هالة السكاكيني.. ابنة القدس التي وثقتها في كتاباتها
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
كاتبة فلسطينية ولدت في القدس عام 1923م، وتضمن أبرز مؤلفاتها "أنا والقدس" توثيقا تاريخيا للحياة في المدينة قبل عام 1948م، سيما من منظور المرأة الفلسطينية.
والدها الأديب والمربي خليل السكاكيني. أسست مركزا ثقافيا يحمل اسمه في مدينة رام الله، وتوفيت عام 2003م.
المولد والنشأةولدت هالة خليل السكاكيني في حي القطمون غرب مدينة القدس عام 1923م، والدها الأديب والمربي والمفكر الفلسطيني خليل السكاكيني ووالدتها سلطانة عبده.
ولها شقيقة تدعى دمية، شكلت جزءًا كبيرا من مذكراتها، وشقيق اسمه سري ألف كتابا حمل اسمه، نشره في ثلاثينيات القرن الـ20 وتضمن رسائل والده إليه.
أنهت هالة دراستها الابتدائية في المدرسة الألمانية في غرب القدس في ثلاثينيات القرن الـ20، ثم درست الآداب في الجامعة الأميركية في بيروت، وإبان النكبة عام 1948م غادرت وعائلتها حي القطمون إلى مصر، ثم عادت إلى رام الله عام 1967م واستقرت فيها مع أختها لتبدأ مسيرتها التعليمية الطويلة، إذ درّست في العديد من مدارسها، وحاضرت أيضا في جامعة بير زيت شمال غرب رام الله.
ارتباطها بالقدس
عبرت السكاكيني في كثير من كتاباتها عن ارتباطها بالمدينة المقدسة، رغم أنها لم تعش فيها سوى 24 عاما، ولاحقا استقرت في مدينة رام الله.
تقول هالة السكاكيني: "القدس هي مسقط رأسي، وُلِد والداي في تلك المدينة العظيمة، وكذلك 7 من أجدادي، ورغم أنني شخصيا أمضيت السنوات الـ24 الأولى فقط من حياتي في القدس، فإنني أشعر بحق بأنني مرتبطة بهذه المدينة العظيمة، وسأبقى دائما مقدسية".
"أنا والقدس"نشرت هالة السكاكيني كتابها "أنا والقدس" أول مرة باللغة الإنجليزية في ثمانينيات القرن الـ20، وهو سيرة ذاتية تركز على الحياة اليومية الاجتماعية والثقافية، في فلسطين وفي مدينة القدس خاصة، في الفترة ما بين 1924م-1948م.
وعام 2019م، أصدرت مؤسسة الدراسات الفلسطينية بالاشتراك مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي النسخة العربية من الكتاب.
في مذكراتها "أنا والقدس" كتبت هالة: "أمضينا طيلة السنوات اللاحقة لعام 1948م في المنفى، بعيدا عن القدس. كنا على وشك فقدان الأمل برؤية القطمون أو بيتنا مرة أخرى. وحينما سنحت لنا الفرصة أخيرا لزيارة حيّنا القديم، ترددنا لوهلة. لم نكن نريد أن نعود بهذه الطريقة. كنا هناك للمرة الأخيرة بتاريخ 30 أبريل/نيسان 1948م، حينما هربنا من القدس خلال حرب فلسطين. كان عمر بيتنا وقتها 11 عاما تماما. وكان لا يزال يبدو جديدا".
سقوط حي القطمون
كان الحي الواقع غربي مدينة القدس بمساحة 157 دونما، ساحة لأبرز المعارك التي خاضها جيش الجهاد المقدس بقيادة الشهيد إبراهيم أبو ديّة لحمايته من احتلال العصابات الصهيونية، وشكل تفجير عصابات الهاغاناه فندق سميراميس في يناير/كانون الثاني عام 1948م نقطة أساسية في بداية المعارك، وبفعل مؤازرة البريطانيين للعصابات الصهيونية سقط الحي.
تروي هالة في مذكراتها، وكان عمرها 24 عاما آنذاك، أن عائلتها كانت آخر من غادر منزلها، خلال الحرب، وككل الفلسطينيين اللاجئين، لم تسمح لهم سلطات الاحتلال بالعودة إلى منازلهم بعد الاستيلاء عليها وإحلال المستوطنين مكانهم، ناهيك عن قوانين أملاك الغائبين التي أصدرها الاحتلال في حينها.
إسهامات أدبية
نشرت هالة السكاكيني كتابا تحت عنوان "نحن الاثنتان"، وهو بمثابة سيرة ذاتية أخرى تحكي فيها علاقتها بشقيقتها دمية، وكتاب "السنوات في رام الله"، تتحدث فيه عن حياتها في مدينة رام الله، إضافة إلى كتاب "كذا أنا يا دنيا"، وفيه مختارات من يوميات والدها بعد وفاته عام 1953م، إذ أمضت هالة معظم حياتها في تحرير وتقديم وتفسير كتابات خليل السكاكيني.
وإلى جانب الكتابات الأدبية، لم تكن السكاكيني معزولة عن السياق السياسي العام للقضية الفلسطينية، إذ ركزت على قضية اللاجئين الفلسطينيين، وحقهم في العودة، وكذلك كانت شديدة الانتقاد لاتفاق أوسلو (1993م).
في مايو/أيار 1996م أسست هالة رفقة شقيقتها دمية مركزا ثقافيا بمدينة رام الله، يحمل اسم والدها، وكان تابعا لوزارة الثقافة الفلسطينية، وبعد عامين تحول إلى مؤسسة مستقلة غير ربحية.
وبعد عودة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش (1941م-2008م) من بيروت، أخذ فيه غرفة لتكون مكتبا له، ومنه حرر وأصدر مجلة الكرمل الأدبية، التي تأسست في بيروت عام 1981م.
واحتضن المركز العديد من الأنشطة الفنية والأدبية والثقافية، والمعارض والمهرجانات والعروض الأدائية والموسيقية.
الوفاةتوفيت هالة السكاكيني بعد مسيرة تربوية وأدبية غنية عام 2003م عن عمر يناهز الـ80 عاما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مدینة رام الله فی مدینة عام 1948م
إقرأ أيضاً:
خليل: عدم استقرار الأسعار و سيطرة السماسرة وراء أزمة صناعة الدواجن
أكد الدكتور مصطفي خليل أستاذ أمراض الدواجن بمركز البحوث الزراعية و عضو لجنة الزراعة بحزب الوفد ان هناك عاملان اساسيان سببا عدم استقرار صناعة الدواجن الا وهما عدم ثبات أسعار البيع ، و سيطرة الوسطاء (السماسرة) ، هما من أخطر المشاكل التي تهدد استدامة صناعة الدواجن، وتأثيرهما يمتد ليشمل المنتج والمستهلك والاقتصاد الوطني.
و اضاف خليل يؤدي هذان العاملان إلى سلسلة من النتائج السلبية المدمرة على القطاع الداجني على المربّي والمنتج فعندما يبيع المربّي بسعر يقل عن تكلفة الإنتاج (خاصة في أوقات الوفرة)، فإنه يتعرض لخسائر فادحة ومباشرة.
و يصعب عليه اتخاذ قرارات التوسع أو حتى الاستمرار، بسبب الغموض وعدم اليقين بشأن العائد المتوقع.و تؤدي الخسائر المتكررة إلى استنزاف رأس مال المربي، مما يمنعه من تطوير مزرعته أو تجديد معداته.
-و اوضح ان هناك خروج لصغار المنتجين من السوق و هم الأكثر تأثراً بتقلبات الأسعار، لأن هوامش ربحهم ضيقة وقدرتهم على تحمل الخسائر محدودة ، و انسحابهم يؤدي إلى تمركز الإنتاج في أيدي عدد قليل من كبار المنتجين، مما يضعف المنافسة ويجعل السوق أكثر عرضة للاحتكار.
و يضطر المربي الذي يعاني من ضغط مالي إلى تقليل جودة الأعلاف أو تجاهل بعض برامج التحصين لخفض التكلفة، مما يؤثر سلباً على صحة القطيع وجودة المنتج النهائي.
و يعمل الوسطاء على شراء الدواجن بسعر منخفض جداً من المزرعة أحياناً يقل عن تكلفة الإنتاج، ثم يعيدون بيعها للمستهلك أو للتاجر التالي بسعر مرتفع جداً، مستفيدين من الفارق الكبير في السعر.هذا يعني أن المستهلك يدفع ثمناً باهظاً، بينما لا يحصل المنتج على العائد العادل.
و حذر خليل من نقص المعروض المفاجئ
عندما ينسحب المربون من السوق نتيجة الخسائر، يقل إجمالي المعروض في فترات لاحقة ، هذا النقص يؤدي حتماً إلى قفزات سعرية حادة تضر بالمستهلك.
كما ان المربون يتجهون إلى تخفيض أو وقف دورات الإنتاج بعد فترات الخسارة، مما يخلق فجوات في الإنتاج المحلي لا يمكن تغطيتها إلا باللجوء إلى الاستيراد، مما يهدر العملة الصعبة.
مشيرا إلى ان الإنتاج الحيواني عامة وصناعة الدواجن خصوصا تتميز بارتفاع المخاطر وانخفاض العوائد المستقرة يصبح طارداً للاستثمارات الجديدة، مما يعيق التطور التكنولوجي وزيادة الإنتاجية في هذا القطاع .
موضحا ان حل مشكلة عدم ثبات الأسعار والوسطاء تتطلب معالجة هذه المشكلة تدخلات هيكلية من الدولة، بالإضافة إلى تعاون المنتجين
و تفعيل نظام التعاقد المسبق بين المربين والمجازر و شركات التوزيع الكبرى، لتحديد سعر بيع عادل يغطي التكلفة الحقيقية مع هامش ربح معقول و مقبول، قبل بدء دورة الإنتاج.
و إنشاء بورصات سلعية أو أسواق جملة منظمة للدواجن، تُعلن فيها الأسعار بشفافية وبشكل يومي، مما يحد من احتكار الوسطاء.
و تشجيع إنشاء الجمعيات التعاونية القوية للمنتجين، لتمكينهم من التفاوض على أسعار البيع والشراء ككتلة واحدة، بدلاً من التفاوض الفردي الضعيف.
بمعنى التحول من مجرد تربية إلى تصنيع وتجهيز من ذبح وتعبئة وتجميد كلما أمكن ، هذا يسمح للمنتج بالوصول مباشرة إلى نقطة البيع النهائية أو المستهلك، متجاوزاً حلقة الوسطاء.
و تفعيل البيع المباشر للمستهلكين أو من خلال منصات رقمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي خاصة بالاتحاد العام للدواجن لتقليل الحلقات الوسيطة.
و العمل على تخطيط الإنتاج بشكل أفضل، وتوزيع دورات الإنتاج على مدار العام لتجنب تركيز الإنتاج في فترات معينة.