جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-23@09:02:59 GMT

لماذا يختار السائح ظفار؟

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

لماذا يختار السائح ظفار؟

 

د. عبدالله باحجاج

التقيتُ بصديقٍ إماراتي له أكثر من سبع سنوات لم يزُر ظفار، لا في الصيف ولا في الشتاء ولا  في الربيع "الصرب "، رغم أنه كان من عُشاق فصول ظفار كلها، وكان كثير الترحال إليها، ويعرفها بحرًا وسهلًا وجبلًا ونجدًا وصحراءً.. فلما سألتُه عن سبب غيابه الطويل، أجاب: كنت أبحث عن البديل شرقًا وغربًا، ثم سألته، فهل وجدته؟ توقف قليلًا عن الاسترسال، ثم قال: ما أكثر الأمكنة الجميلة، لكنها بلا روح، هي مجرد جماد كلوحة جميلة تُمتِع الحواس، ولا تنفذ للعواطف والمشاعر، ولن أجدها- أي الروح- إلَّا في ظفار، تدرك قلبيًا منذ الوهلة الأولى التي تطأ الأقدام ترابها الناطق بروحانيات صلاح أهلها وطيبتهم وحبهم للضيوف، مما يمنح السحر لجمال جغرافيتها وطبيعتها في كل الفصول.

لكن.. لولا الازدحام!

هنا ينتهي حديث الصديق الإماراتي، فالازدحام المروري هاجس الكل، المواطن والمقيم والزائر والسائح، وهو من كبرى القضايا السياحية المزمنة سنويًا، وقد كشف "خريف 2023" أنها يجب أن تحل سريعًا، ولن يُعذر شخص معنوي أو مؤسسة إذا لم تسارع في حلها خلال مدى زمني قصير؛ فالأعداد السياحية المتزايدة سنويًا قد أصبحت تقضي وقتًا طويلًا على الشوارع بطوابير سياراتها، وظفار منذ بداية أغسطس الحالي غارقة في الازدحام بصورة غير مسبوقة، ويستنفذ من وقت السائح كثيرًا، ويستصعب معها إسعاف حالة صحية طارئة إذا ما أريد نقلها إلى مستشفى السلطان قابوس بصلالة.

وحل قضية الازدحام والاختناقات يحتاج لتفكير من خارج دائرة الفكر الحالية؛ سواءً كانت مركزية أو لا مركزية، بمعنى أن القضية لن تنحل حتى لو تم الإسراع في إقامة نفق دوار أتين، وازدواجية كل من شوارع السلطان تيمور والفاروق وريسوت المغسيل، وكيف لو علمنا أنه لن تُنفَّذ بعض هذه المشاريع بعد الخريف، وإنما بعد أجل زمني متوسط، ونُشدد هنا على التفكير الذي يعالج مشاكل الاختناقات والازدحامات كحزمة واحدة من ما يكشفه الآن "خريف 2023"؛ لأنه يُشخِّص المشاكل، ويُحدِّد حلولها ميدانيًا، لذلك نقترح- بصورة عاجلة- على مكتب محافظ ظفار بصفته يُمثِّل السُلطة اللامركزية الإقليمية، تشكيل لجنة تضم كل الخبرات في مختلف المجالات الفنية والهندسية والفكرية من أبناء المحافظة دون استثناء؛ المتقاعدين من أصحاب الخبرات التراكمية والتخصصات التي لها علاقة بالتنمية الإقليمية، لإعداد خارطة شاملة لحل كل مشاكل الاختناقات والازدحامات المرورية برؤية الحاضر والمستقبل، على أن يبدأ التنفيذ أولًا بتلكم المشاريع الأربعة بُعيْد الخريف فورًا، وكذلك إعداد خارطة مماثلة لتطوير السياحة في ظفار.

وينبغي أن تتوفَّر للخارطتين مواردَ مالية من خزينة الدولة بصورة  عاجلة واستثنائية؛ لأن الوضع لا يقبل الاستمرار فيه وفق نسخة 2023؛ إذ لا بُد من تفكيك حدتها عاجلًا، أملًا في أن تظهر نتائجها بصورة ملموسة بدءًا من خريف 2024، وإعادة النظر في منظومة الطرق والشوارع بما فيها المؤدية للمواقع السياحية بحيث يحدث الفارق الإيجابي في الاستمتاع بجماليات وروحانيات الخريف، وهي ومهما كانت ملاحظات الزائرين والسياح على أسعار الشقق والفلل وامتعاضهم من الازدحامات، إلا أنهم يجدون قوة داخلية تقودهم مجددا للسياحة الخريفية.

لن نقلق على الإقبال السياحي لخريف ظفار؛ فمقومات الخريف من رذاذ وضباب ونسمات عليلة وإخضرار، وشعور بالأمن والأمان، والطمأنينة الأسرية على الأطفال، كالتي نعيشها الآن، جاذبة في حد ذاتها، لكن قلقنا على الانطباعات عن التنمية في بلادنا، والتنمية السياحية نموذجًا؛ فتعاظم الاختناقات والازدحامات سنويًا يعطي للمؤسسات اللامركزية مهمة تسيير الأعمال وليس صناعة الأعمال، فلو كانت كذلك من منظور الانطباعات لما استمرت الازدحامات والاختناقات من عقود وحتى الآن.

ينبغي أن تتعدد مهام اللجنة المُقترحة، بحيث تشمل كذلك الإجابة على التساؤل التالي: كيف نجعل السياحة في ظفار سياحة عائلية جاذبة؟ وبالتالي ينبغي أن تُلبي جميع الأذواق التي تُفضِّلها العائلات، ولن يتأتى لنا صناعة هذا النوع من السياحة، إلَّا إذا اعترفنا بأن الفكر والكيانات المعنوية بالسياحة لن تحقق لنا الغايات الكبرى من السياحة في بلادنا إلّا إذا ما أًعيد النظر فيها وفي بنيتها من جهة، وإحداث إصلاحات جذرية حتى لو اقتصرت على مؤسسة واحدة تجنبًا لتداخل الصلاحيات والاختصاصات، وجعلها ضمن المؤسسات الأساسية للنظام اللامركزي. أما مع استمرارية الوضع المؤسساتي والفكري كما هو عليه، فلن نتقدم نحو الخطوات اللازمة التي تجعل من سياحتنا منافسة، وذات إيرادات مالية للمجتمع ولخزينتي الدولة والبلدية.

وتخصص بلادنا في السياحة العائلية كونها تتناغم مع طبيعة المجتمع وثقافته، ويمكن أن تصنع فرص عمل وبالآلاف،  وكونها- أي السياحة العائلية- في نمو عالمي بمعدل 4.75% ليصل حجم السوق إلى 180 مليار دولار (وفق إحصائيات 2018)، كما يرتفع الإنفاق العالمي للمسلمين على السياحة العائلية الخارجية بنسبة 7.7% ليصل الى 150 مليار دولار، باستثناء رحلات الحج والعمرة.

فماذا تريد السياحة العائلية؟ قضاء أوقات ممتعة تجمع العائلة "الأب الأم والأبناء" في مكان واحد وأن تكون متوافقة مع خصوصية أعمار الأبناء وثوابت المجتمع.

ذلك أن طبيعة السياح الذين يستهدفون فصل الخريف هم من داخل البلاد ومن الدول الخليجية الشقيقة غالبًا، أي من نفس الخصوصية العمانية، لذلك، فالاستهداف السياحي ومنتوجاته ينبغي أن يُلبي احتياجاتهم ومطالبهم بصورة مباشرة وفق منظورين؛ أولًا: إعادة ثقافة الذروة الخريفية في شهر أغسطس؛ فالخريف يبدأ من يونيو لغاية نهاية سبتمبر، فهذه الثقافة تسبب ضغوطات كبيرة على الخدمات، وتساهم في رفع الأسعار حسب الطلب المتزايد، من هنا، نسمع بعض الأصوات عن الغلاء، ولا ننفي ذلك، لكننا نرجعه الى ثقافة الذروة، وحالة استغلال بعد أن تولى الأجانب/ الوافدين إدارة واستثمار الشقق والعمارات السياحية، وهنا يُناط باللجنة سالف الذكر وضع ضوابط عاجلة.

وثانيًا: جعل ظفار مقصدًا سياحيًا لكل المواسم، فقد أصبحت هناك مهرجات لكل موسم، فبعد الخريف هناك مهرجان الربيع "الصرب محليًا" وعقبها مهرجان صحراء الربع الخالي في الشتاء، ويمكن تعدد المهرجانات وتطويرها إذا ما أردنا صناعة سياحية ذات عائد مالي للدولة والمجتمع- وقد تناولناها في مقالات سابقة- ربما علينا التفكير أخيرًا في إقامة هيئة سياحية تخطيطية لا مركزية في محافظة ظفار تُناط بها صلاحيات وزارة السياحة، بحيث تكون اللجنة المقترحة سالفة الذكر نواتها بعد الانتهاء من مهامها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«غرفة أبوظبي» تُعّين قيادات جديدة لتعزيز دور «مجلس الشركات العائلية»

أبوظبي (الاتحاد) أعلنت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي عن تعيين اثنين من أعضاء مجلس الإدارة لقيادة مجلس أبوظبي للشركات العائلية الذي تأسس حديثاً. تعكس هذه الخطوة الاستراتيجية رؤية الغرفة في تعزيز أسس الشركات العائلية، بما يضمن مساهمتها في دعم مرونة اقتصاد أبوظبي وازدهاره على الأمد الطويل. وقال معالي أحمد جاسم الزعابي، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي: «تمثل الشركات العائلية الركيزة الأساسية للقطاع الخاص في أبوظبي، حيث تُسهم في نمو وتنويع الاقتصاد وتعزيز تنافسيته عالمياً. وإذ نضاعف جهودنا لتسريع مسيرة 'اقتصاد الصقر' للتحول إلى اقتصاد المعرفة والابتكار الذكي والمستدام، نؤكد التزامنا بتمكين الشركات العائلية من أجل تحيق المزيد من التوسع والاستفادة من فرص الاستثمار محلياً ودولياً».

