بتجرد:
2025-08-01@02:48:27 GMT

Eric.. خليط متجانس من التعاطف والانزعاج!

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

Eric.. خليط متجانس من التعاطف والانزعاج!

متابعة بتجــرد: خليط عجيب من الأنواع الفنية والحكايات يجده المشاهد في مسلسل Eric، الذي بدأ بثه مؤخراً على منصة “نتفليكس”، خليط قد يبدو غير متجانساً أو مزعجاً أحياناً، لكن ذلك لن يمنعه، غالباً، من الاستمرار في المشاهدة بترقب واستمتاع.

يتكون Eric من 6 حلقات، يصل زمن كل منها إلى ما يقرب من الساعة، بمجمل 5 ساعات ونصف الساعة تقريباً، وهو زمن يبدو طويلاً أيضاً بالنظر إلى أحداث المسلسل، التي تدور حول شخصيات محدودة خلال أيام معدودة تتمحور حول خط رئيسي، وبضعة خطوط فرعية تبدو، أحياناً، مقحمة وفائضة.

على أي حال، ليس هذا من الأعمال التي تثير انطباعاً واحداً لديك، بالإعجاب أو النفور أو اللامبالاة، وحتى العناصر الفنية المفردة يمكن أن تثير لديك انطباعات متناقضة.

خذ عندك، مثلاً، أداء بطل العمل الممثل الإنجليزي اللامع بيندكت كامبرباتش، الذي يلعب الشخصية المحورية بالمسلسل، وهي شخصية “فينسنت” صانع ولاعب العرائس، الذي يعاني من مشاكل نفسية ناتجة عن علاقته المعقدة بأبيه المليونير سارق الفقراء، وأمه عديمة الحس بأي شئ خارج نطاق اهتمامها بطلاء أظافرها وحياتها اليومية المرفهة، هذه العلاقة أدت بـ”فنسنت” إلى هجر منزل العائلة، والعيش صعلوكاً مع زوجته ابنة الطبقة المتوسطة، والتي أنجب منها صبياً يحمل موهبة أبيه في الرسم.

بطل لا يتمتع بالبطولة

التمرد الذي تتسم به شخصية “فنسنت” يطال كل شئ وشخص حوله، وينعكس سلباً على علاقته بزوجته، ثم ابنه، وبرؤساء وزملاء العمل في برنامج الأطفال التليفزيوني الذي يقدمونه. 

تذكرنا شخصية “فنسنت” بشخصية “كريج” بطل فيلم Being John Malkovich، التي أداها جون كوزاك، لكن “فنسنت” هنا أكثر عصابية وعنفاً، يضاف إلى ذلك إدمانه للكحول والمخدرات، ومع أداء كامبرباتش الذي يتسم كعادته بالحيوية الزائدة ودفع الأمور إلى الحافة، فإن شخصية “فنسنت” لا تثير التعاطف بقدر ما تثير الغضب والانزعاج الشديد أحياناً.

في أحد المشاهد، وقد فقد ابنه ذات صباح وزوجته اتهمته بقتل الولد، وتم اعتقاله قبل أن يثبت براءته فيتم إخلاء سبيله، يذهب “فنسنت” ليسهر ويشرب ويتعاطى ويرقص حتى الصباح، ويتحدث إلى شخصية نسجها خياله، الوحش اللطيف “إريك” (الذي يذكرنا بالوحش سوليفان، أو شلبي، من سلسلة أفلام Monsters, inc).

في مشهد آخر يقترب “فنسنت” جداً من العثور على ابنه المفقود، ولكنه يضيعه بسبب انجذابه إلى سيجارة مخدر قوي، يشحذها من أحد المتسولين.

بشكل عام كامبرباتش ممثل قوي للغاية، وليس هناك مشكلة في أن يلعب دور شخصية شريرة أو سلبية تثير لدى المشاهد الخوف أو الرفض أو الكراهية، فكم من ممثل كبير تفنن في أدوار الشر، ولكن المشكلة هنا أن المسلسل يدعونا إلى التعاطف معه، بحكم كونه الشخصية الرئيسية، كما يضع الحل على يديه في النهاية، كعادة الأفلام، والتحول الذي يمر به هو أساس فكرة المسلسل: أن على المرء أن يتخلص من عقد طفولته حتى لا ينقلها إلى أبناءه، ولكن هذا التحول يتم “سلقه” في النهاية بشكل مفاجئ.

لا شك أن بيندكت كامبرباتش يتمتع بكاريزما وقدرة على بث الحياة في أي شخصية يلعبها، وهو هنا يبذل مجهوداً هائلاً، ولا يبخل على الدور باي مظهر سلبي أو قبيح أو مهين، وبالطبع يصبح محور الضوء والجاذبية في أي مشهد يلعبه، ولكن ذلك لا يمنع المشاهد من عدم الارتياح أحياناً، أو كثيراً، بسبب رفضه للشخصية التي يفترض أن تكون بطلة وحاملة قيم العمل الأخلاقية والإنسانية.

بطل مواز مثير للخلاف

بجانب شخصية فنسنت هناك بطل آخر للعمل، هو المحقق الأسود مايكل بأداء ماكينلي بيلشر، وقصة مايكل والأحداث التي يمر بها في المسلسل خط مواز، ولا يكاد يكون له علاقة بخط الطفل المفقود وبحث أبيه عنه، ويمكنها أن تصنع فيلماً أو مسلسلاً مستقلاً: المحقق الشريف “المختلف” عرقياً أو جنسياً أو طبقياً عن الوسط المحيط به، الذي يتصدى للفساد الجمعي المنظم داخل قسم الشرطة أو الحي أو المدينة كلها.

“مايكل” هو الشخصية الأكثر إيجابية ونزاهة وتأثيراً في دراما المسلسل، لكن “اختلافه” يمكن أن يثير حفيظة أو عدم رضاء قطاع من المشاهدين أيضاً، الشئ نفسه ينطبق على شخصية الزوجة التي تؤديها جابي هوفمان، فهي رغم رقتها وحبها لزوجها وابنها حادة الطباع بشكل زائد، ويتبين لاحقاً أنها خائنة وحبلى من رجل آخر، ما يجعل المشاهد متحفظاً وغير قادراً على التعاطف معها أيضاً.

ربما يكون الصبي الصغير الذي يؤدي دوره إيفان موريس، وشخصية الرسام المتشرد الأسود الذي يحميه من الضياع هما الشخصيتين الأكثر إثارة للتعاطف، وإن كانت مساحة دورهما وتأثيرهما محدودين للغاية.

اختيارات غامضة الأسباب

لسبب غامض، المسلسل إنجليزي ولكن الأحداث تدور في مدينة نيويورك، ولسبب غامض تدور الأحداث في الثمانينيات وليس العصر الحالي، مع أن الفترة التاريخية ليست مرتبطة بالفكرة والقصة التي يمكن أن تدور الآن بسهولة، ولكن ربما تكون الأسباب “فنية” متعلقة بنوعية التصوير والألوان والملابس والمزاج العام الذي يثيره العمل.

ويمكن أن نلاحظ هذه المسألة على العديد من انتاجات “نتفليكس” (وغيرها) خلال السنوات الأخيرة، إذ هناك اتجاه لأن تكون الأعمال في حقبات زمنية وأماكن غير مألوفة، وخاصة أن مؤلفة العمل آبي مورجان لديها ولع بفترة الثمانينيات (من أشهر أعمالها فيلم The Iron Lady الذي يتناول شخصية رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت ثاتشر والذي لعبت بطولته ميريل ستريب).

مخرجة العمل امرأة أيضاً هي لوسي فوربس، ولكن كون العمل من تاليف وإخراج امرأتين لا يعني أنه محمل بهم أو فكر نسوي أو أنثوي، بل تكاد تكون فيه النسوية والإناث أكثر سلبية وضعفا بشكل ملفت للنظر.

من الصعب أيضا تحديد النوع الفني للمسلسل، جزئياً ينتمي لنوعية “الأطفال المفقودين” ورحلة البحث عنهم التي تكشف أسراراً، وجزئياً ينتمي لنوع الصعلوك المتمرد على أسرته الذي يتحتم عليه التصالح مع اشباح الماضي، وجزئياً ينتمي لنوع البطل المختلف الذي يواجه الفساد، وشعار الفيلم الذي يتكرر هو “كن مختلفاً”، وهذه الخطوط تسير بالتوازي، وقلما تتلاقى.

هذا عمل يحمل مزيجاً عجيباً غريب الطعم، جذاب ولاذع ومُر في الوقت نفسه، عمل لن يصيب مشاهده بالملل أو الرفض، ولكنه لن يشعره بالارتياح أيضاً. 

main 2024-07-25 Bitajarod

المصدر: بتجرد

إقرأ أيضاً:

خالد أبو بكر: نقدر الجهود الحالية ولكن لا بد من محاسبة حال وجود تقصير

أكد الإعلامي خالد أبو بكر أنه من الضروري انتظار بيان الحكومة المرتقب بشأن أزمة الكهرباء في محافظة الجيزة قبل إطلاق أحكام نهائية، مشددًا على أهمية بناء التحليل والمحاسبة على معطيات دقيقة وواضحة تصدر من الجهات الرسمية.


وأوضح أبو بكر، خلال تقديم حلقة اليوم من برنامج "آخر النهار"، عبر قناة "النهار"، أن الاجتماع الحكومي المزمع عقده قد يكون فرصة لوضع النقاط على الحروف، عبر توضيح الأسباب الحقيقية لما جرى، وجدول الإصلاح، وتفاصيل التعويضات – إن وُجدت – للمواطنين المتضررين من انقطاع الكهرباء والمياه في عدد كبير من المناطق الحيوية.


وأشار إلى أن أي نجاح تحققه وزارة الكهرباء في توفير التيار في ظل أزمة الصيف يجب أن يُقدّر، بشرط أن يكون مرفقًا بخطط إصلاح شاملة وتواصل شفاف مع الرأي العام، وأضاف: "إذا ظهر أن هناك تقصيرًا أو ضعفًا في الصيانة أو المتابعة، فيجب ألا نتردد في النقد والمحاسبة".


وختم خالد أبو بكر بالتأكيد على أن الصيانة الدورية أمر لا يمكن تجاهله، وقال: "ما حدث يستوجب التساؤل: لماذا تعطلت المحطة؟ وأين كانت إجراءات الوقاية؟ لا يجوز أن تنقطع الكهرباء عن بيت مصري ويبقى المواطن صامتًا. هذه أبسط حقوقه".

طباعة شارك خالد أبو بكر اخر النهار انقطاع الكهرباء

مقالات مشابهة

  • السوداني يوجه بإزالة جميع المعوقات التي تعترض مشاريع الطاقة
  • رئيس جامعة القاهرة: الابتكار بصمة شخصية ونستهدف ربط الجامعة بالصناعة والاستثمار
  • استشهاد شاب فلسطيني في سلواد في هجوم للمستوطنين طال أيضا رمون وأبو فلاح
  • صبا مبارك تنتظر «220 يوماً»
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • ظفار تنتظرك.. ولكن ليس على نقالة!
  • الفنان حسن سبايلة في المسلسل الكويتي «أعوام الظلام»
  • خالد أبو بكر: نقدر الجهود الحالية ولكن لا بد من محاسبة حال وجود تقصير
  • حمود وأبوه.. الدراما السعودية تعود بنكهة شبابية
  • فدوى عابد: أحببت شخصية سماح فى «فات الميعاد».. ولا أضع توقعات لأعماليl خاص