المسلة:
2025-06-10@12:39:47 GMT

ليس بالمجسرات وحدها تُحل مشكلة الازدحام المروري

تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT

ليس بالمجسرات وحدها تُحل مشكلة الازدحام المروري

22 يونيو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: كتب رئيس قسم هندسة العمارة في كلية الهندسة بجامعة الكوفة شبر منعم فلاح مقالا بعنوان: (انشاء المجسرات في مراكز بغداد والمحافظات).

في كل مرة ننشأ مجسر او نفق سيارات، نلاحظ تدهور المنطقة التجارية المحيطة بالتقاطع! , المجسرات وانفاق السيارات، تسرع حركة السيارات في الشوارع، و تصعب وقوفها، أليس ذلك هو الغرض من المجسرات؟نعم، فالمجسرات تبنى لتسهيل حركة السيارة وتقليل ازدحامات المرور.

على اية حال، الاثار الجانبية لهذه المجسرات ، تصعيب حركة المشاة في المكان، والنتيجة انخفاض ارباح المحال التجارية المحيطة، وهكذا تذبل حيوية المنطقة، وتموت مراكز المدن.

منذ كتاب جين جاكوبس (موت وحياة مدن امريكية كبرى) عام 1961 والى الان ، نفس المشكلة ونفس الحلول. لقد ناضلت هذه المرأة الشجاعة من اجل انقاذ مدينتها، نيويورك، من مجسرات وشوارع المصمم الكبير، روبرت موسس. رفعت صوتها بالمظاهرات، والمحاكم، والمؤلفات. وحسنا فعلت، اوقفت المشروع وانقذت مدينتها من الضرر الذي لحق باغلب المدن الامريكية الاخرى.

جادلت جاكوبس : لا يمكن ان تكون المدينة للسيارات المسرعة فقط! ولا يمكن ان تكون المدينة تحت سلطة مهندسي الطرق ومعادلاتهم الرياضية فقط.

المدينة هي مدينة، بامانها للمشاة، بظلال اشجارها، بحدائقها العامة، بأرصفتها الواسعة، بمواقف السيارات اليسيرة ، بمحلاتها الصغيرة، باستخداماتها المتنوعة، بعقدِّها التاريخية، حيث يلتقي الناس، ويتجول الباعة. هي مدينة بتوفيرها اماكن سهلة الوصول لأحتضان ناسها دون تمييز. اماكن للأطفال، النساء ، المسنين، الفقراء او الاغنياء على السواء.

لذلك، يتم تطوير المدن من مجموعة اختصاصات، على رأسهم المخطط الحضري، والمصمم الحضري، مهندسي البنى التحتية، في الكهرباء ، المجاري، الماء، تصريف مياه امطار، واكيدا مهندسي الطرق. كذلك مؤرخين، معماريين ، وربما اهم عضو، هم الممثلين عن المنطقة قيد التطوير، فهؤلاء هم الاعلم بالمشاكل الحقيقية.

الان، بسبب الازدحامات الخانقة، اصبحت السلطة كاملة بيد اختصاص هندسة الطرق! مع احترامي الكبير لهذا الاختصاص المهم، لكنه اختصاص يعالج جانب واحد فقط من المشكلة، وهكذا حلولهم تصبح غير شاملة.
بكلمات اخرى، هندسة الطرق، تحل مشكلة الازدحام، ولكنها من غير قصد، قد تقتل المنطقة المحيطة بالتقاطعات.

وهكذا يصبح السؤال، كيف نقلل الازدحامات اذن ؟ هل تبقي التقاطعات مثل ما هي، حتى نحافظ على روح المدينة؟
بالتأكيد لا، الازدحامات المرورية الخانقة ، في بغداد على الاقل، هي المشكلة الكبيرة الان، ولا بد من معالجتها.

على اية حال، المجسرات والانفاق، ليست هي الحلول الامثل للازدحامات المرورية. هناك حلول اخرى، مثلا، ابعاد سبب الازدحام من المنطقة ونقله الى مكان اخر. احيانا، يتم تقوية محاور حركة جديدة موازية للمحاور القديمة،. فتح شوارع حلقية خارج المدينة، لسحب الازدحام من المراكز. احيانا اخرى، يتم بناء مجسرات صغيرة تحل المشكلة جزئيا، فتخفف الازدحام الى حد مقبول، وتبقي على حيوية المكان بشكل معقول ايضا. احيانا قانون شديد يمنع التوقف على جوانب الطريق. احيانا اخرى يتم فرض رسوم لدخول المنطقة المزدحمة. و اكيدا تنشيط النقل العام يجب ان يكون الهاجس الدائم في معالجة ازمات المرور.

اضافة الى ما ذكر اعلاه، المجسرات تخفف الازدحام لمدة سنة او سنتين، بعد ذلك، يستسهل اصحاب السيارات الخاصة استخدام سياراتهم، فيعود الازدحام المروري مرة اخرى، ولكن في هذه المرة، خسارتنا ستكون مضاعفة. ماتت المنطقة تجاريا، وعادت الازدحامات.

خير شاهد على ذلك المجسرات المنتشرة وسط بغداد، او مجسرات ثورة العشرين في النجف ، اذ اصبحت ظاهرة ازدحامها طبيعية.

موضوع الازدحامات المرورية، موضوع معقد، ولا يمكن حله بتعريض الشارع وانشاء المجسرات. يجب ان تكون الحلول تراكمية تعاونية، قائمة على تنسيق بين القطاعات ذات العلاقة وتحت مظلة رؤية كاملة للمدينة.
النقطة في هذا المقال المختصر، سلطات المدينة، لا بد ان تتوقف وتفكر قليلا، قبل ان تتخذ قرارا ببناء مجسرا في وسط المدينة.

لا يمكن ان تتحكم معادلات هندسة الطرق وحدها بشكل المدينة، فهذه المعادلات وضعت لتسهيل حركة السيارة، فقط دون اي اعتبار لروح المكان.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: لا یمکن

إقرأ أيضاً:

حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ أنصار الله “غزة ليست وحدها”

 

منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، التزمت حركة “أنصار الله” بقيادة السيد عبدالملك الحوثي بموقف واضح وصريح ألا وهو نصرة الشعب الفلسطيني.

ذلك الالتزام لم يكن مجرد خطاب عاطفي، بل تُرجم إلى عمليات عسكرية نوعية أعلن عنها المتحدث العسكري، يحيى سريع، واستهدفت الكيان الصهيوني، في رد مباشر على المجازر الأمريكية-الصهيونية بحق المدنيين. وهي المواقف التي أنعشت فينا الأمل بأن العروبة لا تزال تنبض بالحياة.

في المقابل، يقف قادة العرب والمسلمين، ومعهم جيوشهم المدججة بأحدث الأسلحة، متفرجين أمام مشهد الإبادة الجماعية في غزة، لا يحركون ساكنًا، بل ويحولون بين الشباب العربي ورغبتهم في الانضمام إلى صفوف المقاومة الفلسطينية. وكأنهم يتمنون أن تبتلع أمواج البحر غزة لتريحهم من الحرج.

وأما الشعوب العربية والإسلامية، فقد وقعت في أسر القهر السياسي، لا تملك حرية الفعل، مقيدة بخوف مزروع في الذاكرة الجمعية، عاجزة عن نصرة إخوانها في غزة، تكتفي بالصمت والذهول، وكأن المأساة تحدث في كوكب آخر.

في هذا السياق، يؤكد السيد عبدالملك الحوثي على أن جماعته اختارت “الخيار الصحيح”، وهو الجهاد ضد العدو الصهيوني والأمريكي، ردًا على استمرار العدوان على غزة وانهيار محاولات وقف إطلاق النار. وقد دفعت الولايات المتحدة ثمن عدوانها على اليمن، إذ كبدتها القوات اليمنية خسائر فادحة، دفعت واشنطن إلى إعادة حساباتها. ووفق تقرير لشبكة “NBC” الأمريكية، فإن هذه الحرب القصيرة نسبيًا كلّفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار، وأدت إلى نفاد الآلاف من القنابل والصواريخ، بالإضافة إلى تدمير سبع طائرات مسيّرة، وإغراق مقاتلتين حربيتين.

ورغم كل هذه الحقائق، يواصل بعض القادة العرب والمسلمين رهانهم على حكومة نيتنياهو المتطرفة، أملاً في القضاء على المقاومة الفلسطينية، متجاهلين دروس التاريخ والمنطق. إن هذا الرهان ليس فقط غبيًّا من الناحية الاستراتيجية، بل يشكل سقوطًا أخلاقيًّا مدويًا. فالمقاومة ليست مجرد سلاح، بل روح شعب لا تُقهر.

ألا يدرك أولئك الحكام أن دعمهم لحكومة نيتنياهو، إحدى أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ الكيان الصهيوني، هو تماهٍ خطير مع مشروع استيطاني عنصري؟ .

إنهم بذلك يمنحون الضوء الأخضر لبناء المزيد من المستوطنات، مثلما أُعلن مؤخرًا عن إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، ويشجعون على تهويد القدس، وتوسيع الحصار على غزة والضفة، وارتكاب المجازر دون رادع.

في المقابل، يُظهر اليمن وجهًا آخر من العروبة، وجهًا تفيض منه الكرامة والمقاومة. ففي الوعي اليمني، تعتبر نصرة المظلوم واجبًا دينيًّا وأخلاقيًّا، وفلسطين وغزة رمزان للظلم الصارخ على أمة الإسلام. لذلك فموقف أنصار الله في إسناد غزة ليس ظرفيًّا ولا دعاية مؤقتة، بل نابع من شعور إنساني أصيل وتاريخ من التضامن والتلاحم.

وعلى الرغم من الحصار والحرب والفقر الذي يعانيه اليمنيون، فإنهم لا يتوانون عن مد يد العون لغزة، بالمال والدم والسلاح. هذا الموقف ليس جديدًا، فقد شارك اليمنيون في الحروب العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان لهم حضور في حرب 1973، مما يعزز الروح التضامنية في وجدانهم.

إن معاناة اليمنيين اليومية تجعلهم أكثر شعورًا بآلام الغزّيين، وأكثر قدرة على فهم وحشية الحصار وآثاره النفسية والاقتصادية. ورغم كل التحديات، لا تزال صواريخ اليمن تنطلق وتدوي في سماء فلسطين المحتلة لتعلن أن غزة ليست وحدها، وأن الكفاح مستمر، وأن القضية الفلسطينية ستبقى حية في الوجدان العربي.

إلى ذلك يرى مراقبون أن استخدام صواريخ فرط صوتية يمثل تحولًا نوعيًا في طبيعة الصراع، وهو منعطف خطير للغاية في تطورات الشرق الأوسط إذ أن مثل هذه الأسلحة من الصعب اعتراضها عبر المنظومات التقليدية، ما يُحدث خللًا في معادلة الردع الإسرائيلية، إذ بدأت الحرب عن بُعد بالمسيرات والصواريخ من طرف دول لا تجمعها حدود جغرافية مع الكيان، الأمر الذي لم تكن إسرائيل تنتظره. وهو ما يعكس قدرة اليمنيين على التأثير في موازين القوة الإقليمية، رغم الحصار المفروض على اليمن.

فلاش: من بين المقولات التي تتردد على الألسنة مقولة: “من لم يؤدبه الزمن، يؤدبه اليمن” وهي مقولة تنبع من تاريخ طويل من الكبرياء، وتحمل تحذيرًا واضحًا لكل من يستخف بشعب اليمن ومقاومته. وما خضوع أمريكا لشروط صنعاء مؤخرًا إلا تأكيد على أن هذا البلد العريق لا يُقهر. ويكفيهم شرفا أن تُعرب كتائب المقاومة الفلسطينية، عن مباركتها للضربات الصاروخية التي تنفذها “أنصار الله” في عمق الأراضي المحتلة، حيث أشاد أبو عبيدة، المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام، بالعمليات التي يقوم بها اليمنيون، واصفاً إياها بـ”النوعية”، ومثمناً في نفس الوقت تضامن الشعب اليمني وموقفه الداعم للقضية الفلسطينية واستعداده للتضحية من أجلها.

وختاما، فبينما يراهن البعض على الخنوع والتطبيع، يراهن أنصار الله وكل الأحرار على الشرف والمقاومة. والرهان الأخير هو ما تصنع به الأمم تاريخها، وتستعيد به كرامتها.

 

*كاتب مغربي

 

مقالات مشابهة

  • رئيس مركز قوص يتابع انتظام العمل بمجمع المواقف ويشدد على الانضباط المروري
  • حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ أنصار الله “غزة ليست وحدها”
  • دماء غزة عربية
  • تهيئة طرق المدينة لتيسير تنقل ضيوف الرحمن
  • تهيئة الطرق السريعة بمنطقة المدينة المنورة لتيسير تنقُّل ضيوف الرحمن
  • الاطلاع على سير الأداء المروري في محافظة الضالع
  • "هيئة الطرق" تؤكد جاهزية شبكة طرق المدينة المنورة لاستقبال الحجاج
  • “هيئة الطرق” تؤكد جاهزية شبكة طرق المدينة المنورة لاستقبال ضيوف الرحمن
  • مشاريع بطول 3000 كم.. طرق المدينة المنورة جاهزة لاستقبال ضيوف الرحمن
  • النمر يوضح أبرز أسباب التهاب الحلق والصدر الشائعة بعد الحج وطرق الوقاية