الهجرة النبوية نقطة تحول محوري في تاريخ الإسلام
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
تعد الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة المنورة واحدة من أبرز الأحداث الفارقة في التاريخ الإسلامي، بل وفي تاريخ الإنسانية جمعاء. فقد شكّلت هذه الهجرة نقطة تحول محورية في مسيرة الدعوة الإسلامية، حيث انتقل المسلمون من مرحلة الاضطهاد والمعاناة إلى مرحلة بناء الدولة والمجتمع الإسلامي المتكامل.
بدأت الهجرة في ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان المسلمون في مكة يتعرضون لأشد أنواع التعذيب والاضطهاد على يد قريش التي رأت في الدعوة الإسلامية تهديدًا لمكانتها الدينية والاجتماعية والاقتصادية.
مدينة يثرب (المدينة المنورة) كانت هي الوجهة المختارة، وقد سبق النبي صلوات الله عليه وعلى آله إليها عدد من الصحابة الذين هاجروا فرارًا بدينهم. كانت يثرب تتمتع بتركيبة سكانية مميزة، حيث كان يسكنها القبيلتان اليمانيتان الأوس والخزرج. وقد استقبل أهل يثرب المسلمين المهاجرين بحفاوة وكرم، وعاهدوا النبي صلوات الله عليه وعلى آله على الدفاع عن الإسلام وحمايته.
الهجرة النبوية لم تكن مجرد انتقال جغرافي، بل كانت بداية لتأسيس أول دولة إسلامية تقوم على مبادئ العدالة والمساواة والإخاء. ففي المدينة المنورة، وضع النبي صلوات الله عليه وعلى آله دستور المدينة الذي نظّم العلاقات بين المسلمين وغيرهم من السكان، وأرسى قواعد التعايش السلمي واحترام الحقوق والواجبات.
دوافع الهجرة النبوية
في بداية البعثة النبوية كان المجتمع المكي هو الأصلح لنشأة الرسالة الإلهية وابتداء الدعوة، وذلك لما تتمتع به مكة من قداسة ومكانة دينية، ولكن بعد مضي 13 عاما من الدعوة لم تعد مكة البيئة الأفضل للرسالة
فلماذا أذن الله تعالى للنبي -صلوات الله عليه وعلى آله- بأن يهاجر من مكة المكرمة، بالرغم من قداستها، وأهميتها، وأن يهاجر إلى المدينة (يثرب)؟؟؟
والجواب، أن هذه الهجرة أتت بسبب فقدان مجتمع مكة لصلاحية أن يكون هو الحاضن للرسالة الإلهية، والحامل لرايتها، فقد صلاحية هذا الدور المهم والعظيم، وهذا الشرف الكبير، في مقابل أنَّ مجتمع يثرب (الأنصار) كان قد تهيأ لهذا الشرف الكبير، ولهذه الفضيلة العظيمة.
فتركها بالرغم من قدسيتها عندما فقدت الصلاحية لحمل هذا المشروع العظيم؛ نتيجةً لتلك العوائق ومنها:
-أنه مجتمع مادي وطمَّاع، يركِّز على الماديات.
-الارتباط بالولاء والاتّباع لأصحاب السلطة والثروة “الملأ المستكبرون”.
محطات تاريخية في الهجرة النبوية
نشأ النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” يتيماً، توفي والده مبكِّراً، وتوفيت والدته في وقتٍ مبكِّر، ثم توفي أيضاً جده عبد المطلب في وقتٍ مبكِّر، فقام بكفالته والعناية به عمه أبو طالب.
والذي قام بدورٍ مهم وإيجابي وكبير، في الدفاع عن الرسول “صلوات الله عليه وعلى آله” وكان له ثقله ونفوذه وتأثيره، ووقف معه بنو هاشم (عشيرة النبي “صلوات الله عليه وعلى آله”) في ذلك.
بعد وفاة أبي طالب زادت المخاطر على رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” ومع استمرار النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” بحركته بالرسالة الإلهية، وتحركه الواسع والقوي والمؤثِّر، كانت الحساسيات تزداد، فكلما استمرت الحركة وكلما زاد التأثير؛ كلما زاد انزعاجهم من الإسلام، ومن حركة النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” به؛ ولذلك نظَّم الملأ من قريش حملةً للتصدي للرسول “صلوات الله عليه وعلى آله” ولمحاربته بأساليب متعددة، منها:
العمل من خلال الدعايات المشوهة للنبي “صلوات الله عليه وعلى آله” بهدف التأثير على الناس، وإبعادهم عن التقبل منه، وعن الاستماع له، وعن الاستجابة له، ومنها (دعاية أنه مجنون، ساحر، شاعر)
الدعاية على القرآن الكريم ومنها:
-أن يصفوه بالأساطير {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
-شككوا بقدر ما يستطيعون في أنَّه من الله، وأنَّه افتراه، وتارة يزعمون أنَّه تلقَّاه من أشخاص آخرين، {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ}
المساومات ثم عندما فشلوا، وازداد قلقهم، دخلوا في مساومات:
-عرضوا عليه أن يملِّكوه عليهم.
