قد تستطيع أن توقف إنسانا، أو تشوّه صورته، أو تستغل ضعفه، أو تضعه في زاوية ضيّقة تصنفه بها ظانّا أنّك قتلته اجتماعيّا أو سياسيّا، أو تنهي وجوده بالكليّة، ولكنك لن تستطيع قتل فكرته، فالفكرة لا تُحبس وإن قيّدت صاحبها، ولا تموت وإن أعدمت قائلها، فهي تسبح في هذا الفضاء لتتدافع مع الأفكار، وتسيح في الأرض حتّى تجد من يلتفت إليها ولو في عالم آخر، وظرف زمنيّ متأخر.
في التّأريخ نماذج عديدة من الأفكار الّتي أعدم أصحابها، أو شرّدوا في الأرض، أو حبسوا تحت الأرض وفوقها، أو أقصوا من المجتمع؛ لكن أفكارهم بقت وتدافعت، ومن حاربهم يوما؛ تبنى بعضا أو العديد من أطروحاتهم في أعقابه، وأصبحت جزءا من منظومته الفكريّة والاجتماعيّة، بل والسّياسيّة والدّينيّة.
ولهذا قيل «الفكرة لا تُصادر» وإنّما يتدافع معها، وعند إلينور روزفلت (ت 1962م) أنّ العقول الكبيرة تناقش الأفكار، أو على الأقل تناقش الأحداث كما عند العقول المتوسطة، أمّا العقول الصّغيرة فلا تزال تناقش الأشخاص، ولا تراوح مكانها عند الشّخوص.
ومن نماذج محاولة قتل الأفكار في عالمنا العربيّ ما حصل للمفكر السّودانيّ محمود محمّد طه (ت 1985م)، والّذي أتى بنظريّة «الرّسالة الثّانية» في كتابه «الرّسالة الثّانية من الإسلام»، والّذي صدر عام 1966م، ومداره أنّ «الأصل في الرّسالة الثّانية الحيويّة والتّطوّر والتّجدّد»، فيرى «من الخطأ الشّنيع أن يظنّ إنسان أنّ الشّريعة الإسلاميّة في القرن السّابع تصلح بكلّ تفاصيلها للتّطبيق في القرن العشرين، ذلك بأنّ اختلاف مستوى مجتمع القرن السّابع عن مستوى مجتمع القرن العشرين أمر لا يقبل المقارنة، ولا يحتاج العارف ليفصّل فيه تفصيلا ....»، فالدّين في نظره «لا يتطوّر، يتطوّر الإنسان في فهمه له، لا بدّ من تطوير الشّريعة لمواجهة تحدّيات العصر ومطالب الإنسان».
قدّم محمود طه رؤيته في فترة مبكرة منذ أربعينيّات القرن الماضي، أمام تيارات متجاذبة في محاولة المواءمة بين الشّريعة والنّصّ الدّينيّ بشكل عام والتّراث بشكل أعم؛ بين هذا وبين عالم مختلف تماما عن فترة نزول الشّريعة - أي القرن السّابع الهجريّ - فيرى محمود طه إذا توقف العقل عند تنظيم القرن السّابع الهجريّ فطبيعيّ أن تلتمس المجتمعات المسلمة «حلّ مشاكلها في فلسفات أخريات».
فالمدرسة الإصلاحيّة حاولت المواءمة بالاتّساع في التّأويل، وقابلهم القرآنيّون الّذين رأوا أنّ الخلل في النّصّ الثّاني - أي الرّواية - وهيمنتها على النّصّ الأول، ممّا جعلته أقرب إلى التّبرك منه إلى الهيمنة والتّصديق، بينما مالت مدرسة ثالثة إلى تاريخيّة المتحرك من النّصّ الدّينيّ عموما، كالشّريعة مثلا، وعلى هذا اقتربت رؤية محمود طه من الرّؤية التّأريخيّة ولكن من خلال البعد الصّوفيّ أو الغنوصيّ تحت نظريّات الفيض والإنسان الكامل ووحدة الوجود وفق القيم الكامنة في القرآن المكيّ، بيد أنّ القرآن المدنيّ كان ظرفيّا تأريخيّا متوائما مع القرن السّابع الهجريّ، فكان كتابه عام 1969م بعنوان: «الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانيّة القرن العشرين»، والّذي أثار حفيظة الفقهاء، فهو لا يقصد أنّ الإسلام لا يصلح في القرن العشرين؛ ولكن يرى أنّ الإسلام بصورته الحرفيّة في الشّرائع أي المتحرك المتعلّق بالأحوال الشّخصيّة والمعاملات والبيوع والحدود والقوانين والدّولة لا يتناسب مع التّطوّر الإنسانيّ، والنّهضة المعرفيّة العالميّة في القرن العشرين، فعلينا البحث في جوهر الشّريعة، وليس الوقوف عند حرفيّتها، وهو لا يقصد هنا الثّابت كالطّقوس، كما أنّ المدرسة التّأريخيّة ترى بشكل ضمنيّ أنّ المدرستين الإصلاحيّة والقرآنيّة أقرب إلى التّرقيع، فهم بين جمود التّقليديين وعنفهم وإقصائهم من خلال دعم السّياسيين والمجتمع لهم، وبين التّطوّر المعرفيّ في العالم الّذي أوجد إشكالات في النّصوص الدّينيّة الّتي نزلت في فترة زمنيّة كانت بسيطة معرفيّا، وأقرب إلى الأميّة والبدائيّة.
