نائب حزب الله بالبرلمان اللبناني: لدينا الأسلحة الكافية.. وسنرد على التصعيد بنفس القدر
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
تحدثت مذيعة CNN، كريستيان أمانبور، مع إبراهيم الموسوي، عضو البرلمان اللبناني الذي يمثل حزب الله، عن مخاطر الحرب الشاملة مع إسرائيل، والمدنيين الذين قد يقعون ضحايا لها، وبعض التعليقات التي أدلى بها سابقًا.
نص الحوار وإليكم نص الحوار الذي دار بينهما:كريستيان أمانبور: أنت عضو في البرلمان وتمثل حزب الله، لذا أود أن أسألك في سياق التوترات المتصاعدة والنشاط العسكري عبر الحدود مع إسرائيل، هناك قلق متزايد بشكل واضح أن هذه الحرب يمكن أن تنتشر؟ كيف تصف خطر اندلاع حرب كبرى الآن بين حزب الله وإسرائيل؟
إبراهيم الموسوي: حسنًا، منذ اندلاع الصراع والأعمال العدائية للإسرائيليين بعد 7 أكتوبر، وبعد الاشتباك بين حزب الله والعدو الإسرائيلي، التزمنا بقواعد معينة طوال الوقت، استهدفنا المواقع العسكرية الإسرائيلية، وخاصة في المناطق المحتلة ولبنان، وكان هناك تصعيد من الجانب الإسرائيلي، ثم وضعنا صيغة مفادها أنه في كل مرة يصعد فيها العدو الإسرائيلي الموقف، فإننا سنصعد الموقف بنفس القدر وأكثر.
كريستيان أمانبور: هذا مثير للاهتمام حقاً لأن الجيش الإسرائيلي قتل في الأسبوع الماضي أحد كبار قادة حزب الله في جنوب لبنان. وكما قلت، في كل مرة يكون لدينا شيء، نرد بنفس القوة وأكثر، وقال حسن نصرالله، زعيم حزب الله، إنه إذا فرضت الحرب، فإن المقاومة ستقاتل دون قيود أو قواعد أو حدود. ماذا يقول بالضبط؟ هل يقوم بالتهديد؟
إبراهيم الموسوي: نعم، إنه تهديد. ونعم، إنه تحذير. ونعم، إنها إشارة للعالم أجمع أنه إذا فرض الإسرائيليون حربًا، فإن هذا سيضع المعادلة في مكانها الصحيح. نحن نرد على عداء. نحن نرد على عمل، ونرد على هجوم أو اغتيال أو استهداف لشعبنا ومنطقتنا. ولهذا السبب، منذ البداية، نجعل الثمن باهظًا للغاية على العدو الإسرائيلي، حتى لا نخوض أي نوع من المخاطر من هذا النوع.
كريستيان أمانبور: الآن، تشير بعض التقديرات الغربية، وربما رأيت التقارير الصحفية، إلى أن حزب الله لديه نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة متطورة للغاية. وأنهم قد يغمرون حتى دفاعات القبة الحديدية الإسرائيلية المتطورة بنفس القدر في الجولة الأولى. هل تعتقد أن هذا صحيح؟
إبراهيم الموسوي: أستطيع أن أؤكد لك أن لدينا ترسانة كافية. لدينا ذخيرة كافية، لدينا صواريخ وقذائف كافية، كل ما يلزم للرد بطريقة فعالة للغاية ضد العدوان الإسرائيلي وضد أي عداء إسرائيلي بارز ضد شعبنا وضد أرضنا. هذا شيء فعله حزب الله منذ وقت طويل. هذا شيء أريد أن ألفت الانتباه إليه، بسبب فشل المجتمع الدولي في معالجة الأزمة الفلسطينية بطريقة جيدة، بسبب القوة الإسرائيلية المطلقة للتدمير وقتل الأطفال وقتل النساء وتدمير.. هذا القدر الكبير من الدمار في غزة، هذا مؤشر على فشل المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة في إيجاد حلول عادلة للمشاكل القائمة، ولهذا السبب تراكمت لدينا ما يكفي من الخبرة والصواريخ والقذائف والذخيرة للرد وجعل أي نوع من المغامرات من الجانب الإسرائيلي مكلفة للغاية.
كريستيان أمانبور: كما تعلم، وقد ألمحت إلى ذلك، لبنان لا يريد حربًا أخرى، ورئيس الوزراء لا يريد ذلك، والشعب اللبناني لا يريد ذلك. كثير من الناس يحثونكم، يا حزب الله، على عدم شن حرب. وأتذكر أنني غطيت حرب عام 2006، وهاجمت إسرائيل - ردًا على ما حدث وما إلى ذلك - في داخل بيروت، وكان الدمار هائلاً، واستغرق الأمر وقتًا طويلاً لإعادة الإعمار. يعيش 80٪ من اللبنانيين في فقر الآن. لماذا يدعو حزب الله إلى المزيد من الضرر لبلدك وشعبك وحزبك السياسي أيضًا؟ ما الذي ستستفيدون منه؟
إبراهيم الموسوي: عليك أن تري المنظورين. الأمر ليس في اتجاه واحد فقط. نحن نرد على الهجوم. يجب أن أذكركم وكل من يتابعون أن أجزاء من أرضنا لا تزال محتلة. هناك طموحات إسرائيلية ضد نفطنا وضد مياهنا وضد أرضنا. لم يستجيبوا قط ولم يجعلوا القرارات الدولية تتجسد. لم يطبقوها قط. إن القرار 425 الذي كان أشبه بقرار المجتمع الدولي الذي اتخذته الأمم المتحدة لم يتم تنفيذه، ولكن بسبب المقاومة… مرة أخرى فإن هذا القرار لا يتم احترامه أو تطبيقه من قبل الإسرائيليين ولهذا السبب نحن بحاجة للدفاع عن أنفسنا. نحن لا ندعو إلى حرب، ولكن بقوة الردع لدينا فإننا نملأ فجوة ونخبر الإسرائيليين بلهجة شديدة أن هذا سيكلفهم الكثير. هذا رادع للحرب الشاملة، وليس ترحيبًا بها. لا أحد يريد أن يرى الحرب. نحن جميعًا نكره الحرب. نحن نعلم أن الحرب ستجلب الخراب والدمار وسيُقتل العديد من الناس. ولكن في الوقت نفسه، كما ترون، أرى والجميع يرون ما يفعلونه في غزة. هذا نوع من الإبادة الجماعية ونوع من الفصل العنصري ونوع من الدمار غير المسبوق في التاريخ. غزة كافية لتكون شاهدًا على الوحشية والعداء والحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الإسرائيليون.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حزب الله الحرب 7 أكتوبر الموقف حزب الله نرد على لا یرید نوع من
إقرأ أيضاً:
600 يوم من الاجرام الإسرائيلي في غزة...شهادات صهيونية بالفشل
وسيطرت على هذه المقالات سمة التشاؤم وانعدام التصور للخروج من الأزمة في ظل تعدد الساحات التي يخوضها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن وحتى إيران، فضلا عن تخلخل الساحة الداخلية في ضوء الخلافات المستعرة بشأن أهداف الحرب.
مأزق إستراتيجي
وفي مقال شديد اللهجة نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" قال المحلل السياسي ومراسل شؤون الاستيطان أليشع بن كيمون إن "الواقع في غزة لم يتغير، والقيادة الإسرائيلية فشلت في كل اختبار، وعلى رأسها رئيس الحكومة الذي يتهرب من اتخاذ القرارات ويقود البلاد إلى مأزق إستراتيجي عميق".
ويضيف المحلل السياسي أن الجيش الإسرائيلي ورغم العمليات المكثفة التي أسفرت عن تدمير مناطق واسعة من غزة فإنه لا يزال يضطر للعودة مرارا إلى المناطق ذاتها لمواجهة المقاومة، وقال "صحيح أن البنية التحتية لحماس تضررت، لكنها لا تزال موجودة وتعمل وتتنفس".
كما أشار إلى أن محاولات الحكومة لإضعاف الحركة من خلال توزيع المساعدات الإنسانية المباشرة على السكان لم تحقق أهدافها حتى الآن رغم الترويج لها كنقطة تحول.
واستشهد المحلل السياسي بفشل المبادرات السابقة في مناطق مثل مستشفى الشفاء، ورفح، وطريق فيلادلفيا، معتبرا أن "الزمن هو وحده الذي يتغير، أما الواقع فيبقى على حاله".
وعلى صعيد ملف الرهائن، يوضح بن كيمون أن إسرائيل استعادت حتى الآن 145 من أصل 251 رهينة أسروا في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين لا يزال 58 منهم محتجزين في غزة "بعضهم لم يعد على قيد الحياة".
واعتبر أن حكومة نتنياهو فشلت في خلق أي نفوذ فعال على حماس للضغط من أجل الإفراج عنهم، قائلا "لا أتوقع من منظمة إرهابية أن تبدي رحمة، لكنني كنت أتوقع من حكومتي أن تتصرف بطريقة تجعل الخاطف يندم على فعله".
أمن مفقود وقيادة مترددة
ويرى المحلل السياسي أن الأمن الذي وعدت به الحكومة لا يزال بعيدا عن التحقق، فالصواريخ ما زالت تنطلق من غزة وإن بوتيرة منخفضة، واليمنيون يواصلون استهداف الممرات البحرية، والحدود الشمالية مع سوريا تشهد تصعيدا متزايدا، في حين لم يعد جميع سكان غلاف غزة إلى منازلهم حتى الآن.
ويقول بن كيمون إن سبب هذا التعثر هو "عجز نتنياهو عن الحسم"، واصفا إياه بأنه "رجل يحب إبقاء كل الخيارات مفتوحة، ويتهرب من القرارات الحاسمة".
واعتبر أن الفشل لا يقتصر على المستوى العسكري، بل يمتد إلى انقسامات داخلية في الحكومة، حيث تتجاذبه تيارات من أقصى اليمين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وأخرى أكثر براغماتية، مما يعطل مسارات اتخاذ القرار.
ويضيف أن نتنياهو غالبا ما يعطل صفقات وقف إطلاق النار، تارة نتيجة ضغوط سياسية، وتارة أخرى بسبب خلافات مع الجيش أو جهاز الأمن العام (الشاباك)، مما أدى إلى "شلل إستراتيجي لا هو بالانتصار ولا بالتراجع".
وبينما ينتقد أداء الحكومة في غزة يقدم بن كيمون الضفة الغربية كنموذج معاكس، حيث يزعم أن إسرائيل تحقق فيها "نجاحا في تغيير الواقع" من خلال عمليات أمنية مكثفة داخل المخيمات والمدن وتوسيع المستوطنات بسرعة غير مسبوقة.
ويشير إلى أن رؤساء المجالس الاستيطانية يتحدثون بصراحة عن السيطرة على مزيد من الأراضي وفرض الوقائع، مؤكدا أن "إسرائيل هناك تملك رؤية واضحة وتنفيذا متسقا، في حين تسود الفوضى والتردد بغزة".
ويختم المحلل السياسي مقاله بالتأكيد على أن غزة لم تعد مجرد ساحة حرب، بل باتت "اختبارا للقيادة الإسرائيلية"، وهو اختبار فشلت فيه الحكومة، على حد قوله.
ويضيف أن "600 يوم من القتال لم تؤدِ إلى نتائج حاسمة، وكل ما تحقق حتى الآن هو مزيد من الدماء والجمود".
لا خطة للخروج
من ناحيته، قال آفي أشكنازي المراسل العسكري لصحيفة معاريف إن إسرائيل تمر بحالة من التيه الإستراتيجي في حربها المتواصلة منذ 600 يوم ضد حركة حماس.
وأشار أشكنازي إلى أن الفشل ليس عسكريا بقدر ما هو سياسي، وكتب في مقال نشر الأربعاء في الذكرى الـ58 لحرب يونيو/حزيران 1967 أن "إسرائيل التي احتلت الشرق الأوسط في 6 أيام لا تستطيع منذ نحو عامين الانتصار على منظمة مسلحة ببنادق كلاشينكوف.
ورأى أشكنازي أن الحكومة الإسرائيلية لا تعرف ماذا تريد من هذه الحرب، ولا تمتلك خطة خروج ولا حتى مؤشرات حقيقية للنجاح، بل تتصرف في حرب بلا نهاية واضحة، لافتا إلى أن الجيش وأجهزة الأمن تمكنت من التعافي بعد صدمة 7 أكتوبر، لكنها تفتقر إلى التوجيه السياسي الواضح.
وقال إن المأزق يتجلى في عجز القيادة السياسية عن تحديد ما إذا كانت إسرائيل تريد إنهاء حكم حماس في غزة، أم إعادة الاحتلال والاستيطان، أم مجرد ردع مؤقت.
وفي هذا السياق، أشار أشكنازي إلى أن "اليمين المتطرف يريد التمسك بالقطاع وتجديد الاستيطان فيه، في حين لا يوجد توافق على أهداف العملية أو حتى اسم موحد لها"، حيث استُخدمت حتى الآن عشرات الأسماء المتناقضة لوصف الحملة.
وفي مقارنة لافتة، أشار الكاتب إلى أن إسرائيل تقيم اليوم ذكرى انتصارها الساحق في حرب 1967، في حين تغرق في "وحل غزة" منذ ما يقارب عامين، من دون أن تتمكن من تحرير 58 رهينة ولا إعلان موعد لانتهاء الحملة.
وأضاف أن ما بدأ كحرب عادلة ضد ما وصفه بالاعتداء الدموي تحول إلى "مستنقع بلا أفق"، متوقعا أن يستمر هذا الوضع حتى اليوم الـ700 وربما الألف، بلا اسم، وبلا نهاية، وبلا أفق سياسي.
ويعرض الكاتب الإسرائيلي بن كسبيت في مقاله بصحيفة معاريف أيضا سردا تفصيليا لما يعتبرها إحدى أحلك الحلقات في تاريخ إسرائيل، بدءا من الهجوم الكاسح لحماس في 7 أكتوبر، وصولا إلى تعافي الجيش ثم تعثر الدولة مجددا بسبب قيادة نتنياهو الذي ركز منذ اللحظة الأولى بعد الهجوم على البقاء السياسي بدلا من استخلاص الدروس أو تصحيح المسار.
ويصف بن كسبيت هجوم حماس بـ"الهزيمة الأصعب في تاريخنا"، مشيرا إلى أن خطة "طوفان الأقصى" نجحت في اختراق الدفاعات الإسرائيلية على الحدود مع غزة، واحتلال مواقع عسكرية وقتل المئات من المدنيين والجنود، وفرض حالة من الرعب الوجودي بين الإسرائيليين لم تشهدها البلاد منذ حرب الاستقلال.
ويؤكد أن الخطر لم يكن فقط في حجم الدمار أو عدد القتلى، بل في إدراك الإسرائيليين أن دولتهم ليست بمأمن، وأنها باتت هشة أمام أعدائها.
ورغم ذلك فإن بن كسبيت يلفت إلى أن الجيش الإسرائيلي تمكن بعد 3 أيام من استعادة السيطرة، وتحرير المناطق التي احتلها مقاتلو حماس، وبدأ مرحلة الرد والهجوم.
وبحسب الكاتب، فقد حققت إسرائيل "انتصارا حقيقيا" في الأسابيع التي تلت الهجوم، حيث تم القضاء على مستويات قيادية في حماس، وتدمير جزء كبير من بنيتها التحتية، خاصة الأنفاق، مع استمرار التفوق الجوي والتفوق في العمليات داخل غزة.
لكن هذا الزخم العسكري -بحسب بن كسبيت الذي يعرف بانتقاداته اللاذعة والحادة لنتنياهو- لم يتحول إلى إنجاز سياسي أو إستراتيجي بسبب فشل القيادة السياسية، وتحديدا نتنياهو الذي اتخذ من الكارثة فرصة لتعزيز بقائه في السلطة.
ويشير الكاتب إلى أن نتنياهو اجتمع في اليوم التالي للهجوم مع المقربين منه، ليس لمناقشة الرد أو إدارة الأزمة، بل لوضع "خطة البقاء السياسي"، وكيفية تحميل المسؤولية للآخرين، وتجنب المحاسبة.
ويسخر بن كسبيت من محاولات نتنياهو تحميل رئيس حزب الديمقراطيين يائير غولان أو مسؤولين آخرين المسؤولية، في حين أن فشل الحكومة والاستخبارات والعسكر يعود إلى سياساته الطويلة الأمد، كما ينتقد استغلاله انضمام رئيس حزب معسكر الدولة بيني غانتس وغادي آيزنكوت إلى الحكومة بعد الهجوم، لتثبيت موقعه واستعادة جزء من شعبيته، دون إحداث تغيير حقيقي في إدارة الدولة أو الحرب.
ويرى الكاتب أن إسرائيل أضاعت فرصة إستراتيجية بعد نجاحها العسكري، إذ تراجعت في الجبهات السياسية والدولية، في حين كان العالم العربي والدولي مستعدا للتقارب مع إسرائيل ضمن زخم جديد تقوده الولايات المتحدة.
لكن سياسات نتنياهو وتحالفه مع أقصى اليمين أفشلا هذه الفرصة، وجعلا من إسرائيل "دولة منبوذة" على حافة فرض العقوبات والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ويختم بن كسبيت مقاله بالقول إن إسرائيل هُزمت ثم انتصرت، لكنها تعود إلى الهزيمة مجددا بسبب قيادتها، أما نتنياهو فقد نجح في هدفه الشخصي بالبقاء في الحكم، لكن على حساب الدولة ومؤسساتها ومستقبلها.
الإرهاق يلف المجتمع
وفي مقال يعكس إحباطا متزايدا داخل قطاعات من الرأي العام الإسرائيلي -خاصة من استمرار الحرب دون نتيجة حاسمة- تناولت الكاتبة كارني ألداد في صحيفة "يسرائيل هيوم" مرور 600 يوم على الحرب الجارية، معبرة عن الإرهاق العميق الذي يلف الجنود والمختطفين وعائلاتهم والداخل الإسرائيلي، بل والمجتمع الدولي برمته، في حين تستمر المعارك دون أفق واضح لنهايتها، وطالبت بما تسميها "صورة النصر" التي ترى أن الشعب الإسرائيلي يستحقها بعد هذه المعاناة الطويلة.
وتصف ألداد الواقع الميداني والنفسي قائلة "الإرهاق يترك بصماته على جنودنا بشكل لا مثيل له وعلى المختطفين وعائلاتهم وعلى العائلات والجبهة الداخلية"، وهذا الإرهاق -بنظرها- يعكس حجم الأزمة الممتدة، وسط غياب أي حسم واضح للحرب.
وتنتقد الكاتبة التباطؤ في حسم المعركة، مستشهدة بأمثلة من التاريخ لتُظهر ما يمكن تحقيقه خلال 600 يوم من الحرب، قائلة إن نابليون خلال فترة مماثلة "غزا النمسا وبروسيا وبولندا وأجزاء من ألمانيا، وغيّر خريطة أوروبا، وأسس إمبراطوريات ودولا جديدة".
كما تشير إلى إنجازات يوليوس قيصر في بلاد الغال، حيث بسط النفوذ الروماني على مساحات واسعة خلال أقل من عامين.
ثم تقارن ذلك بالحرب الحالية قائلة "صحيح أن العالم ليس هو نفسه، وليس لدينا الترتيب العسكري لتلك الجيوش، لكننا أيضا لا نسعى إلى إقامة إمبراطورية، بل إلى أهداف واضحة وبسيطة: هزيمة حماس وإعادة الرهائن".
ورغم ذلك فإن الكاتبة تتساءل بنبرة تشكك في القيادة الإسرائيلية "فكيف لم نحقق هذه الأهداف بعد؟ هل نسينا كيف ننتصر؟ هل تفتقر القيادة التي اعتادت على الجولات المحدودة إلى الخيال والقدرة على تصور نصر كامل؟".
وتتحدث الكاتبة عن رؤيتين داخل المؤسسة الأمنية: الأولى يمثلها رئيس الأركان إيال زامير الذي يعتقد أن الحرب اقتربت من نهايتها بهزيمة العدو، والثانية يعبر عنها الرئيس الجديد لجهاز الشاباك ديفيد زيني الذي يعتبر أن إسرائيل تخوض "حربا أبدية".
وتعلق ألداد "من الناحية التاريخية زيني محق، فالحرب ضدنا بدأت منذ أكثر من 100 عام، وليست ضد دولة إسرائيل، بل ضد وجود اليهود في الفضاء الإسلامي".
ومع ذلك، تؤكد الكاتبة أن هذا "الفصل من الحرب يجب أن ينتهي، وينتهي بشكل جيد".
وفي نهاية مقالها توجه ألداد نداء إلى الحكومة الإسرائيلية "هذه الأمة تستحق صورة النصر، تستحق أن تستريح قليلا وتلعق جراحها، أن تعيش في بلد سيكون هادئا لمدة 40 عاما، على الأقل حتى الجولة التالية".