البوابة نيوز:
2025-05-21@13:45:13 GMT

ضيف ثقيل!

تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

إنه الصيف يا سادة، ثقيل بشدة حرارته بعد أن أصبح التغير المناخي يجلب طقسًا أكثر تطرّفٍ في كل موسم جديد. 

إن موجات الحر تشكل خطرا متزايدا على صحة الإنسان والحيوان والطبيعة وأصبحت أكثر تواترًا وشدةً وأطول مدةً، وستستمر على هذا النحو في جميع السيناريوهات المناخية المحتملة وفقًا للدوائر العلمية المعنية بالمناخ والطقس، منها خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.

 وقد سبق أن أشارت "كوبرنيكوس" إلى أن عام 2023 كان العام الأكثر سخونة على الإطلاق خلال الفترة الممتدة من عام 1850 حتى 2023، حيث اقتربت درجات الحرارة من الارتفاع الحرج بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وتوقعت استمرار هذا الارتفاع أيضا خلال الصيف الحالي والأعوام المقبلة. وحذرت من وقوع أضرار لا يمكن إصلاحها على كوكب الأرض.

للأسف التحذيرات متكررة ومن جهات عديدة لكن لا حياة لمن تنادي، وقادة الكوكب هم أنفسهم مدمرو الكوكب، بينما تستمر هذه التحديات المناخية في فرض ضغوط بشكل متزايد على السكان والاقتصاد والطبيعة ناهيك عن الصحة، حيث ظهور أمراض مرتبطة بتغيرات الطقس مثل الحساسية والفيروسات والفطريات والحمى، إضافة إلى عودة محتملة لأمراض حسبناها قد انقرضت. 

الأمر جدي وأصبح في منتهى الخطورة وقد تتجاوز أيام الحرارة الشديدة 60 يومًا صيفيًا وتكون خلالها الأجواء مهددة لصحة الإنسان؛ وهذا يعني ارتفاعًا محتملًا في حالات المرضى ودخول المستشفيات، نتيجة الجفاف أو ضربة الشمس، خاصة بين كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة، ما لم يتم اتخاذ تدابير كافية للحماية. ولعل مرضى القلب والضغط والأوعية الدموية والجهاز التنفسي هم الأكثر عرضة لمخاطر شدة الحرارة ولمسنا ذلك واقعيًا خلال موسم حج 2024.

كل هذه الحالات غير الاعتيادية تحتاج إلى مزيد من الإحاطات الإعلامية مزودة بنصائح الخبراء والأطباء، وما يمكن أن نتوقعه في المستقبل من تبني سياسات للتكيف المناخي وفقًا للتوجيهات العلمية، خاصة وأننا لسنا مستعدين بعدُ للتعامل مع هذه التحديات، ونحتاج على وجه السرعة للتعرف على أفضل الممارسات من جميع أنحاء العالم لرفع مستوى الوعي بين كافة شرائح المجتمع وصناع القرار بكيفية التصدي لتغير المناخ ودعم الجهود لوضع أفضل التدابير للتخفيف من الآثار الناجمة عن الاحتباس الحراري، وتحسين جودة الحياة في ظل هذه الظروف التي تحتاج أن نواجهها ونتأقلمَ معها بحرص ووعي بأبعاد القضية. 

وقد لاحظ كل من غطى مؤتمرات المناخ السابقة، خاصة الأخيريْن في شرم الشيخ والإمارات، كيف كان الصراع محتدًا بين الدول النامية والمنظمات البيئية من جهة والدول الكبرى من جهة أخرى والتي تتقاعس وتتلكأ عن تخصيص تمويلات لصندوق مجابهة الأضرار. 

ورغم كون معظم الدول الكبرى لديها سياسات خاصة بها للتكيف واستراتيجيات صحية وطنية لمواجهة تأثيرات الحرارة على مجتمعاتها، إلا أن الدول النامية والفقيرة، ومعظمها ضحايا لعدة عقود جراء صناعات الدول الكبرى والانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، لم تستفد حتى الآن من الدعم المطلوب للتكيف المناخي.

ولا حلول الآن إلا المزيد من الضغط الدولي على هذه الدول الكبرى حتى تفي بوعودها تجاه الكرة الأرضية التي عانت طويلا من استغلالها وتدميرها ومن طرف الدول الكبرى قبل غيرها؛ وهي بذلك إذا استجابت وتدخلت فسوف تنقذ شعوبها قبل الشعوب الأخرى التي لا يقام لها حساب يذكر!

وحتى يتحقق ذلك، مطلوب الآن جهد إضافي من غرف الرصد المبكّر المحلية حتى تعطي توجيهات مسبقة ليتم اتخاذ الإجراءات الوقائية والحد من الأضرار والخسائر. 

وفي مجال الزراعة التي تؤمّنُ غذاء الناس فهناك حاجة ماسة للتكيف، ويمكن للمزارعين الحد من الآثار الضارة الناجمة عن المخاطر المتعلقة بدرجات الحرارة والجفاف من خلال تكييف أصناف المحاصيل وتغيير مواعيد الزراعة وتغيير أنماط الري. وبدون مزيد من التكيف، من المتوقع أن تنخفض المحاصيل وعائداتها على الفلاح في المستقبل، الذي يعد أضعف حلقة في هذه الكوارث.

أما وقد أصبحت شدة الحرارة أمرًا ليس بشاذٍّ وجزءا من اتجاه طويل المدى، فإن علينا كدولة ومجتمع أن نستعد أكثر فأكثر وأن يكون هذا الملف على قائمة أولوياتنا خلال السنوات العشر المقبلة، وأن نعتمد على ذاتنا في ظل التمويل الدولي الشحيح. ولا أدري هل نحن في مستوى هذه التحديات الجسيمة، وسط تراكم الملفات الساخنة بسبب الصراع المحتدم في المنطقة؛ فأينما نولي وجوهنا هناك خطر داهم يهدد الحياة ويغلق أبواب الأمل! 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الصيف ضيف ثقيل التغير المناخي موجات الحر الدول الکبرى

إقرأ أيضاً:

للمرة الثانية خلال 2025.. «الاحتياطي الأسترالي» يخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس

قرر البنك المركزي في أستراليا خفض سعر الفائدة الرئيسي على أموال الإيداع والاقتراض بمقدار 25 نقطة أساس، بنسبة 3.85%.

جاء قرار البنك المركزي في أستراليا للمرة الثاني بخفض سعر الفائدة، موافقا للتوقعات، بعد انخفاض معدلات التضخم في أستراليا، حيث وصلت لأدنى مستوياتها في أربع سنوات عند 2.4% في الربع الأول من هذا العام.

وأشار بيان محضر اجتماع البنك المركزي الأسترالي بشأن سعر الفائدة، إلى أن هناك مؤشرات قوية لتباطؤ التضخم المحلي والنمو العالمي، بسبب تأثير إجراءات الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على عدد من الدول عالميا، واستمراره في ذلك حتى اللحظة، لتشمل تطبيقاته الجمركية على واردات أغلب السلع، وكان أخرهم فرض تعريفات جمركية على قطاع الدواء.

جديرا بالذكر أن دولة أستراليا تعتبر من الدول التي تتميز بارتفاع حجم وارداتها على دولة الصين على وجه الخصوص من بين باقي الدول التي تصدر إليها أستراليا، وبالتالي فإن الرسوم الجمركية المفروضة على ثاني أكبر اقتصادات العالم قد تعيق نموها الاقتصادي.

قرار البنك المركزي المصري يوم الخميس القادم

وكان قد كشف استطلاع رأي لعدد 16 من خبراء الاقتصاد والمال عن توقعاتهم لقرار سعر الفائدة المرتقب من البنك المركزي المصري يوم الخميس القادم، عن اتجاه التوقعات إلى تخفيض سعر الفائدة بمعدل قد يصل لـ 175 نقطة أساس.

اجتماع البنك المركزي المصري يوم الخميس القادم

ومال أغلب خبراء المال والاقتصاد لذلك نتيجة للقرار الذي اتخذه البنك المركزي المصري في اجتماعه الماضي لتحديدي سعر الفائدة، والذي جاء بالتخفيض، مدفوعًا بالانخفاض النسبي لمعدلات التضخم.

كما شملت التوقعات أن يخفض البنك المركزي المصري سعر الفائدة على الودائع إلى 23.25 بالمئة وسعر الفائدة على الإقراض إلى 24.25%.

اقرأ أيضاًبنسبة طفيفة.. توقعات بتخفيض الفائدة باجتماع البنك المركزي اليوم

خفض أم تثبيت؟.. «خبير اقتصادي» يتوقع سعر الفائدة باجتماع البنك المركزي الخميس المقبل

زامبيا ترفع سعر الفائدة الرئيسي للمرة الثانية.. وترقب لاجتماع البنك المركزي المصري

مقالات مشابهة

  • فيدان يشدد على أهمية تقديم الدعم لسوريا خلال هذه المرحلة
  • أخبار التوك شو| خطة الاحتلال الكبرى على الحدود والرئيس السيسي يشهد خلال ساعات حصاد القمح
  • سيف بن زايد يلتقي الأمين العام لجامعة الدول العربية
  • للمرة الثانية خلال 2025.. «الاحتياطي الأسترالي» يخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس
  • تفاوت في درجات الحرارة خلال الأيام القادمة
  • الأرصاد تعلن حالة الطقس غدًا الثلاثاء.. بيان بدرجات الحرارة
  • وزيرة البيئة: نسير في طريق خلق مناخ داعم لتوفير تمويل المناخ والتنمية
  • وزيرة البيئة تشارك في الجلسة الافتتاحية لفعاليات المعرض العربي للاستدامة
  • ارتفاع درجات الحرارة.. هذه حالة الطقس لنهار اليوم
  • وقفة في ساحة كلية الطب البشري بجامعة حلب إحياءً لذكرى المظاهرة الكبرى التي شهدتها الجامعة ضد ممارسات النظام البائد وتقديراً لتضحيات الشهداء.