الفتنة نائمة فهدهدوها ولاتوقظوها
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
بقلم: هادي جلو مرعي ..
زيارة رئيس تحالف السيادة الشيخ خميس الخنجر الى أحد المساجد في بغداد التي شهدت إحتكاكا نتيجة سوء فهم ويقع في منطقة تنوع فكري وعقائدي، وتأكيده على حرمتها وصيانتها وضرورة جعلها أماكن لدعم السلم ومبادىء التسامح والمحبة أمر غاية في الأهمية في هذه المرحلة الإنتقالية التي لاتحتمل الذهاب الى مواضع التشكيك والتدافع الفكري غير المحمود الذي يثير الضغائن حول قضايا محل جدل وحوارات مستمرة قد لاتؤدي الى نتائج لإعتبارات مرتبطة بتمسك كل فرد برؤية وتصور لايحيد عنهما خاصة وإن العالم الإسلامي برمته يمثل منظومة فكرية وعقائدية تشهد تزاحما وتفسيرات وتأويلات لكل فعل ولكل حدث ولكل قول ولكل موقف فإذا إنزاح أحد ما الى تلك الدائرة أخذ معه غيره وتجمع كثر حول طاولة لن يتفقوا بعد قيامهم عنها بل سيزيد الإحتقان والفرقة والأجدر أن يفكر المسلمون في الحوار ليتعايشوا لا ليقنعوا بعضهم البعض بصحة معتقد على حساب الآخر حيث اللاجدوى من ذلك مع تأصل الأفكار وتجذرها في النفوس والعقول.
نحن اليوم نغادر مرحلة مأزومة دفع ثمنها العراقيون جميعهم دون إستثناء، فبعد دخول القوات الأمريكية الى العراق في التاسع من نيسان عام 2003 كانت التوقعات تشير الى تشكيل نظام سياسي متوازن غير إن إعلان الولايات المتحدة نفسها بلد إحتلال للعراق وفقا لقرار أممي جعل الأمور تأخذ منحى آخر أكثر حدة وتطرفا مع تصاعد الرفض للوجود الأمني وإعلان قوى محلية وإقليمية المقاومة للوجود الأجنبي ويبدو إن الطائفية كانت سلاحا مؤثرا له الطامعون في الساحة العراقية والباحثون عن نفوذ وتأثير وقد إنساق البعض الى الدعاية الطائفية المقيتة وكان الشعب هو الضحية ولعل من مؤشرات ذلك قرار الجنرال ديفد بترايوس قائد القوات الأمريكية المحتلة في العام 2007 بوضع حواجز كونكريتية لعزل الأحياء السكنية عن بعضها بحجة منع الإحتكاك الطائفي وكان ذلك في جانبي الكرخ والرصافة من العاصمة بغداد دون السعي لإنهاء المشكلة التي تماهى معها النظام السياسي والإعلام والجوار الدولي الذي إستثمر ذلك لصالحه ولم يبذل جهدا لوقف تداعيات ماجرى في حينه.
مغادرة الأزمة الطائفية وترتيب أوراق البيت العراقي يمثل شراكة وليس مسؤولية تقع على طرف دون آخر فالديانات والمذاهب والقوميات تنوع جيد ومن المعيب تحويله الى مشكلة لإن إنعكاسات ذلك غاية في السوء تحول أي بلاد الى ساحة فوضى وتنازع وعدم ثقة وتعطل حركة البناء والإعمار والإستثمار وتقلل فرص النجاح والتواصل مع الخارج الذي لايمكن له الوثوق بفرص يعرضها الداخل مالم تكن عوامل الأمن وقوانين الإستثمار والضرائب وسمات الدخول والعمل مهيئة بالكامل واهم من ذلك عندما يكون هناك توافق سياسي وسلم أهلي وبيئة سياسية وأمنية ملائمة تدفع الخارج الى الدخول والبحث عن فرص إستثمار حقيقية تعود بالنفع على المواطنين والمؤسسات المحلية، ونحن بحاجة الى ترويج أفكار أكثر مرونة وإعتدالا بين مواطنينا ودفعهم الى التفكير بالمشتركات طالما إنهم يسقون زروعهم من ذات النهر ويستخدمون ذات الطريق وينظرون الى ذات السماء ويتنفسون ذات الهواء ووجوههم تتشابه ولسانهم واحد عربي فصيح ودياناتهم ومذاهبهم هي مذاهب وديانات الله لإنها إجتهادات وتعاليم ودورس ومدارس فهي أفكار تتلاقى وليست سيوف ورماح تشتبك في ميدان معركة وإذا ماكان لابد من الصراع فليكن محصورا في ساحة الفكر والمعرفة وعلى الجميع أن يتحرك نحو هدف أسمى وهو الإنسانية التي هي بوتقة ينصهر فيها الدين والمعرفة والعشيرة والتاريخ والجغرافيا والحضارة برمتها التي صنعتها عبر آلاف من السنين معارف وحكم وتضحيات وقرارات حاسمة.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
بولتون الذي تجاوزه التاريخ يواصل دعم دعاية البوليساريو
زنقة 20 | متابعة
عاد جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق في عهد إدارة دونالد ترامب، إلى واجهة النقاش السياسي الدولي بموقف لافت يعيد فيه تأييده لجبهة البوليساريو والجزائر، في وقت تحظى فيه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية بدعم 116 دولة عبر العالم.
وفي مقال رأي نشره مؤخرًا، جدّد بولتون دعوته إلى تنظيم استفتاء لتقرير مصير سكان الصحراء، مستندًا إلى القرار الأممي 690 الصادر عام 1991، الذي أسس لبعثة المينورسو.
واعتبر بولتون أن هذا المسار هو السبيل الأنسب لتسوية النزاع، محذرًا من “تنامي النفوذ الروسي والصيني في منطقة غرب إفريقيا” في حال استمرت الولايات المتحدة في دعم الموقف المغربي.
وفي دفاعه عن البوليساريو، رفض بولتون الاتهامات التي تربط الجبهة بالإرهاب أو بالتعاون مع إيران، مشيرًا إلى تقارير نشرتها صحيفة واشنطن بوست ومصادر أخرى تؤكد نفي كل من الحكومة السورية والبوليساريو لأي علاقة بميليشيات أجنبية دربتها طهران في سوريا.
كما أشار إلى أن هذه “الدعاية”، على حد وصفه، قد أثرت في بعض المشرّعين الأمريكيين، مثل الجمهوري جو ويلسون، الذي قدّم مشروع قانون يصنّف البوليساريو كمنظمة إرهابية.
وأضاف بولتون أن “الصحراويين لم يكونوا يومًا عرضة للتطرف”، معتبرًا أن ربطهم بالدعاية الشيعية الإيرانية لا يستند إلى وقائع، خاصة في ظل وجود طويل الأمد للمنظمات الدينية والمدنية الأمريكية في مخيمات تندوف، والتي تقدّم خدمات إنسانية وتعليمية.
وتجاهل بولتون الوقائع الأمنية التي تشير إلى صورة مغايرة، حيث كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت، في أكتوبر 2019، عن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على الإرهابي عدنان أبو وليد الصحراوي، وهو عضو سابق في البوليساريو، انضم لاحقًا إلى داعش وقاد عمليات دامية في منطقة الساحل.
كما ذكر روبرت جرينواي، مدير مركز أليسون للأمن القومي التابع لمؤسسة “هيريتيج” المحافظة، بأن جبهة البوليساريو كانت مسؤولة عن مقتل 5 مواطنين أمريكيين في هجوم وقع عام 1988، وهو ما يعزز المطالبات داخل الكونغرس بتصنيفها ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية.
وتأتي مواقف بولتون هذه رغم اعتراف إدارة ترامب، في ديسمبر 2020، بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وهو القرار الذي سبق أن انتقده بولتون بشدة، معتبراً أنه “تخلى عن مسار الشرعية الدولية”.
ويُشار إلى أن دعوة بولتون لإجراء استفتاء تأتي في ظل واقع دولي جديد، حيث تخلت الأمم المتحدة رسميا عن هذا الخيار منذ أوائل الألفية الثالثة، في عهد الأمين العام الأسبق كوفي عنان، الذي قرر حل اللجنة المكلفة بتحديد المؤهلين للمشاركة في الاستفتاء، لعدم توافق الأطراف.