بايدن أم ترامب؟.. سيناريوهان كلاهما مُر لمستقبل الإنتاج وتقلبات أسعار الخام
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
الرؤية - مريم البادية
يُراقب مختصون سباق الانتخابات الأمريكية بحذر؛ فعلى رغم الخلاف بين الرئيس الأمريكي جو بايدن المرشح المحتمل للحزب الديمقراطي، والرئيس السابق دونالد ترامب المرشح المحتمل للحزب الجمهوري، في مناظرتهما الأولى حول مكافحة التغيرات المناخية والتحول للطاقة الخضراء، فإن كلا المرشحين مفيد لشركات النفط الكبرى، ومع ذلك تميل شركات الطاقة الأمريكية لتأييد انتخاب ترامب رئيساً مع أنها حقَّقت أرباحاً غير مسبوقة في ظل حكم بايدن.
وعلى رغم محاولة واشنطن زعم زيادة التحول للطاقة المتجددة، وتخصيص عشرات مليارات الدولارات لدعم صناعات الطاقة الخضراء، فإن منحنى زيادة إنتاج الوقود الأحفوري (النفط والغاز) الأمريكي مستمر في النمو أيًّا كان الرئيس الذي سينتخبه الأمريكيون في نوفمبر المقبل. وستشهد إستراتيجية إنتاج وتصدير النفط والغاز الأمريكية بعض التغيرات تبعاً للرئيس المنتخب، لكن في النهاية يظل التوجه العام هو استمرار زيادة إنتاج النفط والتوسع في التصدير وكذلك تصدير الغاز الطبيعي المسال.
وتستفيد الشركات الأمريكية من صادرات الغاز المسال، خاصة إلى أوروبا، والتي توقفت عن استيراد 40 في المئة من حاجاتها من روسيا بعد حرب أوكرانيا، وليس هذا فحسب، بل إنَّ هناك تقارير عن شراء مصر "غاز طبيعي مسال" أمريكيًّا في إطار سعيها لحل مشكلة نقص الكهرباء الذي يؤدي لقطعها عن المستهلكين يومياً لفترات متفاوتة.
وينظر علي الريامي المختص في شؤون النفط والطاقة -في تصريحات له على صحيفة أجنبية - إلى سيناريوهيْن انتخابيين للولايات المتحدة بحذر؛ وقال إنَّ إدارة بايدن تدعم بصورة أكبر الاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة، بينما خرجت إدارة ترامب من اتفاقات عدة ذات صلة بالبيئة خلال الأعوام الأخيرة من حكمه. وأوضح المختص في شؤون الطاقة، أن الولايات المتحدة خلال فترة بايدن الحالية دخلت في سباق لكسر الأرقام الحالية للإنتاج؛ فبداية هذه السنة كان الإنتاج الأمريكي 13.1 أو 13.2 مليون برميل يوميًّا، ومن المتوقع أن يصل إلى 13.5 مليون في نهاية 2024، وهذه الأرقام كلها غير مسبوقة؛ مما يعني غض البصر عن البيئة وقضايا المناخ إذا تعلق الأمر بمصلحة الاقتصاد الأمريكي ونموه.
وقال الريامي يُمكن أن نشاهد سرعة أكبر في إنتاج الوقود الأحفوري حال وصول ترامب إلى سدة الحكم، وبالتأكيد ستترجم أي زيادة في الإنتاج الأمريكي إلى ارتفاع في الأسعار العالمية للنفط؛ لأن أمريكا في الوقت الحاضر تحولت من مستورد للنفط إلى مصدر له أيضاً، والنفط الأمريكي يقابل في آسيا بقبول حسن وهو منافس لأنواع أخرى من النفط في الأسواق الآسيوية، والأمور قد تكون صعبة مستقبلاً، والأسواق والأسعار ستتأثر إذا استمرت الحال على ما هي عليه سياسة الإنتاج الحالية، والأمر يتجاوز النفط إلى الغاز الأمريكي الذي يعدّ محركاً للصناعة في أوروبا حالياً.
وفي المقابل، يوضح الريامي أن النفط سيتأثر سلباً بوصول ترامب إلى السلطة لأنه سيشجع أكثر على الإنتاج وسيحفز الشركات على ضخ مزيد من الاستثمارات في النفط الصخري وسيمنحها مزيداً من التسهيلات، وقد يشدد القيود على تصدير النفط الإيراني والفنزويلي كي يعطي الفرصة لنفط بلاده للاتجاه إلى أسواق جديدة، مما سيجعل النفط الأمريكي أكثر تأثيراً.
وكان موقع "بوليتيكو" قد نشر تقريراً، الشهر الماضي، ذكر فيه أن دونالد ترامب حصل على تعهدات للتبرع لحملته الانتخابية بقيمة مليار دولار من رؤساء شركات النفط في اجتماعه معهم بمنتجع "مارا لاغو". وبحسب ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" وقتها، تعهد ترمب في المقابل أنه في حال انتخابه رئيساً سيلغي سياسات الرئيس جو بايدن البيئية التي تعرقل صناعة النفط والغاز.
لكن الواقع أن شركات الطاقة الأمريكية استفادت في فترة بايدن ربما أكثر من استفادتها في ظل أي رئيس آخر، ليس فقط بزيادة الإنتاج من النفط والغاز، وإنما أيضاً بفرص التصدير الكبيرة للوقود الأحفوري إلى أوروبا وآسيا. وتصدر الولايات المتحدة حالياً ما يصل إلى أربعة ملايين برميل يومياً من النفط، وفي العام الماضي أصبحت أمريكا أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم بشحن ما يزيد على 86 مليون طن متري من الغاز المسال إلى أوروبا وآسيا وغيرها، طبقاً لبيانات شركة "إل.إس.آي.جي".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: النفط والغاز
إقرأ أيضاً:
أسعار النفط ترتفع مع تراجع آمال اتفاق نووي إيراني وتضرر الإنتاج الكندي بحريق الغابات
صراحة نيوز-ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الثلاثاء، مدعومة بمخاوف متزايدة حول المعروض العالمي، في ظل استعداد إيران لرفض اقتراح أمريكي لصفقة نووية كانت قد تخفف العقوبات المفروضة على إنتاجها النفطي، إضافة إلى توقف جزء من الإنتاج الكندي جراء حرائق الغابات.
وبحلول الساعة 00:00 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 55 سنتًا بنسبة 0.85% لتصل إلى 65.18 دولارًا للبرميل، فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 59 سنتًا أو 0.94% إلى 63.11 دولارًا للبرميل، بعد تسجيله ارتفاعًا قرب 1% في وقت سابق من الجلسة.
وكانت الأسعار قد قفزت بنحو 3% في الجلسة السابقة عقب إعلان منظمة أوبك وحلفائها (أوبك+) الحفاظ على زيادة الإنتاج عند 411 ألف برميل يوميًا خلال يوليو، وهو نفس معدل الزيادة في الشهرين السابقين وأقل من توقعات السوق.
وعززت التوترات الجيوسياسية مسار الأسعار، حيث أعلن دبلوماسي إيراني يوم الاثنين أن طهران تعتزم رفض الاقتراح الأمريكي لإنهاء الخلاف النووي المستمر منذ سنوات، واعتبره لا يلبي مصالحها ولا يتضمن تخفيفًا لموقف واشنطن تجاه تخصيب اليورانيوم.
وفي حال فشلت المحادثات، ستستمر العقوبات على إيران، مما قد يقيد إمدادات النفط في السوق العالمية ويضغط على الأسعار للارتفاع.
ولا تزال الحرب الروسية الأوكرانية قائمة كعامل رئيس في زيادة المخاطر الجيوسياسية التي تؤثر على الإمدادات.
على صعيد آخر، أدت حرائق الغابات في إقليم ألبرتا الكندي إلى توقف مؤقت لبعض إنتاج النفط والغاز، مما أدى إلى تقليل الإمدادات المحتملة. وحسب حسابات وكالة رويترز، أثرت الحرائق على نحو 7% من إجمالي إنتاج كندا من النفط الخام.
وقد أوضح دانيال هاينز، كبير محللي السلع في بنك إيه.إن.زد، أن ارتفاع الأسعار جاء نتيجة تراجع المخاوف التي كانت متوقعة قبل اجتماع أوبك+، ما دفع المستثمرين للتخلي عن مراكزهم المتحفظة، في ظل بقاء المنظمة على سياسة زيادة الإنتاج الحالية.