في إسرائيل، سياسيون قالوا: إن دولة الاحتلال فقدت الشمال. وأمس نشر حزب الله فيديو هدهد 2، ويرصد الفيديو أهدافا أمنية وعسكرية ومدنية وحيوية إسرائيلية على مساحة ألف كلم مربع في عمق دولة الاحتلال من الجليل إلى حيفا وطبريا والجولان المحتل.
وإسرائيل في مأزق وجودي، وعلى أبواب الجحيم.. وهذه هي الرسالة المباشرة لحزب الله ، في فيديو يرصد في دقة وتقنية عالية أهدافا عسكرية ومدنية في شمال دولة الاحتلال.
أهداف منتقاة لميناء حيفا وأرصفة بحرية، ومطارات، ومدمرات حربية، وأهداف رصدها استطلاع جوي وأرضي لمواقع مدنية وتجمعات سكنية وأنفاق وطرق ترابية، ومنشآت حيوية ومصادر ومحطات انتاج طاقة، وكهرباء، وغاز.
وبنك معلومات استخباراتية، واختراق أمني غير مسبوق لدولة الاحتلال. وفي إعلام اسرائيلي اعترفوا أن فيديو حزب الله الأول والثاني يشكلان اختراقا في المؤسسة العسكرية والأمنية بمراتب عليا، واختراق رقمي لمعلومات جيش الاحتلال.
رسالة ردع لبنانية ولمحور المقاومة.. والمقاومة تعرف الكثير والكثير عن إسرائيل، ولربما أكثر مما يعرفون عن أنفسهم
وكما هي، فإن الرسالة أكثر من واضحة، وهي رسالة ردع لبنانية ولمحور المقاومة.. والمقاومة تعرف الكثير والكثير عن إسرائيل، ولربما أكثر مما يعرفون عن انفسهم، وان كل شيء جاهز وعلى أهبة الاستعداد، وذلك ردا على التهديدات الإسرائيلية وفتح حرب على جبهة الجنوب، وتدمير لبنان، وإعادتها إلى العصر الحجري، وجاء هذا التصريح على لسان الوزير غالانت.
وما لا يطرح من أسئلة سوى على مستوى المؤسستين العسكرية والسياسية، فبعد تسعة شهور من الحرب، فأين تقف إسرائيل اليوم؟ وما تريد إسرائيل من حرب غزة؟ وعدا عن الإبادة والقتل والتجويع، ماذا تريد إسرائيل؟ المقاومة في لبنان ردت على الصراخ والتهديد العصابي لقادة أورشليم وقرب شن حرب على لبنان.. ويبدو أن رسالة المقاومة اللبنانية واضحة لا تختبروا بأسنا، واخشونا اكثرر مما تطلبون أن نخشاكم.
شهية نتنياهو وحاخامات اورشليم يقابلها خطاب صريح ومباشر من جنرالات إسرائيليين يفرملون تهور القادة السياسيين، ويقولون باعتراف أن إسرائيل غير مستعدة عسكريا بعد لمواجهة مباشرة مع المقاومة في لبنان.
"جنرال إسرائيلي" كشف وصارح صحفيا أمريكيا نشرته نيورك تايمز، بالاعتراف أنه ثمة ضرورة ملحة إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة. وحتى لو أن حماس عادت إلى غزة، وكان اليوم التالي في غزة لمصلحة حماس، فهذا لا يمنع أن نقرر التوصل إلى اتفاق وإعلان وقف الحرب.
وما بعد فيديو « الهدهد 2 «، ماذا سيقول جنرالات وسياسو إسرائيل. فلا غير الهلع، ومطارقه تدق على أنفاس الإسرائيليين. وكل يوم تدك الصواريخ والمسيرات أهدافا حيوية في العمق الإسرائيلي، ويسقط قتلى من ضباط وجنود تحت ضربات المقاومة.
يبدو أن إدارة الحرب، في دولة الاحتلال في حالة ارتباك وتخبط. زعيم المعارضة في الكنيست الإسرائيلي يائير لبيد يعترف بعدم جاهزية الجيش لخوص حرب طويلة، وأن الاعتماد على قوات الاحتياط لا يصلح لهذا النمط من الحروب.
إسرائيل تموت وجوديا وعمقها الاستراتيجي ومجالها الحيوي أصبح صفرا
شمال فلسطين المحتلة فرغ من السكان. وتحت قصف المقاومة اللبنانية. وكما تم اجلاء المستوطنين من غلاف غزة جنوبا. وفي موجات النزوح الاسرائيلي الداخلي، ومع اشتعال جبهة الضفة الغربية، فإن إسرائيل تموت وجوديا وعمقها الاستراتيجي ومجالها الحيوي أصبح صفرا، وكما لو أن نتنياهو هو القاتل والناحر لمشروع الدولة التوراتية الكبرى، ويدمر الهيكل الثالث في عظام وجماجم أطفال ونساء غزة.
هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد أوباما، حذرت إسرائيل من تغيير موازين ومفاهيم القوى في الشرق الأوسط. وفي لحظتها شن اللوبي الصهيوني هجوما على كلنتون، واتهموها بأنها تطعن إسرائيل في الظهر، وفي المنافسة الانتخابية مع ترامب وقف اللوبي الصهيوني في أمريكا ضد السيدة كلنتيون.
ليس هناك تفوق عسكري مطلق وأبدي.. والتفوق في المفهوم العسكري حالة نسبية ومترددة. وفي حرب فيتنام ألقى الجيش الأمريكي صواريخ وقذائف عملاقة من طراز بي 52، واستخدم أحدث طائرات سلاح الجو، ولكن المعركة في النهاية حسمت للثوار الفيتناميين.
شيء أشبه بالخيال وأسطوري ما يجري في غزة اليوم. والمقاومة تحت الحصار والعزلة والإبادة تعلن عن تصنيع صاروخ جديد، الغزيون يصنعون معنى مختلفا للحياة في زمن العدوان والإبادة، والحرب.
مشاهد خارقة وأسطورية، ومن وحي السماء.. مقاومون بصلابة وبأس يواجهون أهوالا من القوة الجوية والبرية والبحرية. ولأكثر من تسعة شهور استنزف أولئك المقاومون عظام ملوك التوارة، والذين يلجأ اليهم حاخامات وساسة وجنرالات اورشليم على السواء.
هي أول حرب حقيقية بين العرب وإسرائيل.. وتجربة مريرة زادت من قلق وهواجس إسرائيل وقادتها على وجود ومصير الكيان ومستقبله.
الدستور الأردنية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال حزب الله المقاومة غزة غزة حزب الله الاحتلال المقاومة جنوب لبنان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
معركة المرحلة الثانية في غزة
ستشهد غزة في الأيام القادمة، أو خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر الذي سيختم العام 2025، معركة المرحلة الثانية في مسار إنهاء الحرب التي اندلعت خلال السنتين الماضيتين، إثر عملية طوفان الأقصى في 7 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ففي هذه المعركة سيتقرّر مصير سلاح المقاومة، والوضع في القطاع، كما استمرار ما احتُلّ من أراضٍ فيه، الأمر الذي سيقرر مصير القضية الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال في القدس والضفة الغربية خلال السنوات العشر القادمة، فضلا عن تأثيره في مستقبل المنطقة العربية والإسلامية.
فهذا التقدير للموقف، سيتطلب أن تركز كل الجهود الفلسطينية والعربية والإسلامية وأحرار العالم في الالتفاف حول المقاومة والشعب في غزة.
والمقصود هنا جهود الذين ينتسبون للحق الفلسطيني، كما جهود من يقفون ضدّ الجريمة الدولية، التي أقامت الكيان الصهيوني من خلال عملية اقتلاع لثلثي الشعب الفلسطيني في 1948/1949، وإحلال مستوطنين جاء بهم الاستعمار البريطاني، ليقيموا الكيان الصهيوني بالقوّة السافرة، وبمخالفة للقانون الدولي وللعدالة والحق.
فهؤلاء وهؤلاء ممن ينتسبون إلى جبهة عدالة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وممن يرفضون ويناهضون جريمة الوجود الصهيوني في فلسطين، ويدينون الآن سيرته، بما يرتكب ويرتكب من جرائم إبادة، وقتل جماعي، وتدمير شبه شامل لقطاع غزة، واستيطان وضم للقدس والضفة الغربية، ومناطق الـ48، كما راح يشنّ الاعتداءات العسكرية على لبنان وسوريا واليمن، مهددّا كل البلاد العربية والإسلامية، بإخضاعها أمنيا له.
فعلى هؤلاء وهؤلاء، وبقولٍ واحد لا يقبل التردّد، أن يلتفوا حول المقاومة والشعب في قطاع غزة، خلال الأيام والأسابيع القادمة، لإفشال ما يسمّى المرحلة الثانية. وذلك إذا أُريدَ لهذه المرحلة أن تحلّ كما يسعى نتنياهو، وكما يتواطأ ترامب ومساعدوه، بوضع قطاع غزة تحت وصاية أمريكية-صهيونية، وإبقاء الاحتلال الصهيوني مسيطرا على أجزاء من القطاع، إلى جانب تجريد غزة من سلاح المقاومة. ومن ثم وضع القطاع تحت الإبادة، والتنكيل والتهجير.
إن إفشال مشروع نتنياهو، والمؤيَّد جزئيا أو أكثر من قِبَل ترامب ومساعديه، يشكل الواجب الأول لكل مسعى سياسي فلسطيني، ولكل موقف عربي وإسلامي، ورأي عام عالمي، وذلك بالوقوف الحازم إلى جانب موقف المقاومة والشعب في غزة.
وهو الموقف الذي يريد للمرحلة الثانية، أن تتم على أساس الوقف التام للحرب، والانسحاب الكامل من قِبَل الاحتلال، وتأمين دخول المساعدات من دون أيّة سلطة للجيش الصهيوني عليها، والحفاظ على سلاح المقاومة، كضمان لمواجهة أيّ عدوان عليها وعلى الشعب وضمان الأمن الداخلي، فضلا عن تثبيته كحق يقتضيه القانون الدولي في مقاومة الاحتلال.
حقا إنها لمعركة حاسمة في مواجهة الحلّ الذي سيكون عليه الوضع في قطاع غزة، للمرحلة القادمة، كما مستقبل الوضع في القدس والضفة الغربية. ومن ثم فكل جهد ونشاط يجب أن يدعما الالتفاف حول المقاومة والشعب في قطاع غزة، وما يجب أن يتهيأ من إعداد للمقاومة والانتفاضة في الضفة الغربية، المعرضة للضم وشعبها للتهجير.