مضغ العلكة قبل الأكل.. حيلة غذائية أم فخ للجهاز الهضمي؟
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
هل يمكن لمضغ العلكة أن يساعد في إنقاص الوزن؟ يعتقد البعض أن مضغ العلكة قبل تناول الطعام يُسهم في تقليل الشهية، ويساعد على تناول كميات أقل من الطعام من خلال تحفيز إفراز هرمون الشبع بسرعة أكبر.
وقد دعمت بعض الدراسات هذا الطرح؛ إذ أظهرت مراجعة علمية شملت 15 دراسة، من بينها 5 تناولت مضغ العلكة بشكل مباشر، أن عملية المضغ قد تُنشط إفراز هرمونات معينة في الجهاز الهضمي تقلل الإحساس بالجوع وتسهم في خفض كميات الطعام المستهلكة.
تشير الدراسات التي تدعم فكرة أن مضغ العلكة قد يساعد في إنقاص الوزن إلى أن فعاليته تكمن في تقليل إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة خلال اليوم.
ففي إحدى الدراسات، أفاد المشاركون الذين مضغوا العلكة بين الإفطار والغداء بأنهم شعروا بجوع أقل، وتناولوا في المتوسط نحو 68 سعرة حرارية أقل في وجبة الغداء مقارنة بمن لم يمضغوها.
ومع أن هذه النتائج تبدو مشجعة، إلا أن الباحثين يؤكدون أن تأثير مضغ العلكة على تقليل السعرات محدود نسبيا، ولا توجد أدلة كافية حتى الآن على فعاليته في تحقيق خسارة وزن كبيرة على المدى الطويل.
من جهة أخرى، لا يمكن اعتبار أن نتائج الدراسات التي أشارت إلى فوائد مضغ العلكة في تقليل الوزن تنطبق على جميع الحالات، إذ لم تُسجّل نتائج مماثلة في أبحاث أخرى.
ففي دراسة أجراها باحثان من قسم علوم التغذية بجامعة بيرديو الأميركية، جرى اختبار تأثير مضغ العلكة -بتفاوت في درجة صلابتها- على مؤشرات الشبع، واستهلاك الطاقة، وإفراغ المعدة. ورغم محاولة توثيق العلاقة بين المضغ والشعور بالشبع بشكل دقيق، أظهرت النتائج آثارا محدودة وغير متسقة، ولم يلاحظ أي تأثير واضح للمضغ على الإحساس بالجوع.
وتظهر نتائج الأبحاث عموما تباينا ملحوظا؛ إذ أفاد بعض المشاركين في دراسات أخرى أن مضغ العلكة لم يكن له سوى تأثير طفيف على كمية الطعام أو السعرات الحرارية المستهلكة. لذلك، يبدو أن مضغ العلكة ليس وسيلة فعالة للجميع في تقليل الجوع أو خفض كميات الطعام.
تشير بعض الدراسات إلى أن مضغ العلكة قد يؤثر سلبا على جودة النظام الغذائي، إذ يمكن أن يقلل من رغبة الشخص في تناول الأطعمة الصحية مثل الفاكهة.
إعلانففي دراسة نُشرت في مجلة "إيتنغ بيهافيورز" عام 2013، تبيّن أن الأشخاص الذين مضغوا علكة بنكهة النعناع كانوا أقل ميلا لتناول الفاكهة كوجبات خفيفة. ويرجح أن السبب يعود إلى الطعم القوي للنعناع الذي قد يجعل طعم الفاكهة غير مستساغ بعده.
من ناحية أخرى، تحتوي العديد من أنواع العلكة الخالية من السكر على "السوربيتول"، وهو مُحل منخفض السعرات يُصنف ضمن كحوليات السكر، ويمتصه الجسم بشكل ضعيف، ما يمنحه خصائص مُلينة. وقد وثقت دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية حالات عانت من إسهال مزمن وآلام في البطن وعسر هضم نتيجة الإفراط في تناول العلكة المحتوية على السوربيتول، بمعدل يومي تراوح بين 15 و20 قطعة.
كما أن مضغ العلكة يؤدي غالبا إلى ابتلاع كميات من الهواء، ما يسبب الشعور بالانتفاخ والغازات.
ويُحذّر خبراء التغذية من أن مضغ العلكة يُحفز إفراز الحمض في المعدة حتى في غياب الطعام، وهو ما قد يربك الجهاز الهضمي ويؤدي على المدى الطويل إلى تهيج بطانة المعدة، وربما يُسهم في تطور مشكلات أكثر خطورة مثل القرحة، خاصة إذا تكرر الأمر بانتظام.
مشكلات صحية تسببها "العلكة"إلى جانب الآثار السابقة، يشير موقع هيلث لاين إلى مجموعة من المشكلات الصحية الأخرى التي قد تنتج عن الإفراط في مضغ العلكة، خصوصا تلك المحلّاة بالسكر. إذ إن وجود السكر يُغذي البكتيريا الضارة في الفم، مما يؤدي إلى تكوّن طبقة البلاك على الأسنان وزيادة خطر التسوس مع مرور الوقت. كما يرتبط تناول كميات كبيرة من السكر بمشكلات صحية مزمنة مثل السمنة، مقاومة الأنسولين، ومرض السكري.
ولا يقتصر الضرر على صحة الفم فقط؛ فقد كشفت دراسة نُشرت في مجلة "جينيرال دِنتستري" أن مضغ العلكة لفترات طويلة قد يؤدي إلى إجهاد عضلات الفك، كما تم ربطه بزيادة احتمالية الإصابة باضطراب المفصل الفكي الصدغي، وهو اضطراب يسبب ألما عند فتح الفم أو المضغ.
ومن الآثار الجانبية الأخرى، المعاناة من نوبات صداع متكررة. فقد أشارت مراجعة بحثية إلى أن المضغ المستمر قد يكون محفزا للصداع، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أو صداع التوتر، ما يجعل مضغ العلكة عاملا مهيجا لتفاقم الأعراض لدى هذه الفئة.
كيف تُساعد العلكة في تقليل السعرات الحرارية؟يمكن لمضغ العلكة أن يكون مفيدا للصحة إذا استُخدم باعتدال ووعي. ولتحقيق أقصى استفادة وتجنب الأضرار المحتملة، يُنصح باتباع الإرشادات التالية:
تجنب الإفراط في مضغ العلكة، واكتفِ بعدد محدود من القطع يوميا. يفضل استخدام العلكة الخالية من السكر لتقليل خطر تسوس الأسنان، مع الانتباه إلى نوع المُحلّي المستخدم.وللاستفادة من العلكة كأداة لدعم ضبط الشهية والتحكم في تناول السعرات، جرّب هذه النصائح:
امضغ العلكة عند الشعور برغبة في تناول وجبة خفيفة غير ضرورية، خصوصا بين الوجبات الرئيسية. اجعل مضغ العلكة جزءا من روتينك بعد الأكل، كإشارة ذهنية إلى انتهاء الوجبة وتجنّب تناول كميات إضافية. أبقِ فمك مشغولا أثناء الطهي بمضغ العلكة، ما قد يساعدك على تقليل التذوق المستمر للطعام خلال التحضير.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی تقلیل فی تناول
إقرأ أيضاً:
دراسة: الأنظمة الغذائية النباتية قد تكون صحية للأطفال.. ولكن بشروط
قال باحثون إن الأطفال الذين يتّبعون أنظمة غذائية نباتية قد يحتاجون إلى مكملات غذائية أو أطعمة مدعّمة لضمان الحصول على ما يكفي من العناصر الأساسية.
خلصت مراجعة رئيسية جديدة إلى أنّ الأنظمة الغذائية النباتية أو الخالية تماماً من المنتجات الحيوانية يمكن أن تكون صحية للأطفال، لكنهم على الأرجح سيحتاجون إلى أطعمة مُدعّمة أو مكملات للحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجون إليها.
ووفقاً للدراسة، قد توفر الأنظمة الغذائية النباتية أيضاً بعض الفوائد الصحية للأطفال، بما في ذلك صحة قلبية وعائية أفضل مقارنةً بالأطفال الذين يتناولون اللحوم. وقد نُشرت الدراسة في Critical Reviews in Food Science and Nutrition.
وتشير النتائج إلى أنّ "الأنظمة النباتية والنباتية الصِرفة المُخطط لها جيداً والمُدعّمة على نحو مناسب يمكن أن تلبي الاحتياجات الغذائية وتدعم النمو الصحي لدى الأطفال"، بحسب ما قالت مونيكا دينو، المؤلفة الرئيسية للدراسة وباحثة في جامعة فلورنسا في إيطاليا، في بيان.
وقال الباحثون إن هذه الدراسة هي الأكثر شمولاً حتى الآن بشأن الأنظمة الغذائية النباتية لدى الأطفال.
حلّلوا بيانات نحو 49 ألف طفل ومراهق في 18 دولة، متابعين عاداتهم الغذائية ونتائجهم الصحية ونموّهم وحالتهم التغذوية. وشملت الأنماط الغذائية النباتيين (يتناولون منتجات الألبان والبيض ولا يأكلون اللحوم أو السمك أو الدواجن) إضافةً إلى النباتيين الصرف وآكلي كلّ شيء.
يميل الأطفال النباتيون إلى تناول كميات أكبر من الألياف والحديد والفولات وفيتامين سي والمغنيسيوم مقارنة بآكلي كلّ شيء، لكنهم يحصلون على طاقة وبروتين ودهون وفيتامين بي 12 وفيتامين دي وعنصر الزنك بكميات أقل.
وكانت الأدلة أقلّ بشأن الأنظمة النباتية الصِرفة، لكن الأنماط كانت متشابهة. ووجدت الدراسة أن الأطفال النباتيين الصرف لديهم تناول منخفض بشكل خاص للكالسيوم.
وقال الباحثون إن الأطفال الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية قد يحتاجون إلى تناول مكملات أو أطعمة مُدعّمة لتجنّب نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية.
وقالت جينيت بيزلي، وهي إحدى مؤلفات الدراسة وأستاذة مشاركة في جامعة نيويورك في الولايات المتحدة: "من اللافت أن مستويات فيتامين بي 12 لا تصل إلى الحد الكافي من دون مكملات أو أطعمة مُدعّمة، وكان تناول الكالسيوم واليود والزنك غالباً عند الحد الأدنى من النطاقات الموصى بها".
تمتع الأطفال النباتيون الصرف والنباتيون بصحة قلبية وعائية أفضل من الأطفال الذين يتناولون اللحوم. ويميل النباتيون إلى أن يكونوا أقصر قليلاً وأنحف، مع مؤشر كتلة جسم (BMI) وكتلة دهنية ومحتوى معدني عظمي أقل.
Related لماذا يحذر الخبراء من إعطاء الأطفال مكملات غذائية كالفتيامينات؟وكانت لديهم أيضاً مستويات كوليسترول أقل، بما في ذلك كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، وهو الشكل "السيئ" أو "غير الصحي" من الكوليسترول الذي يمكن أن يؤدي إلى تراكم اللويحات في الشرايين.
لكن للدراسة بعض القيود؛ فمثلاً من الصعب إثبات ما إذا كانت الأنظمة الغذائية للأطفال سببت مباشرة الفروق في نتائجهم الصحية. وقد تختلف الأسر التي تختار الأنظمة النباتية عن آكلي اللحوم من حيث الوضع الاجتماعي الاقتصادي أو عوامل نمط الحياة.
يوصي الباحثون بأن يضع الآباء أنظمة أبنائهم الغذائية بعناية، على سبيل المثال، بدعم من أطباء الأطفال وأخصائيي التغذية.
وقالوا إنه ينبغي أن تكون هناك إرشادات رسمية أكثر لمساعدة الأسر التي تعتمد الأنظمة النباتية على ضمان تلبية الاحتياجات الغذائية لأطفالها خلال نموّهم.
وقالت دينو: "نأمل أن تقدّم هذه النتائج إرشادات أوضح بشأن فوائد الأنظمة النباتية ومخاطرها المحتملة، بما يساعد العدد المتزايد من الآباء الذين يختارون هذه الأنظمة لأسباب صحية أو أخلاقية أو بيئية".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة