56 مليون يورو خسائر الأفارقة من رفض طلبات تأشيرة شنغن
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
أظهرت بيانات من إحصائيات تأشيرة شنغن لعام 2023، أوردها موقع أفريكا نيوز، أن المواطنين الأفارقة خسروا نحو 56 مليون يورو من رسوم طلبات التأشيرة بسبب الرفض.
فقد رفضت فرنسا، حسب ما أورد الموقع، مرتين طلبات الحصول على تأشيرة قدمها نبيل طابروت، وهو مطور مواقع إلكترونية جزائري يبلغ من العمر 29 عاما ويأمل في زيارة أخته هناك هذا العام.
وقال الموقع المتخصص في الأخبار الأفريقية إن طابروت من بين عديد من الأشخاص الذين يسعون خلف عملية الحصول على التأشيرة التي غالبا ما تكون شاقة في جميع أنحاء أفريقيا.
وتواجه الطلبات من أفريقيا أعلى معدلات الرفض مقارنة بأي مكان آخر في العالم عندما يتعلق الأمر بزيارة منطقة شنغن في أوروبا.
غالبا ما يكون من الصعب تأمين مواعيد المقابلة. كما يجب على المتقدمين في كثير من الأحيان إثبات الحد الأدنى من الرصيد البنكي، وإثبات الغرض من زيارتهم وإثبات أنهم يخططون للعودة إلى وطنهم.
يقول طابروت، الذي نجح مرة واحدة فقط في الحصول على تأشيرة دخول إلى فرنسا، "هذه هي الحال دائما".
ورغم أن قسما كبيرا من النقاش الدائر في أوروبا حول الهجرة يركز على الأشخاص الذين يصلون من دون تصريح، فإن أعدادا أكبر منهم يختارون القدوم بالطرق القانونية.
من المؤلم، يقول الموقع الذي يتخذ من مدينة ليون الفرنسية مقرا له، أن اتباع القواعد غالبا ما يفشل، إذ إن معدلات الرفض غير المتناسبة، وهي أعلى بنسبة 10% في أفريقيا من المتوسط العالمي، يعوق التجارة والشراكات الاقتصادية والتعليمية بما يضر بالاقتصادات الأفريقية، وفقا لدراسة أجريت في أبريل/نيسان من قبل شركة استشارات الهجرة هينلي آند بارتنرز التي مقرها المملكة المتحدة.
ووصفت الدراسة هذه الممارسات بأنها تمييزية، وحثت دول شنغن على إصلاحها. وتعتبر طلبات المتقدمين من الجزائر هي الأعلى رفضا، إذ تم رفض أكثر من 392 ألف متقدم عام 2022.
وقد بلغ معدل رفض الجزائريين 45.8% وغينيا بيساو 45.2% ونيجيريا 45.1%، في حين تم رفض واحد فقط من بين 25 متقدما يعيشون في الولايات المتحدة. ويواجه عدد قليل من البلدان الأفريقية، مثل جنوب أفريقيا، وبوتسوانا، وناميبيا، معدل رفض منخفضا نسبيا.
وفي حين وجدت الدراسة أن المتقدمين من البلدان الفقيرة تعرضوا لرفض أعلى بشكل عام، فقد لاحظت أن المتقدمين من تركيا والهند واجهوا رفضا أقل من المتقدمين من غالبية البلدان الأفريقية.
الرفض أداة سياسيةقد تكون أسباب هذا التحيز ضد أفريقيا سياسية، وفقا لمؤلف الدراسة، مهاري تاديلي مارو، من مركز سياسات الهجرة التابع لمعهد الجامعة الأوروبية، إذ يتم استخدام رفض التأشيرات كأداة سياسية من قبل الحكومات الأوروبية، ومن بينها فرنسا، للتفاوض على ترحيل أولئك الذين يهاجرون إلى أوروبا من دون الحصول على تصريح مناسب.
فقد رفضت حكومات شمال أفريقيا تقديم الوثائق القنصلية لمواطنيها الذين يواجهون الترحيل. وفي مقابلة، قال مارو إن الجزائر لديها معدلات رفض عالية في القارة، لأن عدد المتقدمين لديها يفوق عدد المتقدمين من البلدان الأفريقية الأخرى لأسباب جغرافية واقتصادية وتاريخية. يتقدم عديد من الجزائريين بطلب للحصول على تأشيرات في فرنسا، حيث يتحدثون اللغة وربما تكون لديهم روابط عائلية.
وأضاف أن قرب شمال أفريقيا من أوروبا يعني أن الرحلات الجوية قصيرة ورخيصة مقارنة بالرحلات الجوية من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما يدفع مزيدا من الأشخاص إلى التقديم.
وقال مارو إنه بالإضافة إلى معدلات الرفض، فإن صعوبة التقديم هي أيضا خيار سياسي من جانب الحكومات الأوروبية "عندما نتحدث عن زيادة العوائق أمام المتقدمين المحتملين، فإننا لا نتحدث فقط عن معدل الرفض، بل أيضا عن القيود المفروضة على التقديم. وأيضا هناك تحديات محلية".
بالنسبة للجزائريين مثل طابروت، تعد شركة "في إف إس غلوبال" لاعبا جديدا في عملية طلب التأشيرة، حيث تم التعاقد مع هذه الشركة من قبل السلطات القنصلية الفرنسية بعد سنوات من الانتقادات حول النظام السابق الذي يهيمن عليه ما تسمى "مافيا التأشيرات".
فقد واجه مقدمو الطلبات في السابق تحديات في تأمين مواعيد المقابلات، التي يتم حجزها بسرعة من قبل وسطاء خارجيين، ثم إعادة بيعها للجمهور.
وانتشرت شائعات حول برامج كمبيوتر معقدة تتصل بمنصات المواعيد وتستحوذ على فرص الحجز في غضون لحظات. وفي هذا الصدد، يقول علي شلالي الذي قدم على تأشيرة دراسية لابنته في فرنسا "إنهم مجموعة من المحتالين الذين يمارسون هذه المهنة منذ سنوات، ويجمعون ثروات على حساب المواطنين الفقراء من خلال جعلهم يدفعون ثمنا باهظا مقابل الخدمة".
وبموجب النظام السابق، قال المتقدمون لوكالة أسوشيتد برس إنه كان عليهم دفع ما بين 15 ألف إلى 120 ألف دينار جزائري (103 إلى 825 يورو) فقط للحصول على موعد.
"رسميا، غالبا ما يُعزى رفض التأشيرة إلى الشكوك حول نية المتقدمين لمغادرة بلد الوجهة قبل انتهاء صلاحية التأشيرة"، كما كتب مؤلف دراسة هينلي آند بارتنرز. وأضاف "وفقا للدول الأوروبية، فإن معظم حالات الرفض تستند إلى شكوك معقولة حول نية طالبي التأشيرة العودة إلى وطنهم".
ويقرر كثير من الجزائريين بعد الذهاب إلى فرنسا تعديل تأشيراتهم الطلابية إلى تأشيرة إقامة، فوفقا لتقرير صدر عام 2023 عن المديرية العامة الفرنسية لشؤون الأجانب، فإن 78% من الطلاب الجزائريين "يقولون إنهم لا يعتزمون العودة إلى الجزائر" بعد الانتهاء من دراستهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المتقدمین من الحصول على غالبا ما من قبل
إقرأ أيضاً:
ساكسونيا تسعى لشراء حصة في فولكسفاغن بقيمة 500 مليون يورو لإنقاذ الوظائف وكسب النفوذ
مع تخطيط "فولكسفاغن" لخفض عشرات الآلاف من الوظائف في ألمانيا، يدعو حزب الخضر في ساكسونيا إلى أن تشتري الولاية حصة في شركة صناعة السيارات وتؤمّن مقعدا في مجلس الإشراف لدى "فولكسفاغن".
طرح السياسي من حزب الخضر الألماني فولفرام غونتر فكرة أن ولاية ساكسونيا تشتري حصة في فولكس فاغن، على غرار الحصة القائمة التي تملكها ساكسونيا السفلى.
قال غونتر، وهو وزير دولة سابق للطاقة وحماية المناخ والبيئة والزراعة، لوسائل إعلام محلية في ساكسونيا: "انطلاقا من حصة بنسبة واحد في المئة، سنطالب بمقعد في مجلس الإشراف".
"إن واحد في المئة من فولكس فاغن يكلف حاليا نحو نصف مليار يورو. ولا شك أن الولاية تملك التمويل اللازم لحصة بهذا الحجم، لا سيما إذا بُنيت الحصة تدريجيا"، واصل في بيان نُشر يوم الأربعاء.
شركة فولكس فاغن ساكسن ذ.م.م.، التي تدير مصانع في تسفيكاو وكيمنتس ودرسدن، توظف أكثر من 11.000 شخص وترسخ منظومة واسعة من الموردين المحليين، ما يجعلها حجر زاوية في اقتصاد ساكسونيا.
يأتي ذلك في وقت تمر فيه فولكس فاغن بمسعى لخفض التكاليف وإعادة الهيكلة مع استعداد لخفض عشرات آلاف الوظائف المخطط خفضها بحلول عام 2030.
ومن المقرر أن تتحمل مصانع ساكسونيا القسط الأكبر من خفض التكاليف، مع تقليصات كبيرة مخطط لها في مصنع تسفيكاو على سبيل المثال، ونقل إنتاج سلسلتين من الطرازات الرئيسية إلى فولفسبورغ في ساكسونيا السفلى.
Related البابا ليون 14 يحتفل بالقداس في "فولكسفاغن أرينا" في تركيادفع غونتر وساكسونيا عموما نحو تركيز المنطقة الصناعية الألمانية على تقنيات المناخ والتنقل الكهربائي. وكان مصنع فولكس فاغن في تسفيكاو أول مصنع في المجموعة يتحول بالكامل إلى إنتاج السيارات الكهربائية.
يشكل حزب الخضر لاعبا أساسيا في برلمان ساكسونيا في درسدن، وقد اعتمد بالفعل على دعم الخضر لتمرير موازنة لمدة عامين، وهو ما يمكن للخضر توظيفه للمطالبة بحصة قدرها واحد في المئة في فولكس فاغن.
قال غونتر: "أنا في محادثات مع جميع الجهات الأساسية، من غرف الصناعة والتجارة المحلية وحتى حكومة الولاية".
وبينما يقع مركز صنع القرار الرئيسي لفولكس فاغن في فولفسبورغ بساكسونيا السفلى، قد تكون تبعات فقدان الوظائف وخيمة في ساكسونيا.
تملك ساكسونيا السفلى 11.8 في المئة من رأس مال أسهم فولكس فاغن و20 في المئة من حقوق التصويت، ولديها القدرة على تعطيل القرارات الأساسية بفضل سند قانوني خاص.
في عام 1960، حين خُصخصت فولكس فاغن، اعتمد البوندستاغ قانون فولكس فاغن الاتحادي، وهو تشريع خاص أتاح للحكومة الاتحادية، ولا سيما ولاية ساكسونيا السفلى، الاحتفاظ بأقلية مانعة ونفوذ أكبر بكثير في الشركة مقارنة بالمساهمين العاديين.
وقد حدّ القانون في نسخته الأصلية حقوق التصويت لأي مساهم عند 20 في المئة، وفرض موافقة تزيد على 80 في المئة من رأس المال على القرارات الكبرى، مقارنة بـ 75 في المئة في الشركات الألمانية الأخرى.
ومنذ ذلك الحين، تم تخفيف بعض بنود القانون عقب طعون أمام محاكم الاتحاد الأوروبي، لكن عمليا تمنح حقوق التصويت البالغة نحو 20 في المئة لدى ساكسونيا السفلى حق النقض الفعلي على التحركات الأساسية داخل فولكس فاغن.
يُعد حزب البديل لأجل ألمانيا ("AfD") ثاني أكبر حزب في برلمان ساكسونيا، ولا سيما في كيمنتس والعديد من مدن ساكسونيا الأخرى.
يربط محللون منذ فترة طويلة قوة الحزب في شرق ألمانيا بمشاعر الإحباط من إزالة التصنيع، والإحساس بالتهميش، والمخاوف من تراجع مستويات المعيشة في شرق البلاد، وهي عوامل قد تتفاقم مع فقدان واسع للوظائف في فولكس فاغن ومورديها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة