رضا يؤسس مزرعة لتربية الإوز الأوروبي العملاق في مصر.. يُنتج 120 بيضة في الموسم
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
هوّى الشاب العشريني رضا الإيثي تربية الطيور والدواجن منذ دراسته في المرحلة الثانوية، إذ اعتمد على البحث والقراءة لساعات وأيام طوال للتعرف على معلومات عن تربية الطيور وكيفية إقامة مشروع خاص بها، حتى قرر منذ 3 أعوام إنشاء أول مزارع لتربية وإنتاج الإوز الأوروبي العملاق في مصر.
«قررت من حوالي 3 سنين بعد تخرجي من كلية زراعة الزقازيق أعمل مشروع مختلف، وبدأت في إنتاج الوز الأوروبي»، وفق تعبير رضا لـ«الوطن»، إذ كان كثير القراءة والاطلاع حول حياة الطيور وتربيتها، وبصفة خاصة الإوز الأوروبي العملاق الذي شدّ انتباهه بجمال هيئته وجودة لحومه حتى قرر استيراد البيض الخاص لأفضل 3 أنواع أوروبية منه: «الألماني والروسي والفرنسي».
وجّه ابن محافظة الشرقية عناية خاصة بالبيض وإنتاجه من الإوز الأوروبي لمدة عام حتى بدأت أعداد الإوز تنمو وتتكاثر وتكاملت مزرعته ومن ثم ذاع صيتها بين المتاجر والمحلات الكبرى والفنادق التي كانت تعتمد على استيراد لحوم الإوز الأوروبي من الخارج قبل معرفتها بإقامة رضا لمشروعه ونجاحه في إنتاج أفضل أنواع لحوم الإوز «ماكنوش مصدقين أن فيه شخص مصري عامل الإنتاج المتميز ده.. وبدأت الفنادق والتجار يتواصلوا معايا من داخل وخارج مصر والمشروع نجح الحمد لله».
مزايا الإوز الأوروبي العملاقيعتمد رضا في تغذية الإوز الأوروبي على الخضراوات الورقية، فهو كائن عشبي يمكنه تناول أي نوع من الخضراوات التي تنمو الأراضي الزراعية، موضحًا أن كل نوع من الإوز الأوروبي له ميزة خاصة، فالإوز الفرنسي يتسم بوزن كبير يتراوح ما بين 10 لـ15 كيلوجراما، أما الروسي فيتميز بإنتاج عدد كبير من البيض إذ من الممكن إنتاج من 100 لـ120 بيضة في الموسم، ويتميز الإوز الألماني بانتاج الكبد المُسمن الذي تتسابق الفنادق والمتاجر على شرائه.
ونصح رضا في نهاية حديثه الشباب الراغبين في عمل مشروع خاص في مجال الطيور، أخذ خطوة جادة تجاه تربية الإوز الأوروبي والبدأ بحوالي 50 بيضة فقط: «المشروع مش مكلف خالص.. الوز بياكل خضار وده متوفر وبيعيش في أي مكان وأي بيئة.. وبيقدر يتحمل درجة حرارة لحد 50».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأوز مزارع الدواجن الطيور
إقرأ أيضاً:
اعتراف دوليّ وريادة عالمية تتويجًا لجهود المملكة في حماية الطيور المهاجرة
في لحظاتٍ من السكون الممتد فوق رمال الصحراء أو على تخوم السواحل، تعبر الطيور المهاجرة سماء المملكة وكأنها رسل فصولٍ بعيدة، تحمل في رفرفتها أسرار الطبيعة، وشهادات العبور بين القارات والمناخات، لا شيء يُضاهي مشهد أسراب الطيور وهي تشقّ السماء في تشكيلات متناغمة، تحكمها غريزة الهجرة وذكاء الملاحة الفطري، وكأنها تقرأ خطوط الجغرافيا دون خرائط.
المملكة ليست فقط محطة عابرة للطيور، بل هي أحد أهم مفاتيح الرحلة في نظام الهجرة العالمي، فأكثر من (550) نوعًا من الطيور قد رُصدت داخل حدودها، من بينها (280) نوعًا مهاجرًا، تتقاطع في مساراتها على امتداد الحدود والمحيطات الداخلية، تمضي هذه الطيور في طريقها من أوروبا وآسيا نحو أفريقيا، أو بالعكس، لتتوقف في أراضي المملكة طلبًا للغذاء والراحة والتكاثر المؤقت، مستفيدة من التنوع الهائل في بيئاتها الطبيعية، من السهول الباردة في الشمال، إلى الكثبان الرملية في الوسط، وحتى المرتفعات الشاهقة في الجنوب وأشجار المانجروف والسبخات على السواحل.
وفي هذا السياق، أوضح المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن من أشهر الطيور المهاجرة المهددة بالانقراض التي تمر بأجواء المملكة طائر "القمري الأوروبي" وطائر الحبارى، كما تشمل القائمة عددًا من الأنواع الأخرى اللافتة، من أبرزها "الوروار الأوروبي"، وبلشون الليل، والنحام، والكروان الأوراسي، هذه الطيور وغيرها تسلك طرقًا محددة تمتد بمحاذاة السواحل والجبال وتتجنب الصحاري المفتوحة، مستفيدة من امتلاكها لأجنحة قوية وأجسام خفيفة تساعدها في تقليل جهد الطيران لمسافات طويلة.
وتسهم المناطق المحمية في توفير بيئات آمنة وغنية بالعناصر الحيوية التي تحتاجها الطيور المهاجرة في أثناء توقفها، بما يشمل الغذاء، والماء، والغطاء النباتي؛ مما يعزز فرص بقائها واستمرار رحلتها الموسمية بسلام، إذ تُعد هذه البيئات خطوط دعم حيوية في شبكة الهجرة العالمية، وتُسهم في استقرار التوازن البيئي محليًّا وعالميًّا.
ومن هذا العمق البيئي انطلقت المملكة نحو بناء منظومة حماية شاملة تقوم على ركيزتين: المعرفة والتشريع، من خلال التعاون مع منظمات عالمية متخصصة، على رأسها "بيرد لايف إنترناشيونال"، إذ بدأت المملكة ببناء خرائط علمية دقيقة لمسارات الطيور، ورصد سلوكها عبر الأقمار الصناعية، وتوثيق محطات توقفها الكبرى، وأفضى هذا التعاون إلى إطلاق ورش عمل تقنية لرصد الانتهاكات البيئية، وتطوير أدوات رقمية حديثة لكشف الصيد غير المشروع وتحديد هوية مرتكبيه.
وفي الوقت الذي لم يعد فيه الملف البيئي شأنًا محليًّا، تبنّت المملكة دورًا رياديًّا على المستوى الإقليمي، إذ أسهمت في تأسيس فريق عمل مختص بمكافحة الصيد غير المشروع للطيور المهاجرة في جنوب غرب آسيا، ضمن إطار اتفاقية حماية الأنواع المهاجرة "CMS"، واستضافت الرياض أولى اجتماعات هذا الفريق، لتؤكد التزامها العالمي بحماية الحياة الفطرية، ولتضع بذلك نفسها في طليعة الدول التي توازن بين التنمية والبقاء البيئي.
أما على الصعيد الوطني فقد كثّف المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية جهوده لتنظيم أنشطة الصيد وضبط ممارساته بما يحقق الاستدامة، إذ أطلق موسمًا رسميًّا للصيد وفق ضوابط دقيقة وفترات زمنية محددة، وأتاح إصدار رخص إلكترونية تُمنح بأعداد مقنّنة لكل نوع، بما يضمن عدم تجاوز القدرة البيئية على التعافي، وشملت الإجراءات المصاحبة تطوير تنظيم موسم الصيد ومتابعة تطبيقه وفقًا لنظام البيئة ولائحته التنفيذية، وإنفاذ القوانين البيئية من خلال فرق التفتيش التابعة للمركز بالتعاون مع القوات الخاصة للأمن البيئي، إلى جانب تركيب عوازل على خطوط الكهرباء ذات الجهد المتوسط الواقعة على مسارات هجرة الطيور، وأتمتة جميع الإجراءات المتعلقة بموسم الصيد عبر منصة "فطري"، لتيسير الخدمة وضمان الالتزام بالأنظمة.
هذه الجهود أثمرت اعترافًا دوليًّا، تُوِّج بحصول المملكة على الجائزة العالمية للريادة في حماية الأنواع المهاجرة، وهي شهادة عالمية تُضاف إلى سجل إنجازاتها البيئية، وتعكس فاعلية ما أنجز من إصلاحات وتشريعات وتوعية.
ومع مرور هذه الطيور فوق جبال حائل، وسواحل البحر الأحمر، ومجاري الأودية في الجنوب، تجد منظومة متكاملة من الحماية تضمن لها ملاذًا آمنًا ومسارات خضراء تعزز من تكامل دورتها الحيوية، وتمنحها فرصة التعافي والاستمرار، تلك المنظومة هي ثمرة جهود وطنية في حفظ النُظم البيئية، وتطوير إستراتيجيات التكيّف مع التغيرات المناخية تحت ظل رؤية المملكة 2030، فلم تعد البيئة مجرد هامش تنموي، بل باتت عنصرًا جوهريًا في بناء المستقبل، وفق رؤية تنبع من وعي عميق بمفهوم التوازن البيئي، وفهمٍ حضاري لمعنى أن تكون الأرض رحبة، والسماء حرة، ففي كل جناح يرفرف فوق الصحراء، هناك درس في الشراكة الكونية، ومسؤولية تُحمل، ورسالة يُفهم منها أن حماية الطبيعة ليست ترفًا، بل ضرورة وجودية، تحفظ للكوكب توازنه، وللسماء أسرارها.
المملكةالطيور المهاجرةقد يعجبك أيضاًNo stories found.