بوابة الوفد:
2025-10-14@01:48:20 GMT

التنوير.. المعركة مستمرة 2

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

-على مدى أربعين عامًا (قضيت منها 35 عامًا فى هذه الصحيفة العريقة) كانت جريدة الوفد فى طليعة دعاة التنوير فى هذا الوطن، المنكوب ببعض نخبته، التى تعانى ازدواجية رهيبة، وانفصالًا بين الأقوال والأفعال. حرقتهم المواقف والأفكار وباتوا كورق الكلينكس لا قيمة له. بقى أمل التنوير وبقى الوفد، وبقى أيضا هذا الفصيل الضئيل مدعى الثقافة والاستنارة رغم ازدواجيته الشديدة!

فى الأوساط الثقافية كلما اطلت برأسها فكرة نص جرىء لشاعر ما، يواجه بتهمة جاهزة وهى تعرضه للذات الإلهية ووجب إقامة الحد عليه، وهو الطرد من جنة الوسط ! حدث هذا مع كثيرين، منهم من حقق معه فى اتحاد الكتاب، بسبب نصوص وردت فى ديوانه! بعض الخبثاء يتطوعون بكتابة تقرير بأن الشاعرة يقصد إهانة الذات الإلهية، حاشا لله فى بلد يعج بملايين المآذن، وتعلو فيه كلمة الله فى كل وقت، وتسعون بالمائة من المحال فى البلدان والقرى لا صوت فيها يعلو على صوت مذياع القرآن، ان يكون هناك عاق لله جل علاه.

انما الخطأ يعود إلى فهم مغاير لطبيعة النص الأدبي، الذى هو حمال اوجه، وفيه ما يمكن استلهامه فى الشعر والنثر والرواية من دون أن يكون هذا التناص الأدبى مع القرآن اجتراء على الله!

لكن يقولون لك فى واقعة كالتى اشرت اليها- وهى ليست خاصة فقد حققتها النيابة، وزينت «الكلابشات» ايدى كاتب النصوص.. وأمضى أيامًا فى السجن، حتى «يبان له اصحاب».. ثم حفظت القضية!

منحت عضوية اتحاد الكتاب لعشرات من هؤلاء الذين لا يتمتعون بالخيال ولا القدرة على التفرقة بين الإبداع فى النص الأدبى، والقداسة فى النص الدينى، الذى هو بالأساس قابل للتأويل، وهناك مشايخ يختلفون فى فهم النص الواحد.. والمؤكد أنه لولا تعددت الأذواق لبارت السلع كما يقول المثل الشهير.

فى سابقة خطيرة كان المستشار ثروت الخرباوى يطبع كتبه التى فضحت الاخوان المسلمين من الداخل فى الهيئة العامة للكتاب، وبعد طباعتها كان يفاجأ بأنها لا تعرض على الأرفف! كان الموظفون «يدشتونها» ويلقون بها أرضًا وإذا سأل أحد عنها قالوا إنها غير موجودة أو نفدت أو أى شيء.. وحاول الرجل وهذا كلام مثبت فى مناسبات عامة أن يلفت نظر رئيس الهيئة لهذا وبالدليل القاطع ودون جدوى!

الاختراقات الاخوانية وصلت إلى مفاصل كثيرة، حتى أن طباعة قصور الثقافة لمؤلفات طه حسين نفسه تسببت فى إبعاد (استقالة) مسئول النشر السابق فى الهيئة! طه حسين رائد التنوير الذى تعيد كبريات دور النشر فى العالم العربى كله طباعة كتبه، يرفض بعضهم فى هيئة قصور الثقافة إعادة نشر كتبه.

«الهم ما يتلم أمام الوزير الجديد».. المبدعون أنفسهم يعترفون بذلك ويكتبونه، ويحزنون لعملية «سلفنة» المجتمع، فما الذى كسبناه رغم إسقاطنا للإخوان، بعد أن خبرنا بأنفسنا ماذا فعلوا فى هذا الوطن خلال عام واحد فقط.

المعركة مستمرة، والمثقفون والأدباء الذين تورطوا فى دعم الإخوان ووجب عليهم أن يعتذروا من الشعب، إذا كانوا لا يزالون فى الركب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جريدة الوفد

إقرأ أيضاً:

مصر تصنع السلام

مرة بعد أخرى، وعلى مدار عقود، تثبت مصر للعالم، أنها الرقم الصعب والمؤثر، فى معادلة الشرق الأوسط، والتأكيد أن استقرار المنطقة لا يمكن تحقيقه بدون دورها المباشر والفاعل.
لقد نجحت مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى إنجاز اتفاق جديد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، دخل حيز التنفيذ مؤخرًا، بعد جهود دبلوماسية وأمنية قادتها الدولة المصرية بهدوء وحنكة، وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة، الذى تحرك باحترافية عالية، حسمت كثيرًا من التعقيدات، كما أذابت جليد التوتر بين الطرفين فى ملفات شائكة.
لم يكن هذا التحرك المصرى مفاجئًا، خصوصًا أن مصر تحمل على عاتقها منذ عقود مسئولية دعم القضية الفلسطينية، حيث حرصت على دفع كافة الأطراف نحو حل يوقف نزيف الدم ويحفظ ما تبقى من الأمل فى مستقبل أكثر أمنًا.
تلك التحركات المصرية تمت عبر قنوات مفتوحة مع جميع الفاعلين الدوليين والإقليميين، بعيدًا عن الاستعراض، و«الشو الإعلامى»، لكنها كانت فائقة الدلالة، من حيث التوقيت والدقة وتحقيق الهدف.
فى قلب تلك الأحداث، برزت شرم الشيخ (مدينة السلام)، كمساحة آمنة للحوار، حيث استضافت اللقاءات الحاسمة وسط إجراءات أمنية مشددة، عكست مدى جاهزية الدولة لحماية مسار التفاوض بكل ما أوتيت من إمكانات، ومعها شعر الجميع أنهم آمنون، حيث الأمان والسرية والاحترافية، وهذا ما ساعد على خلق مناخ تفاوضى حقيقى، يعلو فيه صوت العقل والحكمة.
الرئيس السيسى، بثقله السياسى وحضوره الإقليمى، أعاد التأكيد أن السلام ليس مجرد خيار، بل ضرورة لحماية أمن المنطقة بأكملها، وأن مصر لن تتردد فى استخدام ما لديها من تأثير وعلاقات للدفع باتجاه الحل العادل والدائم، ثم جاءت الإشادات الدولية الأخيرة لتعكس هذا الدور القيادى، تأكيدًا أن القاهرة لا تزال قادرة على جمع المتناقضات وصياغة توافقات وسط الدمار.
كما لا يمكن إغفال الدور الذى لعبه رجال المخابرات العامة المصرية، الذين خاضوا جولات طويلة من الحوار غير المعلن، بتكليف مباشر من القيادة السياسية، وبتنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية، فكانوا صقورًا فى الرؤية، وثابتين فى المواقف، وعاملًا حاسمًا فى صياغة الاتفاق النهائى.
تلك التطورات، تتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب إلى مصر، للمشاركة فى قمة السلام، إذ تعتبر إشارة جديدة لإدراك واشنطن بأن مفاتيح الحل الحقيقى تبدأ من القاهرة، لا من غيرها، حيث إنها بتاريخها وثقلها، تبقى حجر الأساس فى أى عملية سلام، والضامن الأهم لأى استقرار فى المنطقة.
وفى الختام، لا يمكن النظر إلى هذا الاتفاق إلا كخطوة أولى على طريق السلام الطويل، الذى تقوده مصر بثبات، بتاريخها السياسى العميق، وقدرتها على الجمع بين الواقعية والالتزام، إذ أثبتت أنها الأجدر بهذه المهمة، لأن السلام لا يُصنع بالشعارات، بل بالثقة، والهدوء، والعمل المتواصل، وهى عناصر أصبحت اليوم عنوانًا للدور المصرى المتجدد فى الشرق الأوسط.
[email protected]

مقالات مشابهة

  • ذكرى رحيل فتى الشاشة الأول.. رحلة محمود ياسين في عالم الفن
  • موت الناقد
  • مصر تصنع السلام
  • محافظ القاهرة: أجهزة المحافظة مستمرة في تكثيف أعمال الرقابة علي كافة السلع
  • 7 أسباب تجعل السيارات الكهربائية المستقبل الآن
  • "المعركة لم تنته بعد".. هل يلمّح نتنياهو لعودة الحرب؟
  • طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحرب
  • نتنياهو: المعركة لم تنجز ولا يزال لدينا تحديات أمنية
  • اليوم.. نظر دعوى إلغاء نصوص «الاعتداء على قيم الأسرة» لمخالفتها الدستور
  • اليوم ..نظر دعوي عدم دستورية نصوص الاعتداء على قيم الأسرة وملاحقة "التيك توك"