-عرضوا عليه مساومات مالية.
اتجاههم لوسيلة الضغط والاستهداف
عندما فشلوا في الدعايات، والمساومات، اتجهوا إلى وسيلة الضغط والاستهداف، بالتعذيب لكل الذين يؤمنون به ممن ليس لهم حماية اجتماعية من خلال قبائلهم، واضطهادهم، وقتلهم كما فعلوا مع ياسر وزوجته.
التآمر على النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” لاستهدافه بشكلٍ مباشر
عندما توفي أبو طالب ازدادت وتيرة الأخطار على حياته “صلوات الله عليه وعلى آله” في الوقت الذي كان الله يهيِّئ له الهجرة، التقى النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” في موسم الحج بمجموعةٍ من الخزرج من المدينة، عرض عليهم الإسلام؛ فأسلموا وآمنوا وقبلوا، ثم في الموسم الثاني أتت مجموعة أكبر، وكانت فيها بيعة العقبة الأولى، في الموسم الثالث أتت مجموعة أكبر كذلك، وكانت بيعة العقبة الثانية، والتي هي كانت قريبة من وقت الهجرة.
بعد ذلك بدأ النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” يدفع بأصحابه للخروج من مكة والالتحاق بالمدينة، الكثير منهم ممن قد يتعرَّضون للخطر فيما لو هاجر قبلهم، قدَّمهم قبله ليهاجروا إلى المدينة.
دار الندوة والمؤامرة الكبرى
الإمام علي عليه السلام ودوره البارز في نجاح الهجرة النبوية
أخبر الله “جلَّ شأنه” نبيه “صلوات الله عليه وعلى آله” بواسطة الوحي بمؤامرة الأعداء، وأنهم قد عزموا على قتله، وقد أعدوا خطةً لتنفيذ ذلك، وبات الوقت ملحاً لخروجه “صلوات الله عليه وعلى آله” وهجرته.
ففي تلك الليلة، بعد أن أعدوا خطتهم هذه، وجهزوا لتنفيذها، وأرسلوا أولئك المقاتلين للتنفيذ، نزل جبريل “عليه السلام” بوحي من الله، أخبر النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” مسبقاً، وأعطاه الإذن والأمر من الله بالهجرة، ولكن لنجاح عملية الهجرة والخروج من منزل النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” سيما والمكان الذي كان يبيت فيه النبي كان مكاناً مكشوفاً، يتضح ما إذا كان النبي موجوداً أو غائباً، كان لابد من عملية تمويه حتى يتوهم أولئك أن النبي لا يزال موجوداً بينما يتمكن هو من الخروج والهجرة؛ فالنبي “صلوات الله عليه وعلى آله” عندما أخبر الإمام علياً “عليه السلام” بذلك كان جاهزاً لفداء النبي، فقال: ((نُعُمَا وكرامة))، وفرح بذلك، واستبشر جدًّا، أنه سيحظى بهذه المهمة الفدائية، التي يبيت فيها في فراش النبي، حتى يتوهم أولئك الأعداء أن النبي لا يزال في فراشه، وأنه يبيت في منزله، فينتظروا حتى اللحظة التي حددوها لقتله، فينقضّوا عليه لقتله؛ يكون النبي قد خرج..
وبات علي “عليه السلام” في فراش النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” وعندما هجم أولئك، مع طلوع الفجر، تفاجؤوا حينما ثار فيهم الإمام علي “عليه السلام” تفاجأوا بأن الموجود هو علي بن أبي طالب، أما النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” فلم يكن موجوداً، وكان قد خرج.
خرج بألطاف الله دون أن يشعر أولئك؛ خرج -برعايةٍ من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”- بدون أن يشعروا، ، واتجه اتجاهاً معاكساً للطريق إلى المدينة، (جنوبا)، واتجه إلى(غار ثور)، وفي ذلك الغار بقي النبي “صلوات الله عليه وعلى آله”؛ -في بعض الروايات 3 أيام-لأن أولئك المشركين عندما فشلوا في عملية الاغتيال، واكتشفوا أن من كانوا يتربصون به أثناء نومه هو الإمام على عليه السلام، عندها باتوا يبحثون عن النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” في كل محيط مكة، ويعلنون الجوائز المغرية كمكافأة لمن يدل على النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” ويكشف لهم عن مكانه، واستمروا في عملية البحث في كل محيط مكة.
ثم انتقل النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” وكان وصوله إلى المدينة، ووصل إليها وأهل المدينة ستقبلونه بكل فرحة وشوق يرددون:
طلع البــدر علــينا … من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا … مـا دعـــا لله داع
دلالة ارتباط العام الهجري بالهجرة النبوية المطهرة
ارتكز تاريخ أمتنا الإسلامية على الهجرة النبوية، وبالتالي برسول الله محمد “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ” في حركته برسالة الله تعالى، لإخراج المجتمع البشري من الظلمات إلى النور، وتطهيره من رجس الجاهلية ومفاسدها، وما ترتب على ذلك من تحولات ومتغيرات، انتقلت بالمسلمين إلى أعلى موقع بين الأمم آنذاك، ويحمل ارتباط العام الهجري بالهجرة النبوية العديد من الدلالات أهمها:
–خير مُلهمٍ وحافز لأمتنا الإسلامية لاستقبال العام الجديد، والانطلاقة فيه بروحٍ وَثّابة، وأمل عظيم، ومعنوياتٍ عالية.
–التحرك الجاد ببصيرة نافذة، ورؤية عملية منبثقة عن مبادئها الإلهية.
-الاعتماد في انطلاقتها على كلمة الله تعالى، وعلى أساس «وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا».
-الاقتداء والتأسي بخاتم النبيين وسيد المرسلين محمد بن عبدالله-صلوات الله عليه وعلى آله- بأن يستلهموا من حركة رسول الله صلى الله عليه وآله ومن دروس الهجرة النبوية ما فيه الهداية الكافية، وما يحظون من خلاله بنصر الله ومعونته، {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.
-الاقتباس من الرسول-صلوات الله عليه وعلى آله-عزمه وثقته وصبره ونوره ما يضمن لها النجاح، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}.
التحرك من موقع المسؤولية المقدسة في حمل راية الإسلام دين الله الحق وجوهر الرسالات الإلهية، وإرث الرسل والأنبياء (صلوات الله عليهم).
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أفضل صيغة للصلاة على النبي .. تفك الكروب وتزيد الأرزاق وتشفي من كل داء
أفضل صيغة للصلاة على النبي لعلها من أهم الصيغ للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- التي تفك الكروب وتقضي الحوائج، وهناك عدة صيغ للصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وذكر العلماء أن أفضلها هي الصلاة الإبراهمية : «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
صيغ الصلاة على النبيهناك العديد من صيغ الصلاة على النبي ومنها :
الصلاة الإبراهيمية : «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
صيغ مثل:
- «اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد».
- «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد في الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَفِي الْمَلأِ الأَعْلَى إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه عدد ما في علم الله، صلاةً دائمة بدوام ملك الله».
- «اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه عدد كمال الله وكما يليق بكماله».
- «اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد حروف القرآن حرفًا حرفًا، وعدد كل حرف ألفًا ألفًا، وعدد صفوف الملائكة صفًا صفًا، وعدد كل صف ألفًا ألفًا، وعدد الرمال ذرة ذرة، وعدد ما أحاط به علمك، وجرى به قلمك، ونفذ به حكمك في برك وبحرك، وسائر خلقك».
- «اللهم صَلِ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ أَصْلِ الأُصُول، نُورِ الْجَمَالِ، وَسِرِّ الْقَبُول، أَصْلِ الْكَمَالِ، وَبَابِ الْوُصُول، صلاةً تَدُومُ وَلاتَزُول، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمِّدٍ أَكْرَمِ نَبِيٍّ، وَأَعْظَمِ رَسُول مَنْ جَاهُهُ مَقْبُول، وَمُحِبُّهُ مَوْصُول، الْمُكَرَّمُ بِالصِّدْقِ فِي الْخُرُوجِ وَالدُّخُول، صلاةً تَشْفِي مِنَ الأَسْقَامِ وَالنُّحُول وَالأَمْرَاضِ وَالذُّبُول، وَنَنْجُو بِهَا يَوْمَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ مِنَ الذُّهُول، صلاةً تَشْمَلُ آلَ بَيْتِ الرَّسُول وَالأَزْوَاجَ وَالأَصْحَابَ، وَتَعُمُّ الْجَمِيعَ بِالْقَبُول، الشَّبَابَ فِيهِمْ وَالْكُهُول، وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِه أجمعين».
-«اللهم صلِّ وسلم على صاحب الخُلق العظيم والقدر الفخيم مَن أرسلته رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وألحقنا بخُلقه وأدّبنا بأدبه، وأحيي فينا وفي أُمته هذه المعاني يا كريم».
- «اللهم صَلِّ وسلم على سيدنا محمد صلاة تحل بها عقدتي، وتفرج بها كربتي، وتمحو بها خطيئتي، وتقضي بها حاجتي».
- «اللهم صلّ صلاة كاملة وسلّم سلاما تامًا على سيدنا محمد النبي الأميّ الذي تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب، وتُقضى به الحوائج، وتنال به الرغائب وحسن الخواتم، ويستسقى الغمام، وعلى آله وصحبه عدد كل معلوم للۚه».
- «اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله، صلاة تكون لنا طريقًا لقربه، وتأكيدًا لحبه، وبابًا لجمعنا عليه، وهدية مقبولة بين يديه، وسلم وبارك كذلك أبدًا، وارض عن آله وصحبه السعداء، واكسنا حُلل الرضا».
- «اللهم صل وسلم على سيدنا محمد صلاة تهب لنا بها أكمل المراد وفوق المراد، في دار الدنيا ودار المعاد، وعلى آله وصحبه وبارك وسلم عدد ما علمت وزنة ماعلمت وملء ما علمت».
-«اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات، وتقضي بها جميع الحاجات، وتطهرنا بها من جميع السيئات، وترفعنا بها عندك أعلى الدرجات، وتبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا ».
يُستحب الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في المواطن الآتية:
-بعد الأذان: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فإنَّه مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عليه بها عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الوَسِيلَةَ، فإنَّها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ أنا هُوَ، فمَن سَأَلَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفاعَةُ».
-يوم الجمعة: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:«إنَّ من أفضَلِ أيَّامِكُم يومَ الجمُعةِ، فيهِ خُلِقَ آدمُ عليهِ السَّلامُ وفيهِ قُبِضَ وفيهِ النَّفخةُ وفيهِ الصَّعقةُ فأكْثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فإنَّ صلاتَكُم معروضةٌ عليَّ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، وَكَيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ وقد أرِمتَ؟ أي يقولونَ: قد -بَليتَ- قالَ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد حرَّمَ علَى الأرضِ أن تأكلَ أجسادَ الأنبياءِ».
-شهر رمضان: فقد رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: «أن رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- صعدَ المنبرَ فقال: آمين، آمين، آمين، قيل: يا رسولَ اللهِ، إنِّكَ صعدتَ المنبرَ فقلت: آمين، آمين، آمين، فقال: إن جبريلَ عليه السلامُ أتاني فقال: منْ أدركَ شهرَ رمضانَ، فلم يُغفرْ له، فدخلَ النارَ؛ فأَبعدهُ اللهُ، قُلْ: آمين، فقلتُ: آمين، ومن أدركَ أبويهِ أو أَحدهمَا، فلم يبرَّهُما، فماتَ، فدخل النارَ؛ فأَبعدهُ اللهُ، قُلْ: آمين، فقلتُ: آمين، ومن ذُكِرْتُ عندهُ، فلم يُصلّ عليكَ، فماتَ، فدخلَ النار؛ فأَبعدهُ اللهُ، قل: آمين، فقلت: آمين».
-عند كتابة اسم النبي - صلى الله عليه وسلم-: قال سفيان الثوري -رحمه الله تعالى-: «لو لم يكن لصاحب الحديث فائدة إلا الصلاة على رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّ-م فإنه يصلي عليه ما دام في ذلك الكتاب».
-بين تكبيرات العيد: فقد رُوي عن علقمة بن قيس -رضي الله عنه- أنه قال: «أنَّ ابنَ مسعودٍ وأبا مُوسَى وحذيفةَ خرجَ عليهم الوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ يومًا قبلَ العيدِ فقال لهُمْ: إِنَّ هذا العِيدَ قد دَنا فكيفَ التَّكْبيرُ فيهِ؟ قال عبدُ اللهِ: تَبْدَأُ فَتُكَبِّرُ تَكْبيرَةً تَفْتَتِحُ بِها الصَّلاةَ وتَحْمَدُ رَبَّكَ وتُصَلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ تَدْعُو وتُكَبِّرُ وتَفْعَلُ مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وتَفْعَلُ مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وتَفْعَلُ مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ تقرأُ ثُمَّ تُكَبِّرُ وتركعُ، ثُمَّ تقومُ فتقرأُ وتحمدُ ربَّكَ وتُصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ثُمَّ تَدْعُو وتُكَبِّرُ وتَفْعَلُ مِثْلَ ذلكَ ثُمَّ تركعُ».
-عند الصفا: فقد رُوي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: «إذا قَدِمْتُم فطُوفوا بالبيتِ سَبْعًا، وصَلُّوا عندَ المَقامِ ركعتين، ثُمَّ ائْتُوا الصَّفا فقُوموا مِن حيثُ تَرَوْنَ البيتَ، فكَبِّروا سَبْعَ تكبيراتٍ، بيْن كلِّ تكبيرتينِ حَمْدٌ للهِ، وثَناءٌ عليه، وصَلاةٌ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومسألةٌ لنفْسِكَ، وعلى المَرْوَةِ مِثْلُ ذلكَ».
والإمام السخاوي ذكر عن أبي عبد الرحمن المُقري، قال حضرت فلانًا -وذكر رجلًا من الصالحين- في ساعة النزع " ساعة الاحتضار"، فوجدنا رقعة تحت رأسه مكتوبا فيها: «براءة لفلان من النار». وعندما سألوا أهله ماذا كان يفعل؟، فأجاب أهله: إذا ما كان يوم الجمعة صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ألف مرة، لذا قال الإمام الشافعي: «يستحب الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل يوم، ويزداد الاستحباب أكثر في يوم الجمعة وليلتها».
كما أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- نوع من أنواع التمجيد والتعظيم ورفع لدرجته، وهي ميزة خصّها وحصرهّا الله - سبحانه وتعالى- بخير الأنام سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم-، فهو حامل وناشر الدعوة الإسلامية، وخاتم الانبياء والصديقين، وهي عبارة تعتبر من إحدى العبادات المفروضة، ولها أجر عظيم من الله تعالى، ومعناها، اللهم صل على سيدنا محمد،: أي الدعاء والطلب من الله تعالى بالثناء على سيدنا محمد في الملأ الأعلى أي: تكرار مدحه بين الملائكة، والصلاة لا تكون إلا على النبي وعلى آله.
وذكر العلماء أن أفضل صيغة للصلاة على النبي هي الصلاة الإبراهيمية : «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
ورد حديث يؤكد أن من عجائب الصلاة على النبي أنها تفك الكروب وتزيل الهم، فعن أبي بن كعب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثان؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذًا تكفى همك ويغفر لك ذنبك». رواه الترمذي وقال: حسن صحيح ـ وأحمد، وحسنه ابن حجر، و«الهم»: ما يقصده الإنسان من أمر الدنيا والآخرة ـ ويقصد بالحديث كما ذكر العلماء أنه إذا صرفت جميع أزمان دعائك في الصلاة عليَّ كفيت ما يهمك من أمور دنياك وآخرتك، أي أعطيت مرام الدنيا والآخرة.
فضل الصلاة على النبي1. امتثال لأمر الله بالصلاة عليه.
2. موافقته سبحانه وتعالى في الصلاة عليه.
3. موافقة الملائكة في الصلاة عليه.
4. حصول عشر صلوات من الله تعالى.
5. أن يرفع له عشر درجات.
6. يكتب له عشر حسنات.
7. يمحى عنه عشر سيئات.
8. ترجى إجابة دعوته.
9. الصلاة على النبي سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم.
10. الصلاة على النبي سبب لغفران الذنوب وستر العيوب.
11. الصلاة على النبي سبب لكفاية العبد ما أهمه.
12. الصلاة على النبي سبب لقرب العبد منه صلى الله عليه وسلم.
13. الصلاة على النبي تقوم مقام الصدقة.
14. الصلاة على النبي سبب لقضاء الحوائج.
15. الصلاة على النبي سبب لصلاة الله وملائكته على المصلي.
16. الصلاة على النبي سبب زكاة المصلي والطهارة له.
17. الصلاة على النبي سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته.
18. الصلاة على النبي سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة.
19. الصلاة على النبي سبب لردّه صلى الله عليه وسلم على المصلي عليه.
20. الصلاة على النبي سبب لتذكر ما نسيه المصلي عليه صلى الله عليه وسلم.
21. الصلاة على النبي سبب لطيب المجلس وألا يعود على أهله حسرة يوم القيامة.
22. الصلاة على النبي سبب لنفي الفقر عن المصلي عليه صلى الله عليه وسلم.
23. الصلاة على النبي تنفي عن العبد اسم البخل إذا صلى عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم.
24. نجاته من دعائه عليه برغم أنفه إذا تركها عند ذكره صلى الله عليه وسلم.
25. الصلاة على النبي تأتي بصاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها.
26. الصلاة على النبي تنجـي من المجلس الذي لا يذكر فيه اسم الله ورسوله صلى الله عليـه وسلم.
27. الصلاة على النبي سبب لتمام الكلام الذي ابتدئ بحمد الله والـصلاة على رسولـه صلى الله علـيه وسلم.
28. الصلاة على النبي سبب لفوز العبد بالجواز على الصراط.
29. الصلاة على النبي يخرج العبد عن الجفاء بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
30. الصلاة على النبي سبب لإلقاء الله تعالى الثناء الحسن على المصلي عليه صلى الله عليه وسلم بين السماء والأرض.
31. الصلاة على النبي سبب رحمة الله عز وجل.
32. الصلاة على النبي سبب البركة.
33. الصلاة على النبي سبب لدوام محبته صلى الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها، وذلك من عقود الإيمان لا يتم إلا به.
34. الصلاة على النبي سبب لمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم للمصلي عليه صلى الله عليه وسلم.
35. الصلاة على النبي سبب لهداية العبد وحياة قلبه.
36. الصلاة على النبي سبب لعرض المصلي عليه صلى الله عليه وسلم وذكره عنده صلى الله عليه وسلم.
37. الصلاة على النبي سبب لتثبيت القدم على الصراط.
38. تأدية الصلاة عليه لأقل القليل من حقه صلى الله عليه وسلم وشكر نعمة الله التي أنعم بها علينا.
39. الصلاة على النبي متضمنة لذكر الله وشكره ومعرفة إحسانه.
40. الصلاة على النبي من أعظم الثمرات وأجل الفوائد المكتسبات بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم انطباع صورته الكريمة في النفس.
صيغة الصلاة على النبي بقضاء الحاجات وتسهيل الأرزاق .. اللهم أغنني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عن من سواك، اللهم اكتب لنا من خيرك ما لا يخطر ببالنا وارزقنا من حيث لا نحتسب
اللهم ما بشرنا بما يسُرنا وكف عنا ما يضرنا وابعد عنا كل شيء يؤذينا، حسبنا الله سيؤتينا من فضله إنا إلى الله لراغبون، قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ
اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آل محمد يا ذا الجلال والإكرام يا قاضي الحاجات يا أرحم الراحمين يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت الملك الحق المبين
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي اللهم لا سهل إلا جعلته سهلًا وإنك تجعل الحزن إن شئت سهلًا، اللهم لا تردنا خائبين وآتنا أفضل ما يؤتى عبادك الصالحين، اللهم ولا تصرفنا عن بحر جودك خائبين ولا خاسرين، ولا صالين ولا مضلين، واغفر لنا يوم الدين يا أجود الأجودين يا الله
اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ فالقَ الحَبِّ والنَّوى أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ
اللَّهم إن كان رزقي بعيدًا فقرّبه وإن كان قليلًا فكثّره وبارك لي فيه يارب العالمين.
يا رزّاق ارزقني رزقًا حلالًا تُكفيني به وتُرضيني، اللَّهم زد في مالي وولدي اللَّهم إني أسألك بجلال وجهك أن تُحقق لي جميع أُمنياتي وترزقني الرّزق الحلال، ولا تُصعّب لي حاجةً ولا تُعظّم عليّ أمرًا ولا تجعل مُصيبتي في ديني ولا تجعل الدّنيا أكبر همّي.
اللَّهم إني أسألك الصّبر عند القضاء ومنازل الشهداء وعيش السعداء والنّصر على الأعداء ومُرافقة الأنبياء
اللَّهم ارزقني علمًا نافعًا ورزقًا واسعًا وشفاءً من كل سقم. اللَّهم أغننا برزقك الحلال عن الحرام، وبفضلك عمّن سواك.
اللَّهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان بباطن الأرض فأخرجه
اللَّهم إني أدعوك دُعاء المُضطر قليل الحيلة وضعيف القوة، أن تغفرلي ذنبي الذي حرمني رزقي.
اللَّهم إني أسألُك العافيةَ في الدنيا والآخرةِ اللهم إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي