حلقة عمل تناقش توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير العمل الإعلامي
تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT
ناقشت حلقة عمل "الإعلام بين التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي: كيف ولماذا؟" التي نظمها فريق التحول الرقمي بوزارة الإعلام بالتعاون مع مجموعة إذكاء -الشركة الاستشارية والشريك الاستراتيجي- صباح اليوم أوجه الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير العمل الإعلامي، وتسليط الضوء على القيمة المتزايدة للبيانات الضخمة في دعم الأداء المؤسسي وصناعة محتوى إعلامي أكثر تخصيصًا وتأثيرًا.
وأُقيمت الحلقة في القاعة الكبرى بمبنى الإذاعة بالوزارة، بحضور عدد من موظفي الوزارة والمهتمين بالشأنين الإعلامي والتقني، وقدمها المهندس خالد طه، الخبير في الإعلام والذكاء الاصطناعي.
وسعت الحلقة إلى ترسيخ الذكاء الاصطناعي كعنصر محوري في استراتيجية التحول داخل وزارة الإعلام، وتمكين تبني نهج مؤسسي يقوم على البيانات والتحليل، بما يُسهم في رفع كفاءة الأداء وتطوير آليات العمل الإعلامي وتعزيز الابتكار في الوظائف الأساسية.
واستعرض المحور الأول، والذي جاء بعنوان "انطلاقة ملهمة: عصر البيانات الذي لا يمكن إيقافه!"، الأبعاد المؤسسية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الحقل الإعلامي، حيث أوضح المهندس خالد طه أن مهمة وزارة الإعلام تتمثل في بناء منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي الإعلامي وتطوير أدواته التطبيقية، إلى جانب تبني إطار أخلاقي ينظم استخدام هذه التقنية، بما يعكس توجه الوزارة نحو الريادة في مجال التقنيات الحديثة وقيادة الأفكار المستقبلية ذات الصلة.
وتناول العرض التحولات العميقة التي يشهدها المشهد الإعلامي، في ظل ظهور فاعلين جدد، مؤكدًا أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من بنية الإعلام التقليدي، وأن المشهد الإعلامي يدخل حاليًا ما يُعرف بمرحلة "الميديا الوسط"، وهي مرحلة ثالثة هجينة تجمع بين خصائص الإعلام التقليدي والإعلام الرقمي.
كما تطرق إلى أحد أبرز التحديات التي يواجهها الإعلام المعاصر، والمتمثل في سؤال "من يمتلك الرواية؟"، مشيرًا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي رغم تأثيرها الواسع لا تزال غير قادرة على السيطرة الكاملة على السرد الإعلامي، في وقت يمتلك فيه الذكاء الاصطناعي أدوات متقدمة تتيح له التأثير في بناء الرواية الإعلامية والتنبؤ بالاتجاهات العامة.
وأكد المهندس خالد طه أن الذكاء الاصطناعي تجاوز مفهوم الأداة التقنية، ليصبح وسيلة تحاكي التجربة الإنسانية بكل أبعادها النفسية والاجتماعية، ما يستلزم وضع ضوابط أخلاقية وثقافية تُنظّم استخدامه، خصوصًا في ظل المنافسة المتصاعدة بين الإعلام الرقمي التقليدي والجديد.
واختُتم هذا المحور بمناقشة تطور المحتوى الإعلامي في المستقبل، حيث تتجه صناعة المحتوى نحو التخصيص الموجه الذي يتلاءم مع اهتمامات كل فرد، مع ظهور تقنيات قادرة على تحليل المحتوى وتكييفه، لتصبح الآلات ذات قدرة على التفاعل مع الجمهور بناء على معطيات دقيقة وفهم معمق للسلوك.
أما المحور الثاني، "إطلاق العنان لقوة البيانات الهائلة!"، فقد ركز على البيانات بوصفها المورد الأهم في بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أنها لم تعد عبئًا غير منظم، بل أصبحت ثروة معلوماتية يجب الاستفادة منها بطريقة منهجية واستراتيجية، مشيرًا إلى ضرورة وضع رؤية واستراتيجية واضحة لإدارة البيانات قبل الانخراط في تبني حلول الذكاء الاصطناعي، حيث إنها تشمل عناصر متعددة مثل الصور والفيديوهات والمقالات الصحفية والأرشيف الرقمي، كما أن العلاقات بين هذه البيانات متداخلة ومتجددة ولا يمكن حصرها بسهولة.
كما استعرض الدور المتزايد لتحليل المشاعر في مواقع التواصل الاجتماعي، باعتباره أداة لفهم ميول الجمهور وتصنيفها بدقة، وهو ما يسهم في بناء محتوى إعلامي مخصص يتفاعل مع احتياجات الجمهور وقيمه وتوجهاته.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لا يزال في مرحلة التطور، ولم يصل إلى مستوى الإدراك الحسي الموجود لدى الكائنات الحية، ما يجعل من الضروري الاهتمام بالبعد الإبداعي الإنساني، وترسيخ الروح الثقافية والهوية الوطنية في تصميم الخوارزميات الذكية، مشيرًا إلى أن سلطنة عُمان تملك مقومات يمكن ترجمتها إلى مدخلات معرفية في منظومة الذكاء الاصطناعي الإعلامي.
