سجل الجنيه السوداني انهيارا جديدا حيث جرى تداول الدولار الواحد عند 2300 جنيها الثلاثاء مقارنة بـ 1900 جنيها عند إغلاق تداولات الأسبوع الماضي، وعزا متداولون تحدثوا لموقع سكاي نيوز عربية التدهور الكبير في قيمة العملة الوطنية إلى تحويلات ضخمة يجريها متعاملون من حسابات مصرفية داخل السودان وسط حديث عن هروب كبير للمدخرات في ظل الضبابية التي تحيط بمستقبل البلاد التي تعيش حربا طاحنة دخلت شهرها الخامس عشر.



وقال أحد المتداولون لموقع سكاي نيوز عربية: "ارتفع الطلب على العملات الأجنبية منذ مساء الاثنين ونتلقى طلبيات لا نستطيع تغطيتها مما يجعل السعر يرتفع على مدار الساعة".

وأضاف: "هناك تفسيرات متضاربة للارتفاع الملحوظ في الطلب على العملات الصعبة، حيث يشير البعض إلى رغبة مدخرين تحويل أموالهم لعملات صعبة ونقلها إلى الخارج تزامنا مع تزايد موجة فرار الأسر للخارج، لكن آخرين يقولون إن السبب يعود لطلبية حكومية كبيرة لتغطية مشتريات أسلحة وتكاليف طباعة كميات ضخمة من الجنيه في دولة أوروبية".

ضغط كبير

يفاقم انهيار الجنيه من معاناة السودانيين في الداخل والفارين من الحرب إلى دول مجاورة. فعلى المستوى المحلي يؤدى الانخفاض الحاد في قيمة الجنيه إلى المزيد من الارتفاع في معدلات التضخم التي تخطت أكثر من 500 في المئة، بحسب بيانات مستقلة.

وبدوره يؤدي ارتفاع التضخم إلى مضاعفة اسعار السلع الغذائية، مما يقلل من القدرة الشرائية للسكان المحليين في ظل دخول أكثر من 60 بالمئة في دائرة البطالة بعد الحرب نتيجة لفقدان مصادر دخلهم بسبب إغلاق معظم مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، وبالتالي وقوع المزيد من السكان في دائرة الجوع في وقت تقول فيه الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، منهم أكثر من 14 مليون طفل، من سكان البلاد المقدر عددهم بنحو 48 مليون نسمة يواجهون خطر المجاعة وانعدام الأمن الغذائي الحاد.

وفي الجانب الآخر، يزيد اعتماد الملايين من السودانيين الذين فروا إلى خارج البلاد الضغط على سعر صرف الجنيه، حيث تعتمد نسبة كبيرة منهم على مدخراتها المحلية في تغطية نفقاتهم المعيشية والتعليمية.

أسباب ومبررات

ويرى الخبير الاقتصادي وائل فهمي صعوبة السيطرة على سعر الصرف حاليا في ظل استمرار تمويل المجهود الحربي وعمليات طباعة العملة، وفي ظل رغبة الكثير من السكان لتحويل مدخراتهم إلى عملات صعبة واعتماد أكثر الملايين من الفارين من الحرب إلى خارج البلاد على التحويل من حساباتهم لتغطية من صرفهم اليومية في البلدان التي نزحوا اليها.

ويحذر فهمي من خطورة وتيرة التدهور الحالي في قيمة الجنيه، ويوضح لموقع سكاي نيوز عربية: "وفقا للمعايير العالمية فإن العملة الوطنية لأي دولة تعتبر في أزمة إذا تجاوز تخفيض سعر صرف العملة الوطنية بالنسبة للعملات الاجنبية ما متوسطه 15 في المئة. وفي حالة السودان، الذي شهد انهيارات سعر صرف عديدة، فان النسبة بلغت منذ اندلاع الحرب وحتى الآن أكثر من 300 في المئة.

أبوظبي - سكاي نيوز عربية  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: سکای نیوز عربیة أکثر من

إقرأ أيضاً:

الأزمات تحاصر السودانيين وسط مخاطر صحية وأمنية وغذائية كبيرة

 

تفاقمت خلال الأيام الأخيرة الأزمات الصحية والمعيشية والمخاطر الأمنية في السودان، حيث تتزايد حدة الوبائيات في العاصمة الخرطوم، وتتسع رقعة الجوع لتشمل أكثر من 70 في المئة من مناطق البلاد، وسط فوضى أمنية عارمة بسبب القتال المستمر وحملات الاعتقال والنزوح.

التغيير ــ وكالات

تشهد معدلات الوفيات ارتفاعًا ملحوظًا، سيما في أم درمان وجنوب الخرطوم، مع انتشار الأمراض في ظل شُبهات بتسرّب كيميائي في بعض المناطق، وانقطاع إمدادات المياه في معظم أنحاء البلاد، ما اضطر الأسر إلى جمع المياه من مصادر غير آمنة وملوثة.
وتتزايد معدلات الجوع بوتيرة متسارعة لتطال أكثر من 26 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة، في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية وتدهور الأوضاع الأمنية، خصوصًا في إقليم كردفان الذي يشهد قتالًا عنيفًا.

تحذيرات متصاعدة

حذّرت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية من أوضاع خطيرة تفاقمت بعد ظهور أمراض غريبة في العاصمة الخرطوم أدت إلى وفاة الآلاف في أقل من أسبوع، دون تدخلات ملموسة من السلطات الصحية المحلية.

يأتي ذلك في ظل خروج أكثر من 70 في المئة من مستشفيات البلاد عن الخدمة، ونقص حاد في المستلزمات الطبية، بحسب نقابة أطباء السودان.
ووفقًا للأمم المتحدة، فقد أجبر اندلاع الصراع في أبريل 2023 نحو 13 مليون شخص على الفرار من منازلهم، وتشرّدوا داخليًا وفي أنحاء المنطقة، بينما عبر أكثر من 3 ملايين شخص الحدود إلى خارج البلاد.

ورغم عودة الآلاف إلى بعض مناطق ولاية الخرطوم مؤخرًا، إلا أن كثيرين وجدوا منازلهم مدمرة تفتقر إلى خدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي، إلى جانب استمرار أعمال النهب والقصف العشوائي في مناطق عدة.

كما يعاني سكان الولايات الشمالية والغربية والشرقية من نقص حاد في الغذاء، وصعوبات كبيرة في الوصول إلى الرعاية الصحية.

ويواجه سكان مدينة أم درمان، غرب العاصمة، أزمة حادة في مياه الشرب، مع ارتفاع كبير في أسعارها، إذ تقول منظمات صحية إن سعر حمولة المياه الواحدة تجاوز ثلاثة أضعاف راتب العامل الشهري.

وقال مرتضى عبد القادر، أحد المشرفين على منظمة طوعية تعمل في عدد من مناطق البلاد، إن “المياه حتى وإن توفرت، فإنها غالبًا ما تكون غير آمنة من الناحية الصحية”.

كارثة صحية تلوح في الأفق

وتوقعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تفاقمًا أكبر في أزمة الصحة العامة في السودان، مع استمرار الصراع والنزوح الجماعي، وانتشار الأمراض.

وفي تقرير صدر يوم الأربعاء، سلّطت اليونيسف الضوء على الخطر المتزايد لوباء الكوليرا في بلد مزّقته الحرب، حيث تم تسجيل أكثر من 7700 إصابة و185 حالة وفاة مرتبطة بها في ولاية الخرطوم. ويثير القلق تسجيل أكثر من 1000 إصابة بين أطفال دون سن الخامسة.

وقال شيلدون يت، ممثل اليونيسف في السودان: “يتعرض المزيد من الأطفال يوميًا لهذا التهديد المزدوج المتمثل في الكوليرا وسوء التغذية، لكن كلاهما يمكن الوقاية منهما وعلاجهما، إذا تمكّنا من الوصول إلى الأطفال في الوقت المناسب”.

الوسومالأزمات الأطفال الكوليرا اليونسيف كارثة صحية منظمة طوعية

مقالات مشابهة

  • مفاجأة بشأن طقس يوم عرفة وعيد الأضحى.. هل تشهد البلاد موجة شديدة الحرارة؟
  • الجيش السوداني يتصدى لهجوم بطائرات مسيرة في أجواء بورت سودان
  • أحمد موسى عن أمطار الإسكندرية: فيه ناس كانوا شمتانين وعايزين حاجة كبيرة تحصل
  • ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد
  • ظاهرة فلكية نادرة.. كويكب ينفجر في سماء دولة عربية بقوة هائلة
  • وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”
  • الروبل الروسي بين العملات الثلاث الأولى التي ارتفعت مقابل الدولار في مايو
  • سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني اليوم في تعاملات الجمعة 30 مايو 2025
  • الأزمات تحاصر السودانيين وسط مخاطر صحية وأمنية وغذائية كبيرة
  • السوداني يوجه بتسهيل عمل المقاولين ومعالجة المعوقات التي تواجههم