وأضاف معالي الزعابي: «تُعزز هذه التعيينات الدور المحوري لغرفة أبوظبي في دعم القطاع الخاص لقيادة اقتصاد المستقبل. وتسهم الخبرات والرؤى القيادية لأعضاء مجلس أبوظبي للشركات العائلية في تطوير قدرات هذه الشركات في القطاعات ذات الأولوية، بما يرسخ دورها محركاً رئيسياً في المرحلة المقبلة من مسيرة التطور الاقتصادي لإمارة أبوظبي». وقامت الغرفة بتعيين خالد الفهيم رئيساً لمجلس أبوظبي للشركات العائلية، ومسعود المسعود نائباً لرئيس المجلس، من أجل تولي مهام توجيه جهود المجلس نحو تمكين الشركات العائلية من النمو والتطور، وتعزيز مساهمتها الفعالة في دعم الاقتصاد الوطني. يتمتع خالد الفهيم بخبرات تمتد لأكثر من 20 عاماً، ويشغل حالياً عضوية مجلس إدارة غرفة أبوظبي، ويحظى بتقدير واسع لخبرته في حوكمة الشركات ومجالس الإدارة في منطقة الشرق الأوسط.

أخبار ذات صلة صادرات أبوظبي غير النفطية ترتفع 86.4% خلال 5 سنوات

وساعد الفهيم، طوال مسيرته المهنية، الشركات على تجاوز تحديات إعادة الهيكلة المعقدة، والتعامل مع المتغيرات الاقتصادية، لا سيما في القطاع المالي. بالإضافة إلى مهامه في غرفة أبوظبي، يشغل الفهيم عضوية مجالس الإدارة في كل من شركة «بلاك لاين» و«إي أن بي دي» (ريت)، كما يرأس مجلس إدارة «شركة أراضي العقارية» و«أجياد كابيتال»، فضلاً عن كونه شريكاً منتسباً في «بيت عائلة الأعمال»، كما شغل سابقاً منصب الرئيس التنفيذي لقطاع المنتجات والخدمات في مجموعة الفهيم. ويحمل خالد الفهيم درجة الماجستير في الدبلوماسية من جامعة وستمنستر، ودرجة البكالوريوس في إدارة الأعمال. بدوره، يتمتع مسعود المسعود، نائب رئيس مجلس أبوظبي للشركات العائلية، بخبرات واسعة في مجال الأعمال وريادة الأعمال، حيث يشغل حالياً منصب عضو مجلس الإدارة وأمين صندوق غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، ورئيس ومؤسس جمعية الإمارات للمستثمرين المبادرين، التي تدعم الابتكار في المراحل المبكرة. كذلك، يشغل المسعود مهام نائب رئيس مجلس إدارة المسعود للنفط والغاز وعضو مجلس إدارة مجموعة المسعود. وخلال عمله نائباً للعضو المنتدب لشركة المسعود للسيارات، قام بدور رئيسي في تعزيز مكانة الشركة الريادية في قطاع السيارات في أبوظبي. يُذكر أن غرفة تجارة وصناعة أبوظبي أطلقت مجلس الشركات العائلية في أبوظبي في ديسمبر 2024 بهدف دعم الشركات العائلية ومساعدتها على مواكبة التغييرات، وتحديث العمليات، والقيام بدور أكثر فاعلية في جهود التنويع الاقتصادي. ويعمل المجلس على تعزيز الاستدامة من خلال تشجيع الابتكار، وتوفير فرص العمل، والمشاركة في اقتصاد المعرفة. ويعكس تأسيس المجلس أهمية الدور الذي تقوم به الشركات العائلية، التي تُشكل جزءاً أساسياً من القطاع الخاص، والجهود المبذولة لتمكينها من الاستفادة من الفرص الجديدة واستمراريتها عبر الأجيال.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • القصة الكاملة لسرقة منزل نوال الدجوي.. تبادل الاتهامات العائلية
  • بعد استبعاده من حسابات ريال مدريد.. نجم الدوري الألماني في يختار الانتقال إلى ليفربول
  • حساب "الحصن" للادخار من بنك ظفار يوفر تجربة مصرفية مميزة
  • تشكيل الدوائر القضائية بمحاكم محافظة ظفار
  • جامعة ظفار تستعد لافتتاح كلية الطب
  • أب يستخدم قنبلة لحل مشاكله العائلية
  • ولاية الخرطوم تبدأ الإعداد لفصل الخريف بتحديد المطلوبات اللوجستية
  • استعدادات نهائية لافتتاح كلية الطب بجامعة ظفار
  • الخريف: المملكة أكبر دولة مصدّرة للسيارات غير المصنّعة محليّاً ..فيديو
  • «غرفة أبوظبي» تُعّين قيادات جديدة لتعزيز دور «مجلس الشركات العائلية»