لم تتوقف رؤية محمود طه عند الجانب المعرفيّ، بل امتدّت إلى الجانب الحركيّ من خلال تأسيس الحزب الجمهوريّ عام 1951م، والّذي قام على منطلقين في الابتداء: تحرير السّودان من الاستعمار الخارجيّ، ومن الولاءات الخارجيّة، والتّدخل في أرض السّودان، ونهب ثرواته وخيراته، والمنطلق الثّاني: سودنة المجتمع، أي جعل السّودان أمّة واحدة على اعتبار المساواة في الإنسانيّة، ولا يمكّن تحقّق المواطنة إلا على ذات المساواة، في الحقوق والواجبات، وفي الحكم والمسؤوليات؛ الجميع سواء، لا فرق بين مسلم ولا مسيحيّ ولا وثنيّ، ولا بين ذكر وأنثى، ولا بين مؤمن وغير مؤمن، ولا بين عربيّ وغيره.
لهذا جعل شعار الحزب من الابتداء في عام 1951م «الحريّة لنا ولسوانا»، أي الجميع سواء في الحريّة، ثم وضع سياجا لحكومة السّودان عام 1955م بأنّها «حكومة جمهوريّة فدراليّة ديمقراطيّة اشتراكيّة»، هذه الحكومة ذات دستور مرجعيّته إنسانيّة، بمعنى «أنّ أسس دستور السّودان الدّائم يجب أن تقوم على الأصول الّتي يلتقي فيها النّاس، وهي أصول الإنسانيّة»، «والدّستور يجب أن يستمدّ من الفكرة التّي توحد الشّعب كلّه، الدّستور ليس فيه أغلبيّة أو أقليّة...»، وأمّا «الكلام عن أنّ الدّستور الإسلاميّ يعطي الأقليات حريّة العبادة؛ هذا كلام ليس له قيمة بالمرة، لأنّك حينما تتكلّم عن الدّستور أنت تتكلّم عن الدّيمقراطيّة، والدّيمقراطيّة هي فرض التّساوي بين المواطنين من حيث هم مواطنون».
وما قدّمه محمود طه من رؤية متقدّمة جدّا تتوافق مع العقل وسنن الاجتماع البشريّ، إلّا أنّها كما يرى الباحث السّودانيّ عبد الله الفكي البشير أنّها تتناسب مع السّودان بشكل كبير، لأنّه «بلد يعيش كظّة التّنوع والتّعدد الثّقافيّ، لا سيّما التّنوع الدّينيّ، ويبحث عن سبل التّعايش بين مجموعاته وثقافاته، هي ليست دعوة قاسية وظالمة في حقّ غير المسلمين فحسب؛ وإنّما في حقّ المسلمين أنفسهم، فالمسلمون أنفسهم جماعات وفرق، ولكلّ منهم رؤيته وفلسفته ومدرسته الخاصّة في فهم الإسلام.... وخلاصة الأمر ليس هناك فرصة في مجتمعات التّنوع الثّقافيّ كحال السّودان سوى اعتماد الدّولة المدنية على أساس المواطنة، بتساوي جميع المواطنين من حيث هم مواطنون».
بطبيعة الحال ليس من السّهولة في تلك الفترة الزّمنيّة، وفي بدايات الإفاقة في العالم العربيّ، والتّحرّر من الاستعمار، أن يقدّم محمود طه هذه الرّؤى الجريئة وغيرها، لهذا من الطّبيعيّ أن يجد الاتّهام والتّشويه الدّينيّ، والإقصاء السّياسيّ والمجتمعيّ، بداية من تكفيرهم والحكم بردتهم من قبل المؤسّسات الدّينيّة الكبرى في العالم الإسلاميّ وفي السّودان، ثمّ الإقصاء من الجامعات والكليّات، إلى الحكم «غيابيّا بردّة محمود محمد طه عن الإسلام» في 18 نوفمبر 1968م، ثمّ إعدامه في 18 يناير 1985م، بيد أنّ الحكومة الدّستوريّة أبطلت الحكم في 18 نوفمبر 1986م، ولكن بعد فوات الأوان.
إعدام محمود طه كان جسديّا، إلّا أنّ فكره أحدث مراجعات بداية من حكم الرّدّة وعقوبتها ذاتها، فيذكر عبد الله الفكي البشير في كتابه «المؤسّسات الدّينيّة» أنّ السّيّد الصّادق المهديّ (ت 2020م) يرى أنّه «لا يوجد في نصوص كتاب الله عقاب لمن بدل دينه ... الشّريعة الإسلاميّة لا تشجع رمي الآخرين بالكفر»، وقد ألغى الدّستور السّودانيّ مادّة (126) الرّدة عن الإسلام، واستبدلها بتجريم التّكفير في عام 2020م، كما أنّ العديد من أفكار محمود طه تبناها خصومه لاحقا في السّودان، وتبنتها المؤسّسات الدّينيّة الكبرى في العالم الإسلاميّ، والّتي حكمت بردته سابقا.
والحقّ يقال إنّ الحالة المأساويّة الّتي يعانيها السّودان لعقود، والحالة الأشدّ الّتي يعانيها اليوم، في ظلّ الصّراعات المسلحة الأهليّة، والتّدخلات الخارجيّة، وقد أحزنني أن أرى السّودانيين مشردين في الأرض، وفي سفرتي الأخيرة كان غالب من في الطّائرة من السّودان، فسألتُ بعضهم إلى أين تذهبون، قالوا فقط نذهب إلى مسقط ونرجع في الوقت نفسه لأجل تجديد تأشيرة الإقامة، فلا عمل يحفظ كرامتهم، ولا بلد يستقرون فيه، ولا أمّة عربيّة ترحمهم، وقد عانت هذه الأمّة سقوط وتشريد بلدان، ولا نعلم أين يكون القادم، إن لم تدرك هذه الأمّة أن قوتها في إحياء جميع الشّعوب، وحفظ كرامتهم، وعسى أن لا يكون حال بعضها: «أكلتُ يوم أكل الثّور الأبيض».
كما أرجو من المجتمع السّودانيّ الانتقال إلى حالة التّعقل، فبلد السّودان فيه الخير الكثير، وفيه من العقول الرّاجحة، استفادت منهم بلدان وأمم، فحريّ أن يستفيد منهم هذا البلد الطّيب، وجميل أن ينعم أهل السّودان كغيرهم بالاستقرار والأمن والعدالة الاجتماعيّة، كما أنّه من الواجب أن تستفيد السّودان من هذه الأطروحات التّقدميّة، والّتي قدّمها مفكروهم وفلاسفتهم، كرؤية محمود طه، ولا يعني التّسليم المطلق وعدم نقدها، ولا يقول هو بذلك، ولكن في الوقت نفسه جميل أن يلتفت إليها وإلى غيرها، لعلّ بارقة أمل تضيء قريبا، تخرج السّودان إلى عالم الاستقرار والتّقدم والمساواة والإحياء، وما ذلك ببعيد!!!
- مصادر المقالة: كتاب محمود محمّد طه والمثقفون: قراءة في المواقف وتزوير التّاريخ، وكتاب المؤسّسات الدّينيّة: تغذية التّكفير والهوس الدّينيّ للدّكتور عبد الله الفكي البشير.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: القرن العشرین فی العالم ال فی القرن ة محمود
إقرأ أيضاً:
الإبراهيمية والماسونية: جذور تاريخية وشكوك معاصرة
23 مايو، 2025
بغداد/المسلة:
ليث شبر
*تسعى هذه السلسلة التوعوية، المكونة من خمسة مقالات، إلى تمكين القارئ العربي من فهم قضايا مثيرة للجدل بعقل ناقد يتحرى الحقيقة بعيدًا عن التضليل ونظريات المؤامرة، وذلك لتعزيز وعي يحترم التعددية والعدالة في إطار دولة علمانية*.
يستكشف هذا المقال الرابع الشكوك حول العلاقة المزعومة بين الإبراهيمية والماسونية، ويركز على جذورهما التاريخية: هل تشكل الماسونية قوة خفية وراء الإبراهيمية؟ وكيف يواجه سياسي علماني هذه التساؤلات دون الانزلاق إلى التكهنات؟
تأتي الشكوك حول ارتباط الإبراهيمية بالماسونية من تاريخ طويل يحيط المنظمات السرية بهالة من الريبة، لكن النقاش يتطلب الرجوع إلى جذور كلا المفهومين. بدأت الماسونية في أوروبا خلال القرن السابع عشر كجمعيات للحرفيين البنائين، وتطورت إلى منظمة رمزية تركز على الأخوة والأخلاق، مستخدمة طقوسًا مستوحاة من التقاليد المسيحية واليهودية القديمة.
*بحلول القرن التاسع عشر، أصبحت رمزًا للنفوذ الخفي في السياسة والاقتصاد، خاصة في الغرب، مما غذى نظريات المؤامرة التي تربطها بالسيطرة العالمية*.
أما الإبراهيمية، فظهرت كمصطلح حديث في القرن العشرين، مستوحى من فكرة إبراهيم كأب مشترك للديانات التوحيدية، لكنها اكتسبت زخمًا مع مبادرات معاصرة تدعو إلى الحوار الثقافي.
فلماذا تلتقي هذه الجذور التاريخية في الشكوك الحالية؟
يربط البعض بين الماسونية والإبراهيمية بسبب تقاطع رمزي في استخدام التراث الديني، لكن هذا الربط يثير جدلًا معقدًا. يرى نشطاء علمانيون في تونس، على سبيل المثال، أن الإبراهيمية، كما طُرحت في مؤتمرات دولية عام 2024، قد تستغل الرموز الدينية لتعزيز تحالفات سياسية، مشيرين إلى أن الماسونية استخدمت تاريخيًا رموزًا مشابهة لتوسيع نفوذها.
*ففي القرن التاسع عشر، اعتمدت الماسونية طقوسًا مستوحاة من التقاليد الإبراهيمية لجذب أعضاء من خلفيات متنوعة*. لكن تدافع منظمات ثقافية في الأردن عن الإبراهيمية كإطار للتعاون الثقافي، وتنفي أي صلة بالماسونية، مؤكدة أن الحوار يهدف إلى تعزيز السلام دون أجندات خفية. وتُبرز هذه الردود جدلية مؤداها: هل تعكس الشكوك قلقًا مشروعًا من استغلال الرموز، أم مبالغة ناتجة عن إرث تاريخي؟
تتطلب رؤية علمانية التعامل مع الإبراهيمية بحيادية، دون رفضها أو تصويرها كضد للعلمانية. *فالدولة العلمانية، التي تفصل الدين عن السياسة، تستطيع استيعاب الحوار الثقافي إذا احترم التعددية ولم يتحول إلى أداة للحكم الديني* . لأن المخاوف من الإبراهيمية لا تنبع من الحوار بحد ذاته، بل من إمكانية استغلاله لتعزيز مصالح سياسية، كما حدث في القرن الثامن عشر عندما استخدمت الماسونية شبكاتها لدعم النخب السياسية في أوروبا. ومع ذلك، تُظهر الوقائع أن الإبراهيمية الحديثة، كما طُرحت في فعاليات مثل قمة أبوظبي للتعايش 2023، تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي، لكن غموضها يُغذي الشكوك، خاصة في سياق إقليمي مشحون بالتوترات.
يُثير النقاش سؤالًا جوهريًا: هل تستند الشكوك إلى أدلة، أم تُغذيها روايات تاريخية مبالغ فيها؟
بينما تُحذر أوساط أكاديمية في مصر من أن التركيز على الماسونية كتهديد قد يُصرف الانتباه عن قضايا ملحة، كالعدالة الاجتماعية. ففي تقرير لمركز دراسات مصري عام 2024، أُشير إلى أن ربط الإبراهيمية بالماسونية يعكس خوفًا من التغيير أكثر منه دليلًا ملموسًا. بالمقابل تُصر أوساط شعبية في العراق على مشروعية الشكوك، مشيرة إلى أن التاريخ يُظهر استخدام الرموز الثقافية لخدمة مصالح النخب.
تُشير هذه التوترات إلى ضرورة تقييم الإبراهيمية بعقلانية، دون الانجرار إلى نظريات المؤامرة.
ومن هنا يتضح الموقف السليم : *يُرحب بالحوار الثقافي إذا احترم التعددية وخدم العدالة، لكن تُرفض أي محاولة لاستغلال الثقافة أو الرموز التاريخية لأغراض سياسية* .
فالدولة العلمانية قادرة على قيادة هذا الحوار دون السماح لأي مبادرة بتقويض مبادئها، سواء ارتبطت بتكهنات حول الماسونية أم بمبادرات غامضة. وبدلاً من الخوف من الأجندات الخفية، *نقترح رؤية علمانية تضمن أن يظل الحوار أداة للتقدم، مستلهمة قيم المساواة التي تحمي التنوع الثقافي* .
ومع هذا النقاش، تبرز تحديات جديدة: كيف تستجيب الدولة العلمانية لتعقيدات العولمة والمبادرات الثقافية؟ يناقش المقال القادم هذه التحديات، لمواصلة البحث عن الحقيقة بروح نقدية ملتزمة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts