في اليوم الـ268 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كثفت قوات الاحتلال القصف المدفعي والجوي على حي الشجاعية شرق مدينة غزة ورفح جنوبا، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى بين الفلسطينيين.

وأكد مراسل الجزيرة توغل دبابات جيش الاحتلال في منطقة المشروع شرق رفح، وسط قصف مدفعي، حيث جرفت قوات الاحتلال منازل في منطقة الشاكوش.

كما توغلت الدبابات في حي البرازيل الذي شهد تدمير منازل، حيث أعادت قوات الاحتلال التمركز داخله بعد أن كانت خارج الحي.

في السياق ذاته، أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد 6 فلسطينيين، بينهم أطفال، وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

وحسب ما نقلته وكالة الأناضول عن مصادر طبية في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، تسببت الطائرات الإسرائيلية في قصف منزل عائلة زعرب بمدينة رفح، مما أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة عدد آخر بجروح متفرقة.

كما أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين جراء غارة إسرائيلية على منزل في حي الدرج بمدينة غزة، مع استمرار الغارات على المنطقة.

وأضاف المراسل أن جيش الاحتلال أحرق مسجد العودة في رفح، أحد أشهر مساجد المدينة، ودمر عددا من المرافق الملحقة به والمنازل المحيطة.

وضع كارثي

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن طائرة إسرائيلية من طراز "كواد كابتر" استهدفت السكان في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، بالتزامن مع القصف المدفعي.

وتفيد التقارير بأن الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في حي الشجاعية، حيث قام بتفجير وتدمير مئات المنازل، مما أسفر عن خسائر كبيرة بين السكان المحاصرين داخل الحي.

من جهته، أعرب المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل عن استيائه من الوضع الإنساني الكارثي في حي الشجاعية، مشيرا إلى تعذر وصول الإغاثة للعائلات المحاصرة بسبب الاستهداف المتكرر من قبل القوات الإسرائيلية.

من جهتها، ناشدت وزارة الصحة في غزة المنظمات الأممية لإدخال الوقود للمستشفيات، محذرة من توقف محطات الأكسجين خلال 48 ساعة.

وأكد مدير مستشفى العودة، أحمد مهنا، أن المستشفى مهدد بالتوقف الكامل عن العمل بسبب نقص الوقود، وسط إعاقة الاحتلال دخول المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم.

وطالبت وزارة الصحة بإدخال المولدات الكهربائية وقطع الغيار اللازمة.

سقوط صاروخ في غلاف غزة

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية سقوط صاروخ في غلاف غزة من دون تسجيل إصابات أو أضرار، بعد إطلاق صفارات الإنذار.

وقالت مراسلة الجزيرة إن صفارات الإنذار دوّت في صوفا وحوليت جنوب غلاف غزة.

وفي السياق ذاته، أعلن جيش الاحتلال استمرار عمليته العسكرية في حي الشجاعية، وأوضح أن قواته تخوض قتالا قريبا مع المسلحين، مشيرا إلى محاصرة مجمع في الحي والعثور على مواقع استطلاع ووسائل قتالية وطائرات مسيرة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط وجندي وإصابة اثنين آخرين بجروح، أحدهما في حالة خطرة، خلال معارك دارت في شمال قطاع غزة.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الضابط والجندي لقيا مصرعهما في حي الشجاعية، نتيجة تعرضهما لرصاص قناص وتفجير مبنى مفخخ.

وأضافت أن جنديين آخرين أصيبا في المعارك نفسها، أحدهما من لواء غولاني والآخر ضابط من لواء غفعاتي، ووصفت إصابة الأخير بأنها بالغة الخطورة.

وبذلك، يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 670 جنديا، من بينهم 160 جنديا قتلوا منذ بداية العام الجاري.

بقاء الاحتلال في غزة

وفي سياق متصل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر عسكري أن الجيش قد يبقى في غزة لشهور طويلة حتى يتم إيجاد كيان دولي لإدارة القطاع، مشيرا إلى أن احتمال التوصل لاتفاق من دون إنهاء الحرب منخفض للغاية.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت سيناقشان الانتقال للمرحلة الثالثة من القتال في غزة، التي توصف بأنها أقل كثافة.

وأشار غالانت إلى بحثه الانتقال إلى هذه المرحلة خلال زيارته واشنطن.

وتأتي هذه التطورات في ظل مواصلة الاحتلال للشهر التاسع على التوالي عدوانه المدمر على قطاع غزة، الذي أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 37 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 86 ألفا آخرين -معظمهم نساء وأطفال- وسط دمار هائل في البنية التحتية ومجاعة متفاقمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی حی الشجاعیة قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يعترف بمقتل ضابط من لواء غولاني في خانيونس

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، مقتل ضابط في لواء "غولاني" خلال اشتباكات في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، في أحدث خسائره ضمن العمليات البرية المستمرة منذ استئناف حرب الإبادة بعد وقف إطلاق النار المؤقت في آذار/ مارس الماضي.

وفي بيان رسمي، قال الجيش إن النقيب ريعي بيران (21 عامًا)، قائد مجموعة في "غولاني"، قُتل أمس الخميس خلال "معركة جنوب القطاع"، دون أن يقدم تفاصيل إضافية حول طبيعة الاشتباك أو ما إذا أسفر عن سقوط قتلى أو جرحى آخرين في صفوف قواته.

