يمانيون:
2025-05-28@21:07:42 GMT

“عاشوراء” وغزة.. مظلومية واحدة

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

“عاشوراء” وغزة.. مظلومية واحدة

يمانيون – متابعات
ها هي ذكرى عاشوراء، يوم استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، ذكرى انتصار الدم على السيف، تطل علينا، الذكرى التي اتخذت من الشهادة والدم رمزاً للحرية والإباء، واليوم هناك أحداث مشابهة لها، وما يعانيه ويتعرض له أبناء قطاع غزة من مجازر وحشية وحصار وتجويع من قبل العدو الصهيوني خير شاهد على ذلك التشابه بين عاشوراء وما يحدث في غزة.

مئات السنوات مرت على تلك الفاجعة الأليمة، التي سالت الدماء الطاهرة من سبط خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الإمام الحسين بن علي ابن ابي طالب -عليهما السلام- على أرض كربلاء، وما شهدته تلك الفجيعة المأسوية من قتل وسبي وتعذيب ضد أهل بيت النبوة، لتسجل ملحمة عاشوراء بذلك رسالة خالدة إلى قيام الساعة.

التاريخ يعيد نفسه
نرى اليوم بأن “عاشوراء” تتجدد، لكن مع اختلاف الزمان والمكان والشخصيات!، حيث نرى قوى الاستكبار العالمي تسيطر وتهيمن على الشعوب وتنهب مقدراتها، نسمع ونشاهد كيف تسعى تلك القوى وبأسلوب الترهيب والإكراه والاستبداد والاستعباد، تركيع وإخضاع وإذلال كل من يقف أمامها، إلا أن مدرسة “عاشوراء” كانت وما تزال السد المنيع أمام تنامي قوة ذلك الجبروت. كانت اليمن بالأمس القريب وما زالت تواجه هذه الغطرسة والطغيان من قبل قوى الشر العالمي وأدواتها، وكيف استطاع اليمن الصامد المجاهد بقيادته المؤمنة الصادقة، الوقوف بوجه تلك القوى بكل ما تملك من أسلحة وعتاد، وكل ذلك ناتج عن الوعي والصمود الكبير في أوساط الشعب اليمني العظيم، الذي جعل من ذكرى “عاشوراء” الحسين -عليه السلام- نهجاً وعطاء ينهل من فيضه المبارك.

اليوم فلسطين وخصوصاً أبناء غزة تواجه ظلم وعدوان صهيوني أمريكي، كما واجهت اليمن هذا الظلم والجبروت ومن قبلهما حادثة “عاشوراء” بقيادة حفيد رسول الله الإمام الحسين عليه السلام.

“عاشوراء” قطاع غزة
تتواصل جرائم الإبادة الصهيونية ضد أبناء غزة، ونجد الكثير من أوجه الشبه بين ما حصل قبل أربعة عشر قرناً من الزمان على أرض كربلاء وبين ما يجري اليوم على أرض فلسطين المحتلة، ففي كربلاء بدأت السلطة الجائرة المعركة بحصار الإمام الحسين وأهل بيت الرسول الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- واليوم نجد أن التاريخ يعيد نفسه عبر الحصار الجائر على إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة.

في كربلاء منع الطغاة الماء عن الإمام الحسين وأهل بيته، واليوم يمارس الكيان الصهيوني المحتل الفعل نفسه من خلال منع الماء والغذاء والدواء عن أهل غزة، وفي كربلاء استشهد الشيخ والشاب والصبي والطفل الرضيع من الوريد إلى الوريد، وفي غزة يقتل الكيان الصهيوني الشيوخ والأطفال الرضع والنساء والشباب، وفي كربلاء احرقت خيام الإمام الحسين وأهل بيت الرسول الأكرم، وفي غزة يقوم العدو الصهيوني بحرق وتدمير القطاع، وفي كربلاء وقف الإمام الحسين ونفر من أهل بيته وأصحابه أمام جيش جرار مدجج بالسلاح والعتاد، وغزة اليوم تقف أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي ومن وراءه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وعملائهم في المنطقة بأحدث الأسلحة من الطائرات الحديثة والصواريخ والقنابل الذكية، وفي كربلاء سبيت نساء آل البيت، وفي غزة اليوم تهدم البيوت على رؤوس النساء والأطفال.

الامتداد والمنهج الواحد
تحرك الإمام الحسين عليه السلام في تلك الفترة، ورفض رفضاً قاطعاً أن يخضع للطاغية “يزيد بن معاوية”، وتربعه على كرسي حكم الأمة الإسلامية، كما هو حال قادة وحكام بعض الأنظمة الذين يمارسون الطغيان، ويوعزون لعلماء السلطة بشرعنة طاعتهم، بقولهم “اطع الوالي وإن قسم ظهرك وإن أخذ مالك وإن أنهك عرضك”.ويعرف الطاغية يزيد وجيش الباطل أن الامام الحسين هو ابن بنت رسول الله فاطمة الزهراء، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال فيه : “حسينا مني وأنا من حسين”، والحسن والحسين هما سيدا شباب أهل الجنة، أي أنهما إلى الجنة بل أنهما سادات أهل الجنة، ومن يقف ضدهما إنما يقف ضد رجال من أهل الجنة، ومن يناصرهما فهو يناصر رجال من أهل الجنة.

وجاء تحرك الإمام الحسين – عليه السلام- رفضا للحال السيئ الذي وصلت إليه الأمة من قياده الطلقاء ومسار المنافقين، وقال لأولئك القوم تلك العبارة “ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله، وأنا أحق من غير”.
ونحن اليوم نقول لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، ونشهد الله على ذلك بأن السعودية والإمارات وأمريكا والصهاينة، قد أفسدوا في الأرض، وأفسدوا كل شيء، وحاصروا غزة وقتلوا أبناءها وأحلوا الحرام، وحرموا الحلال، ونحن أهل اليمن أحق من غير، ونحن في ذلك نتحرك ونحن في ذلك نغير.

سمعت عن كربلاء ورأيت غزة
لماذا هناك صخور صماء من البشر لا تتحرك لنصرة إخوانهم في غزة، تسعة أشهر من المجازر الصهيونية بدعم أمريكي وتواطؤ عربي وإسلامي ضد اخواننا في فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة، تسعة أشهر من الموت اليومي للأطفال والنساء والشيوخ ولم يحرك الكثير من العربان أو من ينتمون للعرب والاسلام أي ساكن، وهنا وهناك من لا زال تائها بعيد كل البعد عن مسؤوليته الإنسانية والدينية.

الدم ينتصر على جبروت السيف
رغم المشاهد المأساوية التي يشاهدها العالم في غزة، إلا أننا بدأنا نستنشق رائحة النصر من الدماء الزكية والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، والتي تذكرنا بملحمة “عاشوراء” الخالدة، نعم إنها الدماء الزاكية التي ستنتصر بإذن الله على العدوان الصهيوني الأمريكي الهمجي في غزة، كما انتصرت هذه الدماء على السيوف في كربلاء.

اليوم ونحن نقف أمام مدرسة عاشوراء، أمام مكمن الثروات الروحية والعرفانية والإنسانية، نجدد لها الولاء والبيعة بعد أن باتت مشعلاً ينير درب الأحرار، ينتصرون به على الظلم والطغيان، والقهر والاستبداد، فقد برهن الإمام الحسين -عليه السلام- للعالم أجمع أن الدم باستطاعته أن ينتصر على جبروت السيف.

– السياسية – منى المؤيد

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: صلى الله علیه وآله وسلم الإمام الحسین علیه السلام وفی کربلاء فی کربلاء أهل الجنة فی غزة

إقرأ أيضاً:

قمة الإعلام العربي.. جلسة “دور الإعلام في دعم الهوية العربية”

استعرضت جلسة دور الإعلام في دعم الهوية العربية ضمن فعاليات اليوم الثاني لقمة الإعلام العربي 2025، التي تعقد في مركز دبي التجاري العالمي وتختتم أعمالها غدا الأربعاء، وتزامناً مع اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي، كيفية استثمار الأدوات الإعلامية لتوثيق وحماية الهوية العربية.

وأجمع المشاركون في الجلسة أن الإعلام والمؤسسات التربوية والثقافية يقع على عاتقها دور محوري في تعزيز هذه الهوية، وترسيخها في عقول الأجيال، لتظل صمام الأمان في مواجهة التحديات الثقافية والفكرية والاجتماعية.
وخلال الجلسة التي أدارها الاعلامي عبد الله المديفر من روتانا خليجية بحضور الباحث والكاتب الدكتور رشيد خيون، وعبد الله الغذامي الأكاديمي والناقد الثقافي تم التطرق إلى دور الإعلام في الحفاظ على الهوية العربية مع التأكيد على أهمية الإعلام كأداة قوية في تعزيز الوعي والتصدي للتحديات التي قد تواجهها الهوية في ظل العولمة، باعتبار أن الهوية الوطنية ثروة قومية يجب المحافظة عليها ورعايتها على الدوام، لأهميتها في الحفاظ على الذات، وتشكيل الوعي والوجدان لدى الشعوب.
وأوضح رشيد خيون أن قطاع الإعلام يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا المجال من خلال دوره في تشكيل الرأي العام وتعزيز القيم والاتجاهات الإيجابية التي تضمن ترسيخ الهوية العربية وتعزيزها بكل رموزها ومكوناتها، مشيرا الى ضرورة تعزيز الاهتمام باللغة العربية التي تعد أهم رابط يربطنا بهويتنا الوطنية، إلى جانب تزويد المجتمع بالمعلومات الكافية لتعزيز قيم المواطنة والانتماء الوطني، مع ضرورة رصد التحديات المجتمعية والعمل على التصدي للأفكار الدخيلة التي تهدد نسيج المجتمع العربي.
من جانبه، قال عبد الله الغذامي أن الإعلام هو البوابة الرئيسية لحماية الهوية العربية، معتبرا أن رسوخ منظومة القيم والمعتقدات والأفكار والسلوكيات المعبرة عن الهوية الوطنية يمنح الإعلام سمات متفردة ويوفر أمامه مساحات للانطلاق والتواصل مع المجتمع المحلي بفاعلية بما يتيح للإعلام بلورة رسالة معبرة عن الوطن وخصوصياته الثقافية والحضارية.
وأشار إلى أن الهوية الوطنية ليست كيانا جامدا أو ثابتا، بل هي كائن حي يتفاعل مع متغيرات الزمن، يستمد من الماضي جذوره العميقة، ومن الحاضر زخمه، ويتأهب للمستقبل بروح متجددة دون أن يفقد أصالته.

وأوضح عبد الله الغذامي أن الإعلام باعتباره أداة رئيسية للتأثير المجتمعي، يحمل مسؤولية كبيرة في تعزيز الوعي الجماهيري وتوجيهه نحو القيم الوطنية، مشيراً إلى أن حماية الهوية العربية تتطلب تقديم محتوى إعلامي يتسم بالمصداقية والجودة، ويعمل على مواجهة التحديات الثقافية والفكرية التي تفرضها العولمة والتكنولوجيا الحديثة.


مقالات مشابهة

  • باحث “إسرائيلي”: الغارات على اليمن بلا جدوى وغزة هي المفتاح
  • لجنة نصرة الأقصى تدعو للخروج المليوني في مسيرات “لا أمن للكيان وغزة والأقصى تحت العدوان”
  • استشهاد 5 فلسطينيين في قصف للعدو “الإسرائيلي ” على خان يونس وغزة
  • طهران:سنقرر كيفية نقل زوار إيران وباكستان إلى كربلاء للمشاركة في “أربعينية الحسين” المشروع
  • طهران:سنقرر كيفية نقل زوار إيران وباكستان إلى كربلاء للمشاركة في “أربعينية الحسين” السياسية
  • قمة الإعلام العربي.. جلسة “دور الإعلام في دعم الهوية العربية”
  • “نسك” يمكِّن الزوار من أداء الصلاة في الروضة الشريفة
  • أفضل دعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة.. داوم عليه من مغرب اليوم
  • “الحسين للسرطان” توقع اتفاقية تعاون مع “المتحدة” للتأمين
  • “الأمن البيئي” يضبط مخالفًا لنظام البيئة لارتكابه مخالفة رعي في محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية