معارك محتدمة في الخرطوم ومقتل اثنين في معسكر للنازحين بالفاشر
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
أفادت مصادر محلية للجزيرة أن طيران الجيش السوداني شن خلال الساعات الماضية سلسلة غارات مكثفة على مواقع قوات الدعم السريع جنوب وشرق مدينة الخرطوم ومنطقة شرق النيل.
وقالت المصادر إن قوات الدعم السريع أطلقت النار من مضادات أرضية.
كما قالت مصادر محلية للجزيرة إن الطيران الحربي للجيش السوداني شن مساء أمس غارات على مواقع للدعم السريع في منطقة أم صميمة غربي مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.
وأضافت المصادر أن الغارات الجوية استهدفت مخازن للذخيرة وتجمعات لقوات الدعم السريع، وهذا أوقع قتلى وجرحى يصعب حصرهم بسبب تشديد إجراءات حراسة مشفى المدينة من قبل الدعم السريع منذ سيطرتها على المنطقة في أغسطس/آب من العام الماضي.
من جهة ثانية، قال الجيش إنه حقق نصرا، بالتعاون مع القوات المشتركة، على قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان.
وأضاف إعلام الجيش السوداني على منصة إكس، أنه دمّر مركبات قتالية في حين استسلمت أخرى.
وكانت قوات الدعم السريع استهدفت بالمدفعية السوق الكبير ومحيط قيادة الجيش السوداني، بمدينة الفاشر.
قصف نازحين
وفي الفاشر أيضا، قالت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك للنازحين إن شخصين قُتلا وأصيب 8 آخرين اليوم الخميس؛ إثر سقوط قذائف على المعسكر.
ومنذ العاشر من مايو/أيار الماضي تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش والدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من تداعياتها على المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور (غرب).
وأفادت الغرفة (متطوعون) في بيان، بأن أكثر من 10 قذائف سقطت في معسكر أبو شوك؛ جراء القصف العشوائي من قبل الدعم السريع. وأضافت أن القصف أودى بحياة اثنين وأصاب 8 آخرين.
وعلى صعيد مواجهاتها مع الجيش، قالت قوات الدعم السريع، في بيان، إنها سيطرت على مدينة السوكي بولاية سنار جنوب شرق البلاد. ولم يتوفر على الفور تعقيب من الجيش في هذا الشأن.
والسوكي هي رابع مدينة بولاية سنار تشهد معارك بين الجيش والدعم السريع، إلى جانب مدن سنار والدندر وسنجة منذ 24 يونيو/حزيران الماضي.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش والدعم السريع حربا أسفرت عن نحو 15 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتتزايد دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
حرب المسيّرات تغيّر قواعد اللعبة في السودان… «الدعم السريع» يوسّع سيطرته من الجو
دخل الصراع المستمر في السودان مرحلة جديدة وغاية في التعقيد، بعد أن حولت قوات الدعم السريع المواجهات على الأرض إلى حرب جوية مسيّرة، عبر تنفيذ سلسلة من الهجمات الدقيقة بالطائرات بدون طيار على مواقع استراتيجية في بورتسودان والخرطوم وكوستي ومروي وأم درمان، ما يعيد رسم معادلة النزاع ويهدد بإطالة أمد الحرب لسنوات.
ووفقًا لتقرير نشره موقع “سودان تربيون”، نفذت قوات الدعم السريع 17 هجومًا مسيّرًا استهدفت خلالها قواعد عسكرية، مطارات، منشآت للطاقة ومستودعات وقود، في إطار تصعيد يُفهم على أنه محاولة لفرض واقع عسكري جديد يضعها على قدم المساواة مع الجيش السوداني في السيطرة على الأجواء.
وصرّح مصدر في الدعم السريع للموقع ذاته، أن أبرز الأهداف شملت قاعدة وادي سيدنا الجوية شمال العاصمة، والتي تعرضت لهجوم في مايو الماضي، إضافة إلى منشآت استراتيجية في عطبرة وكوستي ومروي.
في المقابل، رد الجيش السوداني باستعادة السيطرة على مدينة الصالحة جنوب أم درمان نهاية مايو، وضبط ترسانة من الطائرات المسيّرة الحديثة وأجهزة تشويش، ما يشير إلى حجم وتعقيد المواجهة التقنية بين الطرفين.
ويصف خبراء عسكريون هذه المرحلة بأنها نقطة تحول حاسمة في مسار النزاع. وقال العميد المتقاعد في سلاح الجو السوداني، عادل عبد اللطيف، في حديثه لـ”سودان تربيون”، إن الطائرات المستخدمة من قبل الدعم السريع تنتمي إلى فئة MALE (متوسطة الارتفاع وطويلة التحليق)، ويمكنها البقاء في الجو نحو 30 ساعة وتنفيذ مهام استخباراتية وقتالية عالية الدقة.
كما كشفت تقديرات حكومية أن الدعم السريع استخدم طائرات صينية من طراز FH-95، وهي مسيّرات متعددة المهام قادرة على شن هجمات دقيقة من مسافات بعيدة.
وأشار عبد اللطيف إلى أن الجيش فقد السيطرة المطلقة على المجال الجوي، مؤكداً أن قوات الدعم السريع “كسرت احتكار سلاح الجو للمجال الجوي”، في تطور يصفه بالمفصلي في توازن القوى.
في هذا السياق، اعتبر عبد اللطيف أن الجيش لا يزال يستخدم الطائرات المسيّرة بصورة تكتيكية محدودة لدعم القوات البرية، مثل الهجمات الأخيرة على مطار نيالا، فيما تعتمد قوات الدعم السريع على المسيرات في ضربات استراتيجية موسّعة، تهدف إلى تقويض البنية التحتية الحيوية للجيش.
من جانبهم، يرى مراقبون سياسيون أن التصعيد الجوي يحمل رسالة ضغط مباشرة إلى رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لدفعه إلى الجلوس على طاولة المفاوضات.
لكن دبلوماسيًا غربيًا نبه لـ”سودان تربيون” إلى أن “الطرف المنتصر غالباً ما يفتقر إلى الحافز لتقديم تنازلات”، رغم إقراره بتغير اللهجة التفاوضية لدى قادة الجيش والدعم السريع مؤخراً، إذ “يشعر كل طرف أنه يمتلك زمام المبادرة”.
وأكد الدبلوماسي أن تحول الحرب إلى الجو يُدخل السودان في مرحلة بالغة الحساسية، خاصة مع وجود تدخلات إقليمية ودولية تعمّق تعقيدات النزاع.
ويرى خبراء أن تحقيق نصر حاسم لأي من الطرفين بات صعبًا، بسبب الخسائر البشرية والتقنية الفادحة، خصوصاً في القوات الجوية، التي تتطلب زمنًا طويلاً وموارد ضخمة لتعويضها.
وتشير هذه التطورات إلى أن الحرب في السودان لم تعد محصورة بالأرض، بل باتت تتحرك في فضاء أكثر تعقيدًا وخطورة، ما يزيد من مأساة المدنيين ويُبعد احتمالات الحل السياسي في المدى القريب.