ويأتي الإعلان بعد يومين فقط من كشف الجيش عن مقتل مساعد أول في الاحتياط، أبراهام أزولاي، الذي كان يشغل آلية هندسية في خانيونس، فيما لا تزال الروايات الإسرائيلية حول ظروف مقتله محل تشكيك واسع، خاصة بعد نشر مشاهد مصورة من كتائب القسام تتناقض مع رواية المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.



صحيفة عبرية: مقتل بيران خلال عملية هدم
من جهتها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصادر عسكرية أن بيران قُتل نتيجة انفجار وقع خارج أحد المباني المستهدفة بالهدم في خانيونس، خلال عملية ينفذها لواء غولاني.

وأضافت الصحيفة أن عدد قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ انتهاء الهدنة المؤقتة في آذار/ مارس الماضي بلغ 41 جنديا، فيما ارتفعت الحصيلة الإجمالية للجنود القتلى منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 890، منهم 448 قضوا خلال المعارك البرية.


ورغم هذه الأرقام الصادرة عن وسائل إعلام عبرية استنادًا إلى بيانات رسمية، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي ووزارة الحرب يتكتمان في كثير من الأحيان على الأرقام الحقيقية لخسائرهم البشرية، تحت ذريعة "الاعتبارات الأمنية".

كتائب القسام: استهداف مباشر للآليات ومقتل جندي
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أعلنت الأربعاء الماضي مسؤوليتها عن مقتل أبراهام أزولاي، مشيرة إلى أن "الظروف الميدانية حالت دون أسره".

ونشرت الكتائب مقطعًا مصورًا يظهر رصد آليات عسكرية إسرائيلية خلال عمليات هدم لمنازل المواطنين، ثم لحظة استهدافها المباشر. وتُظهر اللقطات فرار أحد الجنود من مركبته قبل أن يتم إطلاق النار عليه من مسافة قريبة، ويُقتل، ثم يُستولى على سلاحه.

وتتناقض هذه المشاهد مع رواية أدرعي، الذي زعم أن الجندي قُتل خلال "اشتباك" مع عناصر من حماس، أثناء محاولة اختطافه خلال تشغيله آلية هندسية في الميدان.

ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على قطاع غزة، مرتكبًا مجازر جماعية وصفتها منظمات حقوقية دولية بأنها "جرائم إبادة جماعية"، تشمل القتل الجماعي والتجويع والتدمير الممنهج وعمليات تهجير قسري بحق المدنيين.

وبحسب آخر الإحصائيات الرسمية، فقد أسفر العدوان عن سقوط أكثر من 195 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، ومئات آلاف النازحين الذين يعيشون في ظروف إنسانية كارثية. 

كما أدت الحرب إلى تفشي المجاعة، خاصة في شمال القطاع، ما تسبب في وفاة عشرات الأطفال.


ويأتي ذلك رغم النداءات الدولية المتكررة لوقف الحرب، والقرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية، التي طالبت تل أبيب بوقف فوري لعملياتها العسكرية واتخاذ تدابير لمنع الإبادة الجماعية، إلا أن الاحتلال يواصل تجاهل هذه القرارات بدعم مباشر من الإدارة الأمريكية، التي تستمر في تزويده بالأسلحة والغطاء السياسي والدبلوماسي.

سياق متصاعد من الخسائر
وتُعد الخسائر المتزايدة في صفوف جيش الاحتلال منذ استئناف القتال مؤشرًا على حجم التعقيدات التي تواجهها القوات البرية في غزة، وفشل تل أبيب في تحقيق أهدافها المعلنة وعلى رأسها "تدمير قدرات حماس" أو "تحرير الأسرى".

ورغم تبني استراتيجية "المناورة العميقة" والتدمير الشامل، فإن وحدات النخبة مثل "غولاني" و"نحال" و"المظليين" تواصل تكبد خسائر بشرية وميدانية، وسط بيئة قتال شديدة التعقيد تفرضها المقاومة الفلسطينية التي لا تزال تحتفظ بقدرات نارية واستخبارية عالية رغم الحصار والتدمير.

وفي ظل حالة الاستنزاف التي تعيشها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، يتزايد الضغط الشعبي والسياسي على حكومة بنيامين نتنياهو، وسط تحذيرات داخلية من اتساع الخسائر وتعثر الأهداف، مع تزايد الأصوات المطالبة بوقف الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات.

مقالات مشابهة

  • استشهاد 27 فلسطينيا وإصابة 180 آخرين برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات رفح
  • 16 شهيدًا جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة من قطاع غزة
  • العدو الصهيوني يقرُّ بمصرع ضابط وإصابة جنديين بنيران المقاومة في غزة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يطالب بإخلاء مناطق في مدينة غزة
  • جيش الإحتلال يزعم قتـ ل قائد قطاع الشجاعية بالجهاد الإسلامي وعضو آخر
  • جيش الاحتلال يعترف بمقتل ضابط من لواء غولاني في خانيونس
  • الاحتلال يقر بمقتل ضابط في خان يونس
  • صورة: مقتل ضابط إسرائيلي في معارك جنوب قطاع غزة
  • بعد مقتل ضابط.. هذا حجم خسائر الجيش الإسرائيلي في غزة
  • جيش الاحتلال يعلن مقتل ضابط في خان يونس