سلطت صحيفة "«الجارديان» البريطانية الضوء على مخاوف متزايدة من تعرض نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي «القبة الحديدية» للانهيار حال اندلاع حرب شاملة مع حزب الله اللبناني.

وذكرت الصحيفة في تقرير، اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة حذرت من مغبة تعرض بطاريات «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ لخطر الانهيار في حال تصاعد الصراع مع حزب الله، مشيرة إلى تقييم قدمه مسؤولون أمريكيون نهاية الأسبوع الماضي، الذي يعكس التحليل الأخير الذي أجراه خبراء في إسرائيل والولايات المتحدة، والذي يأتي وسط مخاوف من أن الحرب مع حزب الله يمكن أن تكون أخطر بكثير من حرب لبنان الثانية التي اندلعت في 2006، عندما تسبب القصف الإسرائيلي في خسائر مادية وبشرية فادحة في لبنان.

ووفقا للتقرير، تقود الولايات المتحدة وفرنسا جهودا دبلوماسية لتجنب توسع رقعة الصراع بين إسرائيل وحزب الله في الوقت الراهن، وسط مخاوف من أن يؤدي التصعيد بينهما وتبادل إطلاق النار عبر الحدود إلى نشوب حرب واسعة النطاق في المنطقة.

ونوهت الصحيفة البريطانية إلى أن مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغوا وفدا إسرائيليا في واشنطن أن أمريكا ستقدم المساعدة الأمنية اللازمة لإسرائيل في حالة تصاعد الصراع مع حزب الله، في حين حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من مغبة نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، قائلًا: إن شعوب المنطقة والعالم لن تتحمل أن يصبح لبنان غزة أخرى.

كما سلط التقرير الضوء على أن حزب الله عكف منذ 2006 على تعزيز ترسانته وقدراته العسكرية بشكل كبير، بما في ذلك الحصول على طائرات بدون طيار انتحارية، فضلا عن حصوله على مجموعة واسعة النطاق من الصواريخ المتنوعة، التي يعتقد الخبراء أن عددها يتراوح بين 120 إلى 200 ألف صاروخ.

وبحسب التقرير، تحدث الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مؤخرًا عن أن حزب الله لديه 100 ألف مقاتل جاهزون للقتال حال اندلاع الحرب مع إسرائيل، ورجحت الصحيفة أن حزب الله سيعتمد في حربه مع إسرائيل على ترسانته الصاروخية بشكل رئيسي، وهو الأمر الذي يشكل تحديا كبيرا لإسرائيل.

ورغم أن غالبية مخزون حزب الله، وفقا للصحيفة، يتألف من عشرات الآلاف من الصواريخ غير الموجهة «القصيرة والطويلة المدى» فقد حصل حزب الله منذ عام 2006 على مئات الصواريخ الباليستية الموجهة مع القدرة على إطلاقها من مخابئ محصنة ومنصات إطلاق متحركة، ومازاد الأمر تعقيدا، استخدام حزب الله المتزايد والفعال للطائرات بدون طيار، بما في ذلك الطائرات بدون طيار الانتحارية التي تكافح الدفاعات الجوية الإسرائيلية الحالية لمواجهتها.

وخلص مشروع بحثي، أجراه معهد مكافحة الإرهاب التابع لجامعة ريشمان في إسرائيل على مدار ثلاث سنوات، الذي اكتمل قبل وقت قصير من عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي إلى أن حزب الله يستطيع إطلاق ما يصل إلى 3000 صاروخ يوميا، وهو معدل يمكن الحفاظ عليه لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع مما يزيد من فرص انهيار الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

ووفقا لتقرير موجز حديث حول تقييم قدرة حزب الله الصاروخية، والتي أعدها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية «مركز أبحاث أمريكي»، فإن العثور على قدرات حزب الله الصاروخية وتدميرها سوف يتطلب جهدا هائلا من حيث الضربات الاستطلاعية.

ويعتقد الخبراء أن التحدي الأخطر على منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية يكمن في العدد الهائل من الصواريخ التي قد يطلقها «حزب الله» في موجات مصممة خصيصا للتغلب على أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.

وقال سيث جي جونز المحلل في مركز الأبحاث في واشنطن، مرددا تحذيرات مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إنه "سيكون من الصعب على الدفاعات الجوية الإسرائيلية أن تواجه الترسانة الصاروخية واسعة النطاق القادمة من الشمال.

ووفقا للتقرير، تمتلك إسرائيل حوالي 10 بطاريات للقبة الحديدية تحتوي كل منها على حوالي أربع قاذفات فردية، وكل بطارية متصلة بنظام رادار خاص للكشف عن الصواريخ القادمة، ومع ذلك، فمثل جميع الأنظمة الدفاعية، فإن القبة الحديدية مقيدة بعدد التهديدات التي يمكنها التعامل معها في نفس الوقت.

وأشارت الصحيفة إلى أن الترسانة الصاروخية المتطورة لحزب الله أثارت تحذيرات بشأن التهديد الذي تشكله على قدرة إسرائيل على الصمود، مما دفع إلى وضع خطط للتعامل مع الخسائر البشرية الجماعية في حالة اندلاع الحرب.

وفي حديثه في مؤتمر الأسبوع الماضي، حذر الرئيس التنفيذي شاؤول جولدستين لشركة نوجا، التي تدير وتشرف على الأنظمة الكهربائية في إسرائيل، من أن إسرائيل غير مستعدة على الإطلاق لحرب مع حزب الله وللأضرار التي قد يلحقها مثل هذا الصراع بالبنية التحتية للطاقة في البلاد.

وقال جولدستين، في مؤتمر نظمه معهد دراسات الأمن القومي في مدينة سديروت الجنوبية، إن إسرائيل ستكون غير صالحة للسكن بعد 72 ساعة بدون كهرباء، في إشارة إلى قدرة صواريخ حزب الله على شل شبكة الكهرباء الإسرائيلية.

اقرأ أيضاًجيش الاحتلال: هاجمنا مبنى عسكريا وموقع استطلاع لحزب الله جنوب لبنان

وزير الدفاع الإسرائيلي: مستعدون لأي إجراء قد يكون مطلوبًا سواء في قطاع غزة أو لبنان

الليلة.. حفل إليسا وآدم في لبنان

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل لبنان حزب الله إدارة بايدن القبة الحديدية حسن نصر الله القبة الحدیدیة مع حزب الله أن حزب الله

إقرأ أيضاً:

جنوب لبنان تحت النار الإسرائيلية مجدداً: قتيل وجريح في غارات مستمرّة

شهد جنوب لبنان اليوم غارات إسرائيلية جديدة أسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخر، وسط تصاعد في التوتر رغم سريان إتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله منذ تشرين الثاني 2024. اعلان

قُتل شخص وأُصيب آخر، الأحد، جراء غارتين إسرائيليتين استهدفتا مناطق في جنوب لبنان، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، وذلك رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله منذ أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

وذكرت الوزارة أن الغارة الأولى استهدفت دراجة نارية في بلدة أرنون الشقيف (قضاء النبطية)، على بُعد خمسة كيلومترات من الحدود، فيما أصيب شخص آخر في غارة ثانية طالت سيارة في بلدة بيت ليف (قضاء بنت جبيل). وتأتي هذه التطورات بعد مقتل ثلاثة أشخاص في ضربات إسرائيلية مماثلة خلال الأيام الماضية.

Relatedإسرائيل تشن غارات عنيفة على جنوب لبنان... قتيلان وجرحى في تصعيد خطيركاتس: الجيش الإسرائيلي باقٍ في 5 مواقع استراتيجية بجنوب لبنان "إلى أجل غير مسمى"بعد 25 عامًا على الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان.. هل تدخل "مزارع شبعا" مرحلة التفاوض؟

عون: نعوّل على "مؤتمر نيويورك"

في السياق السياسي، شدّد رئيس الجمهورية اللبناني جوزيف عون، خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على ضرورة تعزيز المصلحة العربية المشتركة، معتبرًا أن الحل الإقليمي الشامل يبدأ من الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، داعيًا إلى خطوات عملية ضمن مؤتمر مرتقب دعت إليه السعودية وفرنسا في نيويورك.

وكان الجنرال أرولدو لاثارو، رئيس بعثة "اليونيفيل"، حذر، في وقت سابق من الشهر المنصرم، من خطورة التصعيد المستمر على طول الخط الأزرق، مؤكداً خلال احتفال باليوم الدولي لحفظة السلام، أنّ الوضع لا يزال هشًا وقابلًا للانفجار، وأن أي خطأ ميداني قد يؤدي إلى تداعيات كارثية. ودعا إلى دعم العملية السياسية واستمرار التعاون بين اليونيفيل والجيش اللبناني لتعزيز الأمن والاستقرار.

يُشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله نصّ على انسحاب مقاتلي الحزب من جنوب نهر الليطاني وتفكيك البُنى العسكرية هناك، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل". في المقابل، يواصل لبنان مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانسحابها من المناطق التي لا تزال تحتلها داخل الأراضي اللبنانية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري يكشف : لهذا السبب الصواريخ اليمنية الجديدة تمثل تحولاً نوعياً وتهديداً جدياً لـ”إسرائيل” (تفاصيل)
  • بغداد تدين "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة" على لبنان
  • هجوم بالنار على متضامنين مع إسرائيل.. من هو المصري الذي أرعب الصهاينة؟
  • هجوم بالنار على متضامنين مع إسرائيل.. من هو المصري الذي أرعب كولورادو؟
  • خلاف واطلاق نار في القبة.. اليكم ما جرى
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • بوليتيكو: “إسرائيل تشعر بالخطر بعد صمت واشنطن حيال الصواريخ اليمنية”
  • موقع عالمي: اليمن حول موسم صيف “إسرائيل” إلى فوضى عارمة وأحد الصواريخ كاد أن يصيب برج مراقبة “بن غوريون”
  • جنوب لبنان تحت النار الإسرائيلية مجدداً: قتيل وجريح في غارات مستمرّة
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!