في ظل الظروف الاقتصادية الحالية والتحديات التي تواجه قطاع السيارات في مصر، يثار التساؤل حول إمكانية التنبؤ بانخفاض أسعار السيارات الجديدة. هذا التساؤل يأتي في ظل موجة التراجعات المتوالية التي شهدتها أسعار السيارات الجديدة خلال الشهرين الماضيين، والتي تراوحت نسبتها بين 5% إلى 15% وفقًا لتقارير بعض وكلاء السيارات.

السوق لم يشهد انعكاسًا مشابهًا في أسعار السيارات المستعملة

على الرغم من هذه التراجعات في أسعار السيارات الجديدة، إلا أن السوق لم يشهد انعكاسًا مشابهًا في أسعار السيارات المستعملة. بل على العكس، تسبب تراجع المعروض من السيارات المستعملة نتيجة لتعطل دخول البضائع ومكونات الإنتاج المستوردة خلال الأسابيع القليلة الماضية في حالة من الفوضى التسعيرية. هذا التعطل أدى إلى ندرة السيارات المستعملة المتاحة، مما ساهم في رفع أسعارها بشكل غير متوقع.

هذا الوضع يضع المشترين أمام تحدي كبير، حيث يجدون أنفسهم في موقف صعب بين اختيار السيارات الجديدة التي شهدت انخفاضًا في الأسعار وبين السيارات المستعملة التي أصبحت أسعارها مرتفعة بشكل غير مبرر. ومع استمرار أزمة الاستيراد ونقص المعروض، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستستمر أسعار السيارات الجديدة في الانخفاض أم أن السوق سيشهد تحولات جديدة في الأشهر القادمة.

تجدد أزمة الاستيراد أزمة الاستيراد ونقص المعروض

صرّح نائب رئيس شعبة السيارات بالغرف التجارية، أسامة أبو المجد، بأن انخفاض أسعار السيارات الجديدة لم يؤثر على السيارات المستعملة، وذلك بسبب تجدد أزمة الاستيراد منذ نحو شهرين بعد توقف دخول البضائع المستوردة، وخاصة السيارات.

أسعار النفط تتراجع أسعار النفط تتراجع بفعل المخاوف إزاء الطلب الصيني

أوضح أبو المجد، في تصريحات إعلامية، أن أسعار السيارات المستعملة تحتاج إلى شهرين لتتأثر بتراجعات السوق، ولكن الأزمة الحالية بدأت قبل أن تظهر أي تأثيرات إيجابية على السوق المستعملة. وأشار إلى أن وقف استيراد السيارات الجديدة أدى إلى نقص في المعروض وارتفاع الأسعار مرة أخرى.

ارتفاع الأسعار يقلص حجم المبيعات

أشار رئيس شركة السبع أوتوموتيف، علاء السبع، إلى أن عدد السيارات المتراكمة في الموانئ بسبب توقف منصة "نافذة" يتراوح بين 8 و9 آلاف سيارة. وأكد أن ارتفاع الأسعار في السيارات المستعملة والجديدة ما زال محدودا ولم يعد للارتفاعات السابقة حتى الآن. ويرجع ارتفاع الأسعار إلى تراجع المعروض والاعتماد على المخزون عند بعض التجار.

تأثير ارتفاع الأسعار على السوق

أكد رئيس رابطة مصنعي السيارات، حسين مصطفى، أن ارتفاع أسعار السيارات المستعملة قلص من حجم مبيعات هذا السوق، حيث يحتفظ مقتنو السيارات المستعملة بها، مع تأجيل قرارات الشراء حتى تكون الأسعار منطقية. وتوقع مصطفى ارتفاعات كبيرة في أسعار السيارات الجديدة والمستعملة إذا استمرت الأزمة الحالية.

السيارات المستعملةالبنوك تضاعف قيمة قروض السيارات المستعملة

أدى ارتفاع أسعار السيارات المستعملة إلى مضاعفة قيمة قروض شراء السيارات المستعملة في بعض البنوك في مصر، لتصل إلى 6.6 مليون جنيه، بفترات سداد تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات. وأشار مسؤول تجزئة مصرفية إلى أن رفع قيمة تمويل السيارات المستعملة جاء بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة الطلب على القروض.

في ظل الظروف المعقدة التي يمر بها سوق السيارات في مصر، يبقى السؤال مطروحًا حول إمكانية التنبؤ بانخفاض أسعار السيارات الجديدة. على الرغم من التراجعات التي شهدتها الأسعار مؤخرًا، فإن العوامل المؤثرة على السوق لا تزال متعددة ومتشابكة. من جهة، يؤدي عرض السيارات القديمة والمتهالكة إلى زيادة الطلب على السيارات الجديدة، ولكن من جهة أخرى، تستمر أزمة الاستيراد ونقص المعروض في فرض ضغط على الأسعار. علاوة على ذلك، تؤثر تقلبات أسعار النفط والمواد الخام على تكاليف الإنتاج والنقل، مما يضيف بعدًا آخر إلى معادلة التسعير. في ظل هذه المعطيات، يبدو من الصعب التنبؤ بمسار واضح لأسعار السيارات الجديدة في المستقبل القريب، مما يجعل السوق غير مستقر ويضع المشترين والمستثمرين في موقف الترقب والانتظار لمزيد من الوضوح.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: السيارات فى مصر السيارات المستعملة اسعار السيارات الجديدة اسعار السيارات المستعملة تأثير ارتفاع الأسعار السيارات أسعار السیارات المستعملة أسعار السیارات الجدیدة فی أسعار السیارات أزمة الاستیراد ارتفاع الأسعار

إقرأ أيضاً:

ارتفاع أسعار مكونات الحواسيب يربك الأسواق العالمية

يشهد السوق العالمي للأجهزة الإلكترونية والحواسيب موجة غير مسبوقة من الارتفاع في الأسعار، نتيجة التحولات العميقة التي فرضتها طفرة الذكاء الاصطناعي خلال العامين الأخيرين، وبينما كان المستهلكون يعتمدون لسنوات على انخفاض أسعار مكونات الحاسوب مع مرور الوقت، انقلبت المعادلة بالكامل مع تصاعد الطلب الهائل على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، ما تسبب في نقص حاد في الشرائح والذاكرة وارتفاعات قياسية في التكلفة.

ورغم أن شراء هاتف أو حاسوب جديد لم يكن فكرة جيدة قبل أشهر قليلة بسبب الأسعار المتزايدة وضعف الابتكار، إلا أن التطورات الأخيرة في سوق المكوّنات تُشير إلى مرحلة أكثر تعقيدًا، خصوصًا بعد إعلان شركة مايكرون وقف علامتها الاستهلاكية كروشال، التي تُمثّل مصدرًا رئيسيًا لشرائح الذاكرة وقرص SSD لدى شريحة كبيرة من المستخدمين.

قرار شركة مايكرون بإغلاق أعمال كروشال مثّل صدمة داخل قطاع التكنولوجيا، خاصة أن الشركة تمتلك تاريخًا طويلاً في تصنيع الذاكرة للمستهلكين، وبحسب تقرير صحيفة وول ستريت جورنال، فإن السبب يعود إلى الطلب المتزايد بشكل غير مسبوق على شرائح الذاكرة المستخدمة في مراكز البيانات والخوادم الخاصة بتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. 

ومن بين الأسباب الرئيسية لهذا التحول صفقة البنية التحتية التي وقعتها OpenAI بقيمة تتجاوز 1.4 تريليون دولار، والتي تسببت في استنزاف غير مسبوق لقدرات المصنعين حول العالم.

هذا الطلب المتفجر انعكس مباشرة على أسعار الذاكرة، حيث ارتفعت تكلفة مجموعات DDR5 خلال الشهرين الماضيين إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف في بعض الأسواق، كما سجّلت أسعار SSD للمستهلكين زيادات تتراوح بين 20 و60 في المئة، بحسب تحليل TrendForce.

 وتظهر مؤشرات قوية على أن ذواكر LPDDR5X المستخدمة في الهواتف الذكية ومعالجات NVIDIA الجديدة سترتفع أسعارها أيضًا خلال 2026.

المخاوف لا تتوقف عند الذاكرة، بل تمتد إلى قطاع وحدات معالجة الرسومات، الذي أصبح مهدداً بزيادات سعرية كبيرة خلال الفترة المقبلة. وتشير تقارير حديثة إلى أن AMD تدرس رفع أسعار بطاقاتها ذات سعة 8 جيجابايت بمقدار 20 دولارًا على الأقل، و40 دولارًا لطرازات 16 جيجابايت نتيجة ارتفاع تكلفة GDDR6.

أما شركة NVIDIA، التي تسيطر على الجزء الأكبر من السوق، فبحسب التسريبات أبلغت شركاءها بأنها ستقلص توريد شرائح VRAM المستخدمة في تصنيع بطاقات الجيل الحالي. هذا يعني أن أسعار البطاقات المتوفرة حاليًا قد تشهد زيادات مفاجئة في أي لحظة، خاصة مع غياب إصدارات جديدة في 2025 وبداية 2026.

ومع توقع طرح تحديث سلسلة Blackwell Super في منتصف 2026، فإن المستهلكين لن يحصلوا على خيارات جديدة في السوق خلال الشهور القادمة، ما يجعل ترقية البطاقات الحالية خطوة ضرورية لمن يفكر في تحسين أداء جهازه قريبًا.

توصيات الخبراء تظل ثابتة: إذا كنت تنوي شراء بطاقة رسومية، فالوقت الحالي قد يكون الأفضل قبل التصاعد المتوقع في الأسعار. وينصح بالابتعاد عن بطاقات 8 جيجابايت، والتركيز على 12 أو 16 جيجابايت لضمان عمر افتراضي أطول وأداء متوازن.

وتشمل أفضل الخيارات المطروحة حاليًا:

Intel Arc B580، خيار اقتصادي ممتاز للمستخدمين ذوي الميزانية المحدودة، رغم بعض مشاكل التعريفات، ويعد أحد أفضل اختيارات الفئة الدنيا قبل أي ارتفاعات محتملة.

NVIDIA RTX 5060 Ti (سعة 16 جيجابايت فقط)، الخيار الأفضل للفئة المتوسطة بأداء ثابت وسعر جذاب، مع ضرورة تجنب طراز 8 جيجابايت الذي يفقد قيمته سريعًا.

AMD Radeon RX 9070 و9070 XT، بادجت رائع للفئة المتوسطة – قيمة ممتازة وأداء منافس، خصوصًا طراز 9070 منخفض استهلاك الطاقة.

NVIDIA RTX 5070 Ti، للأداء العالي.

لا يبدو أن أزمة الأسعار الحالية ستنتهي قريبًا، مع توقعات باستمرار نقص الذاكرة وارتفاع تكلفة المواد الخام خلال 2026. ولذلك، فإن من يحتاج إلى ترقية حقيقية في جهازه الآن قد لا يجد فرصة أفضل في المستقبل القريب.

مقالات مشابهة

  • هبوط أسعار السيارات.. والشعبة تعلن انطلاقة إنتاج 160 ألف سيارة محليا في 2026
  • أخبار السيارات| أرخص 5 سيارات أوتوماتيك زيرو في مصر.. اركب سيارة موديل 2022 أوتوماتيك من سوق المستعمل
  • العالم يستعد لعصر جديد من انخفاض أسعار النفط
  • تعرف على أسعار الخضراوات والفاكهة في أسواق كفر الشيخ اليوم
  • ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية اليوم 
  • هل تنخفض أسعار الأسماك قريبًا؟ .. رئيس الشعبة يوضح
  • ارتفاع أسعار مكونات الحواسيب يربك الأسواق العالمية
  • نزلت 200 ألف جنيه دافعة واحدة.. تراجع غير مسبوق في السيارات المستعملة
  • انخفاض غير مسبوق في سعر السيارات.. رئيس الرابطة يكشف مفاجأة
  • ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلي