مواطنون يروون لـ"صفا" تفاصيل مروعة عمّا عايشوه خلال اجتياح الاحتلال تل الهوا والصناعة بغزة
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
غزة - خــاص صفا
"عشنا خمسة أيامٍ مرعبة جدًا، لا نعرف طعمًا للنوم ولا للراحة، الموت كان يُحاصرنا من كل مكان، لا ندري ماذا سيكون مصيرنا، هل الإعدام أم الاعتقال".. هكذا وصف المواطن أبو حازم الشرفا مشهد الرعب والخوف الذي عاشه وعائلته خلال محاصرتهم في منزل أقاربهم، أثناء اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي منطقة الصناعة وحي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة.
يقول الشرفا، وعلامات الإجهاد والتعب تبدو على جسده من شدة ما تعرض له من تعذيب وتنكيل، لوكالة "صفا": إنه "عند الساعة الرابعة فجر الاثنين تفاجأنا ونحن نائمون بتفجير باب المنزل واقتحامه من نحو 50 جنديًا إسرائيليًا، قائلين لنا ارفعوا أيديكم إلى الأعلى، وبدأوا بإخراجنا من المنزل بعدما فصلوا النساء عن الرجال".
ويضيف "احتجزونا نحن الرجال البالغ عددنا تسعة، في بناية مجاورة للمنزل، وقيدوا أيدينا بالأصفاد، وعصبوا أعيننا واعتدوا علينا بالضرب المبرح في أعقاب البنادق والأحذية، وبدأوا بإطلاق الرصاص علينا بكثافة؛ فاستشهد خمسة من الجيران".
تنكيل وإعدام
وفي مشهد صادم ومؤلم، أعدم جيش الاحتلال بدم بارد أربعة مواطنين من عائلة زيدية، وآخر من عائلة لولو أمام أعين المحتجزين في المنزل.
"أجبرونا طوال فترة الاجتياح على الجلوس أرضًا في الليل والنهار، ونحن مقيدو الأيدي ومعصوبو الأعين، دون طعام أو شراب، ولا نعرف شيئًا عن ظروف النساء والأطفال"، يتابع الشرفا.
ويُكمل "كنا نطلب الماء من الجنود لأجل البقاء على قيد الحياة، إلا أنهم أحضروا لنا مرة واحدة فقط ماءً مخلوطًا بالقهوة طعمه سيء للغاية".
ويقول الشرفا: "رأينا الموت بأعيننا، كنا ننتظر في كل لحظة أن يتم إعدامنا أو اعتقالنا، أطفالنا ماتوا من الرعب والخوف، ونفسياتهم دُمرت من شدة ما شاهدوه أمام أعينهم".
وتعرض المحتجزون لتحقيقٍ قاسٍ وعمليات تعذيب واعتداء وحشية من جنود الاحتلال استمرت ساعات طويلة.
وهذا ما بدا واضحًا على جسد المسن الشرفا، الذي تعرض لرضوض في منطقة الصدر، عدا عن آثار القيود على يده اليمنى.
وبمجرد دخولنا إلى منطقة الصناعة صباح أمس الجمعة، عقب انسحاب جيش الاحتلال منها، بدا المشهد مأساويًا للغاية، إذ تعرضت عشرات المنازل والمباني السكنية إما إلى تدمير أو حرق، فضلًا عن عشرات الشهداء الذين تناثرت جثامينهم بين الأزقة وفي الطرقات وداخل المنازل التي دمرتها طائرات الاحتلال، عدا عن تدمير البنية التحتية.
أيامُ مرعبة
ولم تكن مأساة المواطن عبد الناصر الشريف مغايرة كثيرًا، فهو الآخر عاش أيامًا عصيبة أثناء الاجتياح الإسرائيلي، بعدما نزح من مكان لآخر، عله يجد الأمان لعائلته وأطفاله.
وأثناء عودته من منطقة الصناعة إلى منطقة سكنه في شارع الصحابة وسط مدينة غزة، التقت وكالة "صفا" الشريف، الذي روى تفاصيل ما حدث معهم أثناء الاجتياح.
يقول الشريف: "بعدما توجهنا يوم الأحد الماضي إلى غربي غزة عقب إلقاء جيش الاحتلال مناشير يطالب فيها أهالي حيي الدرج والتفاح بالتوجه لتلك المناطق، تفاجأنا فجر الاثنين بمباغتة الجيش لنا، وسط إطلاق كثيف للنيران والقصف المدفعي والجوي على منطقة الصناعة وتل الهوا".
ويضيف "حينها لم نعرف أين سنذهب، ووجدنا أنفسنا محاصرون في حي تل الهوا مقابل شارع المستشفى الأردني، حتى بدأت القذائف تتساقط علينا من كل اتجاه؛ فاضطررت أنا وعائلتي وأقاربي للجلوس في غرفة صغيرة، وكان أطفالي يبكون ليلًا ونهارًا من الخوف الشديد".
"كل القذائف والأسلحة المعروفة في العالم استُخدمت ضدنا، من قذائف الهاوزر، والقذائف الحارقة والكواد كابتر وغيرها، أيامُ قاسية وعصيبة عشناها طيلة هذه الفترة دون أن نشعر بطعم الراحة والنوم، من كثافة القصف الذي لم يتوقف للحظة، وحتى الماء بالكاد كنا نشربه مع فتات من الخبز".
وخلال الاجتياح، اقتحم جنود الاحتلال عدة منازل في محيط وزارة المالية ومحطة البراوي، وحققوا مع المواطنين الذين كانوا محاصرين، وأجبروهم على النزوح إلى جنوبي القطاع.
يقول الشريف: "خرج الجنود من الآليات والدبابات، وشرعوا باقتحام المنازل، وأجبروا الناس على التوجه للجنوب تحت غطاء من الطائرات المسيرة (كواد كابتر)، قائلين لهم نحن نتتبعكم إن تحركتم إلى طريق آخر سنطلق الرصاص عليكم".
ويتابع "اتصلوا علينا وقالوا لنا نعرف إنكم بالمنزل وعليكم التوجه للجنوب فورًا، إلا أننا لم ننصاع لهم، فنحن نفضل الموت هنا على النزوح".
"بقينا في مكاننا لا نتحرك مطلقًا، خشية من اقتحام المنزل الذي نحن داخله حتى تفاجأنا صباح الجمعة بانسحاب الجيش من المكان"، يختم الشريف.
مجازر مروعة
وعلى مدار الخمسة أيام، ارتكب جيش الاحتلال مجازر مروعة من جرائم قتل وإعدام بدم بارد وحرق منازل ومبانٍ مدنية، وتدمير مؤسسات صحية.
وتمكنت طواقم الدفاع المدني والطواقم الطبية من انتشال نحو 60 شهيدًا منذ لحظة انسحاب جيش الاحتلال من منطقة تل الهوا والصناعة، وما زال هناك مفقودون تحت أنقاض المنازل المدمرة، يصعب على الطواقم الوصول إليهم.
وأعدم جنود الاحتلال ثلاثة نساء مسنات من عائلة الغلاييني بدم بارد، خلال اقتحام منزلهن في حارة الريس بمنطقة الصناعة، وإحراقه وهم بداخله.
ووثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تعذيب جيش الاحتلال مدنيًا يبلغ (58 عامًا)، وضربه ضربًا شديدًا، أثناء حصاره نحو 12 ساعة مع عدد من أقاربه في منزله.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: حرب غزة طوفان الأقصى تل الهوا الصناعة منطقة الصناعة جیش الاحتلال تل الهوا
إقرأ أيضاً:
مواطنون ومقيمون: مقولة ولي العهد "لن ينجو فاسد" رسخت نهج العدالة والنزاهة في المملكة
يحتفي المواطنون والمقيمون في المملكة العربية السعودية باليوم الدولي لمكافحة الفساد الذي يوافق التاسع من ديسمبر، مؤكدين أن المملكة نجحت في تحويل مقولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء «لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد» إلى منهج حياة وعمل، مما أسس لمرحلة تاريخية جديدة قوامها العدالة والشفافية وحماية المقدرات الوطنية.
وأجمع المشاركون في استطلاع للرأي حول هذه المناسبة، على أن الجهود الحكومية المتصاعدة لتعزيز قيم النزاهة وتشديد أنظمة الرقابة، وتطوير التشريعات، نجحت في كبح الهدر المالي ومنع استغلال السلطة، مما رفع درجة الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة إلى مستويات غير مسبوقة.
أخبار متعلقة مهرجان "الوليمة" يحتفي بتراث المطبخ السعودي بتجارب تفاعلية مبتكرةعاجل: ولي العهد: المملكة مستمرة في التركيز على تنويع القاعدة الاقتصاديةتمور وسلال غذائية ومهمات إسعافية.. السعودية تقدم مساعدات في 3 دولمكافحة الفساد ركيزة للدولة
واستهل محمد الزهراني حديثه بالتأكيد على أن مكافحة الفساد أصبحت ركيزة أساسية للدولة في عهد خادممحمد الزهرانيالحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، مستشهدًا بتشديد سمو ولي العهد المتكرر على أنه لن ينجو أي متورط في قضايا الفساد كائنًا من كان.
وأشار الزهراني إلى أن الوعي المجتمعي تجاه هذه القضايا نضج بشكل كبير، خاصة مع توفر قنوات البلاغ السرية التي مكنت الجميع من رفع الملاحظات دون خوف، محذرًا من محاولات البعض تلطيف ممارسات الفساد بمسميات مثل «سعي» أو «هدية»، مشدداً على ضرورة تسميتها بمسمياتها الحقيقية كصور من صور الفساد، ومؤكداً أن القسم المهني أمانة عظمى يجب أن يستشعرها كل موظف لحماية مصالح البلاد.
المواطن "شريك" مكافحة الفساد
وفي السياق ذاته، وصف رعد العطاوي المناسبة بأنها محطة لترسيخ الجهود الوطنية، مؤكداً أن الدولةرعد العطاويبقيادتها الرشيدة قطعت شوطًا هائلاً حدت فيه من الفساد حتى بات نادرًا ويكاد لا يُذكر، بعد أن أصبح المواطن شريكاً فعالاً في كشف التجاوزات عبر الإبلاغ الفوري للجهات المختصة التي تباشر مهامها دون أي تقصير.
وطرح العطاوي رؤية مستقبلية لتعزيز هذه المكتسبات، مقترحاً إدراج مفاهيم مكافحة الفساد وثقافة النزاهة ضمن المناهج الدراسية للجيل الجديد، لبناء مجتمع واعي يرفض بالفطرة أي ممارسات تعطل عجلة التنمية، مشيداً بتكاتف المواطنين مع الجهات الأمنية للعمل جنباً إلى جنب لحماية الوطن.
الدين يعزز الرقابة الذاتيةسليمان الدوسري
من جانبه، أوضح سليمان الدوسري أن المملكة تمضي بثبات في نهجها المحارب للفساد، معولاً على الوازع الديني الذي يعزز الرقابة الذاتية لدى الأفراد، ومشيداً بارتفاع مستوى الوعي المجتمعي بمخاطر الفساد بفضل برامج التوعية المكثفة وسهولة استخدام منصات الإبلاغ المتعددة من الرسائل النصية إلى القنوات الرسمية لهيئة الرقابة ومكافحة الفساد.
وحذر الدوسري من أساليب الرشوة غير المباشرة، مثل عرض الخدمات أو تسهيل المعاملات تحت مسميات ملتوية، معتبراً أن هذه الأفعال تسهم في تطبيع الفساد، ومشدداً على ضرورة تسمية الأمور بمسمياتها، لأن أي منفعة غير مستحقة هي فساد صريح يمس العدالة ويضر بالمجتمع بأكمله.
المجتمع خط الدفاع الأول
بدوره، أكد علي العسيري أن ما تحقق من نتائج ملموسة في مكافحة الفساد يعود للاهتمام البالغ منعلي العسيريالقيادة الرشيدة في بلد يحكم بشرع الله ويصون الحقوق، مشيراً إلى أن الجهود يجب أن تظل شاملة لكافة الجوانب مع التركيز الأكبر على الجانب المالي لكونه الأكثر تأثيراً وأثراً على الدولة.
وربط العسيري نجاح الجهود الرقابية بمقولة القيادة «لا أحد ينجو» من المحاسبة، وهو ما جعل المجتمع يشكل خط الدفاع الأول والركيزة الأساسية في دعم الدولة، حيث لا يمكن القضاء على الفساد جذرياً إلا بتعاون المواطنين وإبلاغهم عن الممارسات المشبوهة للوصول إلى بيئة عمل نقية تماماً.
لا مستقبل للفساد بالمملكة
واعتبر عياد عيسى الشمري أن الاحتفاء باليوم الدولي يتوافق مع النهج السعودي الصارم الذي أكده سمو ولي العهد بأن الفساد لن يكون له مكان في المستقبل، مشيداً بمنظومة الإبلاغ التي تتميز بالسهولة والسرية العالية، حيث يستطيع المواطن تقديم بلاغه دون كشف هويته، مما عزز الثقة في الجهات المختصة.عياد الشمري
ولفت الشمري إلى أن نشر نتائج القضايا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل لعب دوراً حاسماً في تعزيز ثقافة الإبلاغ، حيث بات المشهد اليوم يظهر مجتمعاً بكافة فئاته العمرية أكثر وعياً وحرصاً على حماية الوطن ومقدراته من أي ممارسات قد تعطل مسيرة التنمية الطموحة.المقيم ينعم بـ "النزاهة"
وعن تجربة المقيمين، قال محمد يوسف، الذي يعيش في المملكة منذ أكثر من عشر سنوات، إن جهود مكافحة الفساد باتت واضحة للعيان، حيث ارتفع مستوى الشفافية في المعاملات المالية والإدارية بشكل لافت، بفضل التحول الرقمي وتسهيل الإجراءات الحكومية التي ضيقت الخناق على التدخلات البشرية غير النظامية.محمد يوسفتسمية
وأكد يوسف أنه طوال فترة إقامته لم يصادف أي حالة فساد في نطاق عمله أو حياته، مرجعاً ذلك إلى قوة الأنظمة وسرعة المعاملات مثل الجمارك والشحن التي تدار بحزم ومرونة، واصفاً التجربة السعودية في الحوكمة بأنها نموذج عالمي يحتذى به، متمنياً تعميمها على دول أخرى لما تحققه من جودة واستقرار.