وفي المحور الثالث، الذي جاء بعنوان "ثورة الذكاء الاصطناعي تُعيد تشكيل المشهد الإعلامي!"، تناولت كيفية إعادة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صياغة المفاهيم الإعلامية، من خلال تعزيز فهم الجمهور بطريقة غير مسبوقة، والقدرة على تصميم محتوى يتسم بالارتباط العاطفي والفردية العالية، وهو ما اعتبره المتحدث تحوّلًا في قواعد اللعبة الإعلامية، إذ لم تعد البيانات مجرد أرقام، بل أصبحت خوارزميات تصنع تصورات استراتيجية للمستقبل الإعلامي.
أما المحور الرابع، الذي حمل عنوان "تحديات نصنع منها فرصًا، ومسار نحو قمة الابتكار!"، فقد تناول أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات الإعلامية، ومن بينها حماية خصوصية البيانات، وضمان أمنها في ظل الانفتاح الرقمي الواسع، وسد الفجوة في المهارات التقنية للعاملين، وضرورة الاستثمار في بناء القدرات البشرية.
كما تضمن المحور استعراضًا لجملة من الفرص التي يمكن استثمارها في تحسين جودة الأداء الإعلامي، وتعزيز التفاعل مع الجمهور عبر تقديم محتوى مبتكر ولا يُنسى، إلى جانب عرض خارطة طريق استراتيجية تسعى من خلالها وزارة الإعلام إلى تحقيق الريادة في توظيف الذكاء الاصطناعي وتثبيت موقع سلطنة عُمان في مقدمة الدول المهتمة بالتقنيات الإعلامية الحديثة على المستويين الإقليمي والدولي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی فی بناء
إقرأ أيضاً:
وزير الاتصال: المشهد الإعلامي لم يعد يحتمل العشوائية أو الممارسة الارتجالية
دعا وزير الاتصال، زهير بوعمامة، يوم الخميس بالجزائر العاصمة, وسائل الإعلام الوطنية إلى تبني خطاب يراعي نقل المعلومة والتحليل بشكل دقيق. بعيدا عن الممارسة الارتجالية.
وفي كلمة له خلال يوم دراسي نظم من طرف الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات, بمقر وزارة الاتصال, حول “واقع الصحافة العلمية في الجزائر”. أكد بوعمامة على ضرورة تبني وسائل الإعلام الوطنية لخطاب “يراعي نقل المعلومة والتحليل بشكل موضوعي ودقيق. يبرز ما تبذله الدولة الجزائرية من مجهودات في مختلف المجالات. ويعلي صوتها المدافع عن مواقفها المبدئية في ساحات الإعلام الدولي”.
كما أشار وزير الاتصال إلى أنه أضحى من الضروري “تعزيز المؤسسات الإعلامية بصحفيين يمتلكون تكوينا قويا ومهارات عالية. قادرين على مواجهة الحملات الإعلامية المعادية وبناء خطاب إعلامي متماسك. مبني على الحقائق وعلى فهم ديناميكيات الساحة الدولية”.
في حين، حرص الوزير على التأكيد بأن “المشهد الإعلامي لم يعد يحتمل العشوائية أو الممارسة الارتجالية. بل يحتاج إلى كفاءات متمكنة من لغات العصر. قادرة على التعامل مع الكم الهائل من المعلومات وعلى غربلتها وتحويلها إلى مادة إعلامية موثوقة”.كما تطرق بوعمامة الى “الدور المحوري” المنوط بالإعلام الوطني في الوقوف .”سدا منيعا أمام كل المحاولات اليائسة لأولئك الذين يريدون تشويه صورة الجزائر والتشكيك في مواقفها”. معربا عن يقينه بأن “وعي الجزائريين كفيل بإسقاط هذه المحاولات”.
في حين، أبرز بوعمامة أهمية التخصص في الصحافة بكل دعائمها. لافتا إلى أن الصحافة المتخصصة. “بإمكانها أن تصنع الفرق في المشهد الإعلامي, بتقديمها لأعمال دائمة, غير مناسباتية, جادة وعميقة” تتعلق بعالم التكنولوجي.ا والابتكار والذكاء الاصطناعي والطب والبيئة. والاقتصاديات الحديثة والتنمية المستدامة وغيرها من التخصصات.
كما ذكر بوعمامة بأن قطاعه يولي “أهمية قصوى” لمجال التكوين. من خلال جعله “محورا رئيسيا في كل البرامج الرامية إلى إصلاح الإعلام”. باعتباره “الأساس المتين الذي يبنى عليه الأداء الصحفي الاحترافي والواعي. تماشيا مع الوتيرة المتسارعة التي يعيشها العالم في إنتاج المحتوى والمعلومة”.
في حين، جرى افتتاح اليوم الدراسي بحضور مستشار رئيس الجمهورية, المكلف بالتربية والتعليم العالي. والتكوين المهني والثقافة, السيد نصر الدين بن طيفور, إلى جانب ممثلين عن عدة هيئات وطنية.
div>
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور