جريمةٌ وليس إنجازاً.. محسوبةٌ عليه وليس له
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
د. عبدالرحمن المختار
الكيانُ الصهيونيُّ ما يزالُ يعيشُ هَوْلَ الصدمة، التي أحدثها لكيانه المجرم الإنجازُ العسكريُّ غيرُ المسبوق، للطيران المسيَّر، الذي تمكّن من الوصول إلى عاصمةِ كيان الاحتلال.
حَيثُ قطعت الطائرةُ المسيَّرةُ اليمانية “يافا” مسافةً تفوقُ ألفَي كيلو متر، متجاوِزةً كافةَ أنظمة الدفاع الجوية المتحَرِّكة في البحر الأحمر، المحمولة على السفن والبوارج الأمريكية والبريطانية والألمانية والفرنسية والإيطالية، وتلك المُقامة على أراضي عددٍ من الدول العربية الموالية للإدارة الأمريكية.
كُلُّ تلك الأنظمة الدفاعية المتطورة لم تتمكّنْ من رصد أَو كشف المسيّرة “يافا” التي حلَّقت في الأجواء لأكثرَ من عشر ساعات، ليستقرَّ مقامُها عقبَ انفجارها، في أرقى أحياء عاصمة دولة كيان الإجرام الصهيوني، مجاورةً سفارةَ الإدارة الأمريكية الشريكِ الكامِلِ لكيان الإجرام في جريمة الإبادة الجماعية في غزة، وتزامن مع هذا الإنجاز العسكري الكبير، والاختراق الخطير، إعلانُ شركة مايكروسوفت عن عطلٍ في أنظمة التشغيل الإلكترونية، أصاب المطاراتِ وكافةَ الشركات والقطاعات، المعتمدة في نشاطها على الأنظمة الإلكترونية.
ويُحتمَلُ ولو بنسبةٍ ضئيلة، أن هذا التزامُنَ كان القصد منه إيجاد تبرير للفشل الكبير، ليس للصهاينة فحسب، بل وللإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية وغيرهما من الحكومات الغربية، المشغِّلة لأنظمة الدفاع الجوي المتطورة، التي تخطتها المسيّرة “يافا”، ولا يُستبعَدُ ذلك أبداً؛ فالخطب كبير وجلل، ويستحق أن يحظى بتبرير كالذي أعلنته شركة مايكروسوفت، عنوانه حدوث عطل فني، ليقال لاحقاً إن الأنظمة الإليكترونية للدفاعات الجوية قد شملها العطل الفني، الذي يعد سبباً رئيسياً لإخفاقها في اكتشاف المسيّرة “يافا” والتصدي لها، وذلك أمر وارد ولو بنسبة ضئيلة.
وعندما اجتمعت حكومة الحرب الصهيونية، لتقرّر الرد على الإنجاز غير المسبوق، وطبيعة ذلك الرد، كانت هذه الحكومة المجرمة في حاجة إلى أن تشعل ناراً كبيرة، وليس المهم أن تحقّق إنجازاً عسكريًّا، لكن المهم بإشعالها النار أن تصرف الأنظار عن التناولات والتحليلات والتوقعات، التي تدور في مختلف المستويات، داخل الكيان وخارجه، وتتركز حول طبيعة ذلك الإنجاز وخطورته، فتلك الحكومة المجرمة، اعتقدت أنها بإشعالها ذلك الحريق، يمكن أن تصرف وسائل الإعلام إلى الانشغال به، ونسيان أمر المسيّرة اليمانية “يافا”، والابتعاد عن الخوض في تفاصيل إنجازها الاستراتيجي الكبير، والمهين لكيان الإجرام والاحتلال، ولشركائه الغربيين، ولكل تقنياته الدفاعية المتطورة، من القبة الحديدة إلى حيتس إلى مقلاع داوود، التي سبق لهذا الكيان المجرم الترويج لتقنيات هذه الأنظمة الدفاعية بأنها ترصد حتى حركة الذباب!
وعمدًا وعن سبق إصرار وترصد، قصفت طائرات الكيان الصهيوني خزانات الوقود في ميناء الحديدة، وهي في حقيقة الأمر لم تكن بحاجة إلى استخدام خمس وعشرين طائرة إف 35 التي تمثل أحدث ما أنتجته مصانع الآلة الحربية الأمريكية؛ فقد كان يكفي -لتحقيق تلك النتيجة الإجرامية- عود ثقاب فهو كفيل بإشعال خزانات الوقود، وكان يمكنها الاكتفاء بإرسال صاروخ بدائي، فهو كافٍ أَيْـضاً لتحقيق نتيجة هذه الجريمة، لكن حكومة الكيان الصهيوني أرادت إحداث ضجة كبيرة، تترتب على ذلك الحريق الكبير؛ لتُنسيَ الداخلَ هول الفاجعة الكبرى، التي أحدثتها المسيّرة اليمانية الصغرى في حجمها، والعظيمة في أثرها.
ولم يقبل الداخل الصهيوني بالعملية التي نفذتها الحكومة، فقد وصفها عسكريون سابقون، بأنها استعراضية، وهي كذلك فعلاً، حاولت حكومة الحرب الصهيوني ترميم جزء بسيط من سمعتها العسكرية، وصورتها الردعية، التي أهدرتها وهشَّمتها المقاومة الإسلامية في قطاع غزة، وجبهات الإسناد الجنوبية والشمالية والشرقية، وتوجتها المسيّرة “يافا” بوصولها آمنةً مطمئنة إلى عقر دار السفاح المجرم نتن ياهو؛ لتقض مضجعه ومضجع حكومة حربه، حاملة معها رسالةً مهمة وعاجلة مضمونُها سقوطُ ما يسمى بالخطوط الحمراء، وسقوطُ وَهْمِ الردع الصهيوني، وأنه لا هيمنةَ وهميةً لكيان الإجرام بعد اليوم؛ فموعدُ الآخرة بات تحقُّقُه وشيكاً، ورجال الله، عباد الله، أولو القوة والبأس الشديد، سيصلون في الموعد، وإن بَعُدَت المسافة، وتضاعفت المشقة، فقد قرَّبَها استكبارُكم وظلمكم وبغيكم، وهوَّنَها عُلُوُّكم في الأرض.
والواضح أن رسالة المسيّرة اليمانية “يافا”، قد شتَّت ما حاول نتن ياهو أن يستجمع من قواه هو وحكومة حربه، ومحقت عليه مشروع سفره إلى واشنطن ليلتقيَ أكابرَ مجرميها، المهزومين الفارِّين المندحرين في البحر الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، حين ولوا الأدبار فارين وليصبحوا ملاحَقين إلى ما وراء تلك البحار، وكان المخطّط أن يعلنَ نتن ياهو، وهو في ضيافة كبير المجرمين المنكسر محلياً وخارجياً، أن سِجِلَّ جرائمهما [الكيان وأمريكا] بحق أبناء غزة، قد حقّق الأهدافَ، وأنه لم يتبق إلَّا تحرير الأسرى، باتّفاق قائم على ما سُمِّيَ باقتراح بايدن!
وكلّ ذلك يؤكّـدُ الفشلَ الذريعَ لهذَينِ المجرمَينِ، فقد كان يمكن استعادة الأسرى دون ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، ودون حاجة لانكشاف وتعرّي الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية أمام العالم بأسره، فقد كان بالإمْكَان المحافظة على ذلك الوهم الخادع، الذي صنعته الإدارةُ الأمريكية وحكومة الكيان الصهيوني، خلال عقود من الزمن عن قوة الردع، والهيبة الكبيرة للبحرية الأمريكية، ليس في مواجَهة الدول الفقيرة بل في مواجهة دولٍ مصنَّفة على أنها عظمى!
كُلُّ ذلك تلاشى، وما بقي للإدارة الأمريكية ولحكومة الكيان الصهيوني، هو سجل إجرامهما الكبير الذي سيلحقهما عارُه، وستسقطهما آثاره؛ فلم يكن وارداً أبداً أن تُستهدَفَ حاملة الطائرات آيزنهاور من جانب دولة عظمى، قوتها وقدراتها العسكرية توازي ما تملكه الإدارة الأمريكية، ناهيك أن يتم استهدافها من جانب دولة لا تملك نسبة 1 % من تلك القوة، ولم يكن واردًا أن الدول العربية مجتمعة بكل إمْكَانياتها المادية والبشرية، أن تفكر باستهداف عقر دار الكيان وعاصمة الإجرام المسماة تل أبيب.
فأيُّ انتصار حقّقه المجرم نتن ياهو وشريكه بايدن غير سقوط الوَهْمِ والتضليل والكيد الشيطاني؟ الذي وصفه اللهُ سبحانَه وتعالى بقوله: ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً﴾ وتَحَـدَّثَ عن وَهْمِ قوة أمريكا السيد القائد الشهيد/ حسين بدر الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- بقوله إنها (لا تساوي قشة)، وتَحَـدَّثَ أَيْـضاً سيدُ المقاومة السيد/ حسن نصر الله عن دولة الكيان الصهيوني أنها (أوهنُ من بيت العنكبوت).
وقد كان بإمْكَان الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني الاحتفاظُ بهيبتهما المصطنعة الزائفة، لكنهما خابا وخسرا، وأقوى وأنصع دليل على ذلك فرار “آيزنهاور”، ووصول المسيّرة “يافا” إلى عقر دار الكيان الصهيوني، ولن تقلل من أهميّة وقيمة هذا الإنجاز الكبير جريمة ميناء الحديدة؛ فهذا الإنجازُ تم تسجيلُه في ذاكرة الأجيال، ولن تمحوَه أَو تقلِّلَ من شأنه جريمةُ إحراق خزانات الوقود.
ولن ترمِّمَ فشلَ الكيان الصهيوني وخيبتَه وخسارتَه مزاعمُ الأخطاء البشرية، أَو الأعطال التقنية، ولن تغطيَ مئات الطائرات الأمريكية مساحةَ الإنجاز الكبير للمسيّرة اليمانية “يافا”، التي كانت مُجَـرّدَ رسالة أَو رَنَّةٍ للتنبيه، أما الاتصال فقادمٌ في قادم الأيّام، والرصيدُ متاحٌ ومتوفر، والتغطية فُل الفُل، وشعب الإيمَـان والحكمة لا يَكِلُّ ولا يمل.
ونُذكِّرُ هنا منظمةَ الأمم المتحدة، حاميةَ الحِمى، وحارسةَ القانون الدولي، فقط نُذكِّرُها من باب إقامة الحُجَّـة لا غير، نذكرها أن قصفَ خزانات الوقود في ميناء الحديدة، جريمة جسيمة وانتهاك صارخ للقانون الدولي، ونحن ندرك يقيناً أن منظمة الأمم المتحدة، بكل فروعها تدُسُّ رأسَها في الرمال، عندما يكونُ الكيانُ الصهيوني، هو المنتهِكَ لميثاقها ولقواعد القانون الدولي، وهل هناك من انتهاكٍ أشدَّ وأقسى وأنكى، من جريمة الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقد سبق لمنظمة الأمم المتحدة أن منحت دونَ وجه حق أرضَهم لمن يرتكب أفعال الإبادة الجماعية بحقهم؟!
هذه المنظمة الأممية، ومنذ عشرة أشهر تغُضُّ الطرفَ عن أفعال جريمة الإبادة المُستمرّة والمتتابعة، وتكتفي بالمشاهدة المباشرة لفصولها، وإطلاق بعض الأوصاف والتعليقات من أمينها العام وبعض موظفيها بأنها مروعة وأنها صادمة وأنها… وأنها…!
فيا هيئة الأمم المتحدة هذا مصدر من مصادر القانون الدولي المهدَر حولَ حماية السكان المدنيين واردٌ في المادة (13) من البروتوكول الثاني الملحَق باتّفاقيات جنيف راجعوه للذكرى فقط ونَصُّه:
1- يتمتَّعُ السكان المدنيون والأشخاصُ المدنيون بحمايةٍ عامةٍ من الأخطار الناجمة عن العمليات العسكرية، ويجبُ لإضفاءِ فاعلية على هذه الحماية مراعاةُ القواعد التالية دوماً.
2- لا يجوزُ أن يكونَ السكان المدنيون بوصفهم هذا ولا الأشخاص المدنيون محلاً للهجوم وتحظر أعمال العنف أَو التهديد به الرامية أَسَاساً إلى بث الذعر بين السكان المدنيين.
وكذلك ما ورد في المادة (14) من ذات البروتكول ونصها (يحظر تجويع المدنيين كأُسلُـوب من أساليب القتال، ومن ثَمَّ يحظر، توصلاً لذلك، مهاجمةُ أَو تدميرُ أَو نقل أَو تعطيل الأعيان والمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، ومثالُها الموادُّ الغذائية والمناطق الزراعية التي تنتجُها والمحاصيل والماشية ومرافق مياه الشرب وشبكاتها وأشغال الري).
ولعلَّ منظمة الأمم المتحدة تدركُ تماماً أن كُـلَّ تلك الأعيان والمرافق المدنية ووسائل النقل يلزم لحركة واستمرار عملها لاستمرار حياة المدنيين توفُّرُ الوقود، ومن ثم يعد استهدافُ الكيان الصهيوني وشركائه، لخزانات الوقود استهدافاً مباشراً للمدنيين؛ بهَدفِ تجويعهم كأُسلُـوب من أساليب الحرب المحظورِ -على الدول المتحاربة، وفقاً لأحكام القانون الدولي- اللجوءُ إليه! فهل تدركُ منظمة الأمم المتحدة الجرائمَ القذرة التي اقترفتها ولا تزال تقترفها قوى الإجرام الصهيوغربية في قطاع غزة، وفي محافظة الحديدة باستهدافها للأعيان المدنية، التي تعطيلُها وتدميرُها أُسلُـوبٌ همجي وحشي قذر ومن أساليب الحرب اتبعته وتتبعُه القوى الإجرامية الصهيوغربية المنحطة، صح النوم يا منظمة الأمم!
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: منظمة الأمم المتحدة الإدارة الأمریکیة الإبادة الجماعیة الکیان الصهیونی القانون الدولی جریمة الإبادة خزانات الوقود نتن یاهو المسی ر
إقرأ أيضاً:
«سان جيرمان» يهزم الشك بإنجاز «الثلاثية»
سلطان آل علي (دبي)
أخبار ذات صلةفي موسم استثنائي، دوّن باريس سان جيرمان اسمه بأحرف ذهبية في تاريخ كرة القدم الأوروبية، بعدما أصبح أول نادٍ فرنسي يحقق الثلاثية الكبرى: دوري أبطال أوروبا، الدوري الفرنسي، وكأس فرنسا، في موسم واحد. هذا الإنجاز التاريخي يُدخله نادي الصفوة في القارة العجوز، حيث لا يوجد سوى عشرة أندية أوروبية سبقت باريس إلى هذا الشرف، من بينها مانشستر يونايتد، برشلونة، وبايرن ميونيخ. بهذا الإنجاز، انضم باريس إلى قائمة نخبوية تضم أندية صنعت تاريخ اللعبة الأوروبية من خلال التتويج بالثلاثية، مثل سيلتيك (1967)، أياكس (1972)، بي إس في آيندهوفن (1988)، مانشستر يونايتد (1999)، برشلونة (2009 و2015)، إنتر ميلان (2010)، بايرن ميونيخ (2013 و2020)، مانشستر سيتي (2023). وبين هذه الأسماء الكبيرة، لا يبرز فقط اسم باريس، بل يبرز أيضاً كممثل أول لفرنسا في هذا المحفل النادر.ولم يكن الطريق سهلاً، ولا هذا الإنجاز وليد لحظة. فالنادي الباريسي، الذي لطالما لاحق الحلم الأوروبي منذ بداية مشروعه الكبير مطلع العقد الماضي، عانى كثيراً في مشواره القاري. كانت لحظة الخسارة أمام بايرن ميونيخ في نهائي 2020 مؤلمة، والخيبات المتكررة في ربع النهائي ونصف النهائي عززت الشكوك، لكن الفريق واصل البناء بثبات، واستثمر في مشروع فني طويل الأمد، ليتوّج أخيراً بلقب دوري الأبطال في 2025، بعد سنوات من الانتظار والترقّب. هذا التتويج لم يأتِ في معزل عن الأداء المحلي المتكامل. باريس فرض سيطرته على الدوري الفرنسي منذ الأسابيع الأولى، وحسم اللقب بفارق مريح عن أقرب منافسيه. أما في كأس فرنسا، فقد أظهر الفريق صلابة ذهنية وقدرة على التعامل مع الضغوط، خصوصاً في الأدوار الإقصائية التي عادة ما تكون فخاً لكبار الفرق. ومع رفع الكأس، أصبح الموسم المحلي مثالياً، لكنه لم يكن كافياً من دون تلك الكأس الأوروبية ذات الأذنين. نهائي دوري الأبطال جاء ليتوج عمل موسم كامل، بل سنوات من العمل الإداري والفني، وشهد تتويجاً طال انتظاره. باريس لعب بثقة، وقدم كرة جماعية حديثة، جمعت بين التنظيم التكتيكي والمهارة الفردية، ليحقق أول ألقابه في البطولة الأغلى على مستوى الأندية ونتيجة تاريخية قوامها 5 أهداف، لتكون الأكبر في نهائيات البطولة وعلى حساب نادٍ عريق مثل إنتر ميلان. ولم تكن هذه مجرد بطولة تضاف إلى خزانة النادي، بل كانت لحظة ولادة حقيقية له كـ «قوة أوروبية مكتملة». هذا الموسم قد يُعدّ تتويجاً، لكنه في الوقت ذاته إعلان عن ولادة حقبة جديدة في تاريخ النادي. لم يعد باريس يُنظر إليه كنادٍ يملك المال والنجوم فقط، بل ككيان رياضي ناجح، قادر على كتابة تاريخه بأقدامه لا بأرقامه. لقد أثبت أن التخطيط، الصبر، والاستمرارية، قادرة على جلب المجد، مهما طال الانتظار. باريس سان جيرمان لم يفز بثلاث بطولات هذا الموسم فقط، بل انتصر على الشك، على الذاكرة المثقلة بالإقصاءات، وعلى حكاية لم تكتمل لسنوات… واليوم، ها هو يتوّج ببطولة العمر.