزب الوفد الجديد عام 1978، ليبقى رئيسا له حتى آخر يوم فى حياته، وقد كان ذلك الإحياء بمثابة إعادة الروح لمدرسة سياسية كاملة ترتبط بتاريخ النضال الوطنى الحديث.

إن استعادة ذكرى فؤاد باشا سراج الدين ليست مجرد استدعاء لصفحات من التاريخ، بل هى تذكير بأن مصر لم تبن بالكلام، وإنما صنعت رجالا مثل هذا الرجل، آمنوا أن الحرية حق، وأن الوطنية فعل، وأن الكرامة لا تقبل المساومة. 

وفى زمن تكثر فيه الضوضاء وتختلط فيه الأصوات، يبقى صوت أمثال فؤاد باشا أكثر وضوحا، وأكثر قوة، لأنه صوت نابع من قلب مصر، من تربتها وأهلها ووجدانها.

رحل جسد الرجل، لكن أثره باق، وتاريخه شامخ، وسيرته تذكرنا دائما بأن الوطن لا ينسى أبناءه المخلصين وأن مصر، رغم كل ما تمر به، قادرة دائما على إنجاب رجال بحجم فؤاد باشا سراج الدين.

مقالات مشابهة

  • ثورة ديسمبر: ثورة الوعي والكرامة والمواطنة المتساوية
  • ثورة ديسمبر بوصفها مشروعًا لبناء وطن جديد بين الجهاد المدني وإعادة تأسيس الدولة
  • كيت وينسلت تكشف نصيحة صادمة وجهتها لنفسها أثناء إخراج فيلم وداعا يونيو
  • بشرى سارة.. جدول الإجازات الرسمية لعام 2026
  • ترامب: غزو أوكرانيا يشبه فوز أمريكا في مباراة الهوكي معجزة على الجليد
  • خمسُ كاملاتٍ أوقفتْ المعجزات
  • محكمة تونسية تقضي بسجن المعارضة عبير موسي 12 عاما
  • الكرة المصرية في مفترق طرق.. والجبلاية تحتاج ثورة تصحيح
  • فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
  • ثورة اللمس .. رقعة جلدية ذكية تحول اللمس إلى نصوص واستجابات رقمية