قال كاظم أبو خلف، متحدث اليونيسف، إن المنظمة تقدم تقارير للمنظمات الأممية عن تداعيات الحرب الإسرائيلية في غزة، مضيفًا أن أطفال غزة هم الفئة الأكثر معاناة داخل القطاع، إذ إن هناك 9 أطفال من 10 يقتربون من دائرة انعدام الأمن الغذائي، لافتًا إلى أن المنظمة تحتاج من 6 لـ8 أسابيع لعلاج حالات سوء التغذية.

3 شهداء و12 جريحا في هجمات إسرائيلية بمدينتي غزة ورفح الفلسطينيتين الهلال الأحمر يحذر من مواجهة الآلاف من سكان غزة لخطر المجاعة إعادة أطفال غزة إلى المدارس

وأضاف المتحدث باسم اليونيسف في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية"، أن المنظمة تعد خططًا لإعادة أطفال غزة إلى المدارس وتوفير مساحات مخصصة للتعليم.

ودعا إلى إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة لتجنب حدوث مجاعة، مشيرًا إلى أن ما يجري في القطاع يمثل كارثة كبرى جراء سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والمصابين.

وأكد كاظم أبو خلف، أن هناك 800 ألف حالة في قطاع غزة تعاني عديدًا من الأمراض التنفسية، مطالبًا المجتمع الدولي أن يضع تقارير اليونسيف عما يحدث بغزة في عين الاعتبار ووضع آلية لوقف الحرب الإسرائيلية.

وتابع: "أولى الخطوات المطلوبة في قطاع غزة تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار، إذ إن لدينا تقديرات تفيد بوجود أعداد كبيرة من الشهداء والمدنيين والأطفال تحت أنقاض المنازل المهدمة في القطاع".

 الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه المُكثّف وغير المسبوق على قطاع غزة

ويُواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المُكثّف وغير المسبوق على قطاع غزة، جوًا وبرًا وبحرًا، مُخلّفًا آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء.

ولا يزال آلاف الشهداء والجرحى لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض؛ بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية، في ظل حصار خانق للقطاع وقيود مُشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الكارثية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة رفح فلسطين بوابة الوفد الوفد قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الأمن الغذائي: ركيزة السيادة وقوة الصمود الوطني

 

محمد البادي

ليس في الأمر مبالغة حين نقول إن رغيف الخبز بات سلاحًا، وأن سنبلة القمح تساوي طلقة في معركة البقاء.

فمن يقرأ التاريخ بعين البصيرة، وينظر إلى الواقع بعدسة الحقيقة، يشيب رأسه لا من كِبر، بل من هول ما يرى من تفريط، وغياب، وانشغال عن أخطر القضايا: قضية الجوع والسيادة.

قد تسقط دولة بلا جيوش وتنهض من جديد، لكن إذا سقطت في هاوية الجوع، فلن تنهض إلا بعد أن تدفع الثمن باهظًا: كرامةً، وقرارًا، ومستقبل أجيال.

وفي زمن تُحاصر فيه الشعوب لا بالسلاح وحده، بل بـ"لقمة العيش"، صار لزامًا أن نعيد ترتيب الأولويات: فلا أمن بلا غذاء، ولا سيادة لمن لا يملك قوت يومه.

لقد أُنفقت في العالم العربي مئات المليارات على ناطحات السحاب، والمدن الذكية، والقصور الزجاجية، والسيارات التي تُقاس قيمتها بالأصفار.

لكن كم استُثمر من هذه الأموال في الزراعة؟ كم أرضًا عربية خُصصت لزراعة القمح؟

الأمن الغذائي لا تصنعه المظاهر ولا ترف العواصم. فناطحة السحاب لا تُشبع طفلًا جائعًا، والشارع الفاخر لا يُغني وطنًا عن استيراد خبزه من الخارج.

ومن الحكمة -بل من الواجب- إعادة توجيه جزء من هذه الثروات نحو الأرض، نحو سنابل القمح، نحو الاستثمار في رغيف الخبز قبل أن ينهار الزجاج تحت وطأة الجوع.

لا يقلّ الأمن الغذائي أهمية عن إعداد الجيوش أو بناء المدارس والمستشفيات، بل هو الأساس الذي تقوم عليه كرامة الأوطان واستقرارها.

فالوطن الذي لا يزرع لا يملك قراره، ولا يصمد طويلًا أمام الأزمات.

والقمح -بما يمثله من غذاء استراتيجي- هو حجر الزاوية في منظومة الصمود، وسلاح الشعوب في زمن الحروب والكوارث.

رغم كل الموارد، لم تحقق أي دولة عربية حتى اليوم الاكتفاء الذاتي من القمح، وهو مؤشر خطير على هشاشة الأمن الغذائي.

فكيف لأمة تتحدث عن السيادة، وهي عاجزة عن إنتاج خبزها؟!

الاكتفاء الذاتي ليس وهمًا، بل ممكن بوجود الإرادة واستغلال ما تيسر من الموارد المائية، ولو دون مكملات غذائية أخرى.

ففي زمن الحصار، يكفي ما يسد الرمق ويُبقي على الكرامة، أما من ينتظر المساعدات، فلن يملك يومًا قراره.

وقبل تجهيز الجيوش، يجب تجهيز لقمة العيش.

فهذا من الأولويات التي لا تحتمل التأجيل. الحرب لا تُعلن متى تبدأ، ولا تُمهل حتى تستعد، والعدو لا يرحم حين يُحاصر، ولا يكتفي بالسلاح إن كان الجوع أشد فتكًا.

لهذا، يجب أن نسير في خطين متوازيين: تأمين الغذاء، وتجهيز الجيوش.

فلا نصر في الميدان إن كانت البطون خاوية، ولا صمود في الحصار إن افتقد الشعب خبزه.

من يقرأ التاريخ بعقل مفتوح، يعلم أن الحصار كان قديمًا يُكسر بالحيلة والدهاء والطرق الوعرة.

أما اليوم، فأدوات الحصار تراقبك من الفضاء، وتغلق عليك الهواء والماء واليابسة.

لم يعد الهروب ممكنًا، ولم تعد الخيارات متاحة كما في السابق.

هذا الواقع يفرض علينا وعيًا أكبر، واستعدادًا أعمق، وإرادة صلبة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.

ففي النهاية، الكرامة الوطنية تبدأ من رغيف الخبز.

إن الشعوب التي تُتقن صناعة السلاح، لكنها تُهمل تأمين الغذاء، تُقاتل بنصف قوتها، وتنهار عند أول حصار.

فالسلاح لا يكفي إن لم تُؤمَّن البطون والعقول، ولا نفع لجيوش تُقاتل خلفها شعوب جائعة.

ولهذا، فإن الأمن الغذائي يجب أن يُعامل بوصفه جزءًا لا يتجزأ من منظومة الدفاع الوطني.

فالنصر لا تصنعه البنادق وحدها، بل تسهم فيه الحقول والمزارع وأيدي الفلاحين كما تسهم فيه المصانع والثكنات.

وحين نُدرك أن رغيف الخبز هو خط الدفاع الأول، نكون قد بدأنا فعليًا مسيرة الكرامة والسيادة.

 

مقالات مشابهة

  • الأمن الغذائي: ركيزة السيادة وقوة الصمود الوطني
  • اليونيسيف: أطفال غزة يموتون بمعدل غير مسبوق وسط المجاعة
  • اليونيسف: أطفال غزة يموتون بمعدل غير مسبوق
  • ممثل اليونيسف يقف على خدمات التغذية والصحة الإنجابية ومكافحة الأوبئة بمدني
  • اليونيسف: أطفال غزة يموتون بمعدل "غير مسبوق"
  • برنامج أممي يحذر من مجاعة في اليمن.. أكثر من 18 مليون شخص يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي
  • اليونيسف تدق ناقوس: أطفال غزة يموتون بمعدل غير مسبوق
  • نائب مدير "اليونيسف": غزة تجاوزت عتبة المجاعة وأطفالها يجوعون ويُقتلون
  • "أونروا": طفل من 5 أطفال في غزة يعاني سوء التغذية
  • شهداء بقصف إسرائيلي والمجاعة تلتهم مزيدا من أطفال غزة