حسونة الطيب (أبوظبي)
تباينت وتيرة تعافي قطاع أشباه الموصلات، على الرغم من دفع تطبيقات الذكاء الاصطناعي وشركة نيفيديا، بعجلة النمو، لكن تظل عقبة سلاسل التوريد ماثلة، مع توقعات بتراجع نمو الإيرادات لنحو 24% خلال الربع الأول من العام المقبل 2025، من واقع 44% في ذات الفترة من العام الجاري، بحسب تقرير صادر عن ستاندرد آند بورز جلوبال ماركت إنتليجانس.

تختلف التوقعات المتعلقة بالأجهزة المنزلية، حيث يقود تراجع طلبها، لزيادة في نمو الهواتف الذكية، بينما يدفع الذكاء الاصطناعي بدورة جديدة من ترقية أجهزة الكمبيوتر، وتأخير الطلب على الرقاقات الصناعية والسيارات، وذلك نظراً لارتفاع أسعار الفائدة والشكوك الجيوسياسية. 

يشهد قطاع أشباه الموصلات، معدلات تعافٍ متباينة على صعيد قطاعات مختلفة، بينما تقود تطبيقات الذكاء الاصطناعي وشركة نيفيديا، أسرع معدلات للنمو. لا تزال تحديات سلاسل التوريد قائمة، خاصة فيما يتعلق بالمنتجات الجديدة للذكاء الاصطناعي، ما يعقد استمرارية طرح تحديثات جديدة على صعيدي الرقاقات والخوادم، بحسب التقرير.

تشهد السوق العالمية للهواتف الذكية، نمواً مؤقتاً في صادراتها، وتشير التوجهات على المدى الطويل، لتراجع في الطلب نتيجة لتشبع السوق، بينما تدفع الأجهزة التي تدعم الذكاء الاصطناعي، صادرات أجهزة الكمبيوتر الشخصي، لدورة جديدة من الترقية. كما تشهد الأجهزة المتصلة مثل، وسائل البث ومنصات ألعاب الفيديو، نمواً متثاقلاً، بسبب نضج السوق والشح في طرح منتجات جديدة.

وتحل قطاعات المعدات الصناعية والمركبات في المؤخرة، بخصوص طلب الرقاقات الإلكترونية، بصرف النظر عن الانتعاش الأخير في صناعة منتجات جديدة. وتتوخى مرافق إنتاج الرقاقات الصناعية الحذر، نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة والتحديات الخاصة بالمخزون، في الوقت الذي قللت فيه المؤسسات من توقعاتها للنمو، وسط ضعف النمو وعدم اليقين الجيوسياسي. 

ويؤكد تقرير ستاندرد آند بورز، ارتفاع حجم التجارة العالمية لأشباه الموصلات، مع تحقيق نمو سنوي قدره 11% خلال الربع الأول من العام الجاري 2024، بينما تتسيد الشركات المتخصصة في صناعة شرائح الذاكرة، ركب النمو بسبب متطلبات تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من ضعف أرقام التصدير لتايوان، تتوسع شركات مثل، تي أس أم سي (TSMC)، وسامسونج ومايكرون. كما سيتم دعم القطاع، من خلال الأموال المُقدمة مؤخراً من قبل قانون الرقاقات والعلوم الأميركي.

وتنجم العقبات التي تقف في طريق التعافي، عن القيود المفروضة على الصادرات المرتبطة بالأمن القومي، خاصة من قبل الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي، التي أثرت على سلاسل توريد أشباه الموصلات المتعلقة بالصين الأم، التي عملت على تطوير مقدراتها لإنتاج الرقاقات محلياً.
وربما يلقي اتساع رقعة القيود التجارية علي رقاقات أجهزة الكمبيوتر وتقنية التصنيع، بآثاره على إيرادات الشركات المُصنعة، خاصة أن 30% من مبيعاتها تأتي من الصين الأم. 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: صناعة أشباه الموصلات الذکاء الاصطناعی أشباه الموصلات

إقرأ أيضاً:

إماراتية تسخّر الذكاء الاصطناعي في تصنيع عطور عضوية

دبي: محمود محسن
نجحت الدكتورة الإماراتية صفاء النقبي، طبيبة وعطارة بخبرة تمتد لأكثر من 18 عاماً، في مبادرة رائدة في الوطن العربي، بتأسيس مشروع فريد لتصنيع عطور عضوية خالية تماماً من المواد الكيميائية والكحول، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، داخل مصنع صديق للبيئة يعمل 100% بالطاقة الشمسية.
«الخليج» التقت الطبيبة على هامش فعاليات اليوم الأول لقمة الإعلام العربي. وأكدت أن فكرة المشروع جاءت نتيجة لتجربة شخصية عاشتها عندما عانت حساسية تجاه الكحول المستخدم في معظم أنواع العطور، خاصة خلال مرحلة تعافيها من السرطان، هذا التحدي الصحي دفعها للبحث عن بدائل طبيعية وآمنة، فبدأت رحلة تطوير تركيبات عطرية تعتمد على الزيوت النباتية، بدلاً من الكحول، بالتعاون مع أكاديمية عطور في فرنسا. وتمكنت عام 2021 خلال جائحة «كورونا»، من إطلاق علامتها التجارية بالشراكة مع مصنع إيطالي للاستفادة من خبرات عالمية.
خلطات دقيقة
والمشروع استثنائي لاعتماده على الذكاء الاصطناعي في تصميم العطور وتصنيعها، وتقول د. صفاء ل«الخليج»: «إن استخدام الذكاء الاصطناعي بدأ من مراحل التصميم الأولى لأجهزة الخلط والتعبئة، إذ جرى الاستغناء عن عدد كبير من الموظفين، ما خفض الكلف التشغيلية وسرّع عمليات الإنتاج. كما جرى تطوير أجهزة ذكية يمكنها قراءة المعادلات الكيميائية الخاصة بالخلطات العطرية، وتنفيذها بدقة متناهية دون تدخل بشري، ما قلل هامش الخطأ في نسب المكونات إلى الصفر تقريباً، وبدل من هدر الوقت الطويل في تجربة الخلطات يدوياً، الآن أدخل المعادلة في الجهاز الذي يحللها، ويخلطها، ويعبئها بدقة، من دون خطأ حتى لو كان بمقدار 0.1، وهو كفيل بتغيير رائحة العطر تماماً».
ويتميز الذكاء الاصطناعي أيضاً بقدرته على مقارنة الخلطات الجديدة بقاعدة بيانات ضخمة، تحتوي على آلاف التركيبات العالمية، لينبه فوراً إذا كانت الرائحة مكررة أو مشابهة لعلامة تجارية أخرى، ما يمنح المشروع تفرداً وابتكاراً دائماً.
صديق للبيئة
ويعد المصنع المزمع إطلاقه في الدولة خلال النصف الأول من العام القادم الأول في العالم الذي يعمل بطاقة شمسية بالكامل، دون أي اعتماد على الكهرباء التقليدية. كما أن جميع مواد التعبئة والتغليف قابلة لإعادة التدوير وصديقة للبيئة، في خطوة تعكس التزام العلامة التجارية بالاستدامة تماشياً مع توجهات حكومة الإمارات.
وتطمح د. صفاء، إلى أن يكون مصنعها في الإمارات نموذجاً عالمياً يحتذى في صناعة العطور النظيفة والمستدامة. مؤكدة أن النجاح الكبير الذي حققته المرحلة التجريبية في إيطاليا سيكون نقطة الانطلاق نحو توطين هذا الابتكار في بلدها.

مقالات مشابهة

  • "الغذاء والدواء" و"سدايا" تتعاونان للاستفادة من الذكاء الاصطناعي
  • "ديب سيك" الصينية تحدث نموذج الذكاء الاصطناعي R1
  • الذكاء الاصطناعي واقـــع لا مفـــرّ منـــه
  • إيكونوميست: الذكاء الاصطناعي يُسرّع العمل ولن يقصي البشر
  • الصين وواشنطن وحرب سلاسل الإمداد
  • قمة الإعلام العربي: الذكاء الاصطناعي واقع لا مفر من إجادته والتدريب عليه
  • الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.. من يحمي من؟
  • الزراعة: تعدد جهات إصدار شهادات حلال يعزز سرعة الاستيراد ويُحسن كفاءة سلاسل التوريد
  • جوجل تكشف عن مستقبل الذكاء الاصطناعي في مؤتمر Google I/O 2025
  • إماراتية تسخّر الذكاء الاصطناعي في تصنيع عطور عضوية