الواقعة التى تداولتها (السوشيال ميديا) لأحد المحافظين الذى تعقب سيدة بسيطة تحمل كيسًا من الخبز، حصلت عليه من فرن بلدى وعندما وصلت إلى بيتها فاجأها بالتفتيش فى الكيس، متسائلًا عن كمية الخبز وهل حصلت عليه بطريقة مشروعة أم لا؟
وصورة طبق الأصل لمحافظ آخر، فاجأ طبيبًا فى جولته الميدانية بمستشفى عام متسائلًا أيضًا: لماذا لم يلبس البالطو فجاءه جواب الطبيب متندرًا (الدنيا حر)!!
ورغم أن هاتين الواقعتين تمثلان شكلًا جولات ميدانية بنزول المحافظين إلى الشارع، إلا أنهما فى الواقع قد جانبهما الصواب، لأن هناك ما هو أهم وأولى من تتبع سيدة تحصل على خبز مدعم، فذلك دور مفتش التموين ومن صميم عمل الرقابة على المخابز، وكذلك الانتباه لما يلبسه الطبيب دون مفاجأة تجهيزات غرفة العمليات، أو استعدادات عيادات الطوارئ لاستقبال الحالات الحرجة.
صحيح أن الجوالات المفاجئة من صميم عمل المحافظ، لكن يجب توجيهها إلى مواقع العمل والإدارات الخدمية دون ترتيب مسبق، حتى تأتى ثمارها بدلًا من التوقف امام سلوكيات فردية لا ترقى إلى مساءلة محافظ.
شفنا وسمعنا جولات لمحافظين سابقين، اقتحموا عنابر الإنتاج لمراقبة سير العمل بصدق، وكذلك عيادات الطوارئ وسؤال المرضى على أبواب المستشفيات عن سبب منعهم من الدخول، وكذلك مدارس مكدسة بالطلاب استبدلوا حصص النشاط فيها بحصص دراسية، اخرى لإنهاء اليوم الدراسى قبل موعده، وحرمان الطلاب من ممارسة الأنشطة الرياضية والفنية التى تثقل المهارات وتنمى المواهب. من هنا كانت لتلك الجوالات آثارها وللجزاءات الرادعة بالإثابة أو العقاب مردودها على العاملين.
نحن نعلم جميعًا أن المحافظ بحكم الدستور ممثل السلطة التنفيذية بالمحافظة، وينوب عن الوزير المختص فى ادارة المديرية الواقعة فى محافظته، ولكنه لا يملك ان يوقع الجزاء دون التنسيق مع الوزارة الأم، لعدم تطبيق اللامركزية فى المحافظات التى نص عليها قانون الإدارة المحلية الذى لم يصدر بعد!
نحن لا نقلل من أهمية هذه الجوالات، ولكننا نريدها زيارات هادفة ومفاجئة بصدق داخل مصالح وادارات حكومية يضيع موظفوها، ساعات العمل أمام كشوف الحضور والانصراف، أو فى أداء الصلاة جماعة، ومصالح المواطنين مؤجلة إلى حين بينما العمل عبادة.
لذلك فمن الأهم أن يقوم بتلك المتابعات الخدمية والرقابية أعضاء المجالس المحلية، باعتبار أن تلك المجالس تمثل الجناح الشعبى للإدارة المحلية، الأمر الذى يتطلب سرعة إصدار قانونها الذى طال غيابه، حتى تتمكن الرقابة الشعبية من مساءلة رجال الإدارة التنفيذية بالمحافظة، وحتى يصدر ذلك القانون فإن تلك الجوالات إن لم تكن جوالات إيجابية، فهى لا تخرج عن كونها (شو إعلامي)، وعذرًا للسادة المحافظين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عبدالعظيم الباسل السوشيال ميديا المجالس المحلية
إقرأ أيضاً:
قصر ثقافة أبو سمبل.. منارة علمية جديدة في أقصى جنوب مصر
أعلنت وزارة الثقافة، برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو، عقب افتتاح قصر ثقافة أبو سمبل الجديد بمحافظة أسوان، أن القصر يعد منارة ثقافية جديدة فى أقصى جنوب مصر، تم تشييده وفقاً لفلسفة العمارة البيئية المستلهمة من أعمال المعمارى المصرى العالمى الراحل حسن فتحى، وقد تم تنفيذ التصميم المعمارى للقصر على أسس مستمدة من الطابع الريفى النوبى.
وكان قد افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة ، واللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان قصر ثقافة أبو سمبل بفنيسيا الشرق .
ويأتى ذلك فى إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى " بداية جديدة لبناء الإنسان "، ووسط أنغام الفقرات الفلكلورية لفرقة أسوان للفنون الشعبية .
وشارك فى فعاليات الإفتتاح اللواء خالد اللبان مساعد الوزير لشئون رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة ، والكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة ، فضلاً عن القيادات التنفيذية بالوزارة والمحافظة.
منارة علميةومن جانبه أكد وزير الثقافة على أنه وفقاً لخطة الوزارة يتم تطوير قصور الثقافة للحفاظ على الهوية المصرية، وتم إنشاء قصر ثقافة أبو سمبل بما يتناسب مع التطور الثقافى والتقنى فى ظل ما يمتلكه من نوادى للتكنولوجيا والآدب، ومراكز للحرف التراثية وعجانة كاملة للخزف وغيرها من المميزات الأخرى، مؤكداً على أهمية الحفاظ على قصر الثقافة وتحقيق الإستغلال الأمثل له .
فيما أكد الدكتور إسماعيل كمال على أن للثقافة والفنون دور رائد بإعتبارها القوى الناعمة لمصر ونافذة التواصل مع الشعوب والثقافات الأخرى .
وأشاد المحافظ بجهود وزارة الثقافة بقيادة الدكتور أحمد فؤاد هنو وإهتمامه الملحوظ لدعم المنظومة الثقافية والفنية بأسوان عاصمة الإقتصاد والثقافة الأفريقية سواء بتطوير وإنشاء المواقع الثقافية المختلفة أو بإطلاق العديد من الأنشطة والفعاليات والتى يأتى على رأسها حالة الزخم الفنى والثقافى الكبير الذى تحتضنه مختلف المواقع الثقافية بالمحافظة على مدار العام .
وأشار المحافظ إلى إهتمام القيادة السياسية بإقامة هذه الصروح التنويرية ليخرج على هذا المستوى الراقى، وليكون نقطة مضيئة فى أقصى جنوب مصر وهى مدينة أبو سمبل التى تمثل بقعة جميلة.
وأكد محافظ أسوان أنه سيتم التنسيق مع الشركات السياحية لوضع قصر ثقافة أبو سمبل على البرنامج السياحى للأفواج الزائرة، وهو الذى يتوازى مع تكثيف الأنشطة والفعاليات الثقافية بشكل منظم.
بينما قدم أهالى مدينة أبو سمبل خالص شكرهم للإهتمام الكبير من الرئيس عبد الفتاح السيسى لإقامة هذا الصرح الرائع الذى يعد بمثابة مركز ثقافى دولى وعالمى.
مقدمين شكرهم لوزير الثقافة ومحافظ أسوان لإفتتاح قصر الثقافة فى ثوبة الجديد عقب إنشاؤه ليكون قبلة للسائحين والزائرين.
وتجدر الإشارة إلى أن قصر ثقافة أبو سمبل يضم معرض الفنون التشكيلية، والذى تم غرض 26 عمل فنى به ، وتم إنشاء القصر على مساحة 5170 م2، ويتكون من دورين العلوى ويحتوى على المسرح ونادى الآدب ، ونادى تكنولوجيا المعلومات، ومعرض الفنون التشكيلية والحرف البيئية ، وقاعة أنشطة ومكتبة عامة ومكتبة للطفل ، فضلاً عن غرفة كبار الزوار ، أما الأرضى فيضم 25 غرفة فندقية ، علاوة على منظومة إطفاء حديثة، وصالة إنتظار وأوفيس.