دعوة إسرائيلية لإلغاء خطاب نتنياهو في الكونغرس بعد معارضة حضوره
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
ما زال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يوجه إهاناته المتكررة ضد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، عبر تسجيلات وتصريحات علنية وتسريبات سرية، مع أنه على موعد لإلقاء خطاب تاريخي في الكونغرس بناء على دعوة وجهها له الحزبان الديمقراطي والجمهوري.
الأمر الذي قد يدعو حزب بايدن لإلغاء زيارته، والتوضيح للعالم أجمع أن تَفهُم واشنطن لاحتياجات الاحتلال الأمنية لا يعني الانسجام مع حكومتها الحالية.
وذكر كبير محللي صحيفة يديعوت أحرونوت، ناحوم بارنيع٬ أن "اللهجة العامية الأمريكية لديها عدة معانٍ لكلمة "fussickt"منها: ناعمة، ضعيفة، سهلة الدوس، ويستخدم أنصار ترامب هذا اللقب لإهانة خصومهم من حزب بايدن، لكن لعل هذا الوصف يستخدمه نتنياهو في تشبيه الديمقراطيين هذه الأيام، رغم أنه في المواجهة بين قوة عظمى ودولة راعية صغيرة، مثل واشنطن وتل أبيب، تظهر جرأة نتنياهو متزايدة يوما بعد يوم، وآخرها ادعاؤه بأن إدارة بايدن تحرم الاحتلال من الأسلحة الأساسية للدفاع عن نفسه".
وأضاف بارنيع في مقال ترجمته "عربي21" أن "أوساط المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تُقِرّ بوجود نقص في نوع معين من الأسلحة الأمريكية، لكن هذا التباطؤ يرجع لعدّة أسباب، أولها قيود الإنتاج في ضوء متطلبات الحرب الموازية لأوكرانيا، وثانيها الإهدار الهائل لذخيرة جيش الاحتلال في الأسابيع الأولى من حرب غزة، وثالثها فشله في إدارة اقتصاد التسلح في الأشهر التالية؛ ورابعها معارضة الأمريكيين لاستخدام أسلحتهم فيما تسبب دمارًا هائلاً بين المدنيين الفلسطينيين، ودمارًا يخلق لهم صورة سيئة، ومشكلة سياسية في خضم عام انتخابي".
وأوضح أن "هذه الاتهامات المتتالية التي يوجهها نتنياهو لحلفائنا في واشنطن ليس لها توصيف سوى أنها "وقاحة"، لأنها بالذات تتزامن مع توقيت رحلة وزير حربه يوآف غالانت، ووصوله لواشنطن، مما يجعلها خطوة خبيثة للغاية، وساخرة للغاية، وغير شرعية للغاية، فضلا عن كونها تتسبب بمزيد من الفوضى في علاقات الحليفين، مما يعيدنا إلى الطبيعة الناعمة للحكومات الديمقراطية، في حين لم يتردد وزراء الخارجية الجمهوريون في مواجهة الحكومات الإسرائيلية، كما فعل هنري كيسنجر ذلك أثناء حرب 1973، وكذلك جيمس بيكر أثناء حرب الخليج الأولى 1991".
وأشار المحلل السياسي أن "الديمقراطيين ينظرون للحكومات الإسرائيلية من خلال منظور ناخبيهم اليهود، ويجدون صعوبة في فهم مدى ابتعادها عن القيم الأمريكية، وقد تبنى رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، فكرة مثيرة حصل عليها من رون دريمر وزير الشئون الاستراتيجية الاسرائيلي، بحيث أنه في غياب دعوة نتنياهو من البيت الأبيض، فإن كلا مجلسي الكونغرس سيدعوانه لمخاطبتهما، وهو أمر يحتاج لموافقة مجلس الشيوخ، وحينها فهم زعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر أن نتنياهو سيشعل موجة احتجاجات في خطابه، ورغم ذلك، فقد وافق على دعوته".
أما مراسلة موقع زمن إسرائيل، تال شنايدر٬ كشفت أن "الزعماء الديمقراطيين يفكرون في مقاطعة خطاب نتنياهو في الكونغرس المقرر في نهاية تموز/ يوليو القادم، ويبدو أن ما لا يقل عن 20 منهم يتغيبون عن الخطاب، أو سيحتجون خلاله، والأعداد قد ترتفع وتعتمد على سلوك الضيف غير المرغوب به، مع أنها المرة الرابعة التي تتم فيها دعوته لإلقاء خطاب، لكنه خلافا لخطابه عام 2015، حرص نتنياهو على أن تأتي الدعوة لإلقاء الخطاب أيضا من يد زعيم الديمقراطيين تشاك شومر".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أنه "قبل شهر من الخطاب، يبدو أن الحزب الديمقراطي يأسف بالفعل على الدعوة، حيث تتكشف لعبة نتنياهو السياسية بين الحزبين بكثافة، وآخرها تسريبه لفيديو يتهم فيه إدارة بايدن بتأخير شحنات الأسلحة، مما اعتبرته مخيباً للآمال، وسلوك محير، لأنه لا توجد دولة فعلت أكثر من الولايات المتحدة لحماية الاحتلال، مما يجعل كلامه غير صحيح، لأنها تعمل على تسليحه بطريقة غير مسبوقة منذ هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حتى أن بايدن يدفع ثمناً سياسياً باهظاً مقابل ذلك، ولا يوقف الإمدادات".
وأشارت المراسلة إلى أنه "نتيجة لهذا السلوك المحير، أعلن العديد من أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين أنهم سيغيبون عن خطاب نتنياهو، ويفكر آخرون في الاحتجاج في القاعة أثناء الخطاب، لمواجهة التصفيق الحار، وهي لفتة سياسية يحب نتنياهو التأكيد عليها، وأبرزهم نانسي بيلوسي، رئيسة الكونغرس السابقة، التي لم تعلن أنها ستغيب، لكنها قالت إن "دعوة نتنياهو قرار خاطئ، وأشعر بخيبة أمل لأنهم دعوه"، لأن خطابه سيؤدي لتأجيج الجدل حول حرب غزة".
وكشفت شنايدر أنه "من بين أعضاء مجلس الشيوخ، أعلن بيرني ساندرز وإليزابيث وارين أنهما لن يحضرا الخطاب، وقال السيناتور كريس فان هولين، الذي دعم إسرائيل خلال الحرب، وغير المنتمي للتيار التقدمي، إنني "لا أفهم لماذا تريد الولايات المتحدة منح جائزة لرئيس وزراء يتباهى برفض طلبات الرئيس الأمريكي فيما يتعلق باليوم التالي في غزة"، نتنياهو يريد أن يأتي هنا، ويتظاهر بأنه ونستون تشرشل، وهو ليس كذلك".
وأشارت أنه "ستكون مجموعة كبيرة من أعضاء مجلس النواب غائبين، أو يفكرون بالاحتجاج أثناء الخطاب، مثل رو كانا النائب عن كاليفورنيا، وجيم كليبورن النائب عن كارولينا الجنوبية، وستيف لينش النائب عن ماساتشوستس، وهانك جونسون النائب عن جورجيا، ولويد دوجيت النائب عن تكساس، وجين شاكوسكي النائب عن إلينوي، جمال بومان النائب عن نيويورك، كوري بوش النائب عن ميسوري، رشيدة طليب النائبة عن ميشيغان، إلهان عمر النائبة عن مينيسوتا، وسمر لي النائبة عن بنسلفانيا، وأيانا بريسلي النائبة عن ماساتشوستس، أي أننا أمام 20 عضوًا بمجلس النواب، والأرقام قد ترتفع أكثر، اعتماداً على سلوك نتنياهو".
وختمت المراسلة مقالها بالقول إن "كبار المسؤولين في البيت الأبيض يجدون صعوبة في الاستعداد للقاء نتنياهو، لأنهم لا يعرفون مسبقاً كيف سيتصرف، ومدى الضرر السياسي الذي سيلحقه ظهوره ببايدن، الذي يعاني من هجمات مزدوجة: فالجمهوريون يتهمونه بعدم تقديم المساعدات الكافية للاحتلال، والتقدميون في حزبه الديمقراطي يعارضون تزويده للاحتلال بالكثير من الأسلحة القاتلة".
تشير هذه القراءة للعلاقة الإسرائيلية الأمريكية إلى أن نتنياهو عازم بالفعل على التدخّل الفظ في تفاصيلها الداخلية، في عام انتخابي حاسم، مما كان يستدعي من واشنطن الابتعاد عن هذه الحكومة اليمينية الفاشية، واستخدام حق النقض ضد تحركات وزرائها سموتريتش وبن غفير في الضفة الغربية، وفرض عقوبات شخصية على غلاة المستوطنين؛ وتشديد الرقابة على تحويل التبرعات إلى الكيانات الاستيطانية المستثمرة في الضفة الغربية، بحيث لن تتمكن من استخدام الشبكة المصرفية الدولية، ومقرها في نيويورك، وأخيرًا وليس آخرًا، إبلاغ نجل رئيس الوزراء وحراسه الشخصيين، أن إقامته في ولاية ميامي قد انتهت.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية نتنياهو بايدن الكونغرس الديمقراطي الجمهوريون نتنياهو الكونغرس بايدن الجمهوري الديمقراطي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجلس النواب النائبة عن النائب عن
إقرأ أيضاً:
20 دقيقة تكشف فشل قوة خاصة إسرائيلية داخل خان يونس
غزة- كشفت مصادر أمنية خاصة وشهود عيان عن تفاصيل تسلل قوة خاصة إسرائيلية إلى مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بهدف اختطاف قيادي في إحدى فصائل المقاومة المسلحة بقطاع غزة.
وتشير المعلومات التي حصلت عليها الجزيرة نت إلى أن قوة خاصة إسرائيلية مكونة من 9 أشخاص تنكروا بزيّ نساء كانت تستقل حافلة بيضاء اللون تحمل لوحة محلية، وصلت إلى "منطقة الكتيبة" التي تبعد نحو 5 كيلومترات عن الحدود الشرقية الفاصلة بين غزة والأراضي المحتلة، قبل أن ينفضح أمرها.
انكشاف القوةفي الساعة السادسة من صباح اليوم الاثنين بدأت طائرات حربية ومروحية إسرائيلية بشن غارات مكثفة ومتزامنة على أكثر من منطقة في مدينة خان يونس، مما أدى لاستنفار عناصر المقاومة الذين تيقنوا بوجود حدث غير عادي يتعلق بتسلل قوة إسرائيلية خاصة، على غرار حوادث مشابهة جرت في أوقات سابقة.
وبحسب شهود العيان في مكان الحدث فقد وصل "باص" يبدو من مظهره الخارجي أنه يحمل أمتعة عائلة فلسطينية نازحة من المناطق الشرقية لخان يونس، والتي باتت مسرحًا لعمليات الاحتلال، وتريد أن تستقر في ملجأ أكثر أمنًا.
وما إن نزلت القوة الخاصة المتمثلة "بالنساء التسع" من الباص حتى بدأ إطلاق الرصاص بشكل كثيف في المكان، بالتزامن مع قصف الطائرات الحربية منزلًا مجاورًا أدى لاستشهاد 6 أشخاص، ومن ثم شنت غارات كثيفة على أماكن مختلفة في مدينة خان يونس.
إعلانويشير شهود العيان إلى أن القوة الخاصة كانت تحمل فراشا وأغطية كالتي يحرص النازحون على حملها عند انتقالهم من مكان لآخر، لكن تبين فيما بعد أنها قفص حديدي كان مملوءًا بالأسلحة وملفوفًا حوله ما يشبه أمتعة النازحين.
وترجح مصادر أمنية خاصة تحدثت للجزيرة نت أن تكون القوة الخاصة خصصت القفص لوضع أسير فلسطيني بداخله إن نجحت باختطافه، ولفه بالأغطية التي شكلتها على هيئة فراش وأمتعة كي تعود أدراجها بشكل طبيعي دون أن تظهر أي حركة غريبة في المكان تكشف أمرها.
وأكدت المصادر الأمنية أن القوات الخاصة كانت تستهدف أحمد سرحان، مسؤول العمل الخاص في ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية، والذي تنبه لوجود القوة الخاصة واشتبك معهم من مسافة صفر مما أدى إلى استشهاده، وإفشال عملية اختطافه.
وتحت غطاء ناري كثيف فرت الحافلة من المكان بعدما اختطفت زوجة سرحان وطفله، حيث ترجح المصادر الأمنية أن الاحتلال يعتقد أن الشهيد لديه علاقة بالاحتفاظ بعدد من أسرى الاحتلال داخل قطاع غزة، أو لديه معلومات بهذا الشأن.
وتركت القوة الخاصة خلفها أعقاب بنادق ورصاصات فارغة، وقنابل دخانية وألبسة نسائية، إلى جانب الصندوق المموّه بأمتعة نازحين.
وفي هذا السياق قالت ألوية الناصر صلاح الدين في بيان لها إن الشهيد سرحان "خاض اشتباكا بطوليا مع قوة خاصة صهيونية كانت تسعى لاعتقاله من منزله في خان يونس"، مؤكدة فشل العملية.
ورغم أن العملية استغرقت 20 دقيقة فقط، فإن طائرات الاحتلال أغارت على عدة أماكن في "حي الكتيبة" مكان تسلل القوة الخاصة، وكذلك "جورة العقاد"، و"السطر الغربي"، ومنطقة المواصي غربي خان يونس، ومستودع المحاليل والمهمات الطبية داخل مجمع ناصر الطبي.
إعلانوتشير المعطيات الأمنية إلى أن الاحتلال استغل حالة النزوح من المناطق الشرقية إلى وسط خان يونس كغطاء بشري لتحركاته، حيث عمد الجيش الإسرائيلي أمس الأحد إلى مطالبة أهل مناطق سكنية بإخلائها والتوجه غربا تجاه منطقة المواصي.
وتؤكد المصادر الأمنية أن جيش الاحتلال استخدم عدة وسائل بهدف إنجاح عملية القوة الخاصة منها استخدام ملابس نسائية لإخفاء هوية عناصرها، ومعدات مدنية لإخفاء السلاح، وغطاء ناري لإرباك المنطقة، ومع ذلك فشلت عمليته في تحقيق هدفها.
وشددت المصادر على أن العملية "محاولة إسرائيلية فاشلة للوصول إلى الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية"، رغم أنه سخّر كل إمكانياته لإنجاحها، ومن بينها تفريغ مناطق سكنية بأكملها كي يتسلل بسهولة دون وجود عوائق بشرية، والدفع بتعزيزات عسكرية الى نقاط متقدمة شرقي خان يونس كإجراء احترازي للتحرك إن وقع أي تطور ميداني مفاجئ.
يشار إلى أنه في يونيو/حزيران عام 2024 تسللت قوة إسرائيلية خاصة بشاحنة مدنية خلال عملية تحرير إسرائيليين احتجزتهم المقاومة في مخيم النصيرات وسط القطاع، واستخدم الجيش الإسرائيلي الكثافة النارية والقصف المفاجئ بالسيناريو ذاته.
كما كشفت كتائب القسام في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2018 تسلل قوة خاصة الى المناطق الشرقية من خان يونس، خلال محاولتها تنفيذ عملية داخل قطاع غزة، واشتبكت معها مما أدى لهروبها من المكان تحت غطاء ناري كثيف.