الاحتلال يكشف عن وحدة استخبارية خاصة بالحوثيين قدمت معلومات عن هجوم الحديدة
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
يكشف ما أسماه الإسرائيليون "استعراض القوة الاستثنائي" في اليمن عما يعتبرونه المعلومات الاستخباراتية التي تراكمت لدى أجهزة الأمن عن ساحة الحوثيين منذ بداية الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حيث أنشأ جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان وحدة خاصة تركز على هذه المنطقة.
وتعمل هذه الوحدة في تجنيد خبراء متخصصين، لكن الاختبار الحقيقي أمام الاحتلال سيأتي في اليوم التالي، حول مسألة ما إذا كان الهجوم على ميناء الحديدة اليمني سـ "يردع" الحوثيين أم لا.
قال خبير الشؤون الاستخبارية بصحيفتي يديعوت أحرونوت ونيويورك تايمز، رونين بيرغمان: إن "هجوم سلاح الجو الاسرائيلي في الساعات الأخيرة على اليمن كان رحلة طويلة، وأطول بكثير من معظم الرحلات الجوية، وربما جميع الرحلات الجوية التي قام بها منذ السابع من أكتوبر، وفي الوقت ذاته كانت أبطأ من سرعة الطائرات المقاتلة من طراز إف 16 وإف 35، التي توقفت في الطريق للتزود بالوقود في الجو، وهو أمر معقد".
وأوضح مقال ترجمته "عربي21" أن ذلك جاء مع طائرات "التزود بالوقود القديمة التابعة للقوات الجوية، وبعد تأخير في تسليم الطائرات الجديدة من الولايات المتحدة".
وأضاف أن "الهجوم في النهاية نجح، وتفاجأ الحوثيون على ما يبدو، وشاهد مئات الآلاف ألسنة اللهب المشتعلة في مخازن الوقود والنفط من بعيد، وعادت جميع طائرات الاحتلال لقاعدتها، مما شكل للمرة الأولى قدرتها على شن حرب على جبهتين، وهذه المرة بعمل دقيق بعيد جدا من قواعدها، وقد تم ذلك دون مشاكل، وبالتنسيق مع دول الحلف والدول الصديقة الأخرى، تحت مظلة القيادة المركزية للولايات المتحدة، للتأكد من أن الجميع يعرف ما سيحدث، وأن أحدا لن يخطئ في اعتبار أن الأسطول الجوي الإسرائيلي الطائر بات تهديدا".
وأشار إلى أن "الهجوم الإسرائيلي على اليمن يجب أن يوضع في إطاره الدقيق، حيث جاء ردا سريعا بعد يوم من هجوم مسيّرة الحوثيين على تل أبيب، وقبل يوم واحد من مغادرة بنيامين نتنياهو لإلقاء كلمة أمام الكونغرس، مع العلم أنه في حالة الحوثيين، فلا توجد فجوات كبيرة بين واشنطن وتل أبيب، وبالتالي فقد شهدنا عملية عسكرية إسرائيلية نادرة تحظى بدعم أميركي في هذه الأسابيع، ليس أكثر من ذلك".
وزعم أن "الحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء من اليمن، شنّوا سلسلة هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على أهداف إسرائيلية وأمريكية في كانون الأول/ ديسمبر، وسرعان ما برزوا باعتبارها الأقل شهرة، والذراع الأكثر شراسة في محور المقاومة الذي تدعمه إيران، وهي التي اختارته لمحاولة توسيع الحرب مع إسرائيل على جبهات أخرى، وباتوا الخيار المفضل لخامنئي لتصعيد القتال ضد الاحتلال في جميع أنحاء الشرق الأوسط على افتراض أنه لن يؤدي لتصعيد شامل وتهديد مباشر".
وأوضح أنه "رغم التقييمات العديدة، بما في ذلك التقييمات العامة، التي أجراها كبار مسؤولي المخابرات قبل هجوم حماس في السابع من أكتوبر، كان هناك حديث عن حرب متعدد الساحات، تشمل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وتشير التقديرات أنها ستشمل الحوثيين، لكن الساحة اليمنية لا تزال تمثل أولوية منخفضة للغاية بالنسبة لإسرائيل، التي لم تعمل في المنطقة منذ أواخر الستينيات".
وأكد أنه "مع مرور السنوات تغيرت اليمن كثيرا، ومنذ موجة انقلابات العالم العربي قبل عقد من الزمن، وتحول فيلق القدس التابع للحرس الثوري إلى الذراع المركزية والأكثر وضوحا لإيران، وزيادة نفوذه بشكل كبير في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث فاز الحوثيون بمساعدة هائلة في حربهم ضد الإمارات والسعودية، بعدما تلقوه من مساعدة إيرانية شملت طائرات بدون طيار وصواريخ من أنواع مختلفة، وطلبت إيران منهم مهاجمة سفن الشحن المملوكة لإسرائيل، وواظبوا على مهاجمتها مباشرة بالصواريخ والطائرات بدون طيار لعدة أشهر".
وذكر أن "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وبعد وقت قصير من بدء حرب غزة، أنشأت وحدة خاصة لتعزيز جمع المعلومات عن الحوثيين، بما فيها تجنيد أو نقل خبراء الاستخبارات للتركيز على جمع المعلومات حولهم، وعلاقاتهم مع إيران، وتقول مصادر استخباراتية أميركية وإسرائيلية إن الحرس الثوري، بأوامر مباشرة من خامنئي، أمر أو طلب من الحوثيين شن سلسلة هجمات على دولة الاحتلال، لكنهم لاحقا فعلوا أكثر بكثير مما طُلب منهم، مما دفع إيران لتهدئتهم، بوقف مؤقت لضرب الأهداف الأمريكية فقط، لكن ضبط النفس هذا سيواجه اختبارا صعبا إذا لم يتم اعتراض إحدى الهجمات، وتسبب بأضرار كبيرة في دولة الاحتلال".
يشير هذا الاستعراض إلى أن الهجوم الإسرائيلي على اليمن، ورغم نجاحه بتحقيق أهدافه، وفق رواية الاحتلال، لكنه وهو الذي يقاتل بالفعل على جبهتين، والبعيد عن اليمن، ولديه طائرات قديمة للتزود بالوقود، قد لا يرغب، بل وسيواجه صعوبة، في مواصلة حملة جوية نشطة ضد الحوثيين، وفي حال ردّوا على الهجوم الإسرائيلي، بمساعدة التقنيات والوسائل التي تلقوها من إيران، ففي هذه الحالة قد تبادر الولايات المتحدة لأخذ زمام المبادرة بدلا من دولة الاحتلال ذاتها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيليون اليمن الحوثيين الحديدة إسرائيل اليمن الحوثي الحديدة ميناء الحديدة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
موقع أمريكي: إسرائيل تشعر بتداعيات وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب مع الحوثيين (ترجمة خاصة)
قال موقع أمريكي إن إسرائيل تشعر حاليا بتداعيات وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع جماعة الحوثي في اليمن.
وأضاف موقع "بوليتيكو" الأمريكي في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن الهجمات الأخيرة تظهر كيف يبرز الحوثيون كواحدة من أكثر الجماعات المسلحة المدعومة من إيران صمودًا في المنطقة، بعد صراع طويل شهد تدمير إسرائيل جزءًا كبيرًا من القوة العسكرية لحماس وحزب الله.
وأشار إلى أن هجمات الحوثيين المستمرة تكشف أيضًا كيف استُبعدت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه ترامب مع الحوثيين - وهي حقيقة قد تضع الإدارة المؤيدة بشدة لإسرائيل تحت ضغط جديد للرد إذا تصاعدت هجمات الحوثيين.
وتابع "يبدو أن وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب مع جماعة الحوثي المسلحة في اليمن صامد. لكن ذلك لم يمنع الحوثيين من مواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، الحليف الأهم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط".
وأطلق الحوثيون، مساء الخميس، صاروخًا باليستيًا آخر على إسرائيل - اعترضته الدفاعات الجوية الإسرائيلية بنجاح - في سادس محاولة هجوم للحوثيين خلال أسبوع. جاء ذلك بعد أيام من تنفيذ إسرائيل غارة جوية على أراضي الحوثيين في اليمن.
صرح مسؤول سابق في إدارة ترامب، عمل على قضايا الشرق الأوسط، لصحيفة "ناتسيك ديلي": "إسرائيل ليست بمنأى عن سياسة أمريكا الخارجية أولًا. وقد كانت هذه مفاوضات أمريكا أولًا".
وحسب التقرير فإن بعض الجماعات المؤيدة لإسرائيل استاءت من قرار إدارة ترامب بإبرام اتفاق مع الحوثيين لم يتضمن شروطًا لوقف الهجمات على إسرائيل.
وقال بليز ميسزال من المعهد اليهودي للأمن القومي، وهو منظمة مناصرة غير ربحية، إن استبعاد إسرائيل "يشير إلى وجود خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو أمر تسعى إيران دائمًا إلى استغلاله".
لكن مصادر مطلعة في الإدارة، بمن فيهم المسؤول السابق ومسؤول حالي طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة عن المداولات الداخلية، دافعوا عن قرار إدارة ترامب. جادلوا بأن الحوثيين لن يوقفوا هجماتهم على إسرائيل أبدًا، وأن الإدارة اتخذت ببساطة أسوأ خيار متاح لها: التوقف عن إنفاق موارد عسكرية كبيرة وذخائر متطورة على قتال لا نهاية له في الأفق.
وأكد لنا هؤلاء أن الإدارة ستستخدم مواردها بشكل أفضل بالتركيز على معالجة الأسباب الجذرية لهجمات الحوثيين. ويشمل ذلك وقف إطلاق نار نهائي في غزة، واتفاقًا مع إيران، الداعم العسكري الرئيسي للحوثيين، بشأن برنامجها النووي. برر الحوثيون هجماتهم على إسرائيل بأنها رد على الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر على غزة. أوقفت الجماعة المسلحة هجماتها الصاروخية لفترة وجيزة خلال وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في يناير، ثم أطلقتها مجددًا في مارس عندما استأنفت إسرائيل عملياتها في غزة.
وقال المسؤول السابق في إدارة ترامب: "سيواصل الحوثيون هذه الهجمات لترسيخ مصداقيتهم الجهادية في الشارع ومصداقيتهم في محور المقاومة ضد إسرائيل". "لقد حاول الجميع مواجهة الحوثيين عسكريًا لعقد من الزمان. وفشل الجميع".
وحسب التقرير فإن المتحدثين باسم مجلس الأمن القومي والسفارة الإسرائيلية في واشنطن لم يتحدثوا لطلب التعليق الذي قدمه موقع "نات سيك ديلي". مع ذلك، حذّر محللون آخرون من أن الهجمات المستمرة قد تُشجّع الحوثيين وتُزوّدهم بموارد ومجندين جدد ومكانة عسكرية مرموقة إذا تُركت دون رادع.
قال جون ألترمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "من وجهة نظر الحوثيين، فإنهم لا يُظهرون فقط قدرتهم على منافسة الولايات المتحدة والظهور، بل قدرتهم على مواصلة شنّ هجمات خاطفة على أقوى قوة عسكرية في الشرق الأوسط والبقاء صامدين". وأضاف أن هذا "يمنحهم مصداقية هائلة".