سرايا - بإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من سباق الرئاسة ودعم نائبته كامالا هاريس مرشحة للحزب الديمقراطي، اليوم (الأحد)، توجهت الأضواء إلى من تطمح أن تكون أول امرأة في المكتب البيضاوي.

في الأسابيع الثلاثة بين تخبط بايدن في مناظرته أمام منافسه الجمهوري دونالد ترامب وإعلانه انسحابه، شبه البعض هاريس بأنها «فيل في الغرفة» يؤخر إعلان بايدن الانسحاب، بسبب عدد من «نقاط الضعف» التي كانت تحول دون أن تكون مرشحة إجماع داخل حزبها.



ويعكس هذا الوصف مستوى التحديات التي تنتظر الديمقراطيين والبيت الأبيض في عملهم لتحسين موقعها. فقد تعرضت هاريس، أول نائبة رئيس في البلاد، وأول شخص من أصول أفريقية – آسيوية يشغل هذا المنصب، لانتقادات بسبب قصورها عن لعب دور في قضايا سياسية حساسة على أجندة الرئيس بايدن.

على رأس هذه القضايا ملف الحدود الجنوبية وأزمة الهجرة عبرها الذي كلفها به بايدن في بداية ولايته، لتخفق في تحقيق نتائج تذكر، إضافة إلى حضورها الباهت على الساحة الدولية. غابت أيضاً عن التصدي لجهود الجمهوريين لتقييد حق التصويت.

ومع استطلاعات رأي تشير إلى مستوى قبول باهت لها، والجهود المكثفة من قبل الجمهوريين للاستفادة من ضعف شعبيتها، يمكن لهاريس أن تصبح أيضاً، عبئاً على فرص الديمقراطيين في غياب جهد قوي لإعادة تقديم شخصيتها العامة.

مسيرة شخصية مميزة
لكن في مقابل الحضور السياسي الضعيف، تعد حياة هاريس الشخصية مميزة. فأصولها اللاتينية الافريقية والاسيوية الهندية، تختصر «الحلم الأميركي» للعديد من المهاجرين إلى الولايات المتحدة. فوالدها من المهاجرين من جامايكا ووالدتها من الهند. وتروي هاريس (59 عاماً): «كانت والدتي تقول لي على الدوام قد تكونين الأولى في القيام بالكثير من الأمور، لكن احرصي على ألا تكونين الأخيرة».


فهي أول مدعية عامة سوداء لولاية كاليفورنيا، وأول امرأة في هذا المنصب وأول امرأة من أصول جنوب آسيوية تفوز بمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي. وُلدت هاريس في 20 أكتوبر (تشرين الأول) 1964 في أوكلاند بولاية كاليفورنيا.

والدها دونالد هاريس كان أستاذاً في الاقتصاد، ووالدتها شيامالا غوبالان كانت باحثة في سرطان الثدي. لكنهما انفصلا عندما كانت هاريس في الخامسة تقريباً، وتولت والدتها تربيتها مع شقيقتها مايا.

نالت هاريس درجة البكالوريوس من جامعة «هوارد» إحدى جامعات السود التاريخية في واشنطن. ودرست القانون في كلية «هايستينغز» بجامعة كاليفورنيا. وتحدثت كثيراً خلال ترشحها للرئاسة عن مدى تأثير الجامعتين في تشكيل هويتها وآرائها حول الصراع العرقي والعدالة في أميركا، قبل أن تصبح مدعية حيث شغلت منصب المدعي العام لسان فرانسيسكو لولايتين.

وإذا حصلت على تفويض مؤتمر الحزب الشهر المقبل، فقد يمنحها فرصة أكبر لدخول التاريخ كأول رئيسة سوداء للولايات المتحدة. انتخبت مدعية عامة لكاليفورنيا في 2010 ثم في 2014، وتزوجت في العام نفسه من دوغلاس إيمهوف، وهو محامٍ أبيض لديه ولدان من زواج سابق.

وعندما كانت مدعية عامة، أقامت هاريس علاقة عمل مع ابن بايدن الراحل بو الذي كان يتولى المنصب نفسه في ولاية ديلاوير، وتوفي بالسرطان عام 2015.

من كبار منتقدي ترامب
وتعد هاريس من كبار منتقدي الرئيس السابق دونالد ترامب في العديد من القضايا، من تعاطيه مع أزمة تفشي جائحة «كورونا» إلى العنصرية وصولاً إلى الهجرة.

وبعد انتخابه في نوفمبر 2016، تعهدت هاريس بحماية المهاجرين من سياسات ترامب، ووصفت رسالته بـ«المظلمة» بعد يوم من تنصيبه، خلال مشاركتها في أكبر تظاهرة نسائية في واشنطن. وأدانت قراره الرئاسي بمنع مواطني سبع دول غالبيتها مسلمة من دخول الولايات المتحدة. كما صوّتت لمصلحة عزله في محاكمته في مجلس الشيوخ.

وسعياً «لإلحاق الهزيمة به»، أكدت على الحاجة لإعادة تشكيل «تحالف أوباما» الذي يضم أميركيين من أصول أفريقية وإسبانية ونساء ومستقلين وجيل الألفية. لكن فشلها في القيام بإصلاحات قضائية جنائية جريئة عندما كانت مدعية عامة، أثّر ولا يزال على شعبيتها وخصوصاً بين الناخبين السود الذين يُراهن اليوم على كتلتهم لدفع ترشيحها لمنصب الرئاسة.

حتى الآن لم تطلق هاريس أي وصف أو تسمية لموقعها. هل هي من يسار الوسط أو يمين أقصى اليسار أو في أي مكان بينهما. وعندما سألتها مراسلة عما إذا كانت «من أتباع أوباما»، ردت هاريس ببساطة: «أنا كمالا».

وفي السياسة الخارجية، لا تختلف هاريس عن الرئيس بايدن، سواء في الموقف من أوكرانيا وروسيا أو مستقبل حلف الناتو، ونظرتها إلى «التنافس» مع الصين والعلاقة مع ملف إيران النووي. ورغم دعمها لسياسات بايدن من إسرائيل، لكنها قالت إنه ينبغي أن نحظى بصوت يحترم النقاش حول السياسات بما يضمن دعم إسرائيل، وبأن هناك فارقاً بين انتقاد السياسات والسياسيين ومعاداة السامية.

صحيح أن دعم بايدن لترشيح هاريس منحها دفعة، لكن طريقها ليست معبدة بالكامل إلى البيت الأبيض، وقبله إلى مؤتمر الحزب الديمقراطي في 17 أغسطس، حين سيتوجب عليها إقناع منتقديها بقدرتها على هزيمة ترامب.


الشرق الاوسط


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

اليونيسيف تحذر من تفشي الكوليرا بين أطفال دول أفريقية

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) الأربعاء إن نحو 80 طفلا معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بالكوليرا في غرب ووسط أفريقيا مع بداية موسم الأمطار في المنطقة.

واعتبر جيل فانيونو المدير الإقليمي لليونيسيف في غرب ووسط أفريقيا أن الأمطار الغزيرة والفيضانات الواسعة النطاق ومستويات النزوح المرتفعة عوامل تؤدي إلى زيادة خطر انتقال الكوليرا وتعرض حياة الأطفال للخطر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ألبانيزي تشكو العقوبات الأميركية المفروضة عليها وتصفها بالمدمرةlist 2 of 2أحلام أطفال غزة مبتورة كما أطرافهمend of list

وأضاف "نحن في سباق مع الزمن، ونعمل جنبا إلى جنب مع السلطات لتوفير الرعاية الصحية الأساسية والمياه الآمنة والتغذية المناسبة للأطفال المعرضين بالفعل لخطر الأمراض المميتة وسوء التغذية الحاد".

وأضاف "بالتعاون مع مجموعة من الشركاء، نقوم بتعزيز مشاركة المجتمعات المحلية وتوسيع نطاق تدخلاتنا إلى المناطق النائية والمحرومة، ونبذل كل جهد ممكن لضمان ألا يُترك أي طفل خلف الركب".

والكوليرا هي عدوى حادة تسبب إسهالا حادا نتيجة تناول طعام أو ماء ملوث بالبكتيريا، ويمكن علاج المرض بمحلول الإماهة الفموية والمضادات الحيوية، لكنه قد يكون قاتلا خلال ساعات إذا لم يُعالج.

ويُعد الأطفال الصغار أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا بسبب عوامل مثل سوء النظافة، وضعف أنظمة الصرف الصحي، ونقص الوصول إلى المياه النظيفة، إضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالجفاف الشديد.

الأمطار الغزيرة والفيضانات عوامل تؤدي إلى زيادة خطر انتقال الكوليرا وتعرض حياة الأطفال للخطر (وكالة الأناضول)تفشي المرض

وسجلت اليونيسيف أن جمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا تشهدان تفشيا للكوليرا، مما يزيد من خطر انتقال العدوى عبر الحدود إلى الدول المجاورة.

وتُعد جمهورية الكونغو الديمقراطية الأكثر تضررا، حيث تم تسجيل أكثر من 38 ألف حالة و951 وفاة خلال شهر يوليو/تموز فقط.

ويشكل الأطفال دون سن الخامسة نحو 26% من الحالات في البلاد، وإذا لم تُتخذ إجراءات أقوى للاحتواء، فقد يواجهون أسوأ أزمة كوليرا منذ عام 2017.

إعلان

وأشارت المنظمة الأممية إلى أن الوضع في العاصمة كينشاسا "حرج للغاية"، حيث أدى هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات إلى ارتفاع حاد في عدد الحالات خلال الأسابيع الأربعة الماضية، مما أدى إلى إنهاك النظام الصحي وزيادة معدل الوفيات بنسبة 8%.

كما سجلت المنظمة أن نيجيريا تعد ثاني أكثر البلدان تضررا، إذ تم الإبلاغ عن 3 آلاف و109 حالات مشتبه بها و86 وفاة حتى نهاية يونيو/حزيران الماضي، وأكدت أن الكوليرا يعد مرضا متوطنا في نيجيريا، إذ شهدت البلاد موجات تفشٍ كبيرة خلال السنوات الماضية.

كما أشارت إلى أن كلا من تشاد والكونغو وغانا وكوت ديفوار وتوغو تعرف بدورها تفشيا مستمرا للمرض، حيث تم الإعلان في غانا عن 612 حالة كوليرا حتى 28 أبريل/نيسان.

وفي كوت ديفوار سُجّلت 322 حالة و15 وفاة حتى 14 يوليو/تموز الجاري، كما أُبلغ عن 209 حالات و5 وفيات حتى 22 يونيو/حزيران الماضي في توغو.

كما تخضع دول مثل النيجر وليبيريا وبنين وجمهورية أفريقيا الوسطى والكاميرون للمراقبة الدقيقة نظرا لهشاشتها وتعرضها المحتمل لتفشي المرض.

وقالت اليونيسيف إن هناك حاجة ملحة لتكثيف الجهود من أجل منع المزيد من انتشار المرض واحتوائه على مستوى المنطقة.

وقدرت اليونيسيف في غرب ووسط أفريقيا حاجتها بشكل عاجل إلى 20 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لتوسيع نطاق الدعم الحيوي في مجالات الصحة والمياه والصرف الصحي والتواصل المجتمعي وإدارة المخاطر.

مقالات مشابهة

  • كامالا هاريس تكشف عن موقف لم تتوقعه في ولاية ترامب الثانية
  • ماذا يمكن أن يفعل المرشح الذي عينه ترامب في بنك الاحتياطي الفيدرالي؟
  • ترامب: لا أعلم ما الذي كان يفعله إبستين مع الفتيات اللواتي أخذهن من منتجعي في مار إيه لاغو (فيديو)
  • بايدن يُحذر: أمريكا تواجه أياما مظلمة في عهد ترامب
  • ما مصدر المعلومات الذي يثق به ترامب وبه غير موقفه من تجويع غزة؟
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”
  • ما الذي دفع ترامب لتغيير موقفه من المجاعة في غزة خلال 48 ساعة؟
  • اليونيسيف تحذر من تفشي الكوليرا بين أطفال دول أفريقية
  • كامالا هاريس تفتح الباب لخوض رئاسيات 2028
  • كامالا هاريس تحدد موقفها من الترشح لمنصب حاكمة كاليفورنيا