يشعر البعض بالصداع الشديد بعد تناول الطعام مباشرة، وهو عرض قد ينذر بوجود مشكلات صحية تتطلب اهتمامًا خاصًا، وأبرزها إصابته بمرض السكري أو الحساسية الغذائية.

ماذا يحدث لمرضى السكري عند تجاهل وجبة الإفطار؟.. أطباء يحذرون من كارثة ما علاقة الصداع بالسكري؟

ووفقًا لما ذكره موقع صحيفة "تايمز أوف إنديا"، يرتبط الصداع بعد تناول الطعام بمرض السكري، بالإضافة إلى اضطرابات أخرى في وظائف البنكرياس، الامر  الذي يحدث نتيجة اضطراب عملية إنتاج الأنسولين في الجسم، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم.

عند تناول الطعام، يحدث ارتفاع حاد في مستوى السكر في الدم، مما يؤدي إلى زيادة نسبته بشكل ملحوظ. بعد فترة قصيرة، ينخفض مستوى السكر في الدم بشكل سريع، وهو ما يعرف بنقص السكر في الدم. هذا التقلب الحاد في مستويات السكر يمكن أن يسبب تجويع الدماغ، حيث يُعتبر الجلوكوز مصدر الطاقة الرئيسي للدماغ. عندما ينخفض مستوى الجلوكوز، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالصداع، كإشارة على أن الدماغ يعاني من نقص في الطاقة.

علاقة الحساسية الغذائية  بالصداع

بالإضافة إلى الارتباط بداء السكري، قد يكون الصداع بعد تناول الطعام ناتجًا عن ردود فعل تحسسية تجاه بعض الأطعمة. يعاني بعض الأفراد من حساسية تجاه مكونات غذائية معينة، والتي يمكن أن تسبب تفاعلات فورية أو مؤجلة تؤدي إلى الصداع.

تتضمن الأطعمة التي قد تسبب الحساسية البيض، الحليب، المكسرات، والأسماك. في حالة تناول أحد هذه الأطعمة، يمكن أن يتفاعل الجهاز المناعي بشكل مفرط، مما يؤدي إلى إفراز مواد كيميائية مثل الهيستامين. تؤدي هذه المواد إلى التهاب وتوسع الأوعية الدموية في الدماغ، وهو ما يسبب الشعور بالصداع.

 

أحد الأسباب الأخرى للصداع بعد تناول الطعام هو زيادة نسبة المواد السامة في المضافات الغذائية في الدم. تحتوي بعض الأطعمة المصنعة على مضافات غذائية تهدف إلى تحسين الطعم، اللون، ومدة الصلاحية. لكن بعض هذه المضافات، مثل الغلوتامات أحادية الصوديوم (MSG)، يمكن أن تسبب ردود فعل سلبية في الجسم.

تعمل هذه المواد على تحفيز الخلايا العصبية بشكل مفرط، مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الصداع. يشار إلى هذا النوع من الصداع أحيانًا باسم "صداع MSG"، حيث يعاني الأشخاص الذين يتحسسون من هذه المادة من آلام في الرأس بعد تناول الأطعمة التي تحتوي عليها.

لتجنب الصداع المرتبط بتناول الطعام، يُنصح باتباع بعض الخطوات الوقائية. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من داء السكري، من المهم مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام وتناول وجبات متوازنة تحتوي على كميات معتدلة من الكربوهيدرات. يمكن أيضًا استشارة أخصائي تغذية للحصول على نصائح حول كيفية تنظيم النظام الغذائي بشكل يحد من التقلبات الحادة في مستويات السكر.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية الغذائية، فمن الضروري تحديد الأطعمة التي تسبب التحسس وتجنبها. قد يتطلب ذلك إجراء اختبارات حساسية للحصول على قائمة دقيقة بالمسببات المحتملة. من الممكن أيضًا استخدام مضادات الهيستامين لتخفيف الأعراض في حالة تناول الأطعمة المسببة للحساسية بالخطأ.

 

بشكل عام، يعد الصداع بعد تناول الطعام عرضًا شائعًا يمكن أن يكون مؤشرًا على وجود مشكلات صحية أساسية مثل داء السكري والحساسية الغذائية. من الضروري تحديد الأسباب الدقيقة لهذا الصداع واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة. إذا كان الصداع مستمرًا أو شديدًا، يفضل استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب. من خلال متابعة النظام الغذائي والانتباه إلى المكونات الغذائية، يمكن تقليل احتمالية حدوث الصداع بعد تناول الطعام بشكل كبير.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصداع السكري الحساسية الغذائية تايمز أوف إنديا الصداع بعد تناول الطعام الحساسیة الغذائیة السکر فی الدم یمکن أن

إقرأ أيضاً:

دواء للسكري يحقق «مفعولاً سحرياً» ضد الصداع النصفي!

أظهرت دراسة طبية حديثة أن دواءً شائعًا يستخدم لعلاج السكري من النوع الثاني قد يمتلك فوائد علاجية غير متوقعة في مجال آخر تمامًا، إذ بيّن باحثون من جامعة نابولي الإيطالية أن عقار “ليراجلوتيد” (Liraglutide) يمكن أن يخفف بشكل كبير من حدة نوبات الصداع النصفي المزمن، وهو ما قد يمهد الطريق لتحول جذري في خيارات العلاج المتاحة للملايين من المصابين بهذا المرض المزعج.

وتم عرض نتائج الدراسة خلال مؤتمر الأكاديمية الأوروبية لعلم الأعصاب المنعقد في العاصمة الفنلندية هلسنكي، حيث أظهرت البيانات أن المرضى الذين استخدموا “ليراجلوتيد” لمدة 12 أسبوعًا سجلوا انخفاضًا ملحوظًا في عدد أيام نوبات الصداع، بمعدل 11 يومًا أقل شهريًا مقارنة بما قبل بدء العلاج.

هذا التحسن لم يقتصر فقط على عدد النوبات، بل شمل أيضًا زيادة ملحوظة في قدرة المرضى على أداء أنشطتهم اليومية، ما يعزز من جودة حياتهم بشكل عام.

آلية جديدة ومفاجئة: لا علاقة لها بخسارة الوزن

ورغم أن “ليراجلوتيد” معروف بقدرته على تقليل الوزن إلى جانب تنظيم سكر الدم، فإن الباحثين أشاروا إلى أن تأثيره في تقليل الصداع النصفي لا يرتبط بفقدان الوزن، إذ لم تُسجل تغيرات مهمة في مؤشر كتلة الجسم للمشاركين، وبدلاً من ذلك، يقترح العلماء أن الفعالية قد تعود إلى آلية غير تقليدية تتعلق بخفض ضغط سوائل الدماغ، ما يقلل من تهيج الجهاز العصبي المرتبط بنوبات الشقيقة.

آثار جانبية خفيفة واستمرارية العلاج

من أبرز النقاط التي أشارت إليها الدراسة أن الدواء كان جيد التحمل من قبل المرضى، إذ اقتصرت الآثار الجانبية على بعض الأعراض الطفيفة مثل الغثيان والإمساك، لكنها لم تكن كافية لوقف العلاج، هذا الأمر يعزز من الملف الآمن للدواء ويوفر أساسًا قويًا للنظر في استخدامه خارج نطاق علاج السكري.

أفق علاجي جديد لمرضى الصداع المقاوم

مع تفاقم معاناة مرضى الصداع النصفي المزمن الذين لا يستجيبون للعلاجات التقليدية، توفر هذه النتائج بصيص أمل لابتكار علاجات بديلة وفعالة، خصوصًا أن فريق البحث الإيطالي يعتزم توسيع نطاق الدراسات مستقبلًا لاختبار أدوية مشابهة قد تحمل فوائد مماثلة ولكن بآثار جانبية أقل.

هذا ويعاني نحو مليار شخص حول العالم من الصداع النصفي، وهو ثالث أكثر الأمراض إعاقة على مستوى العالم بحسب منظمة الصحة العالمية، وتتجاوز آثاره الجانب البدني، ليؤثر على التركيز، الإنتاجية، والصحة النفسية.

آخر تحديث: 22 يونيو 2025 - 20:15

مقالات مشابهة

  • بسبب رسوبه ومرض شقيقته.. طالب طب يقفز من الطابق الـ 11 في المعادي
  • إنجاز غير مسبوق: دواء جديد يحدث ثورة في علاجات السكري وإنقاص الوزن
  • مفاجأة.. تناول الأطعمة السبايسي يخفض درجة حرارة الجسم في الصيف
  • لن تتوقع علاقة المانجا بمرض السكر
  • تؤدي لشيخوخة الأمعاء.. 9 عادات شائعة تضر بالميكروبيوم الصحي
  • الحساسية من المضادات الحيوية.. هيئة الدواء تكشف تعريفها وأعراضها
  • لماذا تتفاقم أعراض الصداع النصفي عند المرضى الذين لا ينامون جيدا؟
  • النمر يوضح الفئات الممنوعة من الصيام المتقطع ويحذر مرضى السكري
  • دواء للسكري يحقق «مفعولاً سحرياً» ضد الصداع النصفي!
  • مضغ العلكة قبل الأكل.. حيلة غذائية أم فخ للجهاز الهضمي؟