خلفان الطوقي
أصبحت مُغريات الحياة كثيرة ومُنوَّعة ومُتجدِّدة، والنفس راغبة إذا رغبَتْها، ومقاومة إشباع الرغبات أصبحت يومًا بعد يوم أكثر صعوبة، ولابُد- في أحيان كثيرة- من وجود المال لإشباع هذه الرغبات، وفي الجانب الآخر هناك شركات التسويق التي تتفنن بكافة الأدوات المبتكرة والمقنعة والمغرية في إرغامك إلى مزيد من الاستهلاك من سلع وخدمات.
شركات التسويق هي جزء من المعادلة، أما الجزء الآخر من المعادلة فهو الشركات التي تعدك بعوائد عالية وخيالية والتي تسمى بشركات توظيف الأموال، وهذه الشركات تستهدف من لديه مدخرات مالية ولا يعرف كيف يستثمرها أو أن هذا الشخص يريد أن يضاعفها أضعافًا مضاعفة في وقت قياسي وبأقل جهد ممكن، وقلة من الناس ومن منَّا لا يرغب في ذلك.
القصص المُرعبة لشركات توظيف الأموال موجودة في كثير من أنحاء العالم، وبمجرد ضغط زر محركات البحث في الإنترنت ستجد مئات القصص ذات النهايات المحزنة هنا وهناك، ومن خصائص هذه الشركات أنها تظهر لفترة من الزمان ثم تختفي لسبب أو لآخر. والمحزن في الأمر أنها تختفي بعد أن تجر معها الآلاف من الضحايا والملايين من الريالات أو الدولارات، وبعد فترة تظهر شركات أخرى تحت شعارات مُغرية بعوائد خيالية؛ كالاستثمار في الأسهم والسندات العالمية أو العقارات أو عقود النفط والغاز والسلع الاستراتيجية أو المعادن النادرة أو غيرها من طرقٍ وحِيَلٍ يَسيلُ لها اللُعاب، وتغيب عنها لغة المنطق والأرقام والتحليل، فهم لا يتحدثون عن فائدة سنوية من 5% إلى 15% كحد أقصى، إنما عن عشرين ضعف هذه الفائدة، نتحدث عن 100% من الفائدة، وفي أحيان كثيرة أكثر من ذلك بكثير!!
في هذه المقالة، أكرِّرُ تقديم هذا المقترح لأهميته في الوقاية من وقوع ضحايا جُدُد الذين يظلوا صامتين بعدما خسروا كل ما جمعوه من المدخرات المالية من العمل الجاد والتضحية من أجل حياة كريمة.
المقترح هو عبارة عن إجراء وقائي، وفكرته تكمن في تنظيم حملات توعوية عصرية جذّابة ومُبتكرة، هدفها إيصال رسائل توعوية سهلة ومقنعة عن شركات توظيف الأموال المشبوهة والوهمية والتي تعد بالثراء السريع، على أن تقوم هيئة الخدمات المالية والبنك المركزي العماني بتبني هذه الحملات من خلال فريق مشترك، وتتشارك معها في الأفكار والتنفيذ كل من وزارة الاقتصاد ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار والادعاء العام وشرطة عمان السلطانية، وأن يتم تمويلها من غرفة تجارة وصناعة عمان والبنوك وشركات التمويل، وتبقى المسؤولية جماعية؛ إذ لن ينحج أي جهد إلّا بالتضامن والتكامل.
الحملات التوعوية المُكرَّرة والمُبتكَرة وقائية في المقام الأول، ستضمنُ حماية الأموال من اختفائها؛ بل ستضمن ضخّها في الاقتصاد القانوني الصحيح، وسوف تقلل من آلالاف الضحايا الذين نقرأ أخبارهم من وقت لآخر؛ فالعمل الوقائي سيمنع وقوع الفأس في الرأس.
رغم أن المقترح مُقدَّم إلى الجهات التشريعية والتنفيذية والتمويلية، إلّا أن رسالة أخيرة أود التأكيد عليها وهي رسالة تذكيرية موجهة إلى كل فرد من أفراد المجتمع: حافظ على أموالك، استشر من هو أخبر منك، فكِّر ألف مرة في أي استثمار قبل اتخاذ قرارك، لا تستثمر في أي شركة غير مُرخصة من الدولة، وأخيرًا تذكر أنَّه لا توجد أي أدوات استثمارية تُحقِّق لك الثراء السريع دون تعب. وضع هذه القاعدة نصب عينيك: القانون لا يحمي المُغفلين، وسقوط الشركات الوهمية والمشبوهة ليس سوى مسألة وقت وتسقط، وسوف يسجلك التاريخ بأنك أحد الضحايا! فلا تلومن إلّا نفسك.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مقابلة توظيف.. تصرف ترامب مع قادة إفريقيا يشعل الجدل على منصات التواصل
أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب موجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي بعد طريقته في التعامل مع رؤساء خمس دول إفريقية خلال غداء عمل في البيت الأبيض، حيث وصف كثيرون أسلوبه بأنه إهانة مباشرة لضيوفه وتجسيد لغطرسة واستعلاء.
وخلال الاجتماع، قاطع ترامب الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني أثناء حديثه المطوّل عن الموقع الإستراتيجي لبلاده وفرص الاستثمار فيها، بعدما تجاوزت كلمته سبع دقائق.
وبدا صبر ترامب ينفد، فأشار بيده ورأسه للغزواني ليتوقف عن الكلام، قبل أن يعلق الغزواني قائلاً: "لا أريد أن أضيع الكثير من الوقت في هذا"، ليقاطعه ترامب بنبرة انزعاج واضحة قائلاً: "ربما يتعين علينا الإسراع قليلا في الحديث، لأن لدينا جدولا زمنيا حافلا".
ترامب يطالب ضيوفه بذكر أسمائهم وبلدناهم فقط pic.twitter.com/v096ktNwXX
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) July 10, 2025
وما زاد استغراب جمهور منصات التواصل أن ترامب طلب من بقية الرؤساء الاكتفاء بذكر أسمائهم وبلدانهم فقط، لتسريع وتيرة الاجتماع، إذ اعتبر مدونون هذا التصرف نوعا من الاستخفاف، خاصة أن الحضور رؤساء دول مستقلة وليسوا موظفين في شركة أو مشاركين في ندوة عابرة.
ترامب مستمر باهانة ضيوفه
أثناء إجتماعه بقادة الدول 5 دول افريقية، ترامب يشير بيده إلى الرئيس الموريتاني ويقاطعه ليطلب منه انهاء حديثه بسبب ضيق الوقت:
"أنا أقدر هذا، لكن ربما علينا أن نكون أسرع أكثر من ذلك، لأن لدينا جدول زمني مليئ، لو استطعت فقط الحصول على اسمك وبلدك سيكون ذلك… pic.twitter.com/kVFIG940Z1
— Dr. Haider Salman (@sahaider75) July 10, 2025
كما أثار ترامب موجة من السخرية حين أبدى اندهاشه من طلاقة الرئيس الليبيري جوزيف بواكاي في اللغة الإنجليزية. فقد سأله: "إنجليزيتك رائعة! أين تعلمتها؟"، ليبتسم بواكاي في محاولة لكتم حرج واضح قبل أن يجيب ببساطة: "نعم سيدي.. في ليبيريا".
ترامب للرئيس الليبيري:
تتحدث الإنجليزية بطلاقة. أين تعلمتها؟
(اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في ليبيريا) pic.twitter.com/gyD2f7YeK6
— الأحداث العالمية (@NewsNow4USA) July 9, 2025
إعلانهذا السؤال الذي بدا للبعض ساذجا ومهينا في آن، أشعل موجة تعليقات ناقدة، إذ أشار ناشطون إلى أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في ليبيريا التي أسسها الأميركيون لتوطين العبيد المحررين.
وسخر مغردون من جهل ترامب بهذه المعلومة الأساسية، قائلين: "كيف يجهل أن ليبيريا لغتها الأم هي الإنجليزية؟ ألا يقرأ عن الدول التي يستقبل قادتها؟".
ترامب يبدي دهشته وإعجابه باللغة الإنجليزية الجيدة التي يتحدث بها رئيس ليبيريا، دون أن يعلم على ما يبدو أن اللغة الرسمية في ليبيريا هي الإنجليزية ???????? pic.twitter.com/vA27qcUHG5
— mahmoud khalil (@zorba222) July 9, 2025
وكتب آخرون: "لا أدري كيف يقبل هؤلاء القادة على أنفسهم هذا اللون من الاستعلاء، كأننا عدنا إلى زمن الاستعمار القديم".
في المقابل، رأى بعض المعلقين أن ترامب معروف بتصرفات مشابهة مع زعماء دول أخرى، عربية وأوروبية على السواء، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحتى مع كندا وألمانيا، بل ومع سياسيين أميركيين أيضاً.
وكتب أحدهم: "ترامب إذا رآك ضعيفا وليس لك وزن أو هيبة سيقلل من احترامك، سواء كنت إفريقيا أو أوروبيا أو حتى أميركيا".
هل هذه دبلوماسية أم استعلاء ؟
الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب يخاطب رئيس دولة إفريقية من مكتبه في البيت الأبيض بعبارات تنم عن غطرسة وازدراء:
"علينا أن نكون أسرع من ذلك.. جدول أعمالنا مشغول.. أيمكنك ذكر اسمك وبلدك؟ شكراً لك."!!!؟؟؟
أي كبرياء أعمى هذا؟!
رئيس أقوى دولة في العالم لا… pic.twitter.com/KvB4Z9iBHv
— ???????????????????? ???????????????????????????? ( ???????? المغرب_أولا# ) (@swilkat) July 9, 2025
وانتقد كثيرون القادة الأفارقة لقبولهم حضور اجتماع بهذه الصيغة الجماعية التي تقلل من هيبة الرؤساء، معتبرين أن اللقاءات الثنائية كانت ستضمن لهم قدراً أكبر من الاحترام.
وكتب ناشط: "للأسف صورة إفريقيا بأكملها تتضرر من مثل هذه المواقف".
Donald Trump asks the President of Liberia, “Such good English. Where did you learn to speak so beautifully?”
The official language of Liberia is English. pic.twitter.com/YYXDFOYBwB
— Pop Crave (@PopCrave) July 9, 2025
واعتبر مدونون أن الاجتماع بدا "كمقابلة توظيف أو انتقاء" أكثر منه لقاء دبلوماسيا نديا بين رؤساء دول مستقلة
وكان البيت الأبيض قد استضاف أمس الأربعاء، قمة أميركية-أفريقية مصغرة، جمعت قادة موريتانيا وليبيريا والسنغال والغابون وغينيا بيساو، وتركز اللقاء على بحث الفرص التجارية، إضافة إلى مناقشة قضايا السلم والأمن في القارة الأفريقية.