حفل تكريم أبطال تحدي القراءة العربي بموسمه الثامن في دار الأسد للثقافة باللاذقية
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
اللاذقية-سانا
استضاف مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية اليوم حفلاً تكريمياً لأبطال تحدي القراءة العربي بموسمه (الثامن) الذي أقامته مديرية التربية في اللاذقية بتضافر جهود مختلفة من مديرية الثقافة واتحاد الكتاب العرب واتحاد شبيبة الثورة ومكتبة الأطفال العمومية لتتوج ثمار التحدي لهذا العام وللأعوام السابقة.
وتخللت حفل التكريم مشاركة لأبطال التحدي بإلقاء الكلمات التي تمجد اللغة العربية، وتستحضر التاريخ المشرق والمجيد، وتسلط الضوء على عظمة الشعراء والكتاب والأدباء وإبداعاتهم الشعرية والأدبية، إضافة إلى مشاركة فرقة (هارموني) للمسرح الراقص بتقديم لوحات فنية تعبيرية راقصة من وحي المناسبة.
ولفت المنسق الوزاري لمسابقة تحدي القراءة العربي في اللاذقية المهندس محمد سلوم لمراسلة سانا إلى تأهل 9 طلاب على مستوى الجمهورية بينهم طالب من ذوي الإعاقة سيخضعون للجنة تحكيم على المستوى الوطني الأسبوع القادم، مبيناً أن التكريم لم يقتصر على أوائل الطلاب، وإنما شمل أوائل المدارس وأوائل المنسقين في المدارس وحالات التميز للطلاب الذين حصلوا على 90 درجة وما فوق، كما قدمت شهادات تكريم لكل الطلاب المشاركين بالمجمل.
وأشارت عضو لجنة التحكيم في منافسات تحدي القراءة العربي الدكتورة لارا ستيتي إلى أن هذه المرحلة هي تتويج للجهود المبذولة في ميدان تحدي القراءة، مؤكدة أهمية العناية باللغة العربية والجهود التي تحث على تطوبر مجالات تحدي القراءة العربي والتي لابد أن تثمر لكون تحدي القراءة هو تحد للذات ينير لنا مستقبلاً نأمل أن يكون مشرقاً.
ولفت مدير فرقة هارموني للمسرح الراقص بسام جديد ومخرج العرض إلى أن هذه العروض تحمل ميزة خاصة، وتقدم كوجبة دسمة لهذا الجيل الذي يواجه التحديات بالعلم والمعرفة والتعلم من خلال لوحات تعبيرية فنية راقصة.
وأشار المدرب في فرقة هارموني للمسرح الراقص فارس جاموس إلى أنه تم اختيار اللوحات بحيث تتناسب مع فحوى هذه الاحتفالية التي ركزت على الأصالة والعراقة بلوحة “طل الخيل” وعلى الطفولة بلوحة “لحن الحياة” وعلى أصالة دمشق وعراقتها، إضافة إلى لوحات تسلط الضوء على التراث السوري وبلاد الشام عامة.
ووصف المشاركون المكرمون، الذين انتقلوا للمرحلة الثالثة على المستوى الوطني، أبطال الموسم الثامن ومنهم نايا حميدان وميس نوفل وحلا ماريا وحنين رحال وليث علي، هذه التجربة بالغنية والمميزة، حيث أكسبتهم الثقة بالنفس وحب القراءة والمطالعة وبث روح التنافس الإيجابي الذي عزز من مهاراتهم، وأكسبهم حب الاطلاع والمعرفة.
كما أشارت فاطمة عبد السلام طيبة ويعرب العش وزينب أسعد المكرمون من المواسم السابقة إلى أن التجربة مليئة بالعلم والمعرفة لكون القراءة غذاء الروح ومنيرة للعقول، وتأخذهم إلى بحار من العلم والمعرفة لتروي صحارى الجهل والظلام.
غفار ديب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: تحدی القراءة العربی إلى أن
إقرأ أيضاً:
القراءة في مواجهة النظرة النمطية
تتشكل لدى البعض صورة نمطية عن بعض القراء في أنهم شريحة من المجتمع فشلت في علاقتها بالناس، أو أنهم لا يمتلكون أدوات كافية للاختلاط بهم، فكان خيارها البدهي هو الانعزال عنهم والتوجه للكتب والقراءة. وقد تتضمن هذه الصورة النمطية أيضًا أمورًا أخرى، تتعلق بالشكل واللباس والسلوك، وكأن للقارئ شخصية موحدة جامدة لا تتغير مهما اختلف الأشخاص؛ فهو شخص منطو ومنعزل عن الناس، وربما يعيش على هامش المجتمع، وغالبًا ما يلبس نظارة سميكة، ورغم أنه يعيش بين الناس فإنه في عالم لا يستأنس فيه إلا لصفحات الكتب.
وقد ورد تعريف النمطية في (معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية) للدكتور أحمد زكي بدوي (ص 410): القالب الجامد، الفكرة النمطية الثابتة (stereotype ): مجموعة من التعميمات المتحيزة والمبالغ فيها عن جماعة أو فريق من الناس، ويأخذ ذلك شكل فكرة ثابتة يصعب تعديلها حتى وإن توفرت الأدلة على خطئها.
ولو تساءلنا عن مصدر هذه الصورة عن القارئ؛ لتبين لنا أنها إما جاءت من أعمال السينما والدراما، وإما من خطاب اجتماعي متحيز ومتراكم ضدهم. ويختلف تشكل هذه الصورة النمطية وحجمها ودرجتها من مجتمع لآخر.
لكن وبعيدًا عن الصورة النمطية فإن القارئ- كما ينبغي له أن يكون- هو الشخص الواعي بماضيه المستشرف لمستقبله، يعيش حاضره كما ينبغي له أن يعيشه، ويخالط الناس حينما يكون ذلك ضروريًّا، لكنه ينكَبُّ على القراءة حينما لا ينعكس ذلك سلبًا على باقي ضروريات حياته؛ يأخذ من الكتب ما ينير طريقه، ويستلهم منها ما يفيده في بناء مستقبله وتلمس طريقه، لا لمجرد التسلية وتمضية الوقت أو هروبًا من واقع ما.
والسؤال هنا: هل على القارئ، للخروج من هذا المطب، أن يَنكَبَّ على قراءته ويترك للناس حرية تفسير ما يقوم به، أم أن عليه مسؤولية إقناع الناس بجدوى انعزاله الجزئي عنهم في محاولة لتحرير صورته من النظرة النمطية، وإعادة تعريف نفس القراءة بوصفها فعلاً إنسانياً مبهراً وعابراً للطبقات والشرائح، خاصة أن هذه الصورة النمطية لا تتوقف عند كونها مجرد توصيف اجتماعي لا يقدم ولا يؤخر، بل قد ينسحب إلى التأثير على كل من يفكر في الالتحاق بركب القراءة وعالم الكتب في مجتمع هو غير مهتم أصلًا بالقراءة؟
الحقيقة أنه لن يمكن أن يُجمع الناس على صحة أو خطأ سلوك أو تصرف ما، لكن يمكن أن يقدم بعض القراء تبريراً لتخصيص جزء من أوقاتهم للقراءة، وأن يعدوا ذلك نوعًا من توعية المجتمع بأهميتها. كما أن انعكاس قراءاتهم على سلوكهم هو أفضل ترويج للقراءة حتى مع غياب التبرير. وما من سبيل للتوعية بأهمية القراءة أفضل من عرض نماذج عن الأثرياء والرياضيين والإعلاميين ورجال الأعمال الذين كان للقراءة دور رئيس في نجاحاتهم، ما يساهم في تعديل النظرة النمطية الجائرة والسائدة